الخميس، 4 يناير 2024

عشر قصائد لعشر شعراء سيرياليين ترجمة بول شاؤول

 


أراغون حوار


ماذا يعني أن نتكلم؟


‏-‏ أن نزرع حصى بيضاء، تأكلها العصافير، ما أكثر ما يخيفك؟ ‏


‏-‏ بعض الحيوانات البطيئة التي تحوم بعد منتصف الليل حول أشجارٍ مضيئة: ‏والأوتوبيسات أيضاً. ‏


ما كنت تحلم أن تكون؟ ‏


‏-‏ الماضي الحاضر والمستقبل.‏


ما الفضيلة؟


‏-‏ سرير لذة من أغصان الغابات العالية.‏


والشجاعة؟


‏-‏ قطرات حليب في جرن معموديتي الفضي.‏


والشرف؟


‏-‏ بطاقات ذهاب وإياب لمونت كارلو.‏


هل تُحب الطبيعة؟


‏-‏ كان ينحني أحياناً على سرير كلب سلوقي حزين كاللآلئ المدفونة في البحر. ‏مشاعل راقصة كانت تمر فوق جبيني مزدانة بعقود من البنفسج.‏


وذات مساء لم يبقَ أحد على ضفة الماء.‏


ما هو الحب؟


‏-‏ خاتم ذهب في الغيوم.‏


ما الموت؟ ‏


‏-‏ قصر صغير على الجبل


‏..................‏


قصر تغلقه الأنصاب، قطعة ثلج على مجرى المدينة.‏


نظرة نحو الفردوس.‏


لم أكن أسألك شيئاً؟


‏-‏ اه؟


‏1924‏




جان أرب


أوراق مثمرة




العمر يعيش من شعرة إلى شعرة ‏


عبر الهواء الذي بات يتيماً –‏


يعيش كبيضةٍ ‏


تلف ثمرة


على حبلٍ مشدودٍ بين جناحين


الهواء بعمر الأجنحة


الثمار تولد من الأجنحة


أوراق الأجنحة تنزف


على أذيال الهواء.‏


‏1933‏


بول الديار


واقفة على أجفاني


واقفة على أجفاني


وشعرها في شعري


لها شكل يدي ‏


لها لون عيني


تنغمر في ظلي


كحجرٍ على السماء.‏


أبداً عيناها مفتوحتان ‏


ولا تدعني أنام


أحلامها في وضح النهار ‏


تبدد الشموس،


تجعلني أضحك، أبكي وأضحك


أتكلم ليس عندي ما أقوله


‏ 1929‏


أنطونان أرتو


الشجرة


هذه الشجرة وارتجافاتها


غابة مظلمة من النداءات


والصراخ


تأكل قلب الليل الأسود


خلٌّ وحليبٌ، السماء، البحر.‏


هذا الجرم السميك في الجلد


كل الأشياء تتأمر على هذا الزلزال


الذي يهتز في قلب العتمة الصفيق.‏


قلبٌ يموت، نجمة قاسية ‏


تزدوج وتذوب في السماء


السماء الصافية التي تنشق


أمام نداء الشمس القارعة


تحدث الجلبة ذاتها، تحدث الجلبة ذاتها


التي تصدر عن الليل، والشجرة في قلب الريح


‏1928‏


رود فانأفزيك


الأصداف تغطي جسدها


‏-1-‏


قاتمة في الفراغ. تستيقظ اصبعها، تتردد ثم تصبح سمكة. كل جسدها يُضيء. إنه ‏الضباب، راحت تقول في نفسها.‏


‏-2-‏


ثقيلةٌ، في الزوبعة، ما بها سوى جرح. صرخة تفتح فمها لكن إبهامها فراشاتٌ ‏تطير. إنه البرق، راحت تقول في نفسها.‏


‏-3-‏


حمراءٌ، اندهشت، ما عادت الأصداف تغطي جسدها، بل الشفاه الصغيرة التي لا ‏تحصى، تلتفتُ بكنفٍ أبيض، إنه الثلج، راحت تقول في نفسها.‏


‏-4-‏


مرتعشة، راحت تتقدم نحو الهاوية، في حين كانت تبغي الهروب.‏


ليست هذه بهاوية. إنه عقابٌ يندفع نحو صدرها العاري.‏


تضحك، إنه السراب، راحت تقول في نفسها.‏


ليليه، اكتشفت في الزبد والنجوم آثار غزال وأخيراً ينبوعاً.‏


سمور هارب يختبئ تحت إبطها، إنه المذنب، راحت تقول في نفسها.‏


‏1959‏


إيف إيليوي


كالفاس تقرع الساعة


سماء واسعة وبطيئة


كأغصان


القمر


شتاء


وغربان كثيفة


كالفأس تقرع


الساعة


في صحراء الأرياف


النافذة تهتف


منتصف الليل


على السطوح


عندما يلحس الثعلب مخالبه


المجروحة


جرحه


المتوهج


تحث


كرة


‏1967‏


أندره بريتون


أكوام المزيد الأسود


عندما النوافذ كعين ابن آوى والرغبة تطعن الفجر، آلات الحرير ترفعني على ‏عبارات الضاحية، أنادي فتاة تحلم في البيت الذهبي، تلاقيني على أكوام الزبد ‏الأسود وتقدم لي شفتيها، الحجارة في قعر النهر السريع، هواجس محجبة تنزل ‏أدراج المباني.‏


أفضل حل هو الفرار من أسطوانات الريش عندما يعرج الصيادون في الأصقاع ‏المائية. إذا استحمّينا بلمعان الشوارع تعود الطفولة إلى البلاد. سلوقية شهباء. ‏يبحث الإنسان عن طريدته في الهواء والثمر تذبل على السياج ورق وردي، في ‏ظل أسماء عظمت في النسيان. الأحزان والأفراح تنتشر في المدينة. الذهب ‏وشجر الأوكاليبتوس برائحة واحدة يُهاجمان الأحلام، بين المكابح وأزهار ‏البرسية السوداء ترتاح أشكالٌ جوفية شبيهة بسدادات العطارين ‏


‏1923‏




أندره بريتون وفيليب سوبو


من التأليف الجماعي (الحقول الممغنطة)‏


الحيوانات الغريبة والصناعيون الكرماء في ‏


الدائرة ذاتها


جادة القبل


مرض الشبان


ملصقات الجدران الأسرة الأقفاص والسيرك


معامل الخلاص


رقصة سريعة رقصة


الكيمياء الدقيقة


أرم النرد


رجل في البحر ‏


رجل يمر أريد أن أراه


يركض أزرق أكثر رزقة من أصابعي المتجمدة لطخة


السكك


السكك الحديدية والمصانع


النار تشعل


الخشب


تبغ السجون أم الأحلام


بار مستديرة غزل مرضي


الخميس الخميس


خذ يدك رأس الأشجار


هدوء الشموس


أجسامٌ مركبة ملح


أيتها الصهاريج انقلي إلينا النتائج


الظلال أصدقاءنا


جنرال يوصي للأيدي


ساعات جميلة


‏1919‏




بنجامان بيريه


يرقص في سرواله


بينما كان يرقص في سرواله


خرجت بيضةٌ من المطبخ


بخطى وئيدة


كنجمة أو كمصور فوتوغرافي


خرج حتى اليوم التالي


رقص حتى اليوم التالي


بعقد


بمزمار


نبتت له لحية


على طول سرواله


حول المطبخ حول المطبخ


الذي ربما لم يولد بعد


‏1930‏




أوكتافيو باز


أدخل في عينيك


‏-1-‏


سوداء هي السماء ‏


صفراء الأرض


يُمزق الديك الظلمة


تنهض المياه وتسأل عن الوقت


تنهض الريح وتسألك


حصان أبيض يمرّ


‏-2-‏


كما تنام غابة في سرير أوراقها ‏


تنامين في سرير أمطارك


وتغنّين في سرير ريحك


وسرير البروق وتطبعين القُبل


‏-3-‏


ادخل في عينيك


تخرجين من فمي


في دمك تنامين


وعلى جبينكِ أستيقظ.‏


‏1959

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق