الثلاثاء، 28 مارس 2017

رصد لاهم انتاجات السينما بدمشق


كان لمدينة حلب السبق الزمني في تقديم أول عرض لفن السينما فى سوريا ، وذلك عام 1908، فقد جاء إلى سوريا جماعة أجانب وعرضوا صورا متحركة على أن البداية الرسمية لتعرّف سوريا على السينما كانت بعد أربع سنوات من هذا التاريخ، أي في عام 1912.
في عام 1916 وعلي الرغم من ظروف الحرب العالمية الأولى، أنشأت الدولة العثمانية أول دار للصور المتحركة في دمشق في شارع الصالحية (مكان مجلس الشعب حاليا)، وسميت سينما "جناق قلعة" وعرض في هذه الدار أول فيلم سينمائي من صنع ألماني وقد صادف افتتاح سينما زهرة دمشق مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، أي في عام 1918 . بعد ذلك افتتح شخص أجنبي اسمه "إليكو بوليسيفتش" صالة سينما "الإصلاح خانه" .
بدأت أول محاولات لإنتاج فيلم سينمائي سوري في منتصف العشرينات القرن العشرين، وفي عام 1927 دارت الكاميرا وانطلق تصوير أول فيلم سوري حيث اتفق مجموعة من الشباب المتحمس لهذا الفن القادم من أوروبا لأيجاد صناعة سينمائية في سورية، في مقدمتهم رشيد جلال الذي كان يمتلك معدات سينمائية، كاميرا سينمائية مع آلة عرض ولوازم للتحميض والطبع وغيرها، وقد اتفق رشيد جلال مع مجموعة من الشبان منهم أيوب بدري وأحمد تللوعلى تصوير فيلم سينمائي وضع له السيناريو بنفسه وقد كانت القصة ترتكز على قصة حقيقية لجموعة من اللصوص عاثت فسادا في دمشق وضواحيها إبان حكم الملك فيصل الأول 1920.
 أول فيلم سينمائي سوري " المتهم البرئ " صور خلال 8 أشهر وبذل القائمين على انتاجه الكثير من الجهد أنتجته شركة حرمون فيلم للإنتاج السينمائي التي أسسها رشيد جلال وشركاءه في دمشق. في 1928 وعرض في سينما الكوزموغراف في ساحة المرجة بدمشق ولاقى نجاحا لافتا وقتها، ويعد الفلم انطلاقة قوية للسينما السورية. في نفس الفترة كان هناك شاب متحمس للعمل السينمائي هوالفنان (بهجت المصري) حيث بدء في عام 1925 عارض سينمائي وعمل على انتاج العديد من الافلام القصيرة وقام في عام 1926 بالتعاون مع مجموعة من الشباب الهواة لانتاج فيلم سينمائي لكنه انفصل عنهم وعمل منفرداً وانتج العديد من الافلام القصيرة.
وعلى امتداد خمسة وثلاثين عاماً، أي بين إنتاج أول فيلم سوري وتأسيس المؤسسة العامة للسينما عام 1963، لم تنتج سورية سوى سبعة أفلام، تمثل مرحلة ذات صفات خاصة ينسحب عليها وصف المغامرات الفنية، والمبادرات الفردية، والمحاولات الجريئة وهي: «المتهم البريء» (1928) إخراج أيوب بدري، و«تحت سماء دمشق» (1931) إخراج إسماعيل أنزور، و«نداء الواجب» (1936) إخراج أيوب بدري، و«نور وظلام» (1948) إخراج نزية الشهبندر، وهو أول فيلم سوري ناطق، و«عابر سبيل» (1950) إخراج أحمد عرفان، و«الوادي الأخضر» (1961) إخراج زهير الشوا، و«لعبة الشيطان» (1966) إخراج زهير الشوا، كما حقق بعض السينمائيين الهواة في هذه المرحلة من أمثال نور الدين رمضان ويوسف فهدة، وجلال سيوطي عدداً من الأفلام القصيرة والأفلام الإخبارية والوثائقية.
وفيما يلي لأهم الأفلام السينمائية السورية التي أنتجتها المؤسسة العامة للسينما منذ عام 1967: - سائق الشاحنة : فيلم اجتماعي يناقش طموحات الشباب وآمالهم والصعوبات التي يواجهونها إخراج : بوشكوفو تشينيتش تأليف : نجاة قصاب حسن 94 دقيقة 1967 وهو أول فيلم سينمائي طويل ينتجه القطاع العام السينمائي بتوقيع مخرج يوغسلافي - ثلاثية رجال تحت الشمس : يتناول الأوضاع السياسية والوطنية للأرض المحتلة عبر ثلاثة أعمال (المخاض - الميلاد - اللقاء) إخراج : نبيل المالح - مروان المؤذن - محمد شاهين 108 دقيقة 1970 - ثلاثية العار : يتحدث عن دافع الحياة الإجتماعية في السابق وإستغلال الإقطاع للمواطنين البسطاءإخراج وسيناريو : بشير صافية - بلال صابوني - وديع يوسف عن قصص للراحل : فاتح المدرس 100 دقيقة 1974 - الفهد : وهو فيلم يتحدث عن فلاح بسيط يتحدى الإقطاع والإستغلال بعد إنتزاع أرضه منه إخراج و سيناريو  : نبيل المالح عن قصة للكاتب حيدر حيدر مدته : 110 دقيقة 1972بطولة : أديب قدورة - إغراء - خالد تاجا - أحمد عداس - أسعد فضة - السكين : وهو فيلم إنساني تعكس قصة هذا الفيلم مأساة الشعب الفلسطيني من خلال شخصيات ثلاثة تصور بعض شخصيات الشعب الفلسطيني في تلك الفترة والفيلم يجمع بين الأساس التسجيلي المرئي للفيلم والبناء المجازي حاملاً من أحداث الماضي مرآة للحاضر ولربط المشاكل العائلية الصغيرة بالقضايا القومية والإنسانية. إخراج وسيناريو : خالد حمادة عن قصة للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني (ما تبقى لكم) 80 دقيقة 1972 - المخدوعون : إخراج : توفيق صالح عن عن قصة للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني (رجال تحت الشمس) 120 دقيقة 1972 - السيد التقدمي : إخراج : نبيل المالح 100 دقيقة 1974 - كفر قاسم : وهو فيلم يتناول مجزرة كفرقاسم وتوضح أبعادها وملابساتها وتحليل الواقع الفلسطيني داخل الأرض المحتلة بتلك الفترة والفيلم بحد ذاته وثيقة حية سينمائية للمارسات الصهيونية ضد الفلسطينيين وقد نال الجائزة الكبرى للأيام السينمائية بقرطاج عام 1974 . إخراج وسيناريو : برهان علوية عن قصة لعاصم الجندي 115 دقيقة 1974 - اليازرلي : وهو فيلم يعرض العلاقات الإجتماعية القائمة في المجتمع وتحليل مشكلاته .  إخراج : قيس الزبيدي عن قصة للكاتب السوري الكبير حنا مينه 95 دقيقة 1974... - وجه آخر للحب : ويتناول الحياة العاطفية من خلال علاقة طبيب شاب بوطنه وحيرته من السفر الى بلد آخر . إخراج وسيناريو : محمد شاهين 108 دقيقة - المغامرة : وهي مقتبسة عن مسرحية مغامرة رأس المملوك جابر للكاتب السوري الكبير سعد الله ونوس. إخراج : محمد شاهين 100 دقيقة بطولة : منى واصف - إغراء - أسامة الروماني - أحمد عداس - الإتجاه المعاكس : وهي محاولة جادة لرصد وتحليل المعاناة اليومية لمجموعة من الشباب أثناء فترة ما بعد نكسة حزيران - وانعكاس تلك المرحلة على مختلف همومهم السياسية والإجتماعية . إخراج : مروان حداد 90 دقيقة 1975 - أحمر وأبيض وأسود : إخراج : بشير صافية 105 دقيقة 1977  - الأبطال يولدون مرتين : وهو فيلم يرصد عملية الإنتقال من الفطرة الى القرار من خلال طفل يصبح أحد رموز المقاومة. إخراج : صلاح دهني وهو الفيلم الروائي الطويل والوحيد  عن قصة علي زين العابدين الحسيني  110 دقيقة 1977 - بقايا صور : وهذا الفيلم صورة بانورامية عن الحياة والمواجهة بين الفلاحين والدرك في الريف السوري من خلال شاعرية واضحة بنماذج حياته متعددة . إخراج : نبيل المالح 130 دقيقة 1979  - حبيبتي  يا حب التوت : إخراج : مروان حداد 97 دقيقة 1979- القلعة الخامسة : إخراج : بلال صابوني عن قصة لفاضل غراوي110 دقيقة 1979 - المصيدة : إخراج : وديع يوسف100 دقيقة إنتاج عام : 1980 - حادثة النصف متر : إخراج: سمير ذكرى عن قصة لصبري موسى 105 دقيقة 1980 - حب للحياة : إخراج : بشير صافية 100 دقيقة1981 - قتل عن طريق التسلسل : إخراج : محمد شاهين مدته : 110 دقيقة 1982 - وقائع العام المقبل : إخراج وسيناريو : سمير ذكرى 115 دقيقة 1982 - أحلام المدينة : ينحو هذا الفيلم الى شاعرية جميلة في تذكر ووصف الحياة اليومية بدمشق وقد حاز على جوائز عديدة في مهرجان قرطاج ،باسيتا ، مهرجان كان عام 1983. إخراج :محمد ملص: 120 دقيقة: 1983- الشمس في يوم غائم : إخراج : محمد شاهين: 110 دقيقة: 1985- نجوم النهار : إخراج و سيناريو : أسامة محمد: 115 دقيقة: - ليالي أبن آوى : إخراج وسيناريو : عبد اللطيف عبد الحميد: 102 دقيقة: 1989- رسائل شفهية : إخراج وسيناريو : عبد اللطيف عبد الحميد: 105 دقيقة: 1990- الطحالب : إخراج وسيناريو : ريمون بطرس: 90 دقيقة: 1991- صعود المطر : إخراج: عبد اللطيف عبد الحميد: 1995 - الليل : إخراج: محمد ملص: 1992 بطولة : صباح الجزائري - فارس الحلو - عمر ملص - رفيق سبيعي - شئ ما يحترق : إخراج : غسان شميط : 1993بطولة : منى واصف - يوسف حنا - بسام كوسا - عبد المفتاح المزين - علي كريم - أمل عرفة - صهيل الجهات : إخراج وسيناريو : ماهر كدو: 1993 - اللجاة : إخراج : رياض شيا: 1995 الترحال : إخراج وسيناريو : ريمون بطرس: 1997- الكومبارس : إخراج و سيناريو : نبيل المالح: 1993- آه يا بحر : إخراج و سيناريو : محمد شاهين عن رواية (آه يا بحر لحنا مينه) إنتاج عام : 1994 - تراب الغرباء : إخراج وسيناريو : سمير ذكرى عن قصة لفيصل خرتش: 1997- نسيم الروح : إخراج وسيناريو : عبد اللطيف عبد الحميد: 1997- زهر الرمان : إخراج وسيناريو : غسان شميط إنتاج عام : 2001  - قمران وزيتونة : عن علاقة صديقين في سن المراهقة في الريف. تأليف وإخراج : عبد اللطيف عبد الحميد 2001 - صندوق الدنيا : تأليف وإخراج : أسامة محمد 2001 وفي السنوات الاخيرة افلام : - علاقات عامة لسمير ذكرى - الرسالة الاخيرة - حسيبة لريمون بطرس- قمران وزيتونة - خارج التغطيه - الاباء الصغار - ما يطلبة المستمعون - رؤى حالمة - الطوفان – العشاق لحاتم علي – مرة اخرى – بوابة الجنة لماهر كدو –دمشق يابسمة الحزن – الهوية – حراس الصمت – مطر أيلول – روداج – الليل الطويل – كوكائين – سبع دقائق إلى منتصف الليل - دمشق مع حبي
م عبيدو



الاثنين، 27 مارس 2017

عبد اللطيف كشيش سينما صادمة

بعد سعفة "كان" الذهبية الأولى التي حازها لخضر حامينا عن فيلمه وقائع سنوات الجمر، أتى المخرج الفرنسي، من أصل تونسي
عبد اللطيف كشيش بعد نحو أربعة عقود ليحصل اسم عربي على السعفة الثانية في تاريخ المهرجان في دورته السادسة والستين بفيلمه "حياة أديل" الذي أنتج وصور في فرنسا وبشخصيات فرنسية. وهو مقتبس من القصة المصورة "الأزرق لون ساخن" للفنانة جولي ماروه، لكن الفيلم كان بمثابة الصفعة، فمنذ سنوات عديدة لم تضاهه قصة حب أخرى قوة وجمالا. هو فيلم بخلفية غربية عن موضوع غربي مثير وجدلي، مخرجه يقارب التفاصيل الخاصة للحدث المعيش لصناعة سينما مواكبة للقضايا المطروحة... "إنها قصة حب رائعة، كل منا يرى نفسه فيها" هكذا وصفه المخرج ستيفن سبيلبرغ رئيس لجنة تحكيم مهرجان "كان".
عبد اللطيف كشيش مخرج وممثل وكاتب سيناريو، ولد في 7 ديسمبر 1960 بمدينة تونس، ثم ارتحل مع والديه إلى مدينة نيس بفرنسا وهو في السادسة من عمره، درس الفن الدرامي في معهد الفنون الدرامية وعمل ممثلًا مسرحيًا وسينمائيًا منذ بداية عام 1978، عام 1984 ظهر في فيلم "شاي بالنعناع" للمخرج عبد الكريم بهلول، وفي عام 1994 فاز بجائزتين تقديرًا لأدائه في فيلم "بزناس" للمخرج النوري بوزيد، وفي عام 2000 أخرج أول أفلامه الطويلة تحت اسم "خطأ فولتير".

سعى كشيش إلى إبراز صورة جديدة عن الأحياء الشعبية الفرنسية عبر فيلمه الثاني (الزوغان) 2004، وهو الفيلم الذي حصل على جائزة "سيزار" لأفضل فيلم وأفضل سيناريو أصلي. تروي قصته علاقة حب بين مراهقين في حي واحد. فكريمو، ذو الشخصية المنغلقة، يدور في الحي لا يلوي على شيء، محاط بأصدقائه، ولا يجد إلا طريقة واحدة ليعلن عن حبه لصديقته في الفصل ليديا (ليديا، الصبية المرحة المليئة بالحياة) وهي القيام بدور آرلوكان في إحدى مسرحياته ماريفو "Marivaux". هذه العلاقة الغرامية يقدمها لنا عبد اللطيف كشيش في تلقائيتها المغلفة بعنف لغوي وبذاءة، هي النمط اللغوي الوحيد الذي يتقنه شباب أحياء الضواحي.. شتائم تخفي في طياتها الكثير من مشاعر المحبة والصداقة والأخوة والتضامن، وتخفي في الوقت نفسه خفراً لا حدَّ له. هذا الأسلوب في التعامل هو الطاغي على أغلب مشاهد الفيلم التي تعالج تلك الأواصر التي تربط الشبان بعضهم ببعض، الأواصر الخفية التي يعبرون عنها بعنف لغوي ولا يخفي من حقيقة الأمر شيئاً. وقد عمل المخرج على تجريد هذا النمط اللغوي العنيف في الاتصال من الهالة المحيطة به ومن كل ما التصق به من سلبيات، وبالتالي اختار مسرحية ماريفو "لعبة الحب والقدر" لما تحمله من معان لتبليغ خطابه ذاك. فالمسرحية يتدرب على عرضها تلامذة الفصل، وليديا من بينهم. والمسرحية أيضاً تحكي عن المشاعر الإنسانية بكل تعقيداتها وتشعباتها، وعن حق كل الطبقات الاجتماعية في البعد الإنساني. إن اختيار المخرج لهذا العرض المسرحي كان من أكثر إيجابيات الفيلم، إذ أبرز عبره البعد الإنساني لشريحة اجتماعية (أو مجموعة من الأفراد) لها نمط اتصالي خاص بها، ولطالما عانت من قلة التمثيل الذي تحظى به في القطاع السمعي البصري الفرنسي. والفيلم بالتالي انعكاس جديد لرؤية لم نعهدها لهذه الأقلية التي تطالب بحقها في الاختلاف. اختلاف نلمسه طيلة عرض الفيلم، لكنه في حقيقة الأمر اختلاف شكلي ما دام المضمون واحداً.. ثم قدم كشيش فيلم "كسكسي بالسمك" (2007) الذي نجح في نسج تفاصيل كفاح عائلة تونسية مهاجرة إلى فرنسا.  وفي فيلمه "سر القمح" 2014  يجد السيد سليمان صعوبة بالغة في التكيف مع عمله كلما كبر في السن، وفي الوقت نفسه يرغم نفسه على قضاء المزيد من الوقت مع عائلته، على الرغم من كافة الخلافات، على الرغم من حقيقة كونه مطلقًا، وعندما ينتابه طوال الوقت الشعور بالفشل واللاجدوى، يفكر جديًا في افتتاح مطعمه الخاص، وعندما لا يجد ما يكفي من الدعم الذاتي لمشروعه، تعاونه أسرته وتشجعه على إتمام المشروع.
محمد عبيدو
نشرت بالجزائر نيوز

اليوم ذكرى وفاة الفنان الراحل أحمد زكي الـ12

محمد عبيدو
تمر اليوم ذكرى وفاة الفنان الراحل أحمد زكي الـ12... وكان أحمد زكي قد حسم صراعه مع  مرض السرطان والموت، مؤكدا البعد الابداعي في شخصيته كفنان وإنسان عندما قال مخففا أحاسيس الأسى التي رآها في عيون عدد من زائريه بالمشفى : إذا لم تجدوني هنا، فستجدوني على الشاشة، أنا سأبقى معكم دائما، حتى لو رحلت.. في ذكرى النجم المتألق أحمد زكي نتوقف أمام مسيرته السينمائية المتميزة ، ونأسف أيضاً على ما آلت إليه السينما في وقتنا الحاضر وهو الذي ظل متمسكاً بأصول العمل الفني حتى آخر عمل مازال يشتغل عليه «حليم»عن حياة العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ . حلم أحمد زكي هذا .. في تجسيد شخصية العندليب اثناء صراعه المرير مع هذا المرض اللعين! .. لكن ولأن أحمد زكي فنان من طراز نادر فنان يعشق فنه حتى الموت .. قاوم وقاتل مرضه ..  ليقف أمام كاميرا المخرج شريف عرفه ليجسد لنا أنشودة الألم والمرض والعذاب .. والكفاح.. والنجاح .. أنشودة حليم.. انهى احمد زكي منه ما يقارب تسعين بالمئة من المشاهد التي يتضمنها الفيلم.قبل ان يعود للمشفى مع تفاقم السرطان وانتشاره في جسمه حتى دخوله الغيبوبة والموت   ليصبح النجم الأوحد على الساحة السينمائية الذي يحافظ على صورته ناصعة ونظيفة لينال احترام الجميع، ونحن إذ نتفق على أن النجومية لا تأتي اعتباطاً أو مع ضربة حظ فإن تاريخ أحمد زكي يصلح لأن يُدرّس في معاهد السينما من الناحية الأخلاقية أولاً ومن ثم أسلوبه في الأداء وصبره واشتغاله على نفسه                                                                                                                         أحمد زكي ، يستحق بجدارة لقب نجم الثمانينات ، بل ونجم السينما المصرية . فنحن أمام فنان مجتهد جداً ، أتقن صنعته حدّ الإبهار، وجعل التمثيل أفق علاقة متينة بين العلم والفن والموهبة. عالمه. مشحون بعصبية قوية، تحتّم عليه الانصراف كلّيا إلى الشخصية، لا ليقدّمها على الشاشة، بل ليعيشها. وهو مصبوغ بلوثة الإبداع، كأنه لا يأبه بذاته الإنسانية، حين يصبح الشخصية، أو كأنه يجعل من الشخصية إنسانا من لحم ودم. يهتم كثيراً بالكيف على حساب الكم ، يلفت الأنظار مع كل دور جديد يقدمه ، وأعماله تشهد له بذلك ، منذ أول بطولة له في فيلم شفيقة ومتولي وحتى الآن ، مروراً بأفلام إسكندرية ليه ، الباطنية ، طائر على الطريق ، العوامة 70 ، عيون لاتنام ، النمر الأسود ، موعد على العشاء ، البريء ، زوجة رجل مهم ، والعديد من الأفلام التي حققت نجاحات كبيرة على مستوى الجماهير والنقاد على السواء .  طريق صعب ، ومليء بالإحباطات والنجاحات ، هذا الذي قطعه أحمد زكي حتى يصل الى ما وصل إليه من شهرة وإحترام جماهيري منقطع النظير ، جعله يتربع على قمة النجومية . حصد العديد من الجوائز المحلية والدولية ، وإحتكر جوائز أفضل ممثل مصري لعدة أعوام متلاحقة . في أدائه جمالا يصعب تحديده في إطار جامد. لعلّه الصدق، أو العفوية، أو البساطة. أو ربما هذه كلّها معا، يُضاف إليها حرص على إبراز الأصل والجوهريّ في الشخصية، والتفاصيل الجانبية أيضا. أصوله الريفية جعلته <<متطرّفا>> في صدقه. لديه حساسية فائقة في التزام قضايا المجتمع والناس، تفرض عليه عدم تغييب لغة الفن، ومصداقية التمثيل. بساطته مبنية على عفوية جميلة. توتره أفضى به إلى كسر الحاجز الوهمي بين السينما والحياة.. هذه عناوين ساهمت في صنع حضور أقوى له في المشهد العربي ما كان لأحمد زكي ان يفعل ذلك لولا انه ممثل استثنائي. ومن الصعب ان نجد ممثلا بهذه الطاقة في كل تاريخ السينما المصرية والعربية عموما.
ولد أحمد زكي عام 1949 بالزقازيق (محافظة الشرقية) ،. مات والده وهو في عامه الأول ، وتزوجت والدته بعد رحيل الوالد مباشرة .. فتعلقت بأهداله كلمة يتيم ، وتغلغلت في كل تفاصيل عينيه ، فعاش حتى الآن في سكون مستمر ، يتفرج على ما يدور حوله دون أن يشارك فيه . ولهذا أصبح التأمل مغروساً في وجدانه بعمق ، حتى أصبح خاصية تلازمه في كل أطوار حياته .
وعندما أراد أحمد زكي أن يهرب من وحدته بأية طريقة ، بل أراد أن يهرب من حزن عينيه حين كره كلمة يتيم ، كان يهرب الى بيوت الأصدقاء ليحاول أن يضحك ، وكانت قدماه تتآكلان وهما تأكلان أرصفة الشوارع ، حتى ظن الطفل الطري العود أنه كبر قبل الأوان . والذي ساهم في تكبير الطفل أكثر ، هذا الصدام المتواصل بينه وبين العالم الخارجي صمت بما فيه الكفاية . وحين أراد أن يهرب الى الكلام ، وجد في المسرح متنفسه ، فالتحق بعالمه يوم كان يكمل دراسته الثانوية ، ولحسن حظه بأن ناظر المدرسة كان يهوى التمثيل . أما أحمد زكي فصار في فترة وجيزة هاوياً للتمثيل والإخراج المسرحي على مستوى طلاب المدارس .
عن تلك الفترة يقول احمد زكي  :" عندما كنت طالباً في مدرسة الزقازيق الثانوية ، كنت منطويا جداً لكن الأشياء تنطبع في ذهني بطريقة عجيبة : تصرفات الناس ، إبتساماتهم ، سكوتهم . من ركني المنزوي ، كنت أراقب العالم وتراكمت في داخلي الأحاسيس وشعرت بحاجة لكي أصرخ ، لكي أخرج ما في داخلي . وكان التمثيل هو المنفذ ، ففي داخلي دوامات من القلق لاتزال تلاحقني ، فأصبح المسرح بيتي . رأيت الناس تهتم بي وتحيطني بالحب ، فقررت أن هذا هو مجالي الطبيعي "
أحمد زكي إكتشف الفن في أعماقه مبكراً ، فكان رئيس فريق التمثيل في مدرسته الإبتدائية ، ومدرسته الإعدادية ، ثم مدرسة الزقازيق الثانوية . وهكذا تحدد طريقه الى المعهد العالي للفنون المسرحية ، الذي تخرج منه عام 1973 من قسم التمثيل بتقدير ممتاز ، وهو نفس التقدير الذي حصل عليه في كل سنوات الدراسة .
في بداية السبعينيات من القرن العشرين عندما كانت فرقة الفنانين المتحدين تعرض مسرحية مدرسة المشاغبين والتي استمر عرضها على المسرح خمس سنوات متواصلة كان بين المشاغبين شاب اسمر ضعيف البنية, يبدأ حياته الفنية بمساعدة الفنان سعيد صالح الذي يعتبر مكتشفه الحقيقي مع زميله يونس شلبي, والشاب هو الفنان العملاق احمد زكي, فقد شاهدهما سعيد صالح مع سمير خفاجي وهما يؤديان دورين صغيرين في مسرحية (الغول) على مسرح الطليعة  فاشار سعيد عليهما حيث كانت المسرحية (مدرسة المشاغبين) تحتاج الى النمطين
وكأن مدرسة المشاغبين كانت فاتحة خير على ابطالها دون استثناء, فقد حضر العرض الراحل صلاح ابوسيف والمعجب ايما اعجاب بأسلوب احمد زكي في الاداء التمثيلي وحفاظه على ايقاع الدور بشكل مثير, وكانت المسرحية تعرض على مسرح كوته بالاسكندرية في عامها الثاني..
ونقل صلاح ابوسيف اعجابه بالفنان احمد زكي ووعده بان يطلبه في اي عمل سينمائي يقوم باخراجه لايمانه بموهبته..
إكان أحمد زكي ، لفت الأنظار إاليه بشدة عندما قام بدور الطالب الفقير الجاد في مسرحية مدرسة المشاغبين الكوميدية الذي يتصدق عليه ناظر المدرسة بملابسه القديمة .
وعرض عليه ممدوح الليثي بطولة فيلم من انتاجه أمام النجمة اللامعة سعاد حسني، لأن مخرج الفيلم الشاب علي بدرخان رأى ضرورة اسناد البطولة لوجه جديد، فقام كاتب المسرح لينين الرملي بترشيح أحمد بعد مشاهدته له في عرض «النار والزيتون»، وعاد أحمد إلى مسكنه المتواضع وهو يرقص فرحا في الشوارع، وبدأ يستعد للدور الذي سيضعه في صفوف النجوم، وعندما اقترب موعد التصوير، كانت الصدمة قاسية، لقد تم إسناد بطولة فيلم الكرنك إلى النجم المعروف نور الشريف بناء على حسابات انتاجية وأمور تتعلق بالتوزيع والايرادات، وزادت نقمة أحمد زكي على ظروفه وتخيل أن لونه وسماته الشكلية هي التي حالت بينه
وبين هذه البطولة، لكنه مع الوقت استعاد اتزانه، وبدا يعمل في مجموعة من الأدوار الصغيرة في السينما حيث شارك في أفلام مثل «بدور» و«أبناء الصمت» ثم «العمر لحظة» و«وراء الشمس» و«شفيقة ومتولي» أمام سعاد حسني، وكانت هذه الأدوار كفيلة بإظهار مدى الموهبة التي تسكن أعماق هذا الممثل المختلف الذي ما لبث أن لعبت ملامحه لصالحه أخيرا بعد أن لعبت ضده كثيرا، فأحدث انقلاباً في مقاييس النجم بعد تألقه في تجسيد شخصية عميد الأدب العربي طه حسين في المسلسل التليفزيوني الذي أخرجه الراحل يحيى العلمي بعنوان «الأيام».
وقدم دورا ثانويا في فيلم الباطنية ، بين ممثلين كبيرين هما فريد شوقي ومحمود ياسين ، و إنهالت الجوائز على أحمد زكي وحده ، وهي شهادة من لجان محايدة على أنه ، ورغم وجود العملاقين ، قد ترك بصماته في نفوس أعضاء لجان التحكيم .
بعدها جاء فيلم طائر على الطريق ، وجاءت معه الجائزة الأولى .. وهكذا وجد أحمد زكي لنفسه مكاناً في الصف الأول ، أو بمعنى أصح حفر لنفسه بأظافره طريقاً الى الصف الأول !! وقد كان عام 1982 ، هو الإنطلاقة الحقيقية لهذا الفنان الأسمر . أما في عام 1983 ، وخلافاً لكل التوقعات ، فقد رأينا أحمد زكي منسحباً عن الأضواء والسينما بنسبة ملحوظة ، ليعود في العام 1984 أكثر حيوية ونشاطاً . ومن العجيب أن هذا الشاب الريفي ، البعيد الوسامة ، جاء الى عاصمة السينما العربية ، مفتوناً برشدي أباظة ، المعروف بوسامته .
احمد زكي كما نعلم اسمر حادق ضارب للسواد، وعلى الرغم من لطف هيئته الا انها مألوفة وعادية فليست له مهابة عماد حمدي ولا حلاوة شكري سرحان ولا التأثير البالغ لوجه عمر الشريف. الغريب ان ابطالا لا يشكون من فرط الجمال مثل محسن سرحان مثلا كانوا كذلك بما في وجوههم وقاماتهم من ترهل ذي سمة استقراطية. لذا يعلّم وجه احمد زكي على مقلب آخر للسينما المصرية. لقد كان احمد زكي هو البطل الأنسب لموجة الواقعية الجديدة في مصر، انه بطل محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة بامتياز، ولا يكفي هنا ان نتكلم عن شغف هؤلاء المخرجين بالحياة الشعبية فهي من <<تيمات>> الفيلم المصري عموما، بيد ان التقديم الفولكلوري والالكتروني احيانا لهذه الحياة هو الذي يختلف. الحياة الشعبية ليست من اكسسوارات الفيلم عند موجة الواقعية الجديدة، فهي عادة متنه وأساسه ثم ان التقديم نفسه لا يبقى ميلودراميا فولكلوريا او طرائفيا، فهو ديناميكي نقدي ولنقل انه طبيعي عادي مقابل الاكزوتيكي والطرائفي، إن جمهور السينما الذي تفيرت نوعيته ، وأصبحت غالبيته من الكادحين ، يرون أنفسهم في أحمد زكي ، الفتى الأسمر الذي لا يعتني بملبسه ولا يذهب الى الكوافير لفرد شعره الأشعث المجعد . ولكنه نموذج عادي لأشخاص عاديين يقابلهم المرء ويتعامل معهم كل يوم في الطريق .. في المركبات العامة ، وبقية الأماكن التي يتردد عليها الناس ... احمد زكي هو في أدواره الشعبية البطل العادي الذي يعيد لهذه الحياة قدرتها على توليد الاشكاليات والخوض في صراعات وطرح الخيارات والمصائر. لقد امتلك منذ البداية تلك القدرة على الانسلاخ عن النموذج التمثيلي شبه الكوميدي والنمطي للأدوار الشعبية. اذا كنا لا نتخيل عماد حمدي في دور فلاحي فاننا لا نتخيل عبدالله غيث الا في دور العمدة والمستبد الريفي الشرير ونور الشريف في دور روبن هود مصري فلاحي. لكن احمد زكي وحده يمثل السائق والمتسكع والصعلوك بدون ان يتخذ لها انماطا او يجد لها انماطا. انه يمثلها بدون ان يكون هذا ذا غرض ترفيهي او يتجاوب مع نماذج قبلية. يمثلها بقدرة هائلة على اعادة خلقها وعلى ابتكارها وعلى ابراز جدلها وتناقضاتها وحضورها الخاص. مع الواقعية الجديدة المصرية يمكن ان نتكلم عن احمد زكي كممثل جديد او كمدرسة جديدة في التمثيل، بل يمكن الكلام عن احمد زكي بصدد مفهوم جديد للممثل السينمائي الذي يتخلص كليا تقريبا من الارث المسرحي المصري او الارث الملحمي. ما صنعه احمد زكي هو البطل <<العادي>> بدون شطح ميلودرامي او ملحمي، وبالطبع بدون ترفيه فولكلوري، صنع البطل العادي الذي ليس نمطا والذي يبتكر نفسه ويقف كل لحظة امام خياراته. يفسر أحمد زكي ذلك القول : تغيرت السينما كثيراً عما كانت عليه وزادت الشخصيات تعقيداً . السينما الواقعية اليوم ليست تلك التي تنزل فيها الكاميرا الى الشارع فقط ، بل أيضاً تلك التي تتحدث عن إنسان الحاضر بكل مشاكله وأفكاره ودواخله .
كما يرى أحمد زكي بأن التركيبة الشخصية إختلفت بإختلاف الأدوار التي أداها : صحيح لعبت دور صعلوك أو هامشي في أفلام أحلام هند وكاميليا و طائر على الطريق و كابوريا ، لكن كل دور ذا شخصية مختلفة . شخصيات اليوم غالباً رمادية ، ليست بيضاء وليست سوداء .. ليست خيرة تماماً وليست شريرة تماماً ، وما على الممثل سوى ملاحظة الحياة التي من حوله حتى يفهم أن عليه أن يجهد ويجتهد كثيراً في سبيل فهم هذه الحال .
والواقع أن أحمد زكي عرف كيف ينتقل من دور الى آخر حتى لو لم تكن هناك قواسم أساسية مشتركة بينها . فهو الفلاح الساذج في فيلم البريء ، ومقتنص الفرص الهائم على وجهه في فيلم أحلام هند وكاميليا ، وإبن الحي الذي قد يهوى إنما يحجم ويخجل في فيلم كابوريا ، كما هو ضابط الإستخبارات القاسي الذي يفهم حب الوطن على طريقته فقط في فيلم زوجة رجل مهم . والثابت المؤكد هنا قدرة أحمد زكي على تقديم أداء طوعي ومقنع في كل هذه الحالات المختلفة ، مقدرة يعتقد أنها ناتجة عن إهتمامه منذ الصغر بالملاحظة وحب التعبير . حيث يقول : إختزنت الكثير من الأحاسيس والرغبات الكامنة في التعبير عما أشعر به ، لذلك تراني حتى الآن لا أهتم بالمدة التي ستظهر فيها الشخصية على الشاشة ، بل بالشخصية نفسها إذا إستطاعت إثارتي ووجدت فيها فرصة جديدة للتعبير عما بداخلي .
يرفض أن يقوم عنه دوبلير أو البديل بالأدوار ذات الطبيعة الخطرة ، ويقول أنه في فيلم عيون لا تنام حمل أنبوبة غاز مشتعلة ، وألقى بنفسه من سيارة مسرعة في فيلم طائر على الطريق ، وأكل علقة ساخنة حقيقية في فيلم العوامة 70 . ويعتقد أحمد زكي بأن عدم إستخدام البديل يعطي الفنان قدرة وتدريباً أكثر ، وقد حمله هذا الإعتقاد على أن ينام في ثلاجة الموتى بعد أن أسلم نفسه للماكيير الذي كسا أو دهن وجهه بزرقة الموت والجروح الدامية كما إقتضى دوره في فيلم موعد على العشاء . وقد بقى في الثلاجة الى أن دخلت عليه بطلة الفيلم سعاد حسني لتكشف عن وجهه وتتعرف عليه بعد أن صدمه زوجها السابق بسيارته . وقد أعيد تصوير المشهد ، الذي إستلزم إقفال الثلاجةعلى أحمد زكي ، عدة مرات حتى لا تأتي اللقطة التي لا تستغرق أكثر من بضع ثوان من وقت الفيلم مقنعة للمتفرج . يقول عن تجربته داخل الثلاجة : أحسست بأن أعصابي كلها تنسحب وكأنما توقفت دقات قلبي وأنا أحاول تمثيل لقطة الموت .. وقد ضغطت على قدمي بشدة لأنبه أعصابي وأنذرها .
وفي فيلم طائر على الطريق أصر على تعلم السباحة ، عندما طلب منه المخرج محمد خان أن يستعين بالبديل في مشهد السباحة ، بإعتباره لا يعرف السباحة ، خصوصاً عندما علم منه بأن التصوير سيبدأ بعد شهر ونصف . فقد إختفى حوالي أسبوعان ، وعندما عاد قال لمحمد خان مازحاً : تحب أعدي المانش !! فرد عليه : إزاي ؟ قال : أنا عازمك على الغداء بجوار حمام السباحة بالنادي الأهلي . وأثناء جلوسهما هناك ، ذهب أحمد زكي الى غرفة الملابس ، وإرتدى المايوه .. ثم حيا المخرج خان .. وقفز في حمام السباحة وقام بعبوره عدة مرات بحركات فنية . وعندما خرج من الماء قال لمحمد خان : لقد ظللت أتدرب هنا 15 يوماً على يد المدرب .
تزوج أحمد زكي مرة واحدة من الممثلة الراحلة هالة فؤاد ابنة المخرج السينمائي أحمد فؤاد وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم إلا أن الحياة الزوجية بينهما لم تستمر وانتهت بالانفصال قبل أن يداهم مرض السرطان اللعين هالة فؤاد وترحل عن الحياة تاركة لأحمد جرحاً غائراً في نفسه فلم يفكر في الارتباط بغيرها، ربما تحت تأثير الإخلاص المثالي لقصة حب لم تنجح في الواقع فكان لابد أن تنجح في الخيال، وربما خوفا على شعور ابنه الوحيد هيثم، حتى يجنبه ذلك الإحساس باليتم الذي عاشه أحمد في الصغر بعد رحيل والده وزواج أمه .
عن جريدة الحياة الجزائرية


الأحد، 26 مارس 2017

سارة لعلامة تتصدر غلاف مجلة "الحياة" في عددها التاسع

العدد التاسع  من مجلة " الحياة " ، الان بالاكشاك  يتضمن مواضيع متميزة: "صحية، ثقافية، رياضية ، سينمائية، ميديا ،فن، موضة , تراث , طبخ.." تهم كل أفراد الأسرة ، بالإضافة إلى تحقيقات، ملفات، ربورتاجات، حوارات، وصفحات تسلية وصفحات للطفل . شهرية ملونة في 224 صفحة . المجلة باستمرارها عبر مواضيعها المتنوعة والثرية  وبكتابها المميزين وإخراجها الجميل تشكل إضافة مهمة للمكتبة الجزائرية والعربية  . ومن مواد العدد التاسع  :
وتصدر حوار اجرته صبرينة كربوبة  مع الفنانة الجزائرية الشابة سارة لعلامة غلاف "الحياة"، تحدثت فيه عن مشاركتها في المسلسل الجديد عبد الحميد بن باديس الذي سيعرض رمضان المقبل، كما تطرقت لمشوارها الفني وتفاصيل حياتها الشخصية. وضم الملف الطبي حوارا اجرته سلمى ساسي مع الدكتور رضا عادل عن الجراحات بالليزر للعين . وملف عن انواع السرطانات القابلة للشفاء . و كتب د يحيى دلاوي: عن الطب التكميلي والطب الحديث وعن كيفية تشخيص امراض الجهاز البولي . فيما كتبت د كريمة سعودي : عن العلاج بالصلصال .  بالاضافة لمواد طبية اخرى منها كيف تتعامل مع الإصابات الرياضية؟. وما المسموح ..وما الممنوع مع ابنتك المراهقة ؟و ماذا تفعل إذا أصيب طفلك بنوبة اختلاج؟.ومرض الثعلبة كيف يتم علاجه ؟و وما هي حقيقة الأحلام الجنسية؟
  وضم العدد عدد من التحقيقات حيث  كتب نذير صهناجي من اسبانيا عن  غرناطة في ذكرى سقوطها / وبائعو الكتب المستعملة في العاصمة.. ذخـــائر المعرفة بمبالغ زهيدة   / ولطالما تزين به الرجل الجزائري في المناسبات .. "الطربوش" من بلاد البلقان إلى الجزائر   .
  وكتب رئيس التحرير  محمد عبيدو عن ابداع وحياة " كاتب ياسين" في أفلام وثائقية  وعن افلام مهرجان برلين السينمائي الاخير   .
وضمت الميديا مقالة للفنانة مارغو حداد بعنوان " الجسد والتشيؤ في الصورة ووسائل الاعلام / ورصدت صفحات الموضة  أبرز تجاهات الموضة السائدة خلال الشهور المقبلة!

كما استضاف العدد أيضا عددا من نجوم الاعلام والتلفزيون والمسرح وكتاب الأعمدة أمثال نصيرة محمدي ، احميدة عياشي ، محمد بوعزارة ،عبد العزيز غرمول، نبيل عسلي ، جازية سليماني ، الصادق السلايمية ، احمد ريح.. بالاضافة لمواد اخرى مهمة متنوعة .

محافظة مهرجان وهران للفيلم العربي تواصل استقبال الأفلام



تواصل محافظة مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في دورته العاشرة، استقبال الأفلام السينمائية الطويلة والقصيرة وكذا الوثائقية المرشحة للمشاركة في المسابقة الرسمية عبر الصفحة الإلكترونية لمحافظة المهرجان، ومن المنتظر أن يتم غلق باب التسجيل يوم الخامس من ماي القادم.
بالموازاة مع ذلك  , رئيس المهرجان إبراهيم صديقي، و محافظة المهرجان يسعون لقيادة الدورة العاشرة لتكون محطة مهمة في تاريخ هذه التظاهرة السينمائية ونحو تحقيق حضور عربي قوي ومميز لنجوم السينما وصناعها في العالم العربي، والترويج السياحي لمدينة وهران

وتعكف حاليا محافظة المهرجان على التحضير لبرنامج الاحتفال من خلال انتقاء أفضل الأفلام العربية المنتجة حديثاً، بالإضافة إلى تنظيم ندوات تعنى بقضايا السينما العربية والعالمية، وكذا دعوة نجوم الفن السابع بالعالم العربي إلى جانب تكريم نجوم كبار تركوا بصمتهم في السينما الجزائرية والعربية.

مونيكا بيلوتشي تقدم حفلي الافتتاح والختام في «كان السينمائي»





تتولى الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي تقديم حفلي الافتتاح والختام لمهرجان كان السينمائي بدورته السبعين (17 إلى 28 ماي )، وهي مهمة شغلتها سنة 2003، على ما أفادت قناة “كانال بلوس” وكالة فرانس برس.
وتخلف بيلوتشي البالغة من العمر 52 عاما الكوميدي والفكاهي الفرنسي لوران لافيت الذي ترأس هذين الحفلين خلال الدورة التاسعة والستين للمهرجان العام الماضي للسنة الثانية على التوالي.
وستكون لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي بدورته السبعين برئاسة المخرج الإسباني بدرو المودوفار.
وذكّرت “كانال بلوس” المشاركة في الإنتاج والناقل الحصري في فرنسا من دون ترميز لمهرجان كان السينمائي بأن “مونيكا بيلوتشي لها تاريخ طويل من الصداقة مع مهرجان كان، ففي سنة 2000، صعدت للمرة الأولى على السلالم لتقديم فيلم (أندر) ساسبيشن لستيفن هوبكينز (…) وقد عادت بعد سنتين مع فيلم “ايريفيرسيبل” المثير لغاسبار نويه الذي صدم رواد المهرجان وأثار الإعجاب في كان من خلال جدلية لا تزال في الذاكرة”.
وتولت مونيكا بيلوتشي عضوية لجنة التحكيم سنة 2006 خلال رئاسة وونغ كار-واي. وفي السنوات اللاحقة، عادت الممثلة الإيطالية إلى كان للمشاركة في المنافسة الرسمية مع فيلمين للإيطالي ماركو توليو جوردانا والفرنسية مارينا دو فان.

كذلك عادت إلى كان في سنة 2014 لتقديم فيلم “ذي ووندرز” للإيطالية أليس رورفاكر الذي فاز بالجائزة الكبرى المقدمة من لجنة التحكيم.

فيلمه "ممنوع الاقتراب أو التصوير" في الصالات . المخرج المصري روماني سعد : ميرفت أمين كانت الداعم الأول لى فنيا وانسانيا



 محمد عبيدو
بفيلمه الروائي الطويل الأول "ممنوع الاقتراب أو التصوير"، الذي بدأ عرضه التجاري في مصر الأسبوع الماضي، يثبت المخرج روماني سعد، قدرته على التناول الابداعي المتنوع و المختلف بأساليبه للرؤية والشكل السينمائي ، من فيلم إلى آخر، فيلمه الاخير "ممنوع الاقتراب أو التصوير"، تدور أحداثه فى تدور أحداثه في إطار ملئ بالمفارقات الكوميدية الاجتماعية ، حول عقار، يشغل جزء منه قسم شرطة، و هو النجمة ميرفت أمين، سيدة تنحدر من عائلة ارستقراطية عريقة تضطر تبعا لسياق الأحداث، لرفع قضية ضد الحكومة لاسترداد المكان الذى يشغله القسم .  الفيلم بطولة ميرفت أمين وبيومي فؤاد ويسرا اللوزي وشيماء سيف وياسر الطوبجي.
وفي فيلمه القصير "سحر الفراشة" يناقش العلاقة بين المرأة والمجتمع العربي، من خلال قضية التحرش الجنسي، لنعيش مع اليوم الثاني فى حياة فتاة بعد أن تعرضت لحادثة تحرش ونفس اليوم في حياة الشاب الذي تحرش بها، لننتقل بين العالمين في محاولة لطرح أسئلة تلقى الضوء على ظاهرة التحرش الجنسي في المجتمع المصري، برغم تدينه الظاهري.
 وقبله تطرق روماني سعد بفيلمه  التسجيلي الطويل "توك توك " ظاهرة (التوك توك) التي تسير في الشوارع المصرية، ويوضح هذه الظاهرة من خلال ثلاثة أطفال صغار السن من الأسر الكادحة، يقودون هذه المركبات من أجل إطعام أسرهم، ويتتبع الفيلم معاناة هؤلاء الأطفال (شارون وبيكا وعبد الله) مع الشرطة واللصوص والسيارات الأجرة.
 كما تطرق بفيلمه القصير " جوا البحر " الى حالة  فتاة لم تتعد العشرين عاما ، تقوم برعاية شقيقتها الكبرى ، التي تعاني من تأخر عقلي ، وتتحمل   مسئوليتها ، ومسئولية البيت بعد موت والديهما . يصور الفلم مشاعر الفتاة التي لم تتجاوز العشرين من عمرها ، وكَمَّ الضغط والمسئولية الملقاة على عاتقها ، ويطرح تساؤلا عن مدى قدرتها على التحمل .
فيما يدور فيلمه "برد يناير" حول أم فقيرة تقطن هي وأطفالها في حجرة بلا أثاث أو باب، بعد بيع الأب لكافة محتويات الحجرة، حينها تضطر الأم للعمل كبائعة أعلام أثناء ثورة ٢٥ يناير، كي تتمكن من شراء باب للغرفة يحميها هي وأطفالها من برد يناير.
يتحدث المخرج روماني سعد  في حوار " للحياة " حول فيلمه الجديد وعمله السينمائي :
++ دراستك للفن التشكيلي كيف أثرت بعملك السينمائي؟
+ مؤكد أنها ساعدتني كثيراً على مستوى الصورة، لكن الأهم كان حول طريقة التفكير في الفن، وأنه يجب أن أعبر عن رأى بشكل حر لأن لكل فنان بصمته الخاصة التي تميزه.
++ كيف كان تعاملك أثناء التصوير مع الأطفال السائقين في  فيلم توك توك ؟
+ يتتبع الفيلم معاناة هؤلاء اﻷطفال الصغار السن الكادحين . وقد حاولت أن أتعامل معهم ببساطة شديدة حتى أكسب ثقتهم وأعتقد أن ذلك ظهر بوضوح فى الفيلم.
++ وهل لاحظت تغير بأوضاعهم بعد انتهاء الفيلم؟
+ لا يوجد أى تغيير.
++ أي طموح اجتماعي جديد بعد الثورة للام الفقيرة وعائلتها في فيلم "برد يناير" ؟
+ الأم مثل حالها في الفيلم لا تعرف شيء عن الثورة ولا تنتمى إليها ولكنها تحاول أنت تعيش وتحمى أطفالها ومازالت على ذلك الحال.
++ كيف كانت فكرة فيلمك الطويل "ممنوع الاقتراب والتصوير" ما الذي جذبك لانجازه؟
+ الفكرة بدأت بعد أن قرأت خبر حول أن الفنان حسين فهمى يمتلك مبنى قسم شرطة حلوان وأنه قام برفع قضية على الدولة وأسترد ملكية المبنى ولكن وجود به قسم شرطه حال دون ذلك، ففكرت أن ذلك بداية لمشروع فيلم كوميدي وقد كان.
++ هل عانيت من إيجاد التمويل بالنسبة لفيلمك الطويل؟
+ المنتج مينا فايق كان يبحث عن فيلم كوميدي مناسب للسوق المصري وعرضت عليه الموضوع فتحمس للعمل.
++ كيف كان تعامل النجمة ميرفت أمين معك كمخرج فيلم الأول ما الذي شجعها على العمل معك
+ النجمة ميرفت أمين تحمست للسيناريو عندما أرسلته لها وطلبت مقابلتي وتناقشنا في بعض التفاصيل البسيطة جداً، ووجدت أنها مثال للتواضع والالتزام الشديد، وهى كانت الداعم الأول لي على المستوى الفني والانسانى.
++ وكيف كان تعاملها مع باقي الممثلين ومعظمهم من جيل الشباب؟
+ تعاملت معهم بكل الحب والتواضع ولم تبخل عليهم بالنصيحة لخبرتها الكبيرة، وكانت قدوه لهم في الالتزام.
++ بشكل عام ما الذي يجذبك لانجاز فيلم هل هو الشخصية او المكان او القصة ؟
+ كل فيلم بيكون حالة خاصة ومختلفة، ولكنى أحب أن أقدم العمل الذي يمسني بشكل شخصي، وأيضاً يشبه ما أحب أن أشاهده من أفلام، وأيضاً بشكل واقعي العمل الذي أظن أن الجمهور سيحبه، فسواء شئنا أو أبينا فالسينما هو فن جماهيري يجب أن صل للناس
++ تحب تحكي عن الضجة التي سبقت الفيلم؟
+ كل الأفلام تصاحبها ضجة إعلاميه وذلك يكون من باب الترويج والدعاية للفيلم ليكسبه شهره بأشكال مختلفة حتى يصل إلى الجمهور، ولكن بعد نزول الفيلم لا يبقى إلى الفيلم والجمهور.
+++
كادر
روماني سعد : من مواليد القاهرة 1974 درس الفن التشكيلى بكلية الفنون التطبيقية ثم أتجه إلى السينما ودرس الإخراج السينمائي بالجامعة الفرنسية بالقاهرة شارك فى مهرجانات عالمية عديدة وحصل على عدة جوائز دولية :أحسن فيلم روائي قصير مهرجان بوسان بكوريا الجنوبية الجائزة الأولى/ أحسن فيلم عن الثورة مهرجان الأسكندرية 
/ جائزة لجنة التحكيم مهرجان بغداد الدولى / الجائزة الثانية بمهرجان كرامة لأفلام حقوق الأنسان بالأردن / جائزة دعم السينما المستقلة لموسم الفنون المستقلة الأول بمصر / الجائزة الأولى أحسن فيلم روائى قصير مهرجان الشاشة المستقلة ببنى غازى ليبيا / الجائزة الثانية مهرجان نابل السينمائى الدولى تونس / الجائزة الثانية مهرجان نواكشوط السينمائى الدولى بموريتانيا / شهادة تقدير من جمعية الفيلم بمصر / أحسن سيناريو مهرجان تيزنيت بالمغرب .
عن ملحق سينما / جريدة الحياة / الجزائر


الجمعة، 24 مارس 2017

جوائز مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية


 أعلنت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته السادسة،عن جوائز المسابقة التي تنافس فيها 10 أفلام، وحصد جائزة النيل الكبرى لأفضل فيلم روائي طويل فيلم "كالوشي" للمخرج ماندلانكايسي والتر دوبي، من جنوب أفريقيا.

ومُنحت جائزة لجنة التحكيم لأحسن فيلم طويل لـ"أبناء الجبل"، للمخرجة بريسيلا عناني من غانا، وجائزة الإسهام الفني المتميز للممثل عمرو سعد عن فيلم "مولانا" للمخرج مجدي أحمد علي من مصر، وأيضا الممثل مجد مستورة عن فيلم "نحبك هادي" للمخرج محمد بن عطية من تونس، وتسلّمتها عنه الفنانة التونسية صباح بوزويتة.

وأعلنت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة عن جوائز المسابقة التي تنافس فيها 9 أفلام، وتضم المخرجة تسيتسي دنجارمجا من زيمبابوي، والناقد المغربي حمادي كيروم، والمخرج التونسي محمود جمني، والجزائري حميد بن عمرة، ومدير التصوير محسن أحمد. وحصد فيلم "آثار القومية الأفريقية" للمخرجة شركيانا آينا من أثيوبيا، جائزة النيل الكبرى في المسابقة، بينما حصد فيلم "النسور الصغيرة" للمخرج محمد رشاد من مصر، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وتسلّمها نيابة عنه المخرج شريف مندور.

ومنحت اللجنة جائزة أفضل إسهام فني في المسابقة للمخرج أشرف مسواكي، عن فيلم "الجرعة البيضاء" من تنزانيا، وجائزة مؤسسة شباب الفنانين المستقلين "جائزة رضوان الكاشف لأفضل فيلم" لـ"البنانوة" للمخرج ناجي إسماعيل من مصر.

وفي مسابقة الحريات الدولية، فاز بجائزة الحسيني أبو ضيف لأحسن فيلم عن الحريات، فيلم "موسيقى مالي الحزينة" للمخرج لاتز جريجو من ألمانيا، ومنحت لجنة تحكيم مسابقة الحريات شهادة تقدير لفيلم "شاشامان" للمخرجة جوليا أماتى من إيطاليا.

و
أعلنت لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، جائزة أفضل فيلم لـ"شعري بألوان فرنسية" للمخرجة جوزا أنجيمب من الكاميرون. ومنحت اللجنة جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى فيلم "خلينا هكا خير" للمخرج مهدى البرصاوي من تونس. وحصد جائزة أفضل إسهام فني فيلم "قنديل البحر" للمخرج داميان أونوري من الجزائر. وتم منح تنويه خاص عن فيلم "البنانوة" للمخرج ناجي إسماعيل من مصر.

وفي قسم جوائز الجمهور، تم منح جائزة أفضل فيلم طويل لفيلم "مولانا" للمخرج مجدي أحمد على من مصر، ونال جائزة أفضل فيلم قصير باختيار الجمهور فيلم "قنديل البحر" للمخرج داميان أونوري من الجزائر. 

"الصبية: الحياة بلونها الوردي " سيرة إديث بياف سينمائيا

محمد عبيدو :
تعتبر 2007 و2008 سنتي السعد على ماريون كوتيار التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة في العديد من المهرجات الدولية أبرزها كان (الفرنسي، وبافتا البريطاني، وغولدن غلوب الأميركي) وسيزار الفرنسي وآخرها الأوسكار).‏ عن دورها في الفيلم الفرنسي "الصبية: الحياة بلونها الوردي" La Mome: La Vie En Rose, واقتنصت الجوائز من طابور من الممثلات الكبريات الموهوبات.
عندما تشاهد ماريون كوتيار تؤدي دور إديث بياف ـ هو بحدّ ذاته تجربة درامية تتطلّب منك كمشاهد أكثر من التعاطف أو التفاعل مع بطلة الفيلم، وقد تخرج من الصالة مصاباً بشيءٍ من الإرهاق، وبالكثير من الألم والحسرة، على تلك القامة الهزيلة التي وسع صوتها الدنيا، ذلك العصفور الصغير الذي غنّى للجميع، إلا لنفسه.لا تدري أهي كوتيار أم بياف، تلك المتألمة المسحوقة، تلك المتمردة التي تعبّ لحظات حياتها القصيرة عباً، وتسكر بعبادة الجمهور لها، وتظلّ تغنّي حتى تسقط، ثم تقف لتغنّي من جديد. ماريون كوتيار تعلمت الغناء والتحكم في النفس الطويل وتشبعت تماماً بشخصية بياف . وقالت كوتيار«لم أكن مطلعة جيداً على حياة المغنية إديث بياف وبدأت اكتشفها وانغمس فيها. شاهدت الأفلام كلها شاركت فيها بياف كممثلة واستمعت كثيراً إلى أغنياتها. ومن ثم كان ينبغي على أن أجد المساحة داخلي للتعايش بين شخصين انا وهي». وقد تقمصت ماريون كوتيار عملياً دور بياف الذي شمل مراحل حياة المغنية كلها، وتمكنت من تقليد حركاتها بشكل ملفت. وشددت كوتيار على أنها احتاجت إلى «أسابيع عدة» للعودة إلى طبيعتها بعد انتهاء تصوير "الصبية "، وأوضحت قائلة: «لقد احتجت إلى بعض الوقت، فالشخصية معقدة ومركبة، وخلال أربعة أشهر لم يكن الصوت صوتي، ولا التصرف تصرفي».‏ 
وتبدأ أحداث الفيلم, الذي أخرجه "أوليفيه دهان" , في فترة الأربعينات وسيعرض قصة حياتها في مراحلها العمرية المختلفة حتى وفاتها في عام 1963 عن عمر 47 عاماً إثر اصابتها بالسرطان، التي بدأتها مع الغناء في شوارع باريس وهي صغيرة وكان عمرها 15 عاماً .. "الحياة الوردية" يبدو عنوانه وكأنه يسخر من تلك الحياة لبطلته التي بدأت أمامنا وعمرها سنوات خمس تعيش في بار تخفيها أمها مغنية الحانات عن الزبائن حتى تنهي عملها لكن الأب ينتزعها ليسلمها لأمه صاحبة منزل الرذيلة حيث عاشت سنوات أخرى في رعاية فتيات المنزل ووجدت من بينهن من أحبتها كالأم وأكثر لدرجة أرادت فيها أن تترك المهنة لرعايتها لكن الجدة رفضت بعنف بالطبع ثم عاد الأب من الحرب العالمية الاولى التي التحق بها , ليأخذها وكانت قد أصبحت مراهقة لتصحبه في عمله كبهلوان في سيرك متجول بين الحواري والأحياء وبدأ الأب يطالبها بالمشاركة حتى تحصل على لقمتها وبعد فترة بسيطة اكتشف صوتها الذهبي بدون قصد منه فصار يدفع بها لتغني مقاطع من أي أغنية أو نشيد حتى يجمع النقود من الفقراء المتحلقين حوله في الشوارع.. بعدها استغلت إديث قدراتها في الغناء على النواصي بطريقة عشوائية بمصاحبة واحدة من صديقات الشوارع وكانت قد تركت الأب ورفضت العودة للأم أو مساعدتها وبدأت تعمل لحسابها.. وفي المساء.. حين تجمع نقود النواصي تذهب مع صديقها لتنفقها في الطعام والشراب حتى الثمالة ومن هذا الموقع البائس رآها واكتشفها "لويس ليبلييه"، جيرارد ديباردو مثل شخصية مدير الملهي الليلي الذي التقط بياف من الشارع لتقديمها لجمهور مسرحه و ليضعها على طريق الشهرة ، والذي اتُهمت لاحقاً، وخطأً، بالمشاركة في اغتياله. المخرج أوليفييه دهان اهتم في فيلمه بـ(إديث بياف) الإنسانة التي عرفت المعاناة أكثر من الفنانة التي بهرت العالم..... ولدت في بيلفيل الفقيرة، شرق باريس، حيث صبّت، وما تزال، قوافل المهاجرين البائسين الآتين من مستعمرات فرنسا. ويتابع الفيلم مسيرتها الفنية وحياتها الخاصة والمواقف المؤثرة التي تعرضت لها في الحياة . الكحول والحزن هما الشريكان الأهم لحياة بياف المأسوية؛ طفلها الذي تفقده إثر إصابته بالتهاب السحايا؛ علاقاتها الفاشلة مع الرجال؛ شخصيتها المضطربة؛ وعصبيتها ومزاجيتها؛ نجاحاتها الفنية؛ و لعل خير مثال على ذلك، هو علاقتها الغرامية مع الملاكم مارسيل سردان، (الجزائري الأصل)، الذي تلتقيه في أميركا، وموته الدرامي بعد ذلك في حادث تحطم طائرته القادمة من باريس عندما كان قادماً لرؤيتها؛ وتحت تأثير هذا الحادث الأليم تخرج بياف أغنية (نشيد للحب) إلى الوجود والتي تقول كلماتها: إذا خطفتكَ الحياة مني * أو إذا متَّ أو كنت بعيداً عني * لا يهم، إذا كنت تحبني * لأنني،أنا بدوري سأموت يوماً ما.‏ 
ونرى في الفيلم هذيانها؛ ذاك أن بياف فقدت، كذلك، طفلتها الوحيدة التي أنجبها حبّها الأوّل. وتعرّضها لحادث سير أدى إلى كسور في جسدها جعل منها مدمنة على المورفين الذين كان يستخدمه أطباؤها لتسكين أوجاعها... ، فحين رأيناها في المصحّ، وهي في الرابعة والأربعين، بدت كأنها الموت مشخّصاً. وأخيراً إصابتها بتشمع الكبد وشللها الجسدي والنفسي والعقلي ووفاتها ولم تكن قد بلغت الثامنة والأربعين..وخلال هذه الهزات التي عصفت بحياتها،ستلتقي بياف بالعديد من الفنانين الكبار أمثال شارل ازنافور وكذلك بكاتب يدعى بيلس،هذا الأخير سيكون زوجها، إلا أن زواجهما لن يستمر أكثر من أربع سنوات،وكأن لعنة الانفصال ترافق بياف طيلة حياتها.‏ 
قال دهان: إن السبب الأول الذي دعاه إلى إخراج فيلمه عن إديث بياف هو أن يعرض بأمانة الإجابة على تساؤل: ما هو السبب الحقيقي الذي يقود حياة الفنان، والجواب قد يكون ببساطة أن الألم هو الذي يصنع الفنان الحقيقي وهو الرباط الحقيقي بين العبقري وفنه، حيث يقدم لنا ـ في بعض لقطات فيلمه ـ إديث بياف في قمة ألمها مجروحة المشاعر ضائعة، وهي تزحف زحفا عائدة إلى المسرح لتعطي كل ما عندها وتحول ألمها إلى عطاء لجمهورها.‏ 
على هامش "الصبية: الحياة بلونها الوردي"نقول: إنه من البديهي أن يتحمس السينمائيون والمسرحيون لتقديم أفلام ومسرحيات عن المغنية الراحلة فحياتها الصاخبة أشبه بسيناريو خيإلى حقّاً ألهم العديد من المخرجين. لعل أبرز الأفلام عن حياتها فيلم «إديث ومارسيل» لمخرجه كلود لولوش الذي أنجزه في 1983 وركّز فيه على علاقة الحبّ العاصفة التي جمعت بياف ونجم الملاكمة مارسيل سيردان في أوج تألقهما عهد ذاك. ولا يقتصر الأمر على السينما ففي المسرح قدمت الكاتبة الريطانية بام جيمس(واحدة من أبرز الكاتبات في ميدان الدراما البريطانية المعاصرة) مسرحية « بياف» عبر قصة رومنطقية حزينة عن حياة هذه الفنانة. نالت جان لابويتر في ذاك العام جائزة أفضل ممثلة ومغنية بريطانية. أما العرض الذي أخرجه بيتر هول فأدت دور بياف فيه الممثلة البريطانية إيلين بيج.