الخميس، 29 يونيو 2023

5 أفلام قصيرة في مهرجان زنجبار السينمائي الدولي

تشارك MAD Solutions بخمسة أفلام قصيرة توزيعها في مهرجان زنجبار السينمائي الدولي في تنزانيا (من 24 يونيو وحتى 2 يوليو) ، وهو أحدث أهم الفعاليات الثقافية في شرق إفريقيا ، وهم ليلى للمخرج زكريا البشير الأولب تاوي لمي وائل واللذان يشهدان عرضهما العالمي ، بالإضافة إلى أفلام أزرق مش قاتم لمي زيادي وحمص وشيبس لـأحمد مغازي ودمي ولحمي لـإناس أرسي ، وعرض الأفلام في قاعة مارومارو فونتين.


نُبذة عن الأفلام المشاركة:

فيلم ليلى إخراج زكريا البشير وتأليف سحر سليمان ومحمد باوارث وحازم صالح وبطولة همس بندر وعمّار بارشيد وريتاج عبد الله ، تدور أحداث الفيلم حول ليلى ، الشابة في مطلع العشرينيات عمرها ، متزوجة وتعاني من وجود خلافات مع زوجها. في ظل هذه الأحداث تجد نفسها تائهة بين وتصارع للخروج منها.

ميعاد العرض: الاثنين 26 يونيو الساعة 2 ظهرًا

نب تاوي من إخراج ماي وائل وشاركت في تأليفه مع محمد علي منصور ، وبطولة النجمة النجمة نانسي صلاح ويشاركها ريماس ومحمود حجاج ، ويحكي عن فتاة شابة تبدأ في مجال الآثار مع حبها وحاولها ، وتحاول مجهود كبير للحفاظ على ذكرى والدها ، تكتشف حتى اكتشافها. شيئًا يقلب حياتها رأسًا على عقب.

ميعاد العرض: الثلاثاء 27 يونيو الساعة 2 ظهرًا

أزرق مش قاتم من إخراج مي زيادي ويشاركها التأليف أحمد عتيق ، وبطولة آية جمال ، آدم أيوب ، محمد حسيب وعمرو عز. ويحكي قصة فتاة تعكس أحلامها أزمات أساسية في حياتها ، إذ ترى في أحلامها علاقتها بـأبويها وحبيبها ؛ هؤلاء الأشخاص الأشخاص بـالصدمة النفسية التي تؤرقها. جوازات مميزة ورائعة ، جوازات ، وذاكرات ، وذاكرات ، وذاكرات ، وصالونات ، وذاكرتها ، وذاكرتها ، وصالتها ، وذاكرتها.

ميعاد العرض: الثلاثاء 27 يونيو الساعة 10:15 صباحًا

حمص وشيبس من تأليف وإخراج أحمد مغازي ، ويشارك في بطولته بشار زيدان ، ماجي بورجين ولارا عاصي ، وتدور الأحداث خلال انتظار ماجي لنتيجة اختبار كورونا الخاص بها في وقت مليء بالتوتر والوحدة ، وتضطر الجده للبحث عن تواصل إنساني في المكان الذي تريد أن تتواجد به ، وهو شقة جارها العربي بشار.

ميعاد العرض: الثلاثاء 27 يونيو الساعة 9:30 صباحًا

دمي ولحمي يحكي عن الفتاة المراهقة دُنيا التي لاغتصاب على يد جارها. وترى حياتها ضدها ، وهي حامل ، مقابل أفوات الأوان. أشرف بن يوسف ، نعمان حمدة ، مراد غرسلي ، مريم بن حسن.

ميعاد العرض: الثلاثاء 27 يونيو الساعة 9:50 صباحًا

الأربعاء، 28 يونيو 2023

هاريسون فورد يودع دور إنديانا جونز في آخر أجزاء سلسلة الأفلام الشهيرة

 


يودع هاريسون فورد أحد أشهر أدواره عندما يُعرض فيلمه الجديد "إنديانا جونز وديال أوف ديستني"، في دور السينما يوم الجمعة.

ويلعب فورد (80 عاماً) دور عالم آثار ومغامر في سلسلة الأفلام الشهيرة. وأكد لـ"رويترز" أنه لن يعود للعب أدوار أخرى عن المغامرات المتعلقة بالآثار.

وقال فورد في مقابلة: "أودع فرصة رائعة أضفيت خلالها البهجة على الناس، لكنني أردت أن يركز آخر جزء من سلسلة الأفلام هذه على الشخصية أكثر من أي شيء آخر".

ويبدأ الفيلم بمشهد لفورد يظهر فيه أصغر سناً ويقاتل النازيين للحصول على نصف قرص أرخميدس، وهو أداة تمكن الأشخاص من السفر عبر الزمن.

وعلى الرغم من إشادة فورد بمظهره الشاب في الفيلم، ومساعدة الذكاء الاصطناعي في تحقيق ذلك، استبعد إنتاج فيلم كامل بشكله الأصغر سناً

وأردف قائلاً: "أعتقد أن هناك عوائق أمام ذلك من الناحية القانونية ومن ناحية أن الأمر لن ينجح".

وفي بقية أحداث فيلم "ديال أوف ديستني"، يبحث جونز الأكبر سناً عن النصف الآخر من القرص بمساعدة ابنته الروحية هيلينا (وهي الممثلة فيبي والر بريدج) وصديقها تيدي (الممثل إيثان إيزيدور).

ووجد بريدج وإيزيدور أن شخصية فورد الحقيقية لا تختلف كثيراً عن شخصيته في الفيلم. وقال إيزيدور إنه كان "يلقي هذه النكات المثيرة مثل إنديانا جونز بالضبط".

وبالنسبة لفورد، ستظل الشخصية محفورة دائماً في قلبه. وقال إن الشخصية "تعني لي مثلما تعنيه للجمهور. عندما أتذكر سلسلة الأفلام، أعتقد أنها كانت قصصاً جيدة، كانت أفلاماً جيدة. أنا فخور جداً بمشاركتي فيها".

(رويترز)

الاثنين، 26 يونيو 2023

العدد 3 من مجلة سومر السينمائي



 صدر العدد 3 من مجلة سومر السينمائي ويحتوي العدد على كلمة رئيس التحرير نزار شهيد الفدعم الذكاء الاصطناعي يهدد صناع السينما وكتبت السيدة ميسون ابو الحب عن السينما المستقلة والاستاذ رضا الاعرجي عن السينما والشعر ..وأية علاقة ؟ وعن السينما الافريقية السوداء كتب محمد عبيدو وعن المخرجة السينمائية الجورجية نينو كرتادزه ترجم واعد الكاتب علي كامل موضوعا" بعنوان السينما سلسلة من الاكاذيب وكتب الناقد الاردني السينمائي ناجح حسن السينما الأردنية الجديدة تلاوين الواقع بحثا" عن ذاكرة وهوية وعن صورة الأستاذ في أفلام عادل أمام كتب د. محمد فاتي فيما استذكر مدير التصوير المصري كمال عبد العزيز فيلم المومياء من خلال فنان الضوء مدير التصوير عبد العزيز فهمي وفي مجال النقد السينمائي كتبت الناقدة أمل ممدوح أن تاكل ذاكرتك كتفاحة وكتب د. عمار العرادي عن فيلم السيدة شاترجي ضد النرويج بينما اختار الناقد عدنان احمد حسين ان يكتب عن الفيلم الوثائقي سبعة شتاءات في طهران وعن فيلم قدر لايمان بن حسين وتحت عنوان صراع بين رواسب الطفولة وبقايا الانسان كتبت الناقدة د. ليلى بالرحومة وعن فيلم بيت الاشباح كتب الناقد هادي ياسين فيما قدم الناقد محمد رضا قراءة شاملة لفيلم سكورسيزي الجديد وعن فيلم قتيبة الجنابي الجديد كتب نزار شهيد الفدعم فيلم رجل الخشب حلم تم تحقيقه وعن صورة المراءة في فيلم الملكة الأخيرة حميد عقبي وفي مهرجانات كتب احمد طنيش عن مهرجان السينما المستقلة 2 الذي عقد في الدار البيضاء مؤخرا" وعن الافلام الفائزة بمهرجان كان 72 قدم الناقد أمير العمري نظرة تحليلة على الافلام الفائزة وقدم الناقد السينمائي علي الياسري نظرة على تاريخ الملصق الكلاسيكي في مهرجان كان وقدم الطاهر الطيب / عرض كتاب عمر اميرالاي العدسة الجارحة للمؤلف فجر يعقوب فيما حجز د. صالح الصحن الصفحة الاخيرة ليكتب عن الفيلم العراقي تحت عنوان اخر السعاة جدير بالمنافسة       


 

السبت، 24 يونيو 2023

ماريان خوري مديرًا فنيًا لمهرجان الجونة السينمائي



في إطار استراتيجية جديدة يتبناها مهرجان الجونة السينمائي للانطلاق إلى آفاق أرحب. وحرصًا من إدارة المهرجان على توفير المزيد من الرعاية والدعم لصناع السينما المصرية والعربية وروادها وفقًا للسياسة المعتمدة في الفترة المقبلة، يسعد "الجونة السينمائي" اختيار المنتجة والمخرجة ماريان خوري مديرًا فنيًا، وذلك اعتبارًا من الدورة السادسة التي تُعقد من 12 إلى 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في مدينة الجونة. ويأتي ذلك الاختيار، تماشيًا مع الرؤية الجديدة للمهرجان والتي تمثل "صناعة السينما" هدفها الرئيسي.

عبَرت ماريان خوري عن سعادتها بالانضمام إلى فريق عمل المهرجان، متأملة بالمساهمة في تطوير العمل، كما أنها تمنَت أن يمثل حضورها ضمن فريق العمل إضافة جديدة.


الت: "مهرجان الجونة يساهم منذ انطلاقته في تحقيق مشاريع مهمة من خلال الدعم الذي يقدمه. أتمنى توسيع مجال الرعاية والدعم وتنظيم الورش لاكتشاف المواهب الشابة وتطويرها، وذلك في كافة مجالات العمل السينمائي".


وقال المدير التنفيذي عمرو منسي إن "تعيين خوري مديرًا فنيًا من أهم القرارات التي اتخذتها إدارة مهرجان الجونة"، مؤكدًا أنه "على يقين من أنها ستمثل إضافة قوية للمهرجان بتوليها هذا المنصب، كونها واحدة من أهم صناع السينما في المنطقة، ولديها الكثير من الخبرات في هذا المجال".


عن اختيار ماريان خوري، قال مدير المهرجان انتشال التميمي: "العلاقة ما بين مهرجان الجونة والمنتجة الكبيرة ماريان خوري ليست وليدة اللحظة، بل انها علاقة قوية مستمرة منذ الدورات الخمس الماضية للمهرجان، واتخذت أشكالًا مختلفة، مرة من خلال عضويتها بلجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، ومرة بصفتها منتجة، ومرات عديدة كمساهمة في منصة الجونة السينمائية. انضمام خوري للجهاز الفني والإداري استمرار لهذا التعاون، وتواجدهها سيشكل إضافة حقيقية بالغة الأهمية".


نبذة عن ماريان خوري


ماريان خوري منتجة ومخرجة مصرية استمر تعاونها الوثيق مع المخرج المصري الكبير يوسف شاهين لنحو ثلاثين عامًا.

أنتجت وأخرجت أعمالاً منذ عام 1980، تناولت فيها الهوية والذاكرة الشخصية وتهميش الأقليات. أنتجت أكثر من 30 عملاً درامياً ووثائقياً حازت على جوائز في مهرجانات دولية، وكان لها دور رئيسي في تأسيس "بانوراما الفيلم الأوروبي" منذ دورته الأولى عام 2004، كما ساهمت في وضع حجر الأساس لسينما "زاوية سينما" في 2014.

نالت خوري بكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وماجستير في الاقتصاد الزراعي من جامعة أوكسفورد بالمملكة المتحدة. حصلت خوري على وسام جوقة الشرف الفرنسي بدرجة فارس في 2022.

يُعتبر مشروعها "ورش دهشور"، قناة ربط بين الفنانين وصناعة السينما، وهو مخصص لإرشاد وتطوير أفلام يعمل عليها أصحاب المواهب الناشئة في مصر والوطن العربي.

أما أحدث أفلامها "احكيلي" (2019)، فاختير للمشاركة في الدورة 32 لمهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية، بالإضافة إلى حصوله على جائزة الجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي.


الاثنين، 19 يونيو 2023

بين الصبا والشيخوخة.. كم مرّت فرصٌ ضائعة؟

 فيصل علوش 



يُعدّ فيلم «YOUTH» / «بين الصبا والشيخوخة.. كم مرّت فرصٌ ضائعة؟ أو الصبا» (2015)، من أبرز أعمال المخرج الإيطالي باولو سورنتينو، الذي استطاع أن يفرض نفسه كواحد من أهمّ المخرجين موهبةً وإبداعاً في السينما الإيطالية المعاصرة. 

وينتمي الفيلم، في نظر أغلب النقاد، إلى «السينما الشعرية»، حيث تتحول الحوارات العفوية بين شخصيات هرمة ونخبوية تتأمل في معنى الحياة والموت والابداع والفن والحرية، إلى ما يشبه نثريات شعرية مُشبعة بخلاصات الحياة والحكمة ومحفزات التأمل. إنه عمل غنيّ متعدّد الأبعاد، يقدّم متعة للعين والأذن والعقل في آن. جمالية بصرية أخاذة، حيث تدور الكاميرا ببراعة لتبهرنا بالصور التي تضجّ بالحيوية والحركات السلسة الرائعة والتكوينات الجميلة. 

ويأخذ عليه بعض النقاد افتقاره إلى قصة متماسكة، وخلوّه من الأحداث المثيرة والمشوّقة. إذ يقوم عوضاً عن ذلك، على تجميع أجزاء مبعثرة، شظايا، صور ولمسات حُلمية سوريالية، ومضات خفيفة وإضاءات كاشفة، ليضمّها جميعاً، كمقطوعات موسيقية مختلفة، لكنها متناغمة في أوركسترا واحدة وهارموني واحد. 

يستعرض المخرج في فيلمه ثيمات عدة، لطالما تكرّرت في السينما، لكنه يترك عليها بصمته الخاصة، وخصوصية وفرادة معالجته لها، من قبيل وجع التذكر والحنين، الإحساس المرير بمرور الزمن، التحسّر على الوقت الضائع والمشاريع المجهضة، الافتقاد إلى الحب والجمال، تلاشي المتع والحرمان، والتوق إلى لذّة الخلق والإبداع. الفرص الضائعة والمحاولات اليائسة لاستعادة الطاقات والرغبات التي ولّى زمانها. مُعتمداً في ذلك على التأمل الثري في ثنائيات؛ الشيخوخة/ الشباب، الحميمية/ العدوانية، الجمال/ القبح، الجاذبية/ النفور، السمو/ التفاهة، الفطنة/ الحماقة. 

منتجع فخم وشخصيات فذة!

تدور أحداث الفيلم داخل منتجع صحّي فخم في منطقة الألب بسويسرا، حيث تلتقي فيه شخصيات الفيلم الرئيسية؛ 

ــ الموسيقار وقائد الأوركسترا «فرد بالينجر» الذى أدى دوره باقتدار عالٍ، مايكل كين، عجوز متقاعد في الثمانين من عمره، اعتزل الموسيقى، ولكنه ظلّ يحنّ إليها، ومع ذلك يرفض عرضاً من ملكة بريطانيا لقيادة الأوركسترا في حفلة بعيد ميلاد الأمير فيليب. كما يرفض كذلك تأليف كتاب يحكي سيرته الذاتية. رجلٌ أضحى بلا طموح، الحياة لم يعد لها معنى بالنسبة إليه، كما لم تعد لمقطوعاته الموسيقية قيمة على رغم حضورها الدائم في أذهان عشاق الموسيقى. يعيش زاهداً، منشغلاً بذكريات الماضي، ولا يكترث بالمستقبل، قبل أن يدرك أخيراً أنه ليس مريضاً، وأنّ ابتعاده عن الموسيقى تضامناً مع زوجته المريضة لن ينفعها ولن يعيدها كما كانت، بل إن اعتزاله أدّى به إلى شيخوخة الروح، وأنّ «الصبا» قد يستمرّ مهما تقدم المرء في العمر!.

ــ «مايك بويل»، التي أداها بنجاح كبير هارفى كيتيل، مخرج وسيناريست يُعدّ لفيلم يحقق فيه ذاته كمبدع، ويكون بمثابة «وصيته الأخيرة» في عالم السينما. وهو صديق قديم لفرد، ولكنه على النقيض منه. فعلى رغم سنّه ومرضه (البروستات)، تطغى عليه روح الشباب. يخوض تجربته السينمائية الجديدة بشغف وروح متدفقة. يعمل مع مساعديه الشباب بصورة تجعلك تظن أنه واحدٌ منهم. 

يتمثّل الزمن بالنسبة إليه في المسافة، ولهذا يسابق الزمن لإنهاء سيناريو فيلمه، ولكن من دون أن يفلح!، إذ تأتيه بطلة الفيلم «بيرندا موريل»، (التي تؤديه الممثلة المخضرمة جين فوندا)، لتخبره بانسحابها من العمل معه وتصارحه بحقيقة قاسية، وهي أنه كلما تقدّم في العمر بات يُقدّم أفلاماً سيئة، وأن حياته المهنية انتهت بالفعل. وذلك في أحد أجمل وأقوى مشاهد الفيلم، الذي يبدأ بالتصوير من بعيد، قبل أن تبدأ الكاميرا بالاقتراب شيئا فشيئاً، لتنقل لنا أدقّ التجاعيد المرتسمة على وجهيّ ويديّ مايك وبيرندا، بالتزامن مع مصارحتها له بحقيقة موقفها من أعماله. 

تصدمه هذه المصارحة القاسية، التي تعني في الوقت نفسه؛ انهيار فيلمه!. فيختلى بنفسه ويستعرض أمامه جميع الشخصيات النسائية التي قدمها في أفلامه، قبل أن يُقدِمَ على الانتحار، هرباً من هذه الحقيقة، و«رعب التقاعد والروتين» الذي ينتظره!.

أداء مايكل كين وهارفي كيتل يفوق الوصف والتقييم، إذ تكاد تشعر أنهما لا يمثلان أبداً. فأنت أمام مايسترو بـ«كلّ وقاره وعظمته»، وكذلك أمام مخرج سينمائي بـ«حق وحقيق». وعبر سلسلة من اللقطات القصيرة، لكن المضيئة، يرصدان ما يدور حولهما بأعين الدهشة والافتتان اللتين يخالطهما الحيرة والحسرة.  يتأملان ما آلت إليه مسيرتهما وحياتهما الشخصية، فهما صديقان حميمان، تجمعهما العديد من الذكريات المشتركة. يتذكران أشياء من الماضي، ما فاتهما من فرص. المنافسة التي احتدمت بينهما ذات مرّة لكسب ودّ امرأة أحبّاها كلاهما. 

ومن خلال هاتين الشخصيتين استطاع المخرج سورنتينو تجسيد وترجمة فكرة الفيلم «شيخوخة الروح وصباها» بعمل ساحر، أشبه بـ«سمفونية درامية تسمو بمشاعرك من فرط متعة الاندماج فيها».

وإلى ذلك، يضمّ الفيلم عدداً من الشخصيات الثانوية، منها شخصية تؤدي دور لاعب كرة القدم الشهير (مارادونا)، الذي يحمل على ظهره وشماً لوجه كارل ماركس. وكأنه يريد أن يقول لنا من خلال هذه الشخصية المزدوجة، أنّ كلاً من ماركس وماردونا، كان في وقت ما أسطورة، لكنه انتهى إلى شخصية مترهلة بكرش ضخم، وبات بحاجة إلى عكاز عندما يمشي، وإلى منفسة حين يتعب!.


سكارليت جوهانسون فكّرت بالاعتزال بعد ذهاب دوريها إلى إيميلي بلانت وساندرا بولك

  


في مسيرة من الصعود والهبوط، لم تمنع نجومية سكارليت جوهانسون من أن تكشف عن أنها كانت مستعدة لاعتزال التمثيل في العام 2011 بسبب خسارتها دورين ذهبا إلى إيميلي بلانت وساندرا بولوك.

وفي حديث مع فارايتي، قالت سكارلت : "الفيلم الأول كان الجزء الثاني من Iron Man والفيلم الثاني كان Gravity الذي لعبت فيه ساندرا بولوك دور البطولة إلى جانب جورج كلوني".

وتابعت : "لقد كنت أريد هذا الدور بشدة، لقد كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، لقد شعرت بأنني بالإحباط واليأس".

وخلال العرض الأول لفيلم Asteroid City في نيويورك تحدثت سكارليت إلى "إي تي الأميركية"، ولفتت إلى أنها أجرت اختبار للفيلم الذي ذهب إلى ساندرا بولوك.

وأضافت : "لقد أجريت اختباراً على الشاشة لفيلم Gravity الذي أبدعت فيه ساندرا بولوك، ولكن كان يجب عليّ أن أبدو وكأنني في بدلة فضاء كاملة، وأتظاهر نوعاً ما بأنني أطير في الفضاء، على الرغم من أنني كنت جالسة على كرسي ومرتدية خوذة".  

سكارليت كانت تحضر العرض الخاص لفيلمها الجديد Asteroid City الذي حصل على إشادة الجمهور خلال مهرجان كان السينمائي الأخير، وتطرقت إلى دور ميدج و قالت انه ليس هناك تشابه بينها وبين الشخصية، وبما أن "ميدج" هي شخصية لديها مشاكل اجتماعية أو بما معناه "معتلة اجتماعياً" تمنت سكارليت ألا تكون هذه الصفة وجه شبه بينهما.

فيلم Asteroid City ينطلق عرضه في صالات السينما في 23 يونيو الحالي.


«آخر ساعي بريد» أفضل ممثل و«الملكة الأخيرة» أحسن ممثلة تعرف على | جوائز الدورة الـ 18 لمهرجان جنيف للسينما الشرقية



فاز فيلم "الملكة الأخيرة"، وهو إنتاج مشترك بين الجزائر وفرنسا من قبل داميان أونوري وعديلة بن ديمراد، بجائزة FIFOG d’r في الدورة الثامنة عشرة لمهرجان جنيف الدولي للأفلام الشرقية.

واختيرت نجمة الفيلم عديلة بن ديمراد أحسن ممثلة عن دورها في تصوير الأميرة زافيرا الأسطورية زوجة آخر ملوك الجزائر سليم التومي في الدراما التاريخية.

وذهبت جائزة أحسن ممثل إلى رائد محسن عن دوره في الفيلم العراقي "آخر السعاة" لسعد العصامي، وهو مقتبس عن قصة ساعي البريد الفرنسي جوزيف فرديناند شوفال.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة حصل الفيلم العراقي "فتاة الريح" للمخرجة دانا كريم، على تنوية خاص.

ونال فيلم "Amerikatsi" على جائزة ثاني أفضل فيلم للمخرج الأرميني مايكل أ. غورجان.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، حصل الفيلم الإيراني"Split Ends" من إخراج علي رضا كاظميبور على جائزة FIFOG d’Or التي تمنح لأفضل فيلم.

يتتبع الفيلم امرأة صلعاء ورجل طويل الشعر يحاولان التهرب من دفع الغرامات عندما تكتشفهما كاميرات المرور وهما لا يرتديان الحجاب.

وقالت لجنة التحكيم في بيانها "الفيلم يتناول موضوعاً جاداً بطريقة تجمع روح الدعابة والذكاء."

وفاز فيلم "مختلط ـ Mixed" للمخرج مينا السادات حسيني بجائزة FIFOG d’Argent ، وهي جائزة ثاني أفضل فيلم. ويتعلق موضوعه بمعلم يتعرض للتحرش الجنسي في الشارع.

وفي مسابقة الأفلام الروائية الدولية، حظي فيلم "بوابة الأحلام"، وهو إنتاج مشترك من إيران وفرنسا والنرويج، بتنويه خاص.

في هذا الفيلم الوثائقي، يبدأ المخرج الإيراني نقين أحمدي رحلة شخصية إلى منطقة القتال في شمال سوريا للتساؤل عما يعنيه أن تكون امرأة.

وقالت لجنة التحكيم في بيانها: "من خلال هذه الجائزة، أردنا التعرف على جرأة المخرج الذي تتبع المقاتلات في حياتهن اليومية، والتأكيد على اختياراتهن القوية، بعيدًا عن الإيذاء".


السبت، 17 يونيو 2023

16 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى بالدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي محمد حفظي: نفخر باكتشاف أفلام جديدة سنويا يشاهدها العالم لأول مرة في القاهرة



القاهرة - سينما الشعر 

يواصل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الكشف عن أبرز أفلام الدورة 42، التي تقام في الفترة من 2 إلى 10 ديسمبر المقبل، معلنا عن قائمة جديدة تضم 16 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، مرشحة للزيادة خلال الفترة المقبلة.

ويقول محمد حفظي رئيس المهرجان، إن فريق البرمجة يفخر سنويا باكتشاف مجموعة من أفضل الأفلام، التي يشاهدها نقاد وصحافة العالم للمرة الأولى عبر شاشة القاهرة، وهو دور رئيسي للمبرمجين يقومون بإنجازه جنبا إلى جنب مع ضم أبرز الأفلام التي حصدت أهم الجوائز في المهرجانات الكبرى، ليكونا معا الوجبة الرئيسية التي يقدمها القاهرة إلى جمهوره، بالتوازي مع أنشطة منصة "أيام القاهرة لصناعة السينما" التي توفر للمحترفين فرصا للشراكة والتشبيك مع المجتمع السينمائي الدولي.

المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة تشهد مشاركة 3 أفلام في عروضها العالمية الأولى، من بينها الفيلم الصيني (Mo Er Dao Ga - مويرداوجا)، إخراج ساو جينلينج، والذي يعد أول فيلم يتم تصويره في غابة مويرداوجا بإقليم منغوليا، وتدور أحداثه حول مجموعة من قاطعي الغابات في ثمانينيات القرن الماضي، لنشاهد الصراع بين الحفاظ على الطبيعة والإبقاء على حياتهم.

الفيلم الثاني هو (German Lessons - دروس اللغة الألمانية) إنتاج بلغاريا وإخراج بافيل ج. فيسناكوف، ويتابع الفيلم " نيقولا" الذي يستعد للسفر إلى ألمانيا ليعمل سائق، ويحاول في يومه الأخير في بلغاريا أن يصلح علاقاته المتدهورة مع أغلب أفراد أسرته قبل السفر.

أما الفيلم الثالث فهو المصري (Curfew - حظر تجول) إخراج أمير رمسيس، وبطولة إلهام شاهين وأمينة خليل، والذي تدور أحداثه في إحدى ليالي خريف 2013 خلال فترة حظر التجول بمصر، حول "أم" تخرج من السجن بعد 20 سنة لتجد ابنتها الوحيدة في حالة قطيعة معها، فتحاول إصلاح علاقتها معها دون التطرق للماضي. 

وفي مسابقة آفاق السينما العربية، يشارك فيلمان في عرضهما العالمي الأول، وهما؛ الوثائقي المصري (On the Fence - ع السلم) إخراج نسرين الزيات، والذي تحاول من خلاله المخرجة أن ترمم منزل الأب القديم في القرية الصعيدية البعيدة لكن رحلتها تكشف الغطاء عن أسئلة مرعبة حول ذاتها والعالم.

الفيلم الثاني من السعودية بعنوان (Had El Tar - حد الطار) إخراج عبد العزيز الشلاحي، وتدور أحداثه في بداية الألفية بالسعودية، حول قصة حب تطرح مجموعة من الأسئلة عن مجتمع على وشك أن يشهد حراكا غير مسبوق، بين شاب يستعد للعمل "سيافًا" كوالده، وفتاه والدتها تغني في الأفراح، وترفض أن تعتزل مهنتها.

كما يشارك أيضًا في "آفاق السينما العربية" الفيلم المغربي (Autumn of the Apples - خريف التفاح) للمخرج محمد مفتكر، في عرضه الدولي الأول.

وتدور أحداث الفيلم في قرية مغربية في الجبال حيث تنمو أشجار التفاح في ساحات البيوت، فيما يحاول أحد الأطفال أن يتعرف على الحياة والحب والموت عبر اجتياز الأسئلة القاسية التي يطرحها عليه الأب غريب الأطوار.

وفي قسم العروض الخاصة، يقدم المهرجان الفيلم اللبناني (TV Society - عالم التلفزيون) إخراج روبير كريمونا، في عرضه العالمي الأول، والذي تدور أحداثه في كواليس صناعة أحد برامج الواقع الذي يصطدم ببعض تقاليد المجتمع اللبناني مما يؤثر على مقدم البرنامج والمشاركين فيه.

وفي عرضه الدولي الأول، يشارك في قسم العروض الخاصة أيضا، الفيلم الروسي (يوميات الحصار - A Siege Diary) إخراج أندريه زايتسيف، والذي تدور أحداثه أثناء فترة حصار لينينجراد إبان الحرب العالمية الثانية.

ويشهد قسم عروض منتصف الليل، العرض العالمي الأول للفيلم البريطاني (Sideshow - عرض ثانوي) إخراج آدم أولدرويد، والذي تدور أحداثه عن مُجرِمَين يدخلان أحد البيوت للسرقة لكنهما يجدان بالداخل مفاجآت غير متوقعة.

وفي قسم البانوراما، يشارك الفيلم الصيني (Back to Wharf - العودة إلى الميناء) إخراج لي زياو فينج، في عرضه الدولي الأول، والذي تدور أحداثه حول شاب يقرر العودة إلى مدينته بعد سنوات من ارتكابه جريمة، ويحاول التطهر من ماضيه.

مسابقة سينما الغد، أيضا تحظى بمشاركة ثلاثة أفلام قصيرة في عروضها العالمية الأولى، منها؛ الفيلم المصري (The Man Who Swallowed the Radio - الراجل اللي بلع الراديو)، إخراج ياسر شفيعي، والذي تدور أحداثه في إطار كوميدي عن رجل ابتلع الراديو وفي انتظار أن تُجرى له عملية للتخلص منه.

ومن إنتاج تونس وفرنسا يشارك الفيلم التسجيلي (I Bit My Tongue - عضيت لساني) إخراج نينا خادا، وخلاله تحاول المخرجة التعرف على مدينتها من خلال البحث في اللغة.

كما يشارك الفيلم السعودي (The Girls who Burned the Night - من يحرقن الليل) إخراج سارة مسفر، ونشاهد في الأحداث فتاتين تُحضّران لحفل زفاف، لكن بسبب طلب إحداهما الذهاب إلى السوق، تأخذ الأحداث اتجاهًا غير متوقع.

كما تشهد مسابقة سينما الغد، أيضا مشاركة ثلاثة أفلام في عرضها الدولي الأول، وهي؛ الفيلم الكوبي (Isabel - إيزابيل) للمخرجة المصرية سارة الشاذلي، وتدور أحداثه حول الطفلة "إيزابيل" التي نتعرف تدريجيًا على علاقتها بوالدتها، من خلال تفاصيل يومها.

الفيلم الثاني من فنزويلا بعنوان (The Red Spiral - اللولب الأحمر) إخراج لورينا كولمينارِس، وتدور أحداثه داخل إحدى المدارس، حول طفلٍ من المفترض أن يلقي بالكلمة الرئيسية لاستقبال زعيم البلاد في المدرسة.

ومن إنتاج روسيا يُعرض فيلم (Kurchatov - كورشاتوف) إخراج أليكساندر كوروليف، والذي يمزج الخيال بالحقيقة بطريقة ساخرة، من خلال متابعة شخصية "كورشاتوف" الذي يعد "أبو القنبلة الذرية السوفيتية".

الجمعة، 16 يونيو 2023

بالشراكة مع جامعة الجزائر 3 مؤسسة هنا الثقافة للإعلام تكرم الطلبة الفائزين بمسابقة صحفي الغد



نظمت مؤسسة هنا الثقافة للإعلام، بالشراكة مع جامعة الجزائر 3، وبالتنسيق مع المعهد الوطني للسمعي البصري بأولاد فايت يوم الخميس، حفل تكريم الطلبة الفائزين في "مسابقة صحفي الغد" في طبعتها التأسيسية بمساهمة كل من دار نشر أبلج، دار نشر خيال، دار نشر الوطن اليوم، دار نشر أدليس.

وأقيمت مجريات حفل تكريم الطلبة بمدرج ”نيلسون مانديلا” بكلية علوم الإعلام والاتصال جامعة الجزائر 3، بحضور كل من  مديرة مؤسسة هنا الثقافة للإعلام  صارة بوعياد، مدير المعهد الوطني للسمعي البصري عبد المالك زروالي، وبحضور لجنة التحكيم الموقرة، بالإضافة إلى أساتذة وطلب والأسرة الإعلامية.

وبحضور لجنة التحكيم المتكونة من البروفيسور فيروز لمطاعي أستاذة التعليم العالي بقسم الإعلام بجامعة الجزائر 3، والدكتورة حنان تواتي أستاذة بقسم الفنون بجامعة الجزائر 2، الكاتب السوري والناقد السينمائي “محمد عبيدو”، والإعلامي أحمد لعلاوي.

وكشفت لمطاعي رئيسة اللجنة أن المسابقة تلقت أكثر من 20 عمل صحفي سمعي بصري، ألغت عدد منها لعدم توفرها على الشروط المعلن عنها في الجائزة.

وحددت لجنة التحكيم ثمانية معايير أساسية تتعلق بشكل ومضمون الربورتاج، بما فيها العنوان، الفكرة الجديدة التي جاء بها الربورتاج، المزج والتركيب وطريقة المكساج، التصوير من حيث نوعيه التصوير واللقطات المختارة وجودة الصورة، احترام أبجديات الروبورتاج، الصوت من حيث الأداء والمؤثرات الصوتية وجودة الصورة السمعية، وأخيرا اللغة من الناحية التحريرية أي جوده تراكيبها واسلوبها ومن حيث النحو واحترام القواعد.


وعقب إطلاع لجنة التحكيم على مختلف الأعمال المشاركة قدمت تقييما للمسابقة ومجموعة من التوصيات أدرجتها أن الأعمال المشاركة في الطبعة التأسيسية للجائزة أعمال تتراوح بين المتوسط والجيد، وينتظر أن تكون أكثر حجما وتنوعا في الطبعات المقبلة.



وقالت رئيسة اللجنة البروفيسور لمطاعي " يمكن إعتبار أن عدد المشاركات متوسط بالمقارنة مع جحم الوقت المتاح لنداء المشاركة في المسابقة الفتي، مع ضرورة تعديل شروط الجائزة في طبعاتها المقبلة للجائزة حتى يتسنى للطلبة المشاركة وإبراز إبدعاتهم في مجال الربروتاج وكذلك الإنفتاح على مختلف الأنواع الصحفية في السمعي البصري وحتى الصحافة المكتوبة والإلكترونية للرفع من درجة التنافسية بين الطلبة المتخصصين في الإعلام".






وإقترحت لجنة تحكيم ”مسابقة صحفي الغد” ثلاث مراتب أولى، مقدرة بجوائز تشجيعية، وكانت المرتبة الأولى من نصيب الطالب ” فارس لعلاوي” عن روبورتاج بعنوان ” أسرار جانت “من المعهد الوطني للسمعي البصري بأولاد فايت، كما إحتل كل من حكيم سماح وهشام بشير المرتبة الثانية في المسابقة عن روبورتاج بعنوان “الكنز المفقود” من المعهد الوطني للسمعي البصري بأولاد فايت.


وبخصوص الفائزين بالمراتب الثلاثة الأولى قامت لجنة التحكيم بتقسيمها إلى ثلاث فئات، المرتبة الثالثة كانت من نصيب فئة طلبة السنة الأولى، من إنجاز الطالب ” لقمان بن عاشور سنة أولى تخصص صوت من المعهد الوطني للسمعي البصري أولاد فايت عن روبورتاج بعنوان “الفرقة الفنية عن جبهة التحرير الوطني”، وفي المرتبة الثانية كانت من خريجي كلية علوم الإعلام والاتصال دفعة 2023 التي فاز فيها كل من ”عمر تشتيوي”، و ”إكرام ثامري” عن روبورتاج بعنوان “قصر رياس البحر".


أما بالنسبة للفئة الثالثة وهي فئة خريجي المعهد الوطني للسمعي البصري سنة 2022، توج بالمرتبة الأولى كل من “رامي عزريو” و"رضا حواسين” عن روبورتاج تحت عنوان ”المنارة".


وقد دعت اللجنة في الأخير إلى إستمرار هذه الجائزة باعتبارها وعاء تنافسي منح فرصة كبيرة للطلبة من أجل المشاركة والتنافس وتقديم إبدعاتهم في مجال الإعلام.


كما تخلل الحفل الخاص بتقديم جوائز مسابقة صحفي الغد الطبعة التأسيسية 2023، محاضرة من تقديم الأستاذة سلمى موسى تخصص صوت من المعهد الوطني للسمعي البصري بأولاد فايت تحت عنوان "تحديات السمعي البصري ورهاناته" تحدثت فيه عن دور معهد السمعي البصري في مجال التكوين المتخصص في الصورة والصوت والتركيب وغيرها من التخصصات التي تتيح للطالب الخروج منها بمفاتيح أساسية في مجال تقنيات السمعي البصري في ضوء العصرنة خاصة مع دخول الذكاء الاصطناعي.

الخميس، 15 يونيو 2023

الورشات التكوينية السينمائية تحل في العاصمة الجزائر



تحت اشراف وزيرة الثقافة والفنون  تستقبل العاصمة في الفترة الممتدة من 19 إلى 22 جوان الجاري، الجولة الثامنة من الورشات التكوينية الخاصة بالصناعة السينماتوغرافية، التي تنظم من قبل المركز الجزائري للسينماتوغرافيا بالتنسيق مع المركز الجزائري لتطوير السينما، بالتنسيق مع المسرح الوطني الجزائري ، والمعهد العالي لمهن العرض والسمعي البصري.

الورشات التكوينية الخاصة بالسينما ببرنامج ثري يجمع بين التكوين ،العروض السينمائية والمحاضرات التي يؤطّرها أساتذة ومختصون، توجه الى المهتمين بالفن السابع هوّاة كانوا أم محترفين، الذين يمكنهم الاستفادة من تربص نظري وتطبيقي لتعلم السينما، بورشة السيناريو والمعالجة الدرامية للأفلام التي يؤطرها السينارست اسماعيل سوفيت، بالإضافة إلى ورشة التقاط الصوت ومعالجته التقنية التي ينشطها مهندس الصوت كمال مكسر، وورشة تركيب الفيلم التي يؤطرها المونتير الهاشمي ملياني، فيما سيشرف على ورشة التمثيل وادارة الممثل كل من الممثلة نسرين بلحاج وسيف الدين بن دار  .

ويتضمّن النشاط أيضا الورشة التكوينية في الصورة تحت إدارة مدير التصوير فري لوناس ، فيما سيشرف المخرج يحيى مزاحم على ورشة الاخراج، والمخرج فؤاد عيمور على ورشة مساعد المخرج . وكما جرت العادة سيرافق برنامج الورشات التكوينية سلسلة من المحاضرات واللقاءات الفكرية التي ستتناول في مجملها مختلف الجوانب المتعلقة بالسينما، ومن برمجة المركز الجزائري للسينما وتنشيط مختصين في الفن السابع وأساتذة أكاديميين. مثل الدكتور الياس بوخموشة من جامعة سيدي بلعباس والذي ستتناول في مداخلته موضوع ” السينما الجزائرية..والثورة التحريرية” فيما ستتطرق الدكتورة حنان تواتي من قسم الفنون بجامعة الجزائر في مداخلتها الى موضوع محور “أسود الجزائر..صورة البطل الثوري في السينما الجزائرية ”




الورشات التكوينية واللقاءات الأكاديمية تتوزع على عدة فضاءات بالجزائر العاصمة على غرار قاعة السينماتيك بشارع العربي بن مهيدي، المسرح الوطني الجزائري بساحة بورسعيد بالقصبة ، والمعهد العالي لمهن العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان.

وللإشارة، تحل الجولات التكوينية في السينما بالعاصمة بعد محطات وهران، باتنة، تيزي وزو، قسنطينة، بجاية ، تندوف، وعنابة.

وتندرج هذه الأنشطة في إطار مسعى وزارة الثقافة والفنون لبرمجة جولات تضم عروضا سينمائية وورشات تكوينية في العديد من ولايات الوطن، يرافقها بالموازاة عرض العديد من الأفلام الجزائرية بحضور مخرجيها، على غرار “الحياة ما بعد” لأنيس جعاد، “سي محند او محند” لعلي موزاوي، “صليحة” لمحمد صحراوي، “ارقو” لعمار بلقاسمي و«أبو ليلى” للمخرج أمين سيدي بومدين، إلى جانب “مطاريس” للمخرج رشيد بلحاج، “جنية” للمخرج عبد الكريم بهلول، “دزاير” للمخرج مهدي تساباست و«ذاكرة الأحداث” للمخرج رحيم العلوي. والموسم الخامس للمخرج احمد بن كاملة، بالإضافة إلى تنظيم معرض لابرز ملصقات الافلام السينمائية الجزائرية التي.

الثلاثاء، 13 يونيو 2023

جائزة «لوميير» الفرنسية تحتفي في نسختها الـ 15 بالمخرج الألماني فيم فيندرز

 


بعد تيم بيرتون وجين كامبيون وكلينت إيستوود وكاترين دونوف، سيحصل المخرج الألماني فيم فيندرز في أكتوبر المقبل بمدينة ليون الفرنسية على جائزة “لوميير” بنسختها الخامسة عشرة، والتي تكرم أهم الشخصيات في الفن السابع.

وكان فيم فيندرز (77 عاماً) فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1984 عن فيلمه “باريس – تكساس”. وتنتقل أفلامه السينمائية من برلين المقسمة (“وينغز أوف ديزاير” عام 1987) إلى طوكيو من خلال فيلمه الأخير “برفكت دايز” الذي شارك في المنافسة في مهرجان كان الشهر الفائت، مروراً بكوبا من خلال الوثائقي الموسيقي الشهير “بوينا فيستا سوشل كلوب”.

وأكد معهد “لوميير” في ليون في بيان أن فيم فيندرز “جسد تجدد السينما الألمانية والأوروبية في مطلع السبعينات والثمانينات. هذا المخرج المحب للترحال، أعاد ابتكار أفلام الطريق ‘رود موفي'”.

وأضاف البيان “الاحتفال في ليون، في مسقط رأس السينمائي لوميير، بهذا المخرج السينمائي المحب للترحال، والموهوب متعدد الأشكال وصاحب الرؤية، والمصور البارع، الذي لم يتوقف أبدا عن إعادة ابتكار نفسه”، كان “أمراً بديهياً منذ زمن طويل”.

ومن المقرر منح الجائزة في العشرين من أكتوبر خلال مهرجان “لوميير” الذي يقام بين الرابع عشر والثاني والعشرين من الشهر عينه، والمخصص لسينما التراث.

وأنشئت جائزة “لوميير” على يد المدير العام لمعهد “لوميير” تييري فريمو الذي يترأس أيضاً مهرجان كان السينمائي، وتهدف إلى “الاحتفال بشخصية عن مجمل أعمالها وعن الرابط الذي تقيمه مع تاريخ السينما”.

ومن بين الفنانين الذي منحوا الجائزة سابقاً، فرانسيس فورد كوبولا، ووونغ كار واي، ومارتن سكورسيزي، وبيدرو ألمودوفار، وكوينتين تارانتينو.


الاثنين، 12 يونيو 2023

«سيدني السينمائي» يحتفي بالمخرجة الشهيرة جين كامبيون



تم الاحتفال بمخرجة الأفلام الشهيرة جين كامبيون في مهرجان سيدني السينمائي من خلال استعراض أعمالها بأثر رجعي.

شمل العرض جميع أفلامها التسعة الطويلة ، من "Two Friends" إلى "The Power of the Dog" ، بالإضافة إلى مجموعة مختارة من أفلامها القصيرة. جعل أسلوب كامبيون الفريد لها مكانة بارزة في الصناعة، لا سيما كمخرجة تتغلب على العقبات في مجال يسيطر عليه الذكور.

وفي مقابلة معها على هامش فعاليات سيدني السينمائي، عكست كامبيون تأثيرها المبكر بالسينما، ودور والديها في ذلك والمخرج السريالي لويس بونويل.

شاركت كامبيون حكايات شخصية عن حبها للسينما منذ الصغر، وروت أن والدتها أخذتها لمشاهدة "Belle de Jour" وعرّفها والدها على أفلام مثيرة للجدل مثل "بيرفورمانس".

وتطرقت المقابلة إلى تحديات ونجاحات كامبيون، بما في ذلك ردود الفعل على فيلمها "Sweetie" في مهرجان كان السينمائي. وعلى الرغم من مواجهتها العديد من الانتكاسات، أعربت كامبيون عن عاطفتها العميقة للفيلم، الذي تعتبره واحداً من أهم أفلامها.

استكشفت المقابلة أيضًا جوانب مختلفة من مسيرة كامبيون في صناعة الأفلام، وتطرقت إلى العلاقة بين صانعي الأفلام والنقاد، وانتقالها إلى التلفزيون مع "توب أوف ذا ليك"، ونموها كمخرجة.

ولفتت المناقشات الانتباه باستمرار إلى الفوارق بين الجنسين في الصناعة والنضالات الفريدة التي تواجهها صانعات الأفلام.

وأكد الفيلم الوثائقي لجولي بيرتشيلي، "جين كامبيون، المرأة السينمائية" على هذه التفاوتات، حيث أظهر التمثيل المحدود للمرأة في جوائز الأفلام المرموقة وسلط الضوء على كامبيون باعتبارها المرأة الفائزة بالسعفة الذهبية، وهي شخصية مثيرة للجدل. 



الأحد، 11 يونيو 2023

بداية تصوير فيلم قصير حول احداث ساقية سيدي يوسف



الجزائر - إنطلقت اليوم الخميس بولاية عين الدفلى عملية تصوير فيلم قصير بعنوان "الساقية" يروي القصف الذي تعرضت له قرية ساقية سيدي يوسف بتونس من طرف طائرات الجيش الاستعماري الفرنسي عام 1958.

وبدأت عملية تصوير هذا الفيلم القصير الذي بادرت بإنتاجه وزارة الثقافة والفنون الجزائرية في إطار الاحتفالات بالذكرى الستين للاسترجاع السيادة الوطنية, بالموقع الأثري "الخربة" الواقع ببلدية العامرة, بحضور والي الولاية, عبد الغني فيلالي, بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للفنان (8 يونيو).

وأوضح مخرج الفيلم مهدي تساباست ، أن فيلم "الساقية" يتناول قصف طائرات الاستعمار الفرنسي لقرية ساقية سيدي يوسف التونسية يوم 8 فبراير 1958, من خلال قصة أم وطفليها نصيرة و إبراهيم.

ويروي الفيلم على مدار 30 دقيقة, قصة هذه العائلة منذ شروعها في عبور مدينة سوق أهراس إلى القرية التونسية مرورا بخط موريس, إلى غاية وصولها في اليوم الموالي إلى ساقية سيدي يوسف, حين بدأ الجيش الفرنسي في قصف المنطقة بالقنابل ليقتل سكانها, من بينهم الأم الجزائرية وابنها الصغير, حيث لم ينجو من المجزرة سوى الطفلة نصيرة.

وأضاف المخرج أن بداية هذا الفيلم القصير ستكون من خلال ومضات قصيرة تسترجع من خلالها نصيرة, التي أصبحت مختصة في الآثار, ذكريات رحلة عائلتها, متوقعا عرض هذا الفيلم خلال يوليو المقبل

الجمعة، 9 يونيو 2023

التجسيد السينمائي لأدب دوستويفسكي



محمد عبيدو 

مرت في 11 نوفمبر الماضي 202 عام على ميلاد الروائي الروسي فيودور دوستويفسكي، الذى توفى فى العام 1881، و عاش معظم حياته في سانت بطرسبورج وتدور معظم أحداث رواياته في هذه المدينة في فترة روسيا القيصرية. وتم القبض على دوستويفسكي وحكم عليه بالإعدام بتهمة انتماءه لجمعه ليبراليه وبعد أن أغمضوا عيناه كي يطلقوا عليه النار، صدر العفو عنه من القيصر الروسي الذي غير حكم الاعدام للنفي مع الاشغال الشاقة لمدة اربع سنوات في سيبيريا. هذه الحادثة ،وسنوات النفي، اثرت في نظرته للحياة وحضرت في روايته ”ذكريات من منزل الأموات“. من أشهر أعماله: ”مذلون مهانون“، ”في قبوي“، ”الشياطين“، ”الأبله“و”رواية الشياطين” و”المراهق”. وقد اشتهرت في العالم بصفة خاصة روايتا “الجريمة والعقاب” و”الأخوة كارامازوف” اللتان عبرتا بأكمل صورة عن فلسفة الكاتب .


حظي بشهرة عالمية واسعة، وقد ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات وأصبحت أفكارها وشخصياتها جزءا من تراث البشرية الروحي. بحسب الأديب الألماني ستيفان تسفايج في كتابه “بناة العالم” فإن مهووسي دوستويفسكي يواجهون عقبة كبيرة “لأنه للوهلة الأولى يخيّل للمرء أنه أمام عمل مغلق على ذاته، ثم يكتشف شيئًا لا حدود له، كونًا له أفلاكه الدوّارة الخاصة به، موسيقاه الأخرى التي تتردّد في أجوائه. يصاب العقل باليأس من استقصاء هذا العالم في يوم من الأيام من دون أن تبقى منه بقية، فسحره بالغ الغرابة لدى المعرفة الأولى”. وبالنظر إلى ضخامة روايات دوستويفسكي من حيث الحجم، وما تحتشد به من شخصيات وقضايا ومونولوجات طويلة، فقد تناوب على هذا المعين الأدبي كثيرون من مختلف الجنسيات ويكفي القول بأن إحصائيات قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت (IMDB) تشير إلى أن هناك 223 فيلمًا ومسلسلًا تليفزيوني تم اقتباسهم من أعمال فيودور دوستويفسكي وحده.


تُعد ” الجريمة و العقاب”  من أشهر أعمال الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي، تتحدث عن موضوع الجريمة وقضية الخير والشر التي ترتبط بالجريمة. تعتبر الرواية إحدى قمم الأعمال الإنسانية، إنها ذلك اللغز المفتوح على النفس الإنسانية، وما يدور في أعماقها، والمفتوح على قضايا الوجود، والعذاب، والخير، والشرّ، والحب، والجريمة، والجنون، والأهواء، والمنفعة، والمرض. و هي رواية مبنية على أساس الصراع الداخلي عند الإنسان وخاصةً الرغبة في التعبير عن النفس وإثباتها في مواجهة الأخلاقيات والقوانين التي أوجدها البشر مما يجعلنا نشعر بقلق مضنٍ ونتساءل عن العدالة في هذا العالم وفي الوقت ذاته نتساءل عما إذا كان يحق لنا الاقتصاص من العدالة ومن الأخلاقيات. الرواية تعكس نظرة الكاتب للجريمة كوسيلة من وسائل الاحتجاج ضد الظلم الاجتماعي، كما تعكس أيضا دوافع الجرائم والجذور النفسية لها ومدى استعداد الأفراد للإجرام عندما تتهيأ الظروف؛ وخصوصا في مجتمع تهدر به كرامة الناس .


من أبرز الأعمال السينمائية التي اتخذت من أحداث الرواية مادة لها وحملت عنوانها نفسه، الفيلم الفنلندي “الجريمة والعقاب” للمخرج أكي كاوريسماكي1998، والذي يمثل رائعة سينمائية حاكت وجسدت رونق العمل في قالبه الأدبي بدقة، وتدور أحداث الفيلم في العاصمة الفنلندية هلسنكي، أما الزمان فيختار المخرج الفنلندي كاوريسماكي مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم.


وكانت “الجريمة والعقاب” قد اخرجت مرتين ابان عصر السينما الناطقة ويعتبر الأهم هو الذي أخرجه الألماني روبرت فيني عام 1923 وأطلق عليه اسم ” راسكوفينكوف ” في اطار المذهب التعبيري في السينما الالمانية . وفي عام 1935 تلقفت السينما الناطقة بفلمين اخرج الاول بيير شانيل بفرنسا واخرج الثاني جوزيف فون يترينبرغ بالولايات المتحدة . كما اخرجت بعام 1959 بفلمين ايضا مع دومس ساندرس بالولايات المتحدة  وروبرت بريسون بفيلم بعنوان “النشال ” بفرنسا . وفي عام 1970 اخرج ليف كوليد جانوف الرواية بنفس اسمها في الاتحاد السوفييتي وهذا الفيلم هو اقرب الأفلام الى النص الأدبي وبلغ زمن النسخة الأصلية للفيلم 220 دقيقة


“الاخوة كارامازوف ”  تعتبر تتويجاً لأعماله. و تعتبر من الروايات العالمية الأكثر جدلاً و تأثيراً في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بل الأدب العالمي كله عبر التاريخ, و قد قوبلت بالكثير من الشرح و التحليل. التبني السينمائي للرواية كان مغامرة شاقة نجح في إنجازها كفيلم المخرج الأميركي ريشارد بروك 1958 بسبب تعقد تركيبها وتعدد شخصياتها الرئيسية، وكل شخصية في تعقدها وعالمها الخاص والمختلف، من كل نواحي تكوين الشخصية الإنسانية في تشابكها المرير وبالتالي قدرها الإنساني. وتمكن من تكثيف الرواية الطويلة جداً واختصارها بشكل سينمائي ذكي وملخص لفكرة المؤلف، وهو من قلة المخرجين الذين تخصصوا في نقل الأعمال الأدبية الرائعة إلى الشاشة، والفيلم من بطولة الممثل الروسي الأصل يول براينر.


كما تم تجسيد الرواية عام 1969 في نسخة روسية من إنتاج ستوديو موسفيلم بعنوان  Bratya Karamazovy. مدة هذه النسخة ثلاث ساعات في ثلاثة أجزاء، كل جزء ساعة كاملة. اعتمد منتجوا الفيلم على النص بشكل كامل بحيث أصبح الفيلم نسخة طبق الأصل من الرواية. وإن كانت هناك من ميزة فهي في التجسيد الفضائحي للرواية. ولا أقصد بالفضائحي مشاهد إباحية أو شيء من هذا القبيل. ما أقصده بالفضائحية هي الحوارات الصادمة التي تسبب الهرج والمرج.


وهناك  تجسيد مميز لرواية الأخوة كارامازوف في الفيلم التشيكي “كارامازوف” 2008. هنا يسلك مخرج الفيلم “بيتر زيلينكا ” رؤية حداثية للرواية وإعادة رسم خطوطها بحيث يظهر لنا في الأخير أن منتجوا الفيلم لم يفكروا بتجسيد الرواية بقدر ما أرادوا إعادة صياغة النص من جديد وهز اليقين لدى المشاهد. تذهب فرقة مسرحية تشيكية إلى بولندا للمشاركة في تقديم عرض مسرحي عن الأخوة كارامازوف. وعند وصولهم لبولندا يذهبون إلى مصنع للصلب لإقامة بروفات للمسرحية. الممثلون يقومون بعمل بروفات متقطعة للرواية في مكان واحد وقاعة واحدة. ولكن، وهذا الشيء المميز في هذا الفيلم الحداثي، أن في الأوقات الفاصلة بين مشهد ومشهد يتفرق الممثلون عن بعض، كل واحد يذهب لشأنه. وحتى هم مفترقين، يستمرون في أداء بروفات المسرحية ويستمرون بالحوار.


«للقلب البشري حدوده، وقد أقول أن قلب فيودور دوستويفسكي كان بدون أية حدود». هكذا يؤكد أكيرو كيروساوا الذي قدم ،عن رواية دوستويفسكي المعروفة. فيلمه”الأبله “(1951): قصيدة طويلة وحوارات سيكولوجية عميقة حملتها في الأساس الرواية –الأصل، استطاع بعبقرية وشاعرية أن ينقلها للشاشة. إن رسمه لشخصية الأبلة أعطى انطباعاً أن كيروساوا عالم نفس من طراز رفيع وعموماً، فإن أفلمة أعمال ديستويفسكي مهمة شاقة قد لا يحلو لأي مخرج مهما بلغ شأنه أن يتجاسر ويقترب منها، تماماً مثل “هيتشكوك” الذي اكتفى بقراءة “الجريمة والعقاب” فيما تجاسر “كيروساوا” وأخرج الأبلة قائلاً: “إن ديستويفسكي يساعدني على العيش في هذا العالم وأنا أنتمي لابدعاته كلها”.


كما قدّم الفيلم الروسي “منزل واطيء” ( (2001 نظرة مظلمة وكوميدية إلى رواية “الأبله” ، مغلَّفة بعبثية فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي؛ فإن مثل تلك المقاربات “غير تقليدية” تأتي من مبدعين من خارج روسيا بالتأكيد وقد تخفّفوا من الثقل والضغط الثقافيين والوطنيين اللذين ربما يرزح تحتهما أغلب السينمائيين الروس حين يعنّ لهم الاقتراب من عالم دوستويفسكي. يُقتبس “الأبله” هنا، بتوقيع المخرج يوري بيكوف، لكي يعصرنها،  فالأبله هنا إطفائي يحذر السلطات: أحد هذه المباني آيل إلى السقوط. وهنا تندلع مناكفات بين السياسيين والناس الذين لا يحبون أن يُزعجوا. وفي وسط هذه المعمعة يحاول الإطفائي، الأبله في هذه المهزلة الدرامية، أن يسند الجدران واقفاً.


اما فيلم “القرين” من إخراج ريتشارد أيودي المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم لدوستويفسكي. فتدور أحداثه حول موظف حكومي روسي يقتنع تماماً ان شبحاً يتقمص شخصيته ويسرق اسمه ووجهه وهويته.


كان أول اقتباس سينمائي ناطق لرواية دوستويفسكي ” الليالي البيضاء “(1848) السوفييتي ” ليلة  فيسان بطرسبج “اخراج جريجوري روفال وفيرا ستورفينينا . كم تم اقتباسها من قبل الإيطالي لوكينو فيسكونتي في العام 1957 ، وان حقق الفيلم انطلاقاً من روح القصة، بل حتى حرفيتها، نحا في اتجاه مسرحي رومانسي، قد لا تكون له علاقة كبيرة حتى بعالم دوستويفسكي. ولعل ما ساعده على هذا هو أنه لم يصور مشاهد الفيلم في مدينة سانت بطرسبرغ، أو في أي ديكور طبيعي، بل حرص على أن يبني ديكوراً داخل الأستوديو، إضافة الى حرصه في الوقت نفسه على أن تدور الأحداث في مدينة غير محددة المعالم تماماً. هي مدينة ليلية ضبابية يمكن أن توجد في أي مكان وفي كل مكان، مثلها في ذلك مثل الشخصيات الرئيسة، القليلة العدد، التي هي بدورها قد توجد في أي مكان وفي كل مكان، مع الحرص أيضاً على أن تكون أسماء الشخصيات الرئيسة ماريو… ناتاليا… تعميمية لا تشير الى مكان جغرافي أو الى مجتمع محدد.. أما الفرنسي روبير بريسون فجعل محيط بطله الرسام الشاب جاك في “أربع ليالٍ لحالم” (1971) عقبة أمام إبداعه، بينما حوّلت الحبيبة مارت ليل باريس، الذي تحرسه أغاني موسيقيين جوّالين وقيثاراتهم، إلى ” نَعْوَة ” حداثية لمدينة سياحية خرساء. وعبر 78دقيقة سينمائية يقتبس الكازاخستاني ناريمان توريباييف فيلمه المعنون بـ”المغامرة” حكاية ” الليالي البيضاء ” ، حيث ان إرادة بطلها الدمث مجبولة على تفخيم سعادته العصيّة بظنون أن وَحْشَة شابة طافحة بالحيوية تنتظر، عند زقاق مهجور، موعداً غرامياً ليلياً لن يتم، إنما هو قدر سماوي يملأ خلواته وتأمّلاته، ويستكفي رومانسيته وفتنة أحلامه. في اقتباس توريباييف المنقوص، نتعرّف على حارس ليليّ شاب منطو وكتوم، لكنه عملي. عفيف النَّفس ومقدام، لكنه مجروح الخواطر. لئن جعل دوستويفسكي من عزلة بطله ذريعة لجيلان طويل يمتد على أربع ليال، مرفوقة بحواريات إختزالية، يعبّر فيها عن خواطره المتضاربة. .


“حلم رجل مضحك” فيلم عن قصة “ديستوفسكي” القصيرة بنفس الاسم، والتي تحكي عن رجل، في لحظة تجلي، سبح في أحلامه ليرى أثر اختيارته واقعا على الآخرين.. “فجأة شعرت بأن الكون كله يعتمد علي”، يقول البطل. الفيلم رسوم متحركة مرسوم وملون باليد، من إنتاج عام 1992، رسم وتلوين وإخراج الروسي ألكسندر بتروف.


واقتبست السينما العربية  مجموعة من أعماله، مثل “الاخوة كارامازوف ” بفيلم “الأخوة الأعداء ” (1974) لحسام الدين مصطفى، وفيه نرى اب لديه 4 ابناء ولكنه لا يحبهم ولا يحب كل منهم الأخر علاقتهم ببعض عاديه لا يشوبها الا المصلحة ولكنها تصل الى قمه العداء بين الأب واحد أبناءه لخلافاتهم الماديه الأب دائم السهر ويصرف أمواله على لولا إحدى الباغيات فيحاول الابن ان يصل إليها ليحذرها من الاهتمام بأبيه ولكنه يقع فى حبها يزيد ذللك التنافس بين الأب وابنه ولذلل يعرض الاب على لولا ان تحضر عنده البيت مقابل 3 الاف جنيه يهدد الابن أبوه أمام الجميع بقتله اذا حضرت إليه يستغل حمزه احد الموجودين بالمنزل والذي يعلم بأنه ابن من أبناء الرجل ولكنه ينكره ويستغل الموقف ويقتل الاب ويتهم توفيق فى الجريمة ويحاول شوقى احد أخوته إثبات براءته عن طريق اعتراف حمزه له ولكنه لا يستطيع اثبات ذلك لان حمزه يشنق نفسه ويموت حتى لا يخرج توفيق براءه وعليه يحكم على توفيق بالإعدام امام ذهول الجميع .  و”الأبله”  التي تحولت إلى فيلم “الجريح”، للمخرج مدحت السباعي،كما ان رواية الجريمة والعقاب حول راسكولونيكوف، الذي قتل المرابية، ودخل فى صراع نفسي مع نفسه إلى أن دخل السجن، قد تحولت ثلاث مرات إلى أفلام، منها فيلم بالاسم نفسه لابراهيم عمارة، عام 1957، و”سونيا والمجنون” لحسام الدين مصطفى، و”المعتوه” لكمال عطية عام 1982 . ويعد فيلم “الرجل الذي باع العالم” واحداً من الأفلام المغربية النادرة المقتبسة من الأدب الروسي، وهو مغامرة جريئة لابني المخرج الكبير حكيم نوري، السيناريو مقتبس, كما بين جينيريك الفيلم, عن رواية “قلب ضعيف” لدوستويفسكي .


وتناولت السينما سيرة ديستوفسكي  بعدة افلام منها فيلم ” 26 يوما من حياة دوستويفسكي “عام 1980. حاز جوائز:”الدب الفضي” لمهرجان برلين السينمائي عام 1981،ولقب أفضل ممثل لأناتولي سولونيتسين. خريف عام 1866. كان الكاتب الروسي العظيم دوستويفسكي، وهو يتعرض لمراقبة الشرطة، في حالة مرعبة. وكان عليه أن ينجز في غضون أقل من شهر رواية “المقامر”. وإلا لأصبح على امتداد سنوات عديدة في عبودية مقيتة للناشر. وفي تلك الأيام يجمع القدر بين الكاتب وآنا سنيتكينا الفتية. فتغدو ملهمة طيبة للكاتب ومنقذة ومساعدة، ومن ثم زوجة له.


وايضا فيلم ” دوستويفسكي” من اخراج  فلاديمير خوتينينكو وقد أثار الفيلم انتقادات كثيرة بصفته يسئ الى مكانة كاتب روسيا الكبير في عالم الادب وقد اخرج من اجل تحقيق “هدف ايديولوجي” معين وبأنه ” كوميديا ذات نزعة وطنية” ، بينما رحب به آخرون باعتباره يعطي صورة شاملة عن حياة دوستويفسكي ككاتب وإنسان. وجرت العادة في السينما الروسية لدى إخراج فيلم عن كاتب ما ان يتم التركيز على الجانب الإبداعي من عمله بصورة رئيسية. ويقول خوتينينكو نفسه انه استجاب لطلب ادارة قناة تلفزيون ” روسيا ” لإخراج هذا الفيلم لأن حياة دوستويفسكي تمثل بحد ذاتها رواية مثل رواياته لكونها مترعة بالأحداث المأساوية وغير المتوقعة، كما انه أراد تغيير الصورة “المقولبة” المدرسية عن الكاتب .


محمد عبيدو



الخميس، 8 يونيو 2023

افلام سينما المؤلف في الجزائر



سينما المؤلف في السينما العربيّة هي تعبير النخبة ثقافي سينمائي في محاولة التغيّر من خلال سينما المؤلف مع مساءلة الشكل والجوانب الفنية والجمالية. وإذا كانت السينما الجماهيرية الشعبية سينما واقعية قائمة على المحاكاة والالتزام، فإن سينما المؤلف هي سينما الرؤيا والتفكير والبحث والتجريب والتحديث وطرح الأسئلة المغايرة حيث شهدنا عبرها إنجاز أفلام ذات قيمة جمالية واجتماعية تعكس التحولات الجديدة كما تعكس الطبيعة الأسئلة الجديدة المطروحة في المجتمع وعلى صعيد الموضوع والتقنية والجمالية في هذا الحقل المتفتح على التغيرات السريعة التي يشهدها العالم. إن المخرج المؤلف هنا صار يوازي في إبداعه الكاتب ، أي يعبّر عن رؤيته الخاصة من خلال أفلامه. وأصبح يسمى الفيلم باسم مخرجه .

هنا مقاربة لأفلام سينمائية جزائرية أنجزها مخرجوها انطلاقا من كتابتهم الخاصة لها :


كان فيلم “نوبة نساء جبل شنوة” 1977 للروائية والمخرجة آسيا جبار، الذي يشكل انفراداً متميزاً في العلاقة بين الروائي والسينمائي في الجزائر، كون أن آسيا جبار هي في الأساس كاتبة وجامعية خاضت هذه التجربة الوثائقية والتسجيلية انطلاقاً من المعايشة الشخصية للكاتبة – المخرجة والرصيد الشعري الكامن لدى نساء الجزائر، وبالخصوص في جبل شنوة (قرب ولاية تيبازة مسقط رأس المخرجة) وهنا نشأت علاقة حميمة بين نساء جبل شنوة، ورؤية مخرجة تحمل في داخلها حسا نسائياً متقدماً أرادت أن تكثفه في عمل قريب وواقعي. الوثائقية والتسجيلية وسيلة لسرد البعد الشاعري لهؤلاء النسوة في محيطهن الطبيعي وهن يعبرن بالكلام او بالرقص على أنغام النوبة الممتزجة بالغناء والبندير. كان عملها مقاربة شاعرية للموروث الثقافي لمنطقة شنوة الأمازيغية بولاية تيبازة (الجزائر)، وهي تعمل على فيلم “نوبة نساء جبل شنوه” تقول: “بهذا الفيلم أيضا أقوم بالأدب، أمر من الأدب المكتوب إلى الأدب الشفوي. أؤكد دورا للتوصيل. في بداية هذا المشروع بدأت بالاستماع لحكايات النساء. قمت بهذا العمل في منطقتي الأصلية (جبل شنوه).لقد قُـبلت من طرفهن، ليس لأني كاتبة، ولكن لا، لي روابط بوسطهن. وأنا أستمع، كانت هناك صور تتشكل في خيالي شيئا فشيئا والفيلم يتشكل أيضا”.


مرزاق علواش من المخرجين الذين حرصوا على كتابة افلامه ، ونرى في فيلمه الرائع (عمر قتلته الرجولة) الحديث عن الواقع اليومي: الحياة الصعبة، البطالة، أزمة السكن، العلاقة بين الجنسين، أحداث الفيلم في العاصمة الجزائرية وسط السبعينات في أوج الانفجار السكاني الذي عرفته البلاد بعد الاستقلال، يصور الحياة اليومية للشاب “عمر” موظف في إدارة مكافحة الغش الذي يعيش وسط عائلته التي تسكن منزلاً ضيقاً مزدحماً بأخوته أو الشارع الذي يسكن فيه، وعالمه الخاص المحصور بينهما، يفتقد عمر إلى شريط ويعاني الوحدة، يحاول أن يقيم علاقة مع فتاة سمع صوتها ذات مرة مليء بالشجن،  ولكنه لا يدري كيف يتم التواصل معها. يعمل موظفاً في مكتب صغير، يقضي أوقاته في الشوارع لاهياً، يراقب النساء، أو في مشاهدة الأفلام، تعترضه عصابة وتسرق نقوده، وتترك جرحاً في وجهه، يلجأ إلى صديق مهرب لشراء مسجل ، فجأة تقع أذنه على تسجيل صوتي لبنت مجهولة (سلمى) في شريط كان من المفترض أن يكون فارغًا، بعدها سيكتشف أن سلمى تسكن على بعد شارع من بيته وسيسعى بكل الطرق للظفر بلقاء معها يصير مغرمًا بهذا الصوت الغامض ، إنها ضائعة مثله، لكنه لا يستطيع التواصل معها، ويعود إلى سابق عهده. فيلم مرزاق علواش غاص في العمق تتنبأ بأيام قادمة يعيشها هؤلاء الشباب الموضوعين على الهامش في الجزائر.


وتابع مرزاق علواش مسيرته، في أفلام كتبها تصور مختلف مراحل تطور الذهنية الاجتماعية الجزائرية. فيقدم (مغامرات بطل) 1978 وعبر هذه المغامرات والمشاهد الفانتازية. يطرح المخرج تأملاته في قضايا العصر ومشاكل المجتمع الجزائري. ثم يقدم عواش فيلمه (رجل ونوافذ) عام 1982 .  ليهاجر علواش بعد الفيلم إلى باريس ويعمل هناك فيقدم (حب في باريس) 1987، و (باب الواد الحومة) 1994، و (الجزائر بيروت للذاكرة) 1998، و (سلاما ابن العم) 1996 الذي يتعرض لوضع الجزائريين في الجزائر وفرنسا. و تابع نفس الكتابة السينمائية في أفلام أخرى لاحقة مثل ” التائب “


اما فاروق بلوفة، ففي فيلمه الوحيد الكبير الذي كتبه وأخرجه (نهلة) 1979 اختار أن يقول أزمة الهوية والمجتمع الجزائريين ولكن من خلال الحرب اللبنانية. وتحديداً من خلال صحافي جزائري يجد نفسه أمام أسئلته الخاصة أمام هذه الحرب التي وجد نفسه يتورط فيها.


وفي عام 1989 محمد شويخ كتب واخرج فيلم (القلعة) الجميل المشغول بعناية فائقة يتمتع بقوة شاعرية وشجاعة في طرح موضوعات الساعة في الوطن العربي تدور أحداثه في قرية صحراوية جزائرية في إطار متحرر من قوالب صناعة السينما ذات الهدف التجاري . كما خاض محمد شويخ غمار الفانتازيا في فيلمه المميز “يوسف، أسطورة النائم السابع” 1993والذي يدل عنوانه على توجهه الأسلوبي واعتماده على الأساطير والخيال ليناقش من خلال ذلك المآل الذي آلت إليه الجزائر بعد الاستقلال وانحرافا ت رجالات ثورة الاستقلال عن أهدافها.  وانجز محمد شويخ عام 2005 فيلمه ” دوّار النساء” الذي صُوّر في الجزائر خلال وقت عصيب كان يمر به البلد. ويحكي قصة نساء عاديات إنبرين للدفاع عن أنفسهنَّ في ظروف غير إعتيادية. ويركز الفيلم على قرية صغيرة معزولة غالباً ما يهاجمها الإرهابيون الذين ينحدرون من الجبال المحيطة بها. بعدما غاب الرجال في المدينة بحثا عن لقمة الخبز، تاركين سلاحهم في أيدي النساء.


واتخذت يمينة شويخ من عنف الارهاب في بلادها موضوعا، يتناوله فيلم “رشيدة” 2002 حيث تقدم شهادة متميزة على طريقتها الخاصة عن المأساة التي عرفتها الجزائر لأكثر من عشرية من الزمن.


ايضا في فيلمها “مال وطني ” اتخذت فاطمة بلحاج من عنف الإرهاب في بلادها موضوعاً تتناوله ووجها لوجه مع الإرهاب وأسئلته ينبني الفيلم حيث تقدم شهادة متميزة على طريقتها الخاصة عن المأساة التي عرفتها الجزائر لأكثر من عشرية من الزمن .  يروي المأساة التي أدخلت الجزائر في دوامة من الرعب الدموي بأسلوب يجمع بين الطرح الجارح والقاسي للأحداث والنظرة الإنسانية للتطورات والغليان الذي عاش فيه أفراد المجتمع مما جعل بعضهم يتحول الى حالة من التشيؤ والعزلة والخوف قوى مجهولة.


“خرطوش غولواز”  لكاتبه ومخرجه الجزائري المغترب مهدي شارف، الذي شارك في مهرجان كان الدولي 2007 ، يرصد يوميات آخر صيف فرنسي بالجزائر، من خلال الأبطال الرئيسيين للفيلم، وهم أربعة أطفال.. الفتى علي وأصدقاؤه المستوطنون الثلاثة، وبعيون هؤلاء الأطفال الذين تختلف دياناتهم وأصولهم وتجمعهم الأرض والصداقة، يروي المخرج جانبا من الحياة اليومية بالجزائر قبيل إعلان الاستقلال ورحيل المستوطنين عنها. ينتمي الفيلم إلى السينما الذاتية، وتناول فيه المخرج سيرته الذاتية الحميمية، لكن بخلفية تاريخية


فيلم “مسخرة ” انتاج 2008 للمخرج الياس سالم , استطاع أن يحقق نجاحا دوليا كبيرا منذ أول عرض له، وعلى رغم أنه فيلم خفيف في ظاهره ، إلا أنه يحمل كل ملامح أفلام الكوميديا الاجتماعية السوداء ، التي تجعل المتفرج يخرج بالقصة من حدود المواقف المضحكة والساخرة إلى نظرة اجتماعية متسعة الأفق ، لا تخص المجتمع الجزائري فقط ، ولكن تخص أغلب المجتمعات العربية إن لم تمس المجتمعات البشرية بأكملها ، حيث نتابع من خلال الأحداث كيف أن غريزة المال يمكن أن تقلب حال البشر ، وتعيد صياغة وضعهم الاجتماعي والإنساني بمجرد أن تنطلق شائعة بسيطة، لتجوب بلدة نائية من أدناها لأقصاها إن منير بطل الفيلم -وهو نفسه المخرج والمؤلف والمنتج لياس سالم- يعاني اجتماعيا مع أخته الصغرى ريم، المريضة بمرض طريف جدا ومأساوي جدا في الوقت نفسه , وهو مرض النوم ، ذلك المرض الذي تسببه ذبابة التسي تسي المنتشرة في إفريقيا , وفي مجتمع جاهل يشيع هذا المرض عن الفتاة الجميلة بالبلدة أن أحدا لا يمكن ان يتزوجها ، وبالتالي يعلن منير –في لحظة فوران مخمورة- أن أخته تقدم لخطبتها عريس ذو ثروة ومكانة اجتماعية مرموقة..  لكنه يستيقظ في اليوم التالي وقد نسي كل شيء، ويفاجأ أن البلدة لا حديث لها سوى هذا العريس الثري الذي سيتزوج ريم ، على رغم مرضها .


 “لوبيا حمرا” 2013 ، هو أول فيلم طويل لناريمان ماري بن عامر. أثار أكثر من إشكالية، الأولى تتعلق بالطرح الفني للفيلم والحدود الفاصلة بين الوثائقي والروائي، حتى أن الأمر قد يختلط على المتلقي فيتساءل هل ينتمي “لوبيا حمرا” للوثائقي أم للروائي؟ هل الاستناد على واقعة حقيقية يجعل الفيلم وثائقي؟ وهل الاستعانة بشخصيات حقيقية يكفي لوصف الفيلم بأنه وثائقي؟


وكشف كريم طرايدية مؤلف ومخرج فيلم “حكايات قريتي” 2016 أن شخصية الطفل “بشير” في الفيلم، هي شخصيته الحقيقية، وأن قصة الفيلم تتحدث عنه وعن كل الأطفال الجزائريين الذين عاشوا هذا الوقت قبل الاستقلال.


وقال كريم: “كنتُ في الثالثة عشر من عمري عندما تحقق الاستقلال، وأصبحت الجزائر حرة، لذا فأنا أحتفظ في مخيلتي بالعديد من المواقف والحكايات عن هذه الفترة، لذا قررت تقديم فيلم أحكي من خلاله عن الإحباطات التي كانت تراودنا قبل الحصول على الاستقلال”. وأن فيلمه يناقش التحرر والخروج من حالة الإحباط التى كانت تراود الشعب الجزائري قبل الاستقلال، وأن “حكايات قريتى” تجربة شخصية مليئة بالإحباطات، وأن المشهد الأخير من الفيلم ليس من خيالى، بل واقعى، وأن اسم “أبو مدين” جاء مع الأحداث، لأنه كان في ذلك الوقت شخصية غير معروفة، أما الطفل الذي ظهر في الفيلم يمثل ويعبر عن جميع الأطفال فقدم دور البطولة «بشير» وعائلته المكونة من هلال تفاصيل هذه العائلة الصغيرة التي تمثل الوطنية والثورة الجزائرية، وقال طريدية إن شخصية السيدة التي تطعم الطفل في الفيلم العسل بيدها موجودة بالفعل، وتفعل هذا بعد قداس الأحد وتطعم الصبية بأيديها.


الجرأة السينمائية من التجديد الإبداع ميز فيلم” طبيعة الحال ” او”عودة السنونوات” تأليف وإخراج كريم موساوي  الذي تألق في أول عروضه في قسم ” نظرة ما ” بمهرجان كان السينمائي بدورته السبعين . ويستعرض معاناة تلك السنوات من التاريخ المعاصر للجزائر .. حيث عشرية الإرهاب بعنفها وقسوتها .. من خلال ثلاث شخصيات تعيش في الوقت الراهن، لكن الزمن توقف عندها في الماضي، وما زالت أسيرة له رغم محاولات طرده أو تناسيه .

محمد عبيدو

سينما جنوب أفريقيا صورة شعب متعدد اللغات والثقافات والأعراق




قد تكون السينما الأفريقية، ومعها السينما القادمة من شرق أسيا ودول أميركا اللاتينية مجهولة بالنسبة للمتفرج العربي، الاطلاع على إحدى هذه السينمات : ” جنوب أفريقيا “، إنما يعكس هذا التواصل الجميل والخاص بهذه السينما الوطنية، التي تأتينا حاملة معها همومها وطموحاتها وثقافتها الجديدة التي تتناول قصة استقلال هذا البلد العظيم في ألوان وأشكال من التعبير السينمائي، يجسده ممثلون وممثلات بلونيهما الأسود والأبيض، جنبا إلى جنب للتأكيد على أن الاستعمار لم يفلح في محو هوية وموروث وثقافة شعب دفع الكثير من أجل كرامته وإرادته ثمنا للحرية.


صناعة السينما في جنوب أفريقيا قديمة العهد، فهي تعود إلى بدايات القرن العشرين، حيث تأسست أول شركات للفن السابع فيها في 1915 مع “إستديوهات كيلارني السينمائية” في جوهانسبورغ.


وخلال العقدين الأول والثاني من القرن الفائت، صُوِّر العديد من الأفلام الصامتة في جنوب أفريقيا في مدينة دوربان أو حولها. هذه الأفلام غالباً ما استفادت من مشهد درامي مُتاح في ريف “كوازولو ناتال”، وبخاصة منطقة دراكينسبرغ. وقد خدم ريف “كوازولو ناتال” أيضاً كموقع مناسب لأفلام تاريخية مثل “دي فورتريكيرز” ((1916، و”رمز التضحية” (1918).


وقد أخرج المخرج الاميركي لوريمر جونستون العديد من الأفلام في المنطقة في أواخر العقد الأول من القرن العشرين، والتي لعبت فيها دور البطولة ممثلات أميركيات مثل إدنا فلوغراث وكارولين فرانسيس كوك. وعلى الرغم من مشاركة جونسون، وفلوغراث، وكوك، فقد كانت هذه الإنتاجات جنوب أفريقية ضمّت فاعلين محليين ورَوَت قصصاً محلية.


وكان أول فيلم أفريقي ناطق هو “سري ماريه”، الذي صدر في العام 1931. أما الإنتاجات الصوتية اللاحقة، مثل “داي ويلدسبودجي” (1948)، وطبعة جديدة من “سري ماريه” (1949)، و”دار دوير إن داي بوزفيلد” (1950) فقد واصلت مسيرتها لتلبية طلبات جمهور البيض الإفريقيين الذين يتكلمون الإفريقية.


وبدأت الحياة تدب في صناعة السينما في جنوب أفريقيا في أعقاب النجاح الذي حققه فيلمان روائيان على المستوى الدولي. حيث حصل فيلم  “يو-كارمن إيخايليتشا ” لجورج بيزيهوهو وهو مقتبس عن الأوبرا الشهيرة على جائزة الدب الذهبي في الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان برلين السينمائي 2005.


وجاء الاعلان عن فوز الفيلم بعد أسابيع من الإعلان بأن فيلم “بالامس” من إنتاج المنتج أنانت سينج ترشح لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي. ويعالج الفيلم قضية الاصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) وهو أول فيلم من جنوب إفريقيا يترشح لنيل جائزة الأوسكار. وكانت الممثلة الأمريكية من أصل جنوب أفريقي تشارليز ثيرون قد حصلت على جائزة أفضل ممثلة في الأوسكار عن دورها في فيلم “مونستر”.


وقدم المخرج الجنوب إفريقي أوليفر شميتس أعمال سينمائية هامة بنزعتها التحريرية ومناهضتها لنظام الفصل العنصري “الأبارتيد” وذلك عبر أفلام مثل “ما بانتسولا” 1989 و”حكاية خطف” عام 2000 .


 ومن الأسماء البارزة نيل بلومكامب  (ولد في 17 سبتمبر 1979) هو مخرج وكاتب ومنتج ورسام إعلاناتٍ وأفلام جنوب أفريقي.  يستعمل بلومكامب في أعماله أسلوب تصويرٍ يشبه تصوير الأفلام الوثائقية يعتمد على الكاميرا المحمولة باليد، ليجمع بين التأثيرات الحاسوبية الطبيعية والفوتوغرافية الواقعية. يشتهر نيل بلومكامب بالدرجة الأولى بصفته كاتب ومخرج فلم المقاطعة 9 الذي تلقَّى نقداً إيجابياً كبيراً عام 2009، وكذلك فلم الخيال العلمي إيليزيم عام 2013، وتشابي (Chappie) عام 2015. وضعت مجلة تايم نيل بلومكامب على قائمتها لأكثر 100 شخصٍ تأثيراً في عام 2009،  وأما مجلة فوربز فقد اعتبرته رقم 21 بين أكثر المشاهير نفوذاً في قارة أفريقيا.


وشارلتو كوبلي  (ولد في 27 نوفمبر 1973 في مدينة بريتوريا، إحدى عواصم جنوب أفريقيا الثلاثة.) هو مخرج وممثل ومنتج. أنتج وشارك بإخراج أفلامٍ قصيرة ظهرت في مهرجان كان السينمائي، إضافةً لبعض الإعلانات التجارية والفيديوهات الموسيقية. قد يكون أفضل ما يشتهر به شارلتو كوبلي تمثيله دور “ويكوس فان در مروي” في فلم الخيال العلمي (المقاطعة 9) عام 2009 الحائز على جائزة الأوسكار، إضافةً إلى دور “هوولنغ ماد مردوك” في فلم (فريق النخبة) عام 2010 والعميل “س. م. كروجر” في فلم (إیلیزیم) عام 2013.


فيلم ” درم ” أي طبل من اخراج زولا ماسيكو من جنوب افريقيا يحكي عن صحفي اسود مناضل يدعي هنري مكسومالو حارب بكتاباته وتحقيقاته من خلال الجريدة اليومية المتعاطفة مع قضايا السود التي كان يعمل بها، وتسمي ” درم ” حارب نظام التمييز العنصري، حني تم اغتياله وإخراسه إلي الأبد، والفيلم يحكي بالفعل عما وقع لهذا الصحفي الأسود من جنوب إفريقيا الذي كان صديقا شخصيا لمانديلا.


 ويقوم أحد الممثلين بأداء دوره، ويظهر مانديلا في ذلك الفيلم الذي نعتبره من أجمل الأفلام الإفريقية القوية المبهرة ، المكتملة شكلا وموضوعا، التي عرضها مهرجان كان 2005 ، وكان انتهي بالوقوف تحية إلي المخرج وفيلمه وتصفيق حاد اهتزت له جدران قاعة ” الميرامار “في كان، المخصصة لعرض أفلام أسبوع النقاد.


وكان مخرجه نبه في الكلمة التي ألقاها قبل العرض، وبحضور المخرج السنغالي الكبير عثمان سمبين، إلي أهمية اعتماد المخرجين الأفارقة علي صنع أبطال من تاريخهم القومي وزمنهم، كما في حكاية البطل الصحفي من جنوب أفريقيا التي يحكيها لنا في فيلمه، بدلا من استيراد أبطال وسو برمانات ومصارعين من الخارج، عبر أفلام السينما الأمريكية التجارية التي تروج لتقاليد وعادات وقيم، جعلتنا من فرط استغراق البعض في تقليدها، نتحول إلي ” مسخ ” بلا هوية في بلادنا، وقد أن الآوان لكي نتعرف أكثر علي أبطال بلادنا ونعرض لحياتهم ونضالاتهم علي الشاشة، لان وظيفة السينما الاسمى هي محاربة الظلم، والوقوف ضد انتهاك حقوق الإنسان في كل مكان..

وربما يكون فيلم “سكيم” من إخراج تيموثي غرين الناطق باللغتين الانجليزية والأفريكانية معبرا حقيقيا عن هذه الصورة، كونه يمزج بين الحس الكوميدي والأجواء البوليسية، ليعكس من خلال أحداثه صورة شعب متعدد اللغات والثقافات والأعراق. فيما يصور فيلم “لاكي” من إخراج “آفي لوثرا ” جنوب أفريقيا ما بعد الاستقلال وانتهاء حقبة التمييز العنصري، بعرض المفارقة والمقارنة بين ثقافتي الريف والمدينة في أجواء مفعمة بالحركة والشاعرية.

يمكن القول، بأن الفيلم الذي كان الأكثر رفعة في المستوى في تصويره جنوب أفريقيا في السنوات الأخيرة كان فيلم “المنطقة التاسعة”. وهذا الفيلم (الخيال علمي) الذي كان من إخراج الجنوب أفريقي نيل بلومكامب، يصوّر فئة فرعية من اللاجئين الغرباء أُجبرت على العيش في الأحياء الفقيرة في جوهانسبورغ، وهو الأمر الذي اعتبره كثيرون بمثابة رمز إبداعي لنظام الفصل العنصري. وكان الفيلم حقق نجاحاً نقدياً وتجارياً في جميع أنحاء العالم، ورُشّح لأفضل فيلم في الدورة 82 لجوائز أكاديمية الأوسكار.


فيلم “تقرير جيد”، موضوعه يدور حول الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها الفتيات من قبل رجال كبار في السن. يقول مخرج الفيلم جميل ايكس تي كيبيكا:”عندما انطلقت في انجاز الفيلم، واجهت تحديا على مستوى السرد وتظاهرت أنني أعمل ضمن اتفاقيات هوليود للعام 1950. يعني أنني استطعت تصوير مشاهد العنف وتقديم المحتوى الجنسي بطريقة مبسطة واعتمدت على الإيحاء لأترك للمشاهد حرية القراءة بين السطور.”


محمد عبيدو

بورتريه: الكاتب والمخرج السينمائي التشادي محمد صالح هارون

 


 محمد عبيدو 

 محمد الصالح هارون، مخرج سينمائي من مواليد سنة 1961 في مدينة أبشي بجمهورية تشاد، ويقيم في فرنسا منذ سنة 1982. وقد أصبح ، على مدى 25 سنة ما بين الروائي والوثائقي، الصوت السينمائي الوحيد في تشاد الذي يسمعه الغرب وهو واحد من صناع الأفلام الإفريقيين القلة التي توزع أفلامهم في أوربا. رجع هارون مؤخرًا إلى بلده الأصلي ليصور أفلامه.. البداية كانت في العام 1994 حين أخرج فيلمه Maral Tanie – الزوجة الثانية، ناقش فيه قضية الزواج المبكر، لكن البداية الحقيقية كانت في العام 1999 حين قدمّ فيلمه الطويل “وداعاً  إفريقيا”،  وحاز أفضل عمل أول في مهرجان فينيسيا، و يُعتبر أول فيلم روائي طويل يتم تصويره في التشاد. تدور القصة حول مخرج سينمائي تشادي يعيش ويعمل في فرنسا (هارون) يعود إلى وطنه بعد وفاة والدته. يُصدم من تدهور حالة البلاد والسينما الوطنية. في مواجهة شكوك أفراد عائلته حول مسيرته التي اختارها، يحاول هارون الدفاع عن نفسه باقتباس من جان-لوك غودار: “السينما تخلق الذكريات”. يقرر المخرج أن يصنع فيلمًا مخصصًا لوالدته بعنوان (Bye Bye Africa) ولكنه يواجه على الفور مشاكل كبيرة. تم إغلاق دور السينما وأصبح من المستحيل تأمين التمويل. يلتقي المخرج بصديقته القديمة (يلينا)، التي نبذها التشاديون الذين لم يتمكنوا من التمييز بين الفيلم والواقع بعد ظهوره في أحد أفلامها السابقة كضحية لفيروس العوز المناعي البشري. يتعرف هارون على تدمير السينما الأفريقية من المخرجين في البلدان المجاورة، لكنه يجد أيضًا عيسى سيرج كويلو يصور فيلمه الأول (دار السلام). سارت الأمور على نحو سيئ، واقتناعا منه بأنه من المستحيل صنع أفلام في أفريقيا، يغادر هارون تشاد في حالة من اليأس، تاركًا كاميرا الفيلم لصبي كان يساعده.

وفي ثاني إخراج له، لفيلم طويل بعنوان “أبونا” 2002، فاز بجائزة أفضل صورة في FESPACO

   ” دارات موسم الجفاف “‏ فيلم اخرجه محمد الصالح هارون سنة 2006. فاز دارات بجائزة لجنة التحكيم الخاصة الكبرى في الدورة 63 لمهرجان البندقية السينمائي، بالإضافة إلى ثماني جوائز أخرى في البندقية والمهرجان الأفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو. يدور الفيلم حول أتيم (علي باشا بركاي)، شاب في السادسة عشر من عمره، يُرسله جده محملاً بسلاح ناري للانتقام من الشخص الذي اغتال أباه خلال الحرب الأهلية التي دمرت تشاد، سريعاً يجد قاتل والده الذي كان مجرم حرب.. لكنه الآن يدير مخبزاً صغيراً. يعمل أتيم في المخبز ويشاهد يوميات الرجل ويشعر تجاهه بمشاعر مختلفة عن تلك التي غادر بها قريته.  الشاب يعدل عن قتله بعد محاولات متعددة، كما أنه يشعر بالحب نحو زوجة القاتل لأنه يتعاطف معها نتيجة ما يسلطه عليها من تعذيب .


  فيلم ” رجل يصرخ” 2010 تدور أحداث الفيلم حول الحرب الأهلية في تشاد، ويحكي قصة رجل يرسل ابنه للحرب ليستعيد مكانته في فندق راقٍ. يتم استكشاف موضوعات الأبوة وثقافة الحرب. تم التصوير الرئيسي بكل من نجامينا وأبشي. حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي 2010.


    وثم قدم فيلمه جريجري 2013 تدور أحداث الفيلم حول (جريجري) البالغ من العمر 25 عاماً، ومدى تحقيق حلمه في أن يصير راقصاً مميزاً، على الرغم من إصابة إحدى ساقيه بالشلل، لكن ذلك الحلم لم ينهر إلا بعد إصابة عمه بمرض في غاية الخطورة؛ الأمر الذي يجبره على العمل مع أحد مهربي الوقود من أجل محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.


في فِلمه “فصل في فرنسا” 2017 نشاهد هارون وهو يعمل أول مرة في مدينته التي اختارها باريس؛ إذ هاجر إليها عام 1982م. وهو فِلم يتناول قضية المهاجرين وأزمتهم ولو أنه ذات مقاربة غريبة مصغرة للمسائل ذات النزعة الوطنية والفردية. عباس (يؤدي دوره أريك أيبوني) معلم سابق، هرب من بلدته بانغوي في جمهورية إفريقيا الوسطى مع طفليه وأخ أصغر له هو أيتين بعد أن قتلت الميليشيات المسلحة زوجته. وبالعلاقة مع كارول (تؤدي الدور ساندرين بونير)، وهي مواطنة فرنسية وابنة مهاجرين بولنديين تتولى العناية بأطفاله بينما ينتظر قرارًا من محكمة اللاجئين لقبول حقه في البقاء. لكن عندما تُرفَض أوراق اعتماد عباس كلاجئ سياسي، يواجهون قراراً مصيريًا.



وافتتحت الدورة الثانية والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية 2021، من خلال فيلم محمد الصالح هارون الروائي الطويل ” لينغي، الروابط المقدّسة” في  الفيلم يدخل هارون في حميميات عائلة صغيرة مكونة من أم وابنتها. الأم يُنظر إليها في محيطها على أنها سيدة غير صالحة، لكونها أماً عزباء. يتجاهل الناس من حولها حقيقة أن حبيبها تخلى عنها لتربي ابنتها وحدها. نراها تعمل في استخراج اسلاك الحديد من العجلات، لتصنع منها سلالاً أنيقة تبيعها في السوق الشعبي، لتشتري من ثمنها قوت يومها هي وابنتها.. باختصار، تعيش هي وابنتها في ظروف بدائية. هكذا تعيل نفسها وابنتها بعدما تخلى عنها الجميع حتى عائلتها. حكاية أم عزباء تعيش حصاراً اجتماعياً في بلد تحكمه العقليات القديمة؟ الحكاية لا تقتصر على الأم، بل هي أيضاً حكاية الابنة التي تجد نفسها حاملاً وهي في الخامسة عشرة، بعدما اغتصبها أحد الرجال المسنين. هذا الحمل سيغير حياة الأم وابنتها 180 درجة، لكن هذه المرة لا سكوت عن الظلم، ذلك أن الأم تقرر أخذ حق ابنتها بيدها، ربما كي لا يتكرر ما عاشته من ظلم وإقصاء في حياتها.


محمد عبيدو