الاثنين، 1 يناير 2024

من اشعار رامبو

 


كتب رامبو الشعر ونشره ابتداء من سن الخامسة عشرة، وتوقف وامتنع نهائيا عن الشعر وهو ابن العشرين، لكنه شغل العالم وسيشغله كثيرا بما أبدع من أشعار

عودة

كوميديا في ثلاث قبلات

كانت متجردة مما يسترها

وهنالك أشجار متطفلة ضخمة

تضرب بالأوراق زجاج النافذةِ

بخبث… عن قربٍ… عن قرب

جلسَــت في كرسيّ ضخم

شابكة ليديها، كانت في منتصف العري

وعلى أرض الحجرة تهتزان بحرية

أعني: قدميها الرائعتين الرائعتين

لاحظتُ ولوني لون الشمع

شعاعا رفافا يتسكع

ويرفرف في بسمتها

وعلى النهد… ذبابة ورد

قبلتُ الساقين الناعمتين

ضحكت هي في خبث ضحكتها

المتفتتة إلى بلور أغاريدٍ

وكرستال

قدماها، من تحت قميص شفاف

استأذنتا: : هل يمكن أن تنهي

أولى ترنيماتٍ بدرت عنها

ضحكتها المتوعدة بفرطِ عقابي

قبلتُ بلطف عينيها

الواجفتين بمسكنةٍ تحت شفاهي

دفعت رأسا يشعر بالإعياء

إلى الخلف… “وآه0 هذا أحسن

هل تسمح لي بمجرد كلمات

فطبعت بقية قبلاتي فوق النهد

جعلتها القبلة تضحك

ضحكتها الراغبة كثيرا أن

كانت متجردة مما يسترها

وهنالك أشجار متطفلة ضخمة

تضرب بالأوراق زجاج النافذة

بخبث..عن قرب..عن قرب

لنائم الوادي

إنها لفجوة خضراء حيث يتغنى نهر

ناشرا وبجنون على العشب هلاهيلَ

الفضةِ ، حيث الشمس، من الجبل الأشم

تلمع . ذاك وادٍ صغير يموج بالأشعة

ثمة جندي شاب – فمه مفتوح، رأسه حاسر

رقبته غائصة في ذاك البقل الأزرق الطازج

ينام: ممددا ما بين الأعشاب، وفي العراء

شاحبا في سريره الأخضر حيث يبكي الضياء

القدمان مندستان في البقول، ينام مبتسما مثلما

يبتسم طفل مريض، بل هو في إغفاءة بسيطة

أيتها الطبيعة! هدهديه بحرارة فهو بردان

ذلك الشذى لا يؤثر في أنفه

إنه ينام تحت الشمس ويده على صدره

وادعاً . وفجوتان حمراوان في جنبه الأيمن

عندما نشر رامبو هذه القصيدة عام 1870 في البروجريه أعطاها عنوان: رسم كروكي للحرب . هذه السوناتا صورة كاريكاتورية للحرب التي دارت ذلك العام1870  ويلاحظ أن ذلك الجندي ليس نائما وإنما قتيل . ويلاحظ أيضا التقابل بين الطبيعة الجميلة المسالمة وبين ويلات الحرب، وكذلك بين فجوة من الخضرة وفجوتين من الدماء

بوهيميتي

هذه ليست فانتازيا أدبية، ولكن رامبو يرسم هنا صورة لمعاناته الحقيقية حيث كان هكذا فعلا مابين السادسة عشرة وحتى العشرين

مثاليا : كان يرتدي معطفا قديما مستعملا لدرجة أن ذلك المعطف توقف عن أن يكون حقيقة بل صار شيئا مثاليا بعيدا عن الواقع الملموس


كنت أتمشى ويداي في جيبيّ المهترئين

معطفي هو الآخر صار مثالياً

تحت السماء يا ربة الشعر أسير مخلصاً لكِ

وآهٍ آه . كم من حب رائع به حلمتُ

سروالي الوحيد به ثقب هائل

كنت في جولاتي مثل الصغير الحالم “عقلة الأصبع”

أفرط القوافي ، وكان مقامي في ” الدب الأكبر”

وكان لنجوم سمائي حفيف جميل

طالما أصغيت إلى حفيفها وأنا جالس على حافة الطريق

في تلك الأماسي من سبتمبر كنت أستشعر

قطرات الندى على جبيني كخمر العافية

في الظلال الوهمية كنت أنظم أشعاري

أما قيثاري: فكنت أجذب شيئا طريا من حذائي الجريح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق