الأربعاء، 28 فبراير 2018

جائزة النقاد وافضل ممثلة وسيناريو للجزائر في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


اختتمت مساء الإثنين في مصر فعاليات الدورة الثانية من مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة والتي تحمل اسم المناضلة الجزائرية جميلة أبو حيرد. بحضور محمد عبد الخالق رئيس المهرجان وحسن أبو العلا مدير المهرجان وعدد كبير من الفنانين المصريين والأجانب والمناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد.
وأسفرت جوائز مسابقة الفيلم القصير عن منح لجنة التحكيم تنويها خاصا للفيلم الأمريكي «المرض المقدس» إخراج اريكا سكوكينجز، فيما فاز بجائزة أفضل سيناريو التي تحمل اسم الكاتبة لطيفة الزيات السيناريست ديمتريس كاتسميريس من اليونان عن فيلم «عدت يا أمي»، وفاز بجائزة أفضل إخراج التي تحمل اسم المخرجة بهيجة حافظ المخرجة إلزا ماريا جاكوبسدوتير عن فيلم «أتيليه» من الدنمارك. وفاز بجائزة أفضل فيلم التي تحمل اسم المنتجة آسيا داغر فيلم «بعد اللقاء» إخراج كيرسيكا سارى من فنلندا.
وأعلنت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل برئاسة المخرج الجزائري الكبير أحمد راشدي الجوائز، حيث منحت اللجنة تنويها خاصا للفيلم الصيني «الملائكة لا ترتدي البياض» إخراج فيفيان كو، وتنويها خاصا لفيلم «مستكة وريحان» من مصر إخراج دينا عبد السلام، وتنويها خاصا للممثلة نورة القسور عن دورها في فيلم «ليلى أم» من هولندا، وفاز بجائزة أفضل ممثل والتي تحمل اسم الفنانة نادية لطفي المثل جريجوري جاد بواه عن دوره فى فيلم «مخلوقات منقرضة» (بلجيكا – فرنسا)، وفاز بجائزة أفضل ممثلة والتى تحمل اسم الفنانة سعاد حسني الممثلة نادية قاسي عن دورها في فيلم «السعداء» من الجزائر.
وفاز بجائزة أفضل سيناريو والتي تحمل اسم الكاتبة لطيفة الزيات المخرجة والكاتبة صوفيا جامه عن فيلم «السعداء» من الجزائر، وفاز بجائزة أفضل إخراج والتي تحمل اسم المخرجة بهيجة حافظ المخرجة ميك ذي يونغ عن فيلم «ليلى أم» من هولندا، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة التي تحمل اسم المونتيرة رشيدة عبد السلام الفيلم المصري «زهرة الصبار»، إخراج هالة القوصي، وفاز بجائزة أفضل فيلم التي تحمل اسم المنتجة آسيا داغر فيلم «مخلوقات منقرضة» إخراج جيل بوردو (بلجيكا – فرنسا).
وأعلن الناقد عصام زكريا، رئيس لجنة تحكيم جائزة جمعية نقاد السينما المصريين والتي تحمل اسم الناقد الراحل سمير فريد، عن فوز فيلم «السعداء» من الجزائر بالجائزة.

مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: الفيلم الجزائري "أسوار القلعة السبعة" في عرض أول


ستجدد مدينة عنابة موعدها مع مهرجان الفيلم المتوسط، في طبعته الثالثة لهذه السنة من 21 إلى 27 مارس المقبل حيث ستستهل هذه التظاهرة بعرض أول للفيلم الجزائري الجديد "أسوار القلعة السبعة" للمخرج أحمد راشدي، حسبما علم من محافظ المهرجان سعيد ولد خليفة. وأوضح ولد خليفة بأن 17 بلدا متوسطيا أكدوا مشاركتهم في هذه الطبعة التي ستنظم تحت شعار "السلام في المتوسط" والتي ستستضيف بلجيكا كضيفة شرف. ومن مجموع 65 فيلما (إنتاج 2017 و 2018) يشارك في منافسة المهرجان للفوز بجائزة "العناب الذهبي" 15 فيلما طويلا. وستشهد فعاليات هذه الطبعة عرض أفلام قصيرة أنتجت بعنابة في إطار برنامج الورشات التكوينية التي نظمت في الطبعة السابقة لهذا المهرجان. وبالموازاة مع العروض السينمائية المبرمجة بقاعات المسرح الجهوي وقاعة السينماتيك و دار الثقافة محمد بوضياف سيتم ضمن فعاليات هذه الطبعة تنشيط ورشات تكوينية حول الصورة و الإخراج يؤطرها مختصون من بلجيكا.

الاثنين، 26 فبراير 2018

وفاة أسطورة السينما الهندية سريديفي كابور في دبي


الممثلة الهندية الشهيرة سريديفي كابور التي تعد من أوائل نجمات بوليوود توفيت في دبي عن عمر 54 عاماً بعد إصابتها بسكتة قلبية.
وسريديفي متزوجة من المنتج بوني كابور ولها ابنتان هما جهانفي وخوشي. وكانت النجمة الهندية الراحلة في دبي لحضور زفاف عائلي وفارقت الحياة في ساعة متأخرة من مساء أمس.
وامتدت مسيرة سريديفي الفنية خمسة عقود، وشاركت في 300 فيلم وحصلت في العام 2013 على وسام «بادما شري»، رابع أعلى وسام مدني في الهند.
وولدت سريديفي، واسمها الحقيقي شري أما يانغر أيابان، في ولاية تاميل نادو في جنوب الهند. وبدأت التمثيل وهي في سن الرابعة وظهرت في عدد من الأفلام بلغة التاميل في ستينات وسبعينات القرن الماضي لتترك الدراسة في نهاية المطاف حتى تتفرغ للعمل في السينما. ومثلت سريديفي بلغات متعددة من بينها التاميلية وقدمت أدواراً إلى جانب نجوم كبار مثل كمال حسن وراجينيكانث.
ودخلت سريديفي عالم بوليوود العام 1979 بفيلم «سولفا ساوان» (الربيع السادس عشر)، لكنها لفتت أنظار السينما الهندية إليها في فيلم «صدمة» العام 1983. وفي العام نفسه حجزت سريديفي لنفسها مكانا بين كبار نجمات بوليوود من خلال الفيلم الناجح «هيماتوالا» (الشجاع).
وخلال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي أمتعت سريديفي الجمهور بأفلام تلعب فيها النساء أدوار البطولة مثل «تشاندني» (ضوء القمر) و«لامهي» (لحظات).
وقدمت سريديفي شخصيات نسائية مشاكسة لتخرج بذلك عن الإطار النمطي للبطلة الخجولة في السينما الهندية.
وابتعدت سريديفي من السينما بعد زواجها من المنتج بوني كابور العام 1996 لتعود إلى الشاشة الفضية في العام 2012. وكان آخر ظهور لها في فيلم «أمي» العام 2017 وقدمت فيه دور أم تنتقم بعد أن تتعرض ابنتها للاغتصاب. وبعد الإعلان عن وفاة سريديفي توالت عبارات الرثاء من نجوم بوليوود وكذلك رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وقالت الممثلة الهندية الشهيرة بريانكا تشوبرا على «تويتر»: «الكلمات تعجز. أقدم التعازي لكل من أحبوا سريديفي. يوم أسود. ارقدي في سلام».
وقال مودي في تغريدة: «كانت من عمالقة صناعة السينما وقدمت على مدى مسيرتها الطويلة أدواراً متنوعة وأداءً لا ينسى».

الاثنين، 19 فبراير 2018

فيلم "لافتات الإنتقام" يحصد خمس جوائز بافتا


خلال حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون "بافتا" الذي جرت فعالياته الأحد بلندن، حصد فيلم "لافتات الانتقام" حصة الأسد من الجوائز. وشهد الحفل حملة لحقوق النساء في صناعة الترفيه. وفاز الفيلم بخمس جوائز، وهي على التوالي جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل ممثلة التي كانت من نصيب فرانسيس مكدورماند وجائزة أفضل ممثل ثانوي والتي كانت من نصيب سام روكويل، في حين حصل كاتب الفيلم ومخرجه مارتن ماكدوناه على جائزة أفضل سيناريو أصلي. كما حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم بريطاني. ويتناول قصة أم تقوم بشراء ثلاث لوحات اعلانية للفت انتباه الناس الى مأساتها بعد أن تفشل الشرطة المحلية في التوصل إلى قاتل ومغتصب ابنتها.
وفاز المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه "ذا شيب أوف ووتر". كما توج الممثل البريطاني غاري أولدمان بجائزة أفضل ممثل عن أدائه لدور رئيس الوزراء البريطاني ونيستون تشرشل في فيلم "الساعة الحالكة" فيما حصد الفيلم أيضا جائزة أفضل أفضل مكياج. وفازت أليسون جاني بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "آي، تونيا".
ونال فيلم الخيال العلمي "بليد رانر 2049" جائزتي أفضل تصوير للمصور روجر ديكينز وجائزة أفضل مؤثرات خاصة، وفاز فيلم "كوكو" بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة.
وأعرب الكاتب والمخرج مارتن ماكدوناه، في كلمته التي ألقاها لدى تسلمه الجائزة، عن أمله في أن تؤدي مثل هذه الاحتجاجات إلى تغيير. وقال "أفلامنا طموحة بطرق كثيرة، لكنها أيضا أفلام غاضبة. وكما رأينا هذا العام، فإن أحيانا يصبح الغضب هو الطريقة الوحيدة لكي يسمع الناس ولكي يحدث التغيير، لذا فإننا نشعر بسعادة غامرة لاعتراف بافتا بهذا".

عين الأقصر للسينما الأفريقية على الأفلام التسجيلية


قالت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية إن الدورة السابعة للمهرجان في مارس/آذار ستعرض 110 أفلام من مختلف أنحاء القارة كما ستشهد اهتماما خاصا بالأفلام التسجيلية.
وقال رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد في مؤتمر صحفي الأحد "تقدم إلينا هذا العام نحو 500 فيلم، اختارت لجنة المشاهدة 110 أفلام في مختلف المسابقات".
ويضم المهرجان ثلاث مسابقات رئيسية للأفلام الروائية الطويلة والأفلام التسجيلية الطويلة والأفلام القصيرة إضافة إلى مسابقتي أفلام الحريات وأفلام الطلبة.
كما يضم خمسة أقسام خارج المنافسة هي أفريقيا في المهرجانات والأفلام التسجيلية الأفريقية وحصاد السينما المصرية وبانوراما الأفلام المصرية القصيرة وأفلام التكريم.
وتقام الدورة السابعة للمهرجان في الفترة من 16 إلى 22 مارس/آذار القادم تحت شعار "سينما من أجل غد أفضل".
وقال رئيس المهرجان إن الدورة الجديدة تولي اهتماما خاصا للأفلام التسجيلية في القارة الأفريقية.
وقال "هذا العام نركز بشكل كبير على الأفلام التسجيلية في القارة الأفريقية نظرا لأنه لم يكن هناك اهتمام كاف من المهرجان بهذا النوع من الأفلام في الدورات السابقة.. سيكون لدينا عدد كبير من الأفلام التسجيلية هذه الدورة".
وينظم المهرجان ورشة لصناعة الفيلم المستقل يديرها المخرج خيري بشارة ويساعده فيها مدير التصوير محمود لطفي والمخرج المنفذ شريف عماشة إضافة لمجموعة من ورش العمل المتخصصة في إطار برنامج تنمية الجمهور المحلي ودعم مواهب الصعيد في مصر.
كما يصدر في دورته الجديدة ثلاثة كتيبات أولها بعنوان "سمات الإبداع في الفيلم التسجيلي الأفريقي" والثاني عن الناقد المصري الراحل سمير فريد بعنوان "سمير فريد.. الناقد والمثال" والثالث عن تناول السينما الأفريقية لظاهرة الهجرة غير الشرعية بعنوان "الرق والحرية والهجرة في سينما دول غرب أفريقيا".
وختم رئيس المهرجان كلمته بالقول "دائما السؤال المتكرر كل عام من وسائل الإعلام.. ما هو جديد هذه الدورة؟.. الحقيقة أن الدورة كلها جديدة سواء على مستوى الأفلام التي تعرض لأول مرة في مصر أو الكتب التي نطبعها عن أفريقيا أو ورش العمل أو النجوم الذين يشاركون معنا".
ويكرم المهرجان ثلاث شخصيات سينمائية هي المخرج السنغالي موسى توريه والممثل المصري جميل راتب والممثلة المصرية غادة عادل كما يحيي مئوية ميلاد الزعيمين المصري جمال عبد الناصر والجنوب أفريقي نلسون مانديلا وذكرى مرور عشر سنوات على رحيل المخرج المصري يوسف شاهين

الأحد، 18 فبراير 2018

فيديو نادر جدا لمدينة يافا يعود تاريخه لعام 1935

وثائقي بمهرجان برلين عن حياة اللاجئين بمطار تاريخي


في 2015 عندما كانت ألمانيا تفتح حدودها على مصراعيها أمام مليون لاجئ.. استغلت برلين مطارا خارج الخدمة لإيواء بعضهم، مما أدى لنشأة قرية مخصصة لهذا الغرض باتت موقع تصوير فيلم يعرض للمرة الأولى في مهرجان برلين السينمائي الدولي.
وبناء على أوامر ألبرت شبير المهندس المعماري لأدولف هتلر، شيّد عمال بالسخرة مطار تمبلهوف الذي يعد مرآة تعكس تاريخ المدينة التي كانت منفذا للإمدادات لألمانيا الغربية خلال الحصار السوفياتي في 1948.
وأغلق المطار في 2008 وتحولت مدارجه إلى حديقة بمساحة متنزه سنترال بارك في نيويورك.
وفي 2015 تحولت حظائر المطار، وهي موقع تصوير الفيلم الوثائقي "سنترال إيربورت تمبلهوف"، إلى مأوى لأكثر من ألفين من المليون لاجئ الذين وصلوا ألمانيا فرارا من الحرب والاضطهاد في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويوثق الفيلم، وهو من إخراج البرازيلي كريم آينوز، حياة سكان المطار الجدد، ويقارنهم بسكان برلين وهم يمرحون في متنزه واسع مجاور ليبرز التناقض في وضع اللاجئين.
وقال آينوز "هناك تناقض ظننت أن من المهم حقا توثيقه".
وخصص المهرجان دورته للاجئين والهجرة في 2016 تزامنا مع ذروة أزمة الهجرة إلى أوروبا. أما هذا العام فسيعرض المهرجان في دورته السادسة والثمانين جانبا آخر من رحلة اللاجئين.
وقال مدير المهرجان ديتير كوشليك "الأمر أكبر بكثير عندما تنظر الآن إلى ما يفعله اللاجئون بعد وصولهم إلى أوروبا. ما هو مستقبلهم؟".
وينعقد مهرجان برلين السينمائي من 15 حتى 25 فبراير/شباط الجاري، ويعرض خلاله نحو 400 فيلم.

الأربعاء، 14 فبراير 2018

Sophia Loren / Mambo Italiano صوفيا لورين


الإيطالية السمراء صوفيا لورين التي غزت القلوب والعقول في منتصف القرن الماضي ومازالت لليوم تعد من أهم وأشهر نجمات العصر الذهبي لهوليوود وللسينما الإيطالية.
ولدت صوفيا فيلاني شيكولوني في 20 سبتمبر 1934 في روما، رفض والدها ريكاردو شيكولوني الاعتراف بها وبشقيقتها آنا ماريا حيث كان متزوجا آنذاك من امرأة أخرى، ما دفع الأم روميلدا فيلاني التي كانت تعمل عازفة بيانو لترك العاصمة روما والرحيل ببنتيها إلى بيت الجدة في بلدة بوتزوالي قريبا من نابولي. و والدة لورين من أصول فلسطينية هاجرت إلى إيطاليا واستقرت بها.
عانت صوفيا وأسرتها ظروفا معيشية صعبة خلال الحرب العالمية الثانية، كانت الجدة تطهو الطعام والأم تعزف على البيانو وصوفيا تعمل كنادلة تخدم الزبائن. في عمر الرابعة عشرة شاركت صوفيا التي كانت قد بدت عليها ملامح الحسن في مسابقة للجمال ورغم أنها لم تفز لكنها وصلت للمراكز النهائية. كان المنتج والمخرج الإيطالي كارلو بونتي، الذي تزوجته لاحقا، من بين أعضاء لجنة التحكيم ونصحها باستغلال جمالها في الحصول على دروس في التمثيل. وبالفعل التحقت صوفيا بمعهد للتمثيل وفي العام 1950 قدمت أولى أدوارها في السينما وكان دورا بسيطا في فيلم "كوفاديس".
وقع كارلو بونتي في غرام السمراء الفاتنة صوفيا لورين لكنه كان متزوجا وقتها والقانون الإيطالي يمنع الطلاق، فاكتفى بدعم الممثلة الشابة ومساعدتها وخصوصا أنه كان له دور في تقديم عدد من المواهب الشابة للسينما الإيطالية. شاركت صوفيا في بطولة عدد من الأفلام في السينما الإيطالية وكانت تعرف حينها باسم صوفيا لازارو، قبل أن تبدله إلى لورين الذي استوحته من الممثلة السويدية الشهيرة، مارتا تورين، وغيرته ليصبح لورين، لكن انطلاقتها الحقيقة كانت في فيلم "ذهب نابولي" 1954 مع المخرج الشهير فيتوريو دي سيكا، كما مثلت بعدها امام النجم مارشيللو ماستروياني، اهم نجوم السينما الإيطالية في الخمسينات والستينات . ومثّلت معه في سلسلة من اثني عشر فيلماً كرّست شراكتهما الفنية. أشهر المشاهد التي تجمع بين النجمين مشهد من فيلم "أمس، اليوم وغداً"، تتعرى فيه صوفيا من ثيابها تباعاً وهي تغنّي أمام عيني مارشيلو ماستروياني. وتالقت بدور مختلف في العام 1977،في فيلم "يوم خاص"، وفيه لعبت أمام مارشيلو ماستروياني دور أمّ عادية مسحوقة تلتقي مصادفةً بجارها المثلي في يوم 8 آذار 1938، وهو اليوم الذي خرج فيه كل سكان روما إلى الشارع لمناسبة لقاء هتلر بموسوليني. ينتهي هذا اللقاء الخاطف مع مجيء الشرطة لإلقاء القبض على مارشيلو لـ"أسباب أخلاقية"، وعودة الزوج والأبناء إلى منزل صوفيا العائلي في آخر النهار. تعود الأم إلى حياتها بع. شاركها الفنان عمر الشريف بطولة فيلم « سقوط الإمبراطورية الرومانية»، تلاه  فيلم «أكثر من معجزة» وكلاهما جمع بين صوفيا وعمر الشريف في مشاهد ساخنة، كانت تثير غيرة الفنانة فاتن حمامة، على حسب تصريحاتها في إحدى اللقاءات الفنية. وبحلول أواخر الخمسينيات، بدأ نجم صوفيا لورين في التألق في هوليوود، مع أفلام سنة 1957 (Boy on a Dolphin) و ("العاطفة والكبرياء") الذي شاركت فيه البطولة مع كاري غرانت وفرانك سيناترا. وأصبحت نجمة سينمائية دولية بتوقيعها لخمسة عقود مع باراماونت. ومن بين أفلامها في تلك الفترة (Desire Under the Elms، Heller in Pink Tights)، حيث ظهرت بشعر أشقر مستعار وأظهرت مهارات عالية في الأداء، وساهمت في جذب الاحترام إليها بوصفها ممثلة درامية وكوميدية في آن، كما اكتسبت وقتها مهارات جيدة في اللغة الإنكليزية. وفي الستينيات، ظهرت في فيلم (امراتان) لتحصل على العديد من الجوائز، بما في مهرجانات كان، فينيسيا وبرلين السينمائي كأفضل أداء. كما منحت جائزة أوسكار لأفضل ممثلة، وهي أول جائزة أوسكار تمنح لممثلة اجنبية.
وخلال تلك العشرية كانت صوفيا لورين واحدة من أكثر الممثلات شعبية في العالم وواصلت تقديم الأفلام في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، ممثلة مع كبار النجوم. في عام 1964، بلغ مشوارها ذروته عندما تلقت مليون دولار لقاء التمثيل في (The Fall of the Roman Empire).
قدّمت صوفيا لورين سيرة حياتها في فيلم تلفزيوني من حلقات، عنوانه "بيتي مليء بالمرايا". استند هذا الشريط إلى كتاب بهذا الاسم، وضعته ماريا شيكولوني، شقيقة صوفيا الوحيدة التي عاشت في الظل. لم تلعب النجمة الكبيرة في هذا الفيلم دورها في الحياة، بل جسّدت دور أمّها روميلدا فيللاني، عازفة البيانو التي حلمت بأن تصبح ممثلة، وحققت هذا الحلم من طريق ابنتها بعد جهود جبارة وكفاح طويل.   
عاشت لورين طوال حياتها في إيطاليا وكانت الفترات التي تقضيها في الولايات المتحدة مرتبطة فقط بتصويرها لأفلامها وفي العشرين عاما الأخيرة من حياتها فضلت النجمة الإيطالية أن تمارس عزلة اختيارية، لم تتقاعد وتعتزل التمثيل ككثيرات من جيلها وإنما آثرت انتقاء أدوارها بعناية. و أفلامها تقارب المائة فيلم.. تعد أغلبها علامات في السينما الإيطالية والأميركية..
تمثل صوفيا لورين نموذج الجمال على الطريقة الإيطالية.. جمال الروح الذي ينعكس على الوجه مهما مرت السنوات وتركت آثارها، تعرف لورين كيف تحافظ على جاذبيتها بابتسامة ساحرة تخطف العيون والقلوب.. ابتسامة وضعتها على عرش نجومية السينما السينما العالمية لسنوات.

الثلاثاء، 13 فبراير 2018

المخرج جييرمو ديل تورو يترأس لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي


وقع امس الاختيار على جييرمو ديل تورو، صانع الأفلام الشهير ومخرج فيلم "ذا شيب أوف ووتر" أو "ظلال المياه" الذي حاز على أكبر عدد من ترشيحات الفوز بجوائز الأوسكار، لرئاسة لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي لهذا العام.
وقال المخرج المولود في المكسيك، في بيان أصدره المهرجان: "إن تولي منصب الرئيس في (مهرجان) فينيسيا، هو شرف ومسئولية كبيران، أقبلهما باحترام وامتنان".
ومن المقرر أن يعود ديل تورو إلى فينيسيا مجددا، بعد أن زارها لدى فوز فيلم "ذا شيب أوف ووتر" بجائزة "الأسد الذهبي" عن فئة أفضل فيلم، في مهرجان فينيسيا لعام .2017
من جانبه، قال مدير المهرجان، ألبرتو باربيرا، إن ديل تورو "سيكون رئيسا عبقريا ومتطلعا ومتحمسا (للجنة التحكيم)"، مشيدا بـ"خياله المفعم بالحياة وحساسيته غير العادية وثقته في قوة الصورة".
ومن المقرر أن تستضيف فينيسيا أقدم مهرجان سينمائي في العالم، الذي انطلق في عام 1932، وهو عادة ما يمزج بين أفلام هوليوود وعروض الفن. ومن المقرر أن تبدأ دورة المهرجان رقم 75 خلال الفترة بين 29 أغسطس و8 سبتمبر.

الأحد، 11 فبراير 2018

مظفر النواب / قصيدة دمشق

باللونِ الرمادي .
ودمشقُ تغيرت , و قلنا الهجرةُ وطنٌ و الحقيبةُ أفضلُ المساكنْ .
.
دمشقُ عُدْتُ بِلا حُزني ولا فرحي
يقودني شبحٌ مُضْنى إلى شبحِ
ضيعتُ مِنكِ طريقا كنتُ أعرِفُهُ
سكرانَ مُغَمَضًّةً عيني من الطَفَحِ
أصابحُ الليلَ مصلوباً على جسدٍ
لم أدْرِ أيَّ خفايا حُسْنِهِ قَدَحي .
أََسَى حَريرٍ شِآمِيٍّ يداعِبُهُ
إبريقُ خمرٍ عراقيٍّ شجٍ نَضِحِ
دفعتُ روحي على روحي فَباعدني
نَهْدانِ عن جَنةٍ في موسمٍ لَقِِحِ .
أُذْكِي فضائحَهُ لثما فيطردني
شداً اليهِ غريرٌ غيرَ مُفْتَضَحِ
تَسْتَقْرِئُ الغيبَ كفي في تَحَسُسِهِ
كُرَيْزَةً فوقَ ماءٍ رَيِّقٍ مَرِحِ .
يا لانحدارٍ بطيءٍ أخمصٍ رَخِصٍ
ولارتفاعٍ سريعٍ طافحٍ طَمِحِ .
ماذا لقيتُ من الدنيا وأعجبهُ؟
نهدُ عليَّ ونهدٌ كانَ في سَرَحِ .
هذا يطاعِنُني حتى أموتَ لهُ
وذاكُ يمسحُ خدي بالهوى السَمِحِ .
كأنَ زهرةَ لوزٍ في تفتحها
تَمِجُ في قبضتي بالعنبرِ النَفِحِ .
دِمَشقُ عدتُ وقلبي كُلُهُ قُرَحٌ
وأينَ كانَ غريبٌ غيرَ ذي قُرَحِ ؟
ضاعَ الطريقُ وكان الثلجُ يغمرني
والروحُ مقفرةٌ والليلُ في رَشَحِ .
هذي الحقيبةُ عادت وحدَها وطني
ورحلةُ العمر عادت وحدَها قَدَحِي .
أصابحُ الليلَ مصلوبا على أملٍ
أن لا أموتَ غريبا مِيْتَةَ الشَبَحِ
يا جنةً مرَ فيها الليلُ ذات ضحىْ
لعلَ فيها نواسِيَّا على قَدَحي .
فحارَ زيتونها ما بينَ خُضْرَتِهِ
و خُضْرَةِ الليلِ و الكاساتِ والمِلَحِ .
لَقد سَكِرْتُ من الدنيا ويوقظني
ما كانَ من عِنَبٍ فيها ومِنْ بَلَحِ .
تَهِِرُ خلفي كلابُ الليلُ ناهشةً
أطرافَ ثوبي على عَظْمٍ من المِنَحِ .
ضَحِكْتُ مِنْها ومِني فهيَ يقتلها
سُعارها وأنا يغتالني فرَحِي .

مظفر النواب، شاعر عراقي بارز، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوروبية أخرى. ينتمي بأصوله القديمة إلى عائلة النواب التي ينتهي نسبها إلى الإمام موسى الكاظم. وهي أسرة ثرية مهتمة بالفن والأدب ولكن والده تعرض إلى هزة مالية أفقدته ثروته. في العام 1963 اضطر لمغادرة العراق، بعد اشتداد التنافس بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا إلى الملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه إلى الأهواز عن طريق البصرة، إلا أن المخابرات الإيرانية في تلك الأيام (السافاك) ألقت القبض عليه وهو في طريقه إلى روسيا وسلمته إلى الأمن السياسي العراقي، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام، إلا أن المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت إلى تخفيف الحكم القضائي إلى السجن المؤبد. وفي سجنه الصحراوي واسمه نقرة السلمان القريب من الحدود السعودية-العراقية، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل إلى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد. في هذا السجن قام مظفر النواب ومجموعة من السجناء بحفر نفق من الزنزانة يؤدي إلى خارج أسوار السجن، وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد، وظل مختفياً فيها ثم توجه إلى الجنوب (الأهوار)، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة. وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية. غادر بغداد إلى بيروت في البداية، ومن ثم إلى دمشق، وراح ينتقل بين العواصم العربية والأوروبية، واستقر به المقام أخيراً في دمشق التي غادرها مجدداً صوب الامارات. من أشهر قصائده: "القدس عروس عروبتكم"، و"قمم قمم" ونتاج لا يحصى من أجمل قصائد الشعر الشعبي العراقي الذي جدد فيه وقدم نماذج رائعة، وفي مايو/أيار 2011، عاد النواب -المريض بمرض الشلل الرعاشي (باركنسون)- إلى بلده العراق بعد أربعين عاما من الغياب قضاها في المنافي، وقد استقبله الرئيس العراقي حينها جلال الطالباني في مكتبه بقصر السلام في العاصمة بغداد.
أعماله:- يتميز مظفر النواب بطريقته الخاصة في إلقاء شعره،  وتنوعت قصائده ما بين اللغه العامية والفصحى حتى تصل عدد قصائده إلى  58 قصيدة وهم كالآتي:

جسر المباهج القديمة & ندامى & اللون الرمادي & الريل وحمد & أفضحهم & زرازير البراري & قمم & بيان سياسي & سلفيني & باب الكون & الخوازيق & رساله حربية عاشقة & بالخمر وبالحزن فؤادي & الاتهام &  موت العصافير & براءة الأخت & براءة الأم & يوميات عروس الإنتفاضة & أيها القبطان & أر بي جي سفن & من الدفتر الخصوصي لإمام المغنيين & وانت المحال & إلى الضابط الشهيد ابن مصر &  بحار البحارين & عتاب & عروس السفائن & المساورة أمام الباب الثاني & زنزانته وماهم. لكنه العشق & بكائية على صدر الوطن & القدس عروس عروبتكم & ياقاتلني & قل هي البندقية أنت & قصيدة من بيروت & قراءه في دفتر المطر & في الحانة القديمة & فتى إسمه حسن & وتريات ليلية & نهنهي الليل & من الدفتر السري الخصوصي لإمام المغنيين & مرثية لأنهار من الحبر الجميل & جزر الملح & الرحلات القصية & البقاع.  البقاع & الإعترافان في الليل والأقدام على ثالثة & الأساطيل & ثلاثة أمنيات على بوابة السنة الجديدة & صرة الفقراء المملوءة بالمتفجرات & عبدالله الإرهابي & رباعيات & طلقة ثم الحدث & دوامة النورس الحزين & تل الزعتر & ترنيمات إستيقظت ذات يوم & بحار البحرين 2 & بحار البحارين 3 & بنفسج الضباب & جرس عطلة & السلح الدولي وباب الأبجدي

الوثائقي توب العيرة للمخرجة السورية لين الفيصل ينافس على 3 جوائز بـمهرجان لندن الدولي لصانع الأفلام


ينافس الفيلم الوثائقي توب العيرة للمخرجة السورية لين الفيصل على 3 جوائز من مهرجان لندن الدولي لصانع الأفلام التابع لـمهرجان الفيلم الدولي (10 - 17 فبراير/ شباط) والذي يشهد عرضه العالمي الأول، ويُعرض الفيلم يوم الأربعاء 14 فبراير الساعة 12 ظهراً.
وينافس توب العيرة على ثلاث جوائز هي أفضل فيلم وثائقي بلغة أجنبية،أفضل مخرج لفيلم وثائقي بلغة أجنبية وأفضل مونتاج لفيلم وثائقي.
مهرجان الفيلم الدولي تم تأسيسه عام 2006، ويضم تحت مظلته ستة مهرجانات سينمائية دولية هي برلين، لندن، نيس، مدريد، أمستردام وميلان، ويهدف المهرجان للجمع بين صناع السينما ومحترفي الصناعة من جميع أنحاء العالم.
وتدور أحداث الفيلم حول الجدة سهام المعروفة باسم سوسو (80 عاماً) وابنتها دعاء (50 عاماً) وحفيدها سعد (16 عاماً) الذين يضطرون للهجرة من سوريا بعد بداية الثورة، ليعيشوا مشتتين في مختلف بقاع العالم، تجمعهم رغبة واحدة في الاجتماع ببعضهم مجدداً. تفاصيل حكايتهم الشخصية تختزل بتجربتها الإنسانية قصة شعب تشتت في أراضٍ غريبة، ووطن ربما تبدل للأبد.
الفيلم من إخراج وسيناريو لين الفيصل وإنتاج سارة حسن، بالتعاون مع شركة انتاج كرييتف ميديا سوليوشنز (Creative Media Solutions) ويقوم بالشخصيات الرئيسية للفيلم سهام أبو نبوت، دعاء الزعبي و سعد القوتلي.
لين الفيصل منتجة فيديو ومصورة سورية تعيش في دبي وتعمل في شبكة CNN. حصلت الفيصل على مرتبة الشرف في الصحافة من الجامعة الأميركية في دبي، حيث نالت شهادتها أيضاً بالدراسات الشرق أوسطية وتخصصت بالأفلام الوثائقية.
توب العيرة هو الفيلم الوثائقي الطويل الأول الذي تتولى إخراجه، كما تولت تصويره وترأست عملية المونتاج الخاصة به. أخرجت لين فيلمها الوثائقي القصير الأول بدون برواز أو Without a Frame خلال دراستها في الجامعة، والذي وصل للقائمة النهائية في مهرجان الفيلم القصير للطلاب (السرد الإبداعي) في دبي ومهرجان الفيلم العربي القصير في بيروت. وعن الوثائقي "بدون برواز" تقول مخرجته لين الفيصل: "قصة الفيلم تتبلور حول فتاة عراقية تبلغ من العمر خمسة وعشرين ربيعاً، وتواجه تحدياً لخلق توازن ما بين الطريقة التي تحب أن تعيش وفقها، والحياة التي تفرضها عليها أسرتها والمجتمع من حولها"، وتلفت إلى هدفها من خلال الفيلم وهو إحداث تغيير من جهة العائلات العربية المحافظة، واتخاذهم خطوة إلى الأمام من أجل مصارحة أولادهم ليتعاملوا معهم بكل شفافية

السبت، 10 فبراير 2018

فيديو نادر جدا لمدينة دمشق عام 1930

مؤسسة الدوحة للأفلام تعرض فيلم "إشعاع" للمخرجة ناوومي كواسي


تعرض مؤسسة الدوحة للأفلام ضمن برنامج "إصدارات معاصرة"، الفيلم المميز "إشعاع" (اليابان، فرنسا / 2017) للمخرجة اليابانية المميزة والخبيرة السينمائية في قمرة 2016 ناوومي كواسي. ويعرض الفيلم في 15 و 16 من فبراير 2018 في مسرح متحف الفن الإسلامي وذلك بعد حصوله على إشادة واسعة من النقاد والجمهور إثر عرضه في مهرجانات سينمائية دولية منها كان وتورنتو.
وكانت مؤسسة الدوحة للأفلام قد أطلقت مؤخراَ سلسلة عروض "إصداراتٌ معاصرة" تضم تشكيلةٌ من أحدث الأفلام التي حظيت بحفاوةٍ كبيرة على الصعيدين الدولي والإقليمي. وبدأت السلسلة مع فيلم "الجانب الآخر من الأمل" (فنلندا، ألمانيا / 2017)، كما ستتضمّن أفلاماً مميّزة من المهرجانات السينمائية المقامة مؤخّراً، إضافةً إلى أعمال جديدة يقدّمها صناع الأفلام المستفيدون من منح مؤسسة الدوحة للأفلام.
فاز فيلم "إشعاع" بجائزة لجنة تحكيم الأفلام ذات المغزى الديني والإنساني بمهرجان كان السينمائي في عام 2017. تدور الأحداث حول ميساكو، وهي كاتبة شابة تعاني من بعض التعثّر في بداية مشوارها المهني، إلى أن يتم تعيينها لإعداد الوصف السمعي للأفلام السينمائية لكي يتمكّن المكفوفون من متابعة أحداثها. وفي أحد العروض، تلتقي ميساكو بناكاموري وهو مصوّر يكبرها سنًا وقد بدأ يفقد بصره تدريجياً. يقدّم ناكاموري يد العون لميساكو ويقرر مساعدتها في إعداد نصوصها، ليبدأ الاثنان رحلة مميزة يكتشفان خلالها العالم الحقيقي المُشع بالجمال والأمل والذي لا يراه معظم البشر.
ولدت المخرجة نايومي كواسي في مدينة نارا في اليابان. في عام 1997، أصبحت كواسي أصغر فائزٍ بجائزة الكاميرا الذهبية في تاريخ مهرجان كان السينمائي عن أول فيلم روائي لها باسم سُوزاكو. ومنذ ذلك الحين، حازت أفلامها على جائزة اتحاد النقاد الدوليين-فيبريسكي عن فيلم ("هوتارو"، 2000)، وجائزتين أخريين من مهرجان كان؛ وهما لجنة التحكيم عن فيلم ("غابة الحداد"،2007) وجائزة العربة الذهبية لعام 2009 تكريماً لأعمالها. افتتحت فيلمها "حشوة الـآن" في التظاهرة الموازية التي تحمل اسم "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي لعام 2015.

نزار قباني / قصيدة بلقيس

شُكراً لكم ..
شُكراً لكم . .
فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..
- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
يا غجريَّتي الشقراءَ ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..
بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ
بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..
بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)
بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..
بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..
بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
بين أعناقِ الرجالِ ..
وبين أعناقِ النساءْ ..
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
وأنْ لا فَرْقَ ..
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
يأكُلُهَا العَرَبْ
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ ..
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
و لا أدري السَّبَبْ ..
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
وجميعُ أشياء الجمالِ ..
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..
لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
يا بلقيسُ ،
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ ..
يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
يا بلقيسُ ..
يا أَحْلَى وَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
أعلى جَزَاءْ ..
كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
مثلَ أوراق الشتاءْ
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
أم أنّني وحدي الذي
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟
سَأقُولُ في التحقيق :
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
ويأكُلُونَ ..
ويَسْكَرُونَ ..
على حسابِ أبي لَهَبْ ..
لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
لا رأسَ يُقْطَعُ
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..
سَأقُولُ في التحقيق :
كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..
سَأَقُولُ في التحقيق :
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
هو النَّصْرُ الوحيدُ
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...
بلقيسُ ..
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني
بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة