ضمن
مطبوعات الدورة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي صدر كتاب " المكرمون"
و يتضمن استعادة نقدية واحتفائية بمبدعين يكرمهم المهرجان , رحلوا عن
الوجود لا عن الوجدان , وتركوا بصمتهم الهامة بتاريخ الابداع السينمائي :
اسيا جبار ايقونة الكتابة والتي برحيلها فقدت الجزائر والعالم الأدبي وجهاً
إبداعياً عالمياً مميزاً ، قد سمحت لها السينما بالالتقاء مع مجتمعها وفهم
العالم الأنثوي بالأخص. حيث تصالحت مع مجتمعها
وأنوثتها واستمعت إلى هذه اللغات المحكية. هذا المجتمع الأنثوي الذي لم
يكن له الحق في الكلام، ومن خلال ما أخرجته آسيا جبار من أفلام، أعطت
الكلمة للمرأة وجعلتها البطلة والفاعلة، لكن أيضا عادت إلى اللغة الشفهية
في اجتماع النسوة وأحاديثهن في الأعراس والمآتم والحمامات وغيرها من أماكن
الالتقاء. أخرجت فيلم “نوبة نساء جبل شنوة” الذي نالت به تقدير لجنة تحكيم
مهرجان البندقية عام 1979.
كان فيلمها “نوبة نساء جبل شنوة” 1977 الوثائقي ، الذي يشكل انفراداً متميزاً في العلاقة بين الروائي والسينمائي في الجزائر، كون أن آسيا جبار هي في الأساس كاتبة وجامعية خاضت هذه التجربة الوثائقية والتسجيلية انطلاقاً من المعايشة الشخصية للكاتبة – المخرجة والرصيد الشعري الكامن لدى نساء الجزائر، وبالخصوص في جبل شنوة (قرب ولاية تيبازة مسقط رأس المخرجة) وهنا نشأت علاقة حميمة بين نساء جبل شنوة، ورؤية مخرجة تحمل في داخلها حسا نسائياً متقدماً أرادت أن تكثفه في عمل قريب وواقعي. الوثائقية والتسجيلية وسيلة لسرد البعد الشاعري لهؤلاء النسوة في محيطهن الطبيعي وهن يعبرن بالكلام او بالرقص على أنغام النوبة الممتزجة بالغناء والبندير. كان عملها مقاربة شاعرية للموروث الثقافي لمنطقة شنوة الأمازيغية بولاية تيبازة (الجزائر)، وهي تعمل على فيلم “نوبة نساء جبل شنوه” كما أنجزت عام 1982 “زردة أو أغاني النسيان”. الفائز بجائزة أفضل فيلم تاريخي في مهرجان برلين السينمائي. وهو عبارة عن توثيق لطبيعة الحياة في المغرب العربي في النصف الأول من القرن العشرين، الذاكرة و تاريخ الاستعمار في الدول المغاربية الذي كان يعتمد على الفصل بين الصور التي اختارها لاحتفالات ولهتافات خلال زيارات السياسيين الفرنسيين، وبين واقع الشعوب الأصلية، الذي يبينة الشريط الصوتي آسيا جبار مبدعة مختلفة وإشكالية , ، كانت حياتها رحلة طويلة في بحث متواصل عن طرق ومسارات جديدة للتعبير. حاولت طرح قضايا الوعي الوطني الممزق بفعل ترسبات الوجود الكولونيالي، كما حاولت تناول قضايا المرأة المقهورة ورافعت عن الأنوثة بخطابها السردي والسينمائي،. وقاربت ذلك بنظرة تاريخية وانترولوجية وبتأمل مشبع بالهم الإنساني وبالوقوف في وجه التهميش عموما , ويحفي الكتاب ايضا بالراحلة فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية و التي إن كانت قد رحلت بالجسد فهي باقية في قلوب الكثيرين كأيقونة لعصر الرومانسية المصرية , تعود الذاكرة معها الى ذلك الزمن الجميل أيام الانتاجات المهمة لأفلام التصقت بالذاكرة ، فكانت أدوارها المتنوّعة مثالاً لشخصيّاتٍ حيّة من صميم المجتمع والواقع المُعاش. كانت تملك تلك القدرة الرهيبة التي تجعلنا نصدق فعلا ما يحدث لها على الشاشة الكبيرة، كما لو أنه يحدث في الواقع . حمامة تضيف إلى كل عمل فني ، معها نكتشف حُسن الاختيار وسحر الأداء وبراعة الإتقان وصدقَ التماهي مع الدور إلى حدّ الإقناع بجسد ناحل ضئيل كحزمة ضوء وملامح رقيقة عذبة ، وبنبرة خاصة في صوتها مميزة . وايضا تحضر في الكتاب الراحلة فتيحة بربار الممثلة المقتدرة والفنانة المتكاملة والموهبة الفذة التي يصعب تكرارها، وسيدة أنيقة وإنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معان. وقد توفيت في باريس إثر سكتة قلبية، الجمعة 16 يناير 2015 عن عمر ناهز 76 سنة، ليتم نقل جثمانها إلى الجزائر , حيث القيت عليه النظرة الأخيرة بالمسرح الوطني الجزائري باليوم نفسه. وذلك بعد مشوار حافل بالأعمال الفنية التي شكلت علامة بارزة في السينما والمسرح الجزائري.المطربة (فضيلة الدزيرية) من بعدها والتي اعتبرتها (فتيحة) أحد أقرب الناس إلى قلبها . كما مثلت في أول الأعمال المسرحية التي شاركت فيها إلى جانب سيدة المسرح الجزائري الراحلة السيدة كلثوم ونورية وغيرهن ممن صنعن مجد التمثيل في بلادنا، ومهدن لجيل كامل طريق الاحترافية، نهاية الخمسينيات، كما وقفت مع عمالقة التمثيل في الجزائر من الذين غادروا الحياة، والذين مازالوا على قيد الحياة من أمثال المرحوم رويشد، مصطفى كاتب، علي عبدون، يحيى بن مبروك ,و قصي صالح درويش الناقد المشاكس الذي اسلم الروح في باريس لتودع الصحافة العربية أحد وجوهها اللامعة ويترك غيابه فراغا كبيرا في فضاء السينما العربي.
الكتاب الذي الذي اعده الناقد محمد عبيدو اتى في 65 صفحة من الحجم الكبير يضم دراسات نقدية عن
مسيرة المبدعين الاربعة وتضيء عوالم ابداعهم واحتوى الكتاب ايضا شهادات لنقاد ومخرجين وممثلين رافقوهم في تجربتهم الفنية الثرية
كان فيلمها “نوبة نساء جبل شنوة” 1977 الوثائقي ، الذي يشكل انفراداً متميزاً في العلاقة بين الروائي والسينمائي في الجزائر، كون أن آسيا جبار هي في الأساس كاتبة وجامعية خاضت هذه التجربة الوثائقية والتسجيلية انطلاقاً من المعايشة الشخصية للكاتبة – المخرجة والرصيد الشعري الكامن لدى نساء الجزائر، وبالخصوص في جبل شنوة (قرب ولاية تيبازة مسقط رأس المخرجة) وهنا نشأت علاقة حميمة بين نساء جبل شنوة، ورؤية مخرجة تحمل في داخلها حسا نسائياً متقدماً أرادت أن تكثفه في عمل قريب وواقعي. الوثائقية والتسجيلية وسيلة لسرد البعد الشاعري لهؤلاء النسوة في محيطهن الطبيعي وهن يعبرن بالكلام او بالرقص على أنغام النوبة الممتزجة بالغناء والبندير. كان عملها مقاربة شاعرية للموروث الثقافي لمنطقة شنوة الأمازيغية بولاية تيبازة (الجزائر)، وهي تعمل على فيلم “نوبة نساء جبل شنوه” كما أنجزت عام 1982 “زردة أو أغاني النسيان”. الفائز بجائزة أفضل فيلم تاريخي في مهرجان برلين السينمائي. وهو عبارة عن توثيق لطبيعة الحياة في المغرب العربي في النصف الأول من القرن العشرين، الذاكرة و تاريخ الاستعمار في الدول المغاربية الذي كان يعتمد على الفصل بين الصور التي اختارها لاحتفالات ولهتافات خلال زيارات السياسيين الفرنسيين، وبين واقع الشعوب الأصلية، الذي يبينة الشريط الصوتي آسيا جبار مبدعة مختلفة وإشكالية , ، كانت حياتها رحلة طويلة في بحث متواصل عن طرق ومسارات جديدة للتعبير. حاولت طرح قضايا الوعي الوطني الممزق بفعل ترسبات الوجود الكولونيالي، كما حاولت تناول قضايا المرأة المقهورة ورافعت عن الأنوثة بخطابها السردي والسينمائي،. وقاربت ذلك بنظرة تاريخية وانترولوجية وبتأمل مشبع بالهم الإنساني وبالوقوف في وجه التهميش عموما , ويحفي الكتاب ايضا بالراحلة فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية و التي إن كانت قد رحلت بالجسد فهي باقية في قلوب الكثيرين كأيقونة لعصر الرومانسية المصرية , تعود الذاكرة معها الى ذلك الزمن الجميل أيام الانتاجات المهمة لأفلام التصقت بالذاكرة ، فكانت أدوارها المتنوّعة مثالاً لشخصيّاتٍ حيّة من صميم المجتمع والواقع المُعاش. كانت تملك تلك القدرة الرهيبة التي تجعلنا نصدق فعلا ما يحدث لها على الشاشة الكبيرة، كما لو أنه يحدث في الواقع . حمامة تضيف إلى كل عمل فني ، معها نكتشف حُسن الاختيار وسحر الأداء وبراعة الإتقان وصدقَ التماهي مع الدور إلى حدّ الإقناع بجسد ناحل ضئيل كحزمة ضوء وملامح رقيقة عذبة ، وبنبرة خاصة في صوتها مميزة . وايضا تحضر في الكتاب الراحلة فتيحة بربار الممثلة المقتدرة والفنانة المتكاملة والموهبة الفذة التي يصعب تكرارها، وسيدة أنيقة وإنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معان. وقد توفيت في باريس إثر سكتة قلبية، الجمعة 16 يناير 2015 عن عمر ناهز 76 سنة، ليتم نقل جثمانها إلى الجزائر , حيث القيت عليه النظرة الأخيرة بالمسرح الوطني الجزائري باليوم نفسه. وذلك بعد مشوار حافل بالأعمال الفنية التي شكلت علامة بارزة في السينما والمسرح الجزائري.المطربة (فضيلة الدزيرية) من بعدها والتي اعتبرتها (فتيحة) أحد أقرب الناس إلى قلبها . كما مثلت في أول الأعمال المسرحية التي شاركت فيها إلى جانب سيدة المسرح الجزائري الراحلة السيدة كلثوم ونورية وغيرهن ممن صنعن مجد التمثيل في بلادنا، ومهدن لجيل كامل طريق الاحترافية، نهاية الخمسينيات، كما وقفت مع عمالقة التمثيل في الجزائر من الذين غادروا الحياة، والذين مازالوا على قيد الحياة من أمثال المرحوم رويشد، مصطفى كاتب، علي عبدون، يحيى بن مبروك ,و قصي صالح درويش الناقد المشاكس الذي اسلم الروح في باريس لتودع الصحافة العربية أحد وجوهها اللامعة ويترك غيابه فراغا كبيرا في فضاء السينما العربي.
الكتاب الذي الذي اعده الناقد محمد عبيدو اتى في 65 صفحة من الحجم الكبير يضم دراسات نقدية عن
مسيرة المبدعين الاربعة وتضيء عوالم ابداعهم واحتوى الكتاب ايضا شهادات لنقاد ومخرجين وممثلين رافقوهم في تجربتهم الفنية الثرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق