الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023

الموت وحده – بابلو نيرودا – ترجمة: بدر شاكر السياب



هناك مقابر مُوحشة مُستوحدة،

قبور ملأى بالعظام، دونَ صوت،

والقلب يسرب من خلال نفقٍ صغير

مظلم، مظلم، مظلم.

وكما لو كانت سفينة تغرق،

من الداخل نَموت

ونحن نغرق في القلب..

ونحن نسقطُ من الجلد إلى قرارة الروح.



هناك جُثثٌ،

هناك أقدامٌ من الطين الباردِ الَّلزجِ،

هناك موتٌ داخل العظام –

كالصوت، مَحض صوت،

كنباح دون كلاب –

ينبعثُ من أجراس عديدة، من قبورٍ عديدة،

يفيض في ذلك الصمت الرّطب، كالدموع أو المطر.



وأرى، في وحدتي، بعض الأحايين

نعوشاً ناشرات القلوع

تقل موتى شاحبين: نسوة مُسبلات الجدائل،

من كلِّ خبازة بيضاء كالملاك،

وصبايا مكمدات، زوجات كتاب عدول –

نعوشاً في نهر الموت العمودي مصعدات،

في النهر الأرجوان

مصعدات، بأشرعة يملؤها صوت الموت،

يملؤها صوت الموت الصموت.



والموت يصل إلى الشاطئ المشؤوم،

كحذاءٍ دون قدم،

كرداءٍ دون لابسٍ يَرتديه،

يصل يضرب بخاتم لا فصَّ له ولا إصبع فيه.

يصل ليصرخ دون فمٍ، دون لسانٍ، دون حنجرة.



وما زالت خطاه يتجاوب صداها،

وثيابه يتجاوب صداها، خرساً، كأنها شجرة.



لست أدري، وما أفهم إلا قليلاً،

وأوشك ألا أرى..

بيد أني أخال لأغنيته لون أزهار البنفسج الرطبة،

لون أزهار البنفسج قد ألفن التربة.



لأن وجه الموت أخضر

مشرَّب برطوبة ورقة من أوراق البنفسج،

وإن لونه القاتم لهو لونُ الشتاء المحتضر.

ولكن الموت، فوق ذاك، يذرع البلاد

متنكراً في زي مكنسة

تتهجس بلاط البيوت

بحثاً عن الموتى.

والموت في المكنسة،

ولسان الموت يبحث عن الموتى

وإبرة الموت تبحث عن الخيطِ كي تخيط.



الموت في السرر الصغيرة،

في الوسائد البيضاء، في الأغطية السود.

إنَّه يقبع متريصاً..

ولكنه سرعان ما يعصف ويثور،

يعصف بصوت منفر تنتفخ منه أغطية الفراش

وتنطلق الأسرة مقلمات صوب ميناء

ينتظر الموت علي رصيفه في بزة أمير للبحر.


*نص: بابلو نيرودا

*ترجمة: بدر شاكر السياب

آخين ولات – “شيفا ناتاراجا”

 

أذكر أني شحذت سكيناً ليلة أمس، وأني صوّبتها إلى قلبي لأنام، وأذكر أني رغمَ ذلك، لم أنم.

لم يكن من بلهٍ في السرير، ولا تحت المخدة.

الكلّ متساوون على حدّ الشفرة.

شفرةٌ تدخل الوريد،

فتنعشه.

سنقتسم الارتياحَ بالتساوي،

والوجع.

يجب تعليقه من أذنيه، هذا الكابوس الأخرق.


ـ “تسرني مجالسة البَلَهِ لأنهم يجلبون النّعاس.”*


***


ـ ما رأيك بغداءٍ هندي؟


ـ مأكولاتٌ حارّة لصقيع اليوم؟ فكرة رائعة.


مطعمٌ أكثرُ هدوءاً من شابٍ أسمر، يقف خلف الواجهة.

يشير الشاب إلى البوفيه، ويبتسم لـ “آندي” ـ ابن أختي النائم في عربته.

صاعقةٌ من وجهه، ضربتني؛ يطلّ من إطارٍ نحاسي.

أطباقنا مليئة بالبهارات. فلفلٌ أخضرٌ، يسكنُ إلى بياض الطّبق.

مطحونٌ بالصعق الكهربائي.


ـ ألا تذكّرك رائحته بـ “بلسم الآلامِ”؟ تقول أختي.


ـ أفضّل الرز مطبوخاً على البخار.


تتباعد الحبّاتُ لصاعقةٍ ما.

لن أحتسي الفلفل حارّاً.

ماءٌ بنكهة الإجاص لـ “ميتان”.


***


قاع الطبقِ، ووجهٌ يبرق بسُمرةٍ غريبة.

ألتفت إلى الشاب. أطلب ماءً بطعم الليمون. أسأله أحمرَ النحاسِ، في الإطار.

يلثغ بـ سويديةٍ أكّدتْ أنّه هو:

الذي لحس حدّ السكين،

ورمى بلسانه

تحت قدمي “لاكشيمي” و”شيفا “.

السكينُ التي شحذتها، وجرحتني بحيرة:


ـ بمن تريدين البدء؟


***


“شيفا ناتاراجا” و”لاكشيمي” في واجهة المطعم.


“شيفا” وعينٌ ثالثة في الجبهة. محاطٌ بأرواحٍ شريرة، وأشباحٍ، وشياطين.


تلتفّ الثعابينُ حول رقبته الزرقاء، وإكليلٌ من الجماجم، يطوّقه.


“شيفا” في “غوتنبورغ” التي هي “كشمير”.


ليت “غوتنبورغ” هي ذروةَ “الهملايا”.


شاهقةٌ رقصته الكونية،


في طبق الرز.


يدهس شيطان الجهل برجله اليمنى،


واليسرى؟


يرفعها إلى العرش.


يدٌ ترشدُ الحُجّاجَ،


إلى الكهف.


يدٌ تحمل رمحاً، في رأسه مثلّث.


يدٌ فيها غزال.


والرابعة تعقد شعره بهلال.


***


نصالٌ برّاقة، تهرقُ الغزلان.


يهرع الرجال لغسل العار. تنضح سراويلهم بـ “الفياجرا”، ووجوههم بالآثامِ.


جرّةٌ في حضن “لاكشيمي” تنضح بالماء.


تجلس في النيلوفر.


تنثر قمحاً فوق الطاولة،


وللفيَلةِ، ترمي العاج.


“لاكشيمي” بأيديها الأربعة.


لم أجد في إحداها شفرةً، ولا نصلاً تيبّس عليه الدم.


ياللعار!


حسناواتٌ يكسرن عصا الطاعة. يرغبن الحب، وأن يكنّ نساءً.


سكينٌ بارعة تتصيدهنّ في كردستان وعربستان. في تركمانستان، كازاخستان، طاجكستان وهندستان.


في إيران. في الصومال، في السودان؛ في أوربا الشرقية والغربية، وفي صقيع الإسكاندناف.


يباركنا “شيفا” باللعنات.


***


وعدٌ قطعته لـ “شوبنهاور”:


لن أخسر ثلاثة أرباعي لأكون كالآخرين.


“هيفين” عطشى.


قال: إنزعي الذّهبَ عنكِ. الأقراط، والأساورَ والساعة.


لا حاجة لك بالتوقيت.


كلّ الساعات ظلامٌ، وأنتِ: بقعةٌ منه.


تشتهي ماءً مثلجاً، يبرّد في قلبها الرّصاص…


لم تزدكِ تفاهة دمعي، إلا احتراقاً.


سلامٌ عليك. سلامٌ لروحك الجميلة. هادئةً. ساكنة ومطمئنةً.


مثل إلهٍ صغيرٍ،


ترقدين.


تسبل “دعاء” جفنيها على الخجل.


تجرّ أطراف الثوب إلى الساقين. يهرس الحجرُ رأسها، ويوسّع الحدقتين.


لك في الحجر رحمةٌ.


بشّري الروح بالسكينة.


“ماريا” تسحب السكين من صدرها.


للعذراءِ، تتلو الصلوات.


سهيلة. هاجر. عائشة. أمينة و إيمان.


نساءٌ تحت المقاصل.


نساءٌ في الأكياس.


يرمقن الوجوه.


وجوهٌ تغطيها ليالٍ حمراء…


حيّ على الصلاة. حيّ على الصلاة.


***


صدور الدجاج ليست جافة. يترعها الهنودُ أساطيراً.


سكينٌ في يمناي.


أفتح واحداً.


يصرخ القلب:


أغلقي الجرحَ بلَوْعةِ الفلفل.


نارٌ في كردستان.


نارٌ شبقة لا تَشبَع، ولا تُشبِع طراوةَ النساء.


***


ظلّت صديقتي الشاعرة، “الدهوكية”، تحكي طفولتها.


شبابَها يذوي بين الجثث.


جثثٌ لا وقت للتعرف عليها، في صفّارات الإنذار.


طائراتٌ تترك الكيمياء لتفاعلاتٍ مدهشة.


معادلاتٌ لا زلتُ أكره حلّها بأكثر من وجه، وكلّ الأوجه جائزة للانحلال.


ثقل الليل ماضٍ.


يصل مشارف الضوءِ،


وأنا أتقلب في السرير.


ثقلٌ يكتم أنفاسي. تمتلئ عيناي بتفاعلات الكيمياء.


ثقلٌ فوق رجليّ.


لست نائمة.


انحباس الصوت في حلقي،


يُنهض الثقل.


أضيء أَخْفَتَ اللمبات.


لن أوقظ صديقتي النائمة فوق “الصوفا”.


أشرب ماءً.


أندسّ في الفراش.


أخشى إيقاظها إن حرّكت اللحاف.


لحافٌ من الريش.


يصدر حفيفاً كلّما تنفّست.


***


هدوءٌ،


شبحُهُ في المطبخ.


تشرب صديقتي ماءً،


وتخشى إيقاظي


إن هي غطّت رأسها بالريش.


ـ شبحٌ في سريري، سلوى. لمَ استيقظتِ الآنَ بالذات؟


ـ أحسَسْتِ بثقلٍ يخنقكِ؟


استيقظتُ لأنني افتقدته الليلة.


نتجنّب الريش،


حتى لا نوقظ “ميتان”.

الشعر الغزير – شارل بودلير- ترجمة: محمد عيتاني

  


يا للشَّعر الجميل المُجعَّد والمُسترسل على الرقبة

يا للخصلات! يا للطيب المُشبَّع بالكسَلَ!

يا للنشوة المُذهلة! لكي أملأ المَخدع المُعتم، هذا

المساء

بذكريات نائمة في هذا الشَّعر الغَزير

سأهزّه في الهواء مثل منديل!

آسيا الفاترة وأفريقيا اللاهبة

عالم كبير ناء، غائب، شبه متوفّی

يعيشُ في أعماقكِ، أيَّتها الغابة العطرة!

وكما تسبحُ أرواح أخرى على الموسيقى

فإنَّ روحي، آه يا حبيبتي، تسبح على شَذاكِ.

سأذهبُ إلى هناك، حيث الشجرة والإنسان

مُفعمين بالنَّسغ، يَنتعشان في غيبوبة طويلة

تحت ضرام المناخات؛

أيَّتها الضفائر الجزلة كوني الموجة العاصفة التي تَجرفني!

أنتَ تضمُّ، أيُّها البحر الأبنوسي، حلماً باهراً

من الأشرعة، والجدافين، وألسنة اللهب، والصوراي:

مرفأٌ يعجُّ بالأصوات، حيث تستطيع بروحي أن تعب

بدفقاتٍ كبيرة العطر، والصوت، واللون؛

وحيث المراكب، المُنزلقة في الذهب والنسيج المتموج

تفتح سواعدها الواسعة لمعانقة مجد

سماء صافية تَرتعش فيها الحرارة الأبديَّة؛

سأدسُّ رأسي العاشق من الثمل

في هذا الأوقيانوس الأسود حيث الآخر مسجون،

وخاطري المُرهف الذي يداعبه الترنّح

سيتمكّن من استعادتكَ، أيّها الكسلُ الخَصب!

أيَّتها المدهدات الطويلة لهدأة الوقت المطيبة!

أيّها الشعر الأزرق، يا سرادقاً من عتمات ممتدة

أنت ترد لي زرقة السماء الشاسعة والمستديرة؛

على الأهداب الزغبية لخصلاتكِ الملتوية.

أثملُ بحرارة من الروائح المختلطة

لزيت النارجيل(1) والمسكِ، والقطران

لزمنٍ طويل! دائماً! يدي في عرفكِ الكثيف

سوف تزرع الياقوت الأحمر والدر والسافير(2)،

لكي لا تصمي أذنيكِ أبداً عن رَغبتي.

ألستِ أنتِ الوَاحة التي أحلمُ فيها، والمطرة

التي أرتشف منها، برشفاتٍ طَويلة، خمرة الذكريات؟

____________________________


(1) النارجيل Coco جوز الهند .


(2) السافير Saphir. ويسمى أيضاً اللازورد والياقوت الأحمر

الرائحة تُذكر – أمجد ناصر

 


الرائحةُ تعودُ لتُذكِّر

الرائحةُ ذاتُها

في المتروكِ والمَأهولِ

بالطيف والهالةِ.


الرائحةُ تُذكِّرُ بأعطياتٍ لم يُرسلها أحد

بأسرَّةٍ في غُرف الضحى

بثيابٍ مَخذولةٍ على المَشاجبِ

بأشعةٍ تَنكسِرُ على العضلات

بهباءٍ يَتَساقطُ على المعاصم

بأنفاسٍ تُجرِّبُ مَسالكَ جَديدة إلى مُرتَفعِ الهَواء

بمياهِ الأَصلابِ مَسفوحةً على الدانتيلا

بالترائبِ

بأكباشٍ يَهيجُها البول

بروَّاد فضاءٍ تَخطُفُهم سِحنةُ القمرِ

بالصنوبريِّ

بالليلكيِّ

بالمشرئبِّ

بأمطارٍ على أسطحٍ من طين

بحنطة مركوزةٍ في الحَظائرِ

الرائحةُ تُذكِّرُ بالأعشَاش

بالنزِّ

بالغيبوبةِ

بالمُستدير

بذي الحافة.


الرائحةُ،

الرائحةُ ذاتُها التي تُهاجم في أمسياتٍ

مُعلقةٍ بقنب الهَذَيان.


دعي مُتربِّصَ الشُّقوقِ

يَشهد صَحوةَ الفراشةِ،

الرائحةُ

تصعدُ

إلى

الخياشيم،

اليعسوبُ

يطيرُ

بين الأعمدة

ويهوي

على العَتَبة.


قرِّبيه

صائدَ الضَّعفِ

من رقائق الذَّهب،

قرِّبيه

من الزَّغَبِ الطالعِ على المرمر

من طعنةِ الآسِ

من تويجِ زهرةِ الإغماءِ

من الذي يعيدُ الفمَ إلى طفولته

ويُطلقُ اللِّسانَ حيَّةٍ تَسعى.


الرائحةُ تَبقي

على راحةِ اليدِ

في الأنف والشفتينِ

في ثَلمِ الصَّدرِ

على الشَّراشفِ

في الهواءِ المُكابرِ

الرائحةُ

الرائحةُ

ذاتُها.


يا لأحكامِ النَّهار إذ تبدأُ القهقرى

والمواضعات إذ تسَّاقطُ تباعاً

والرغبات إذ تُطلق فُهودَ الكتفينِ

لتجوسَ مفازَةَ الهجران.


الأحد، 26 نوفمبر 2023

أنا من تحمل الزهور إلى قبرها-دعد حداد

 


دعد حداد


أنا من حمل الزهور إلى قبرها: أنا ابنة الشيطان..

أنا ابنة هذهِ الليلة المَجنُونة..

ابنةُ وعيي..

وصديقي.. أنا

أنا أكثر الناسِ عتقاً..

أنا خَمري في شراييني..

أنا من تحملُ الزهورَ إلى قبرها،

وتبكي.. من شدَّة الشعر،

أعلى حيائي تُبنى القصور،

يتنزَّه.. في دمائي،

وزهورُ شقائق النعمان،

تخطفُ من حقلي شرودي..

هذي الوسائدُ.. للوصيفات،

وتلكَ أحجاري.. المَسروقة،

وسكاكيني يُجفلُ منها،

ومن عيوني يهطلُ المطر،

والعالمُ.. داري..

أغمضوا.. أعينكم،

سأمرُّ وحيدةً،

كَحدِّ الرُّمحِ…

حين هطولِ.. دموعكُم..

قبري

ثلاثة أطفال..

يَحفرون قَبري في الثَّلج

الوحدة والحزن والحرية..

ثلاثة أطفال.. أبرياء..

إنّهم حُمر الوجوه من التعب ..

ومن الشوق لدَفني..

ثلاثة أطفال..

الوحدة والحزن والحرية


تحت وابل المطر .. أو الثلج


يَحفرون..


إنَّهم يَحفرون بعمق، والثلج..

عميق.. عميق.. عميق..

بحيَّرة مَنسيَّة.


من؟

وضعتُ يَدي فوق الدفتر.

وبكيتُ..


من سيَقرأ هذه الكلمات السريعة.. ؟!


ونحن..


والموتُ..


القريبُ..


من سيفهم دفق الشُّعور،


وتراكم وتراكب الصور..


المُتلاحقة كأمواج البحر؟!


من سيُضنيه فراقنا؟..


ومن سيُضنيه الألم


لموتنا؟!


...

 الحبُ جميلٌ هذا اليومْ

وطيورُ العالم واجفةٌ تبحث عن دفء النومْ،

وأنا وحدي

لا أملك شيئًا

لا أملك إلا الحريه

إلا قلبي قلبي العارم حبًا

اقتلني واربحْ دولارا


لن تذكركَ طيورُ النورس، فوق سطوح الماءِ

لا اللمسات العذبة للأشياءِ

ولا الأبعاد الأسطوريةُ

فوق جبين العالم، قبرٌ أبيضْ

اقتلني واربحْ دولارا

....

انزعوا الأقنعة أيها البشر

وامشوا حفاة أيضاً

وعرايا...

ثمة ضوء في آخر الليل الطويل

ثمة نهارات...


* * *


أودعك الليلة يا ناي

أودع الشعر الحزين،

أودع رقص الموت...

وأرحل...

أودع الأضواء...

والفلسفات...

والحكايات...

والأصوات

وأرحل...!

هذي الليلة

تأتي متمهلة...

حاملة آخر الذكريات،

الليلة عرس الموت،

والليلة

ستقولون... كانت

سنية صالح .. مختارات شعرية


 

البراري النائمةُ

البراري النائمةُ منذُ الولادة

يوقِظُها كناريٌّ ضائع

والأشجارُ المتعبةُ

ترفعُ سواعدَها المائية

لطيورِ الجليد والبحيرات.

الأشجارُ البائسة تفرشُ أحضانَها

لحَيْرةِ الأرضِ والخريف

لغضبِ النجوم وأحاديثِها الطويلة

عن السفرِ والصقيع

تستعرُ حصاتُكِ في القاع

أيتها الذاكرةُ الحزينة

وتلبسين المرارة

لكن المرأةَ التي تملكُ البكاءَ وحدَهُ

أسيرةٌ أبداً

فامنَحي عريَكِ للجبالِ الخجولة

وارفعي مفاتِنَكِ

حيثُ السرُّ مدفونٌ في كنائس الشتاء.

.....


 أغنية للجزائر


من أزقة المدينة يصّاعد هزيم النهار

والنهارُ يستيقظ في أسرّة الأطفال

مُبعثر الخصل

يحملُ خُفَّهُ

ويسير

يلطخُ بالفضة الدروب.

صخبُ النهار يطعنُ أعلامَ المساء

يُسرجُ أعوادَ القصب

الدربُ تأكل الأقدامَ الصغيرة

وأنا أسير

بلا ليلٍ

وطني ورائي

والرياحُ قافلتي الكئيبة

** **

أبطالنا يحلمون

خلف العتبة

والسيفُ يعانق الجرح

من سراديب الرعب

يتسللُ ضوؤُنا شامخاً

كعصفور

أكثرَ دفئاً من عنقِ طفل

فاعبري يا أفراسَنا المخمورةَ برزخَ الموت

اجمحي

أيقظي الحجر.

** **

مطرٌ ولا ربيع

مطرٌ على بلادي، مطر

افتحوا الأبواب، مطرٌ على بلادي.

اعجنَّ يا نساء وهران

خبزاً للعائدين

رَصِّعْنَ السراويلَ بالقصب.

** **

ألفُ حصانٍ يصهلُ في دمي

أتدرّعُ بموتي

أرضعُ جوعَ الذئاب

أمتطي شعرَ الريح

ألبسُ الليل

مطرٌ ولا ربيع

اجززْنَ شعورَكن يا نساء

نواحَكنّ يا نساء

واغسلِ الأرض يا نبيذَنا

لحمُ أطفالِنا وليمة

لحم أطفالنا يفرخُ الرعب،

قوسُ الرعبِ فوق المدينة

يُبحرُ في عينيك يا وهران،

حِزَمُ المأساة

في ظهورنا

مظلّتنا موت

موتنا مطر.

** **

هذيان...

الغرابُ يعانق جناحه

والدمُ ينبع من الأرض

الصلبة

** **

هذيان...

أَلبِسُكِ

أَشربُكِ أيتها الحرية.

...



  مخصّصات النسر الميت


إنه سكونُ الشعوب المُصابة،

وألمُ الثوّار وهم يلتقطون الصدقةَ ويفرّون،

وحين يُزَجُّون في الأقبية، تظلم روحهم،

فتنتشرُ عصور صفراء،

دمُها الحائلُ يشبهُ دمَ الحشرات،

والثورةُ في الخارج تَثِبُ وتَثِبُ،

تحاول أن تسترد كائناتها،

فتتشابكُ الشرايين بالأوردة،

ويختلط الدم الصاعد بالنازل،

دمُ الثورةِ مع دمِ العبوديّة،

ويتوغّل كلُّ شيءٍ بعيداً ليدنّسَ القلب،

بينما يبحثُ أصحابُ البزّات الرسمية عن امرأةٍ

كي ينالوها خفيةً في مستودعاتهم،

أو يدفنوها في قبورهم،

لتدفئهم في ليالي الموتِ الباردة

** **

لولا تلك الكتلةُ المُتَرهّلةُ من السنين، الرابضةُ على كتفيه،

الكتلة التي تُعيقُهُ عن اللحاق بأحلامه البعيدة والمتوهّجة،

ثم تلك الجُثَث التي تغفو وتستيقظُ

فوق خرائطِ الوطن،

تُحيلُ العمرَ إلى سنين قائظةٍ وكاويةٍ كالجمر؛

كأنه الهدير والصحراءُ تسعى وراءه بنابين من السمّ؛

أنقذوه فتولدَ الثورة.

** **

ثمّة زنزاناتٌ صغيرةٌ تتجوّل في دمهِ وأحشائه المشتعلة

تحتشدُ في حلقه حتى لتوشكَ أن تخنقه،

كان عليه أن يبقى صامداً أمام تلك العواصفِ الخياليّة،

يضربُ العبودية بيديه الباليتين، فتنتفخ جراحهُ،

وتتشقّقُ كالفم الظامئ،

هل يُطبقُ أنيابه عليها ويبصق؟

أم يطبقُ تلك الأسنانَ المهترئةَ الصفراء،

الأسنانُ المرفوةُ بالمعدن والجبس

وأشياءَ أخرى.

يضربُ الوهمَ بجناحيه الكسيرين، فتستيقظُ

حشراتٌ لا حصرَ لها،

تتقدمُ... فيتراجع،

تتضخّمُ... فيتضاءل،

ويدفعهُ انتصارها إلى الوقوع في هلوسة

تامّةٍ من البحثِ والتفتيش عن مفرّ، من الاسترحام

وطلب الغفران.

وأخذت همومهُ تنتفخُ،

ذهل من حجمها الذي صارت إليه،

فالطغاة والجلّادون يجرون وراءه،

وهو يجري هارباً بخفّةِ الريح،

مستجيراً متألّماً،

"هيّا أنقذيني أيتها الثورة"

ارتفعت العاصفةُ الرصينة بما فيها

من طغاةٍ وأقبيةٍ وجلّادين،

وطارت،

يحملها جَناحاها العظيمان،

ويتدلّى بردى من منقارها الصلب،

لقد جاء فصلُ التقلّبات،

فصل الأزهار المتوحّشة،

وأطلق الطاغيةُ كلاب شكّه وغضبه،

أطلق حبلَ أحشائه في جوف الأرض،

فصارت سراديبَ لا حَصرَ لها

هيّا اسكنوها أيها الثوّار،

أيها المشرّدون،

لقد ترهّلت الثورة،

وتَراكَمَ عليها شحمُ القصور،

وجرى في عروقها دمُ الطغاة.

وعندما تدفّقت نقود الزمن

قذفوها جزافاً،

فاغتاظت النسور،

النسرُ القابعُ بلا حراكٍ على صغارِ النقود

ينتظر الفرصةَ كي يَفِرَّ إلى الأبد،

ويتركَ الثورةَ للنسر الفِضّيّ،

الثورة التي يجرجرها الطغاة على الأرض،

يرصدون مخصّصاتِها للتجارات العليا

والتزييف والتقسيم الخاطئ والمِنَحِ البلهاء،

"لقد صرنا جبناء ومُتلعثمين،

والمدن الفضيّة تُلمِّعُ عضلاتها المُدمَّرة،

تحشو بها صدوعَ القلبِ المنهار".

خذ نقودك واعبُرْ أيها الزمن.

ها هي امرأةُ الطاغية تنحني تحت عصا القلقِ والتوجّس،

لتسمعَ موسيقى الثوّار من شقوقِ

المخابئ والسجون،

فتُذعر،

تُسرعُ وتشربُ الزمن، نبيذَها الوحيد.

التاريخ ذاتُه ملوّثٌ بدم الزهرة والسحابة،

بدم نَيسان الغامض،

نيسانُ المختبئُ في أعمارنا،

لم يبقَ أمامه إلا الجسورُ المتداعية

والأنهارُ المتوحّشة،

وعندما أبحرتِ الطفلةُ الشقراءُ ذاتُ العينين الزرقاوين،

مع كلابها القطنية،

لتبحث عن مخابئ الثورة، عن أعلامها الحقيقية،

أسرَتْها مقدونيةُ الشهيرةُ برجالها الأشِدّاء،

وولائمها الحربية.

***


 تخرجين من أسوار الجسد


إلى شام وسلافة

أيتها العصفورة، يا ابنتي..

الليل يدقّ أبوابَه

هل نَوَيتِ الغناء؟

ها هو العالم يدور

يُسحب قسراً من أعمارنا

ليُمنح بالمجان لِلّصوص والسّفاحين...

أضرميني يا ابنتي

جّدّيني

لقد تعفّنت في النسيان.

.. شام تقف في المقدمة

سلافة تهز شجرة الغيوم

فتسقط الدموع كلها،

الدموع التي أغفلها التاريخ،

الدموع التي أنكرتها العصور..

.. الصغار يدفنون رؤوسهم في نوافذ الأولياء

تتأرجح صُرَرُهُم؛

بعضها يسقط؛

والباقي لا يُشبع كلاب الطريق.

أما أنا، يا ابنتي،

فقد كنت أدفن نفسي في الظلام وأبكي

أية وحدة تأتيك تحت الغطاء؟!

.. ولكنك الآن، يا ابنتي،

تتكوّرين دافئة في أحضاني..

عانقيني

عانقيني

فذكرى السنين الماضية لا تُلمَس إلا بالروح

أو بورد الشفتين.

عانقيني

لقد عبرتني آلاف السنين الوهمية.

يا ابنتي، شام الملولة،

أو شام التي تَهُبُّ مسرعةً إلى العمل،

شام الإنبهارات،

لست معك،

ولن يلتقط شعري عذوبتك،

فانا مشوّشةٌ بالخسارة.

أستنجد ببراءتك، بضعفك الطفولي،

واصِلي بحرارة ويأس

كي يصير قلبي الضعيف بحجم قدميك....

.... يا سليلة الريفيات

يكتمن صراخ الولادة

ثم يقذفن بالأجنّة إلى أحواض النحاس

والجوع يقرع طبله في الأحشاء،

والفقر يُعَرّي العظام.

مع ذلك أضأتُكِ بأعظم الرغبات.

تخرجين من أسوار الجسد

ومعك أجيال يضيئها عبورك الصاعق.

إنها الولادة.

لا تخافي:

نبدأ عراكنا العظيم،

تلتقطين ظِلّي وتنهضينه،

فيهوي،

وتنهضينه،

فيهوي من جديد.

أنت أيضاً صار لك ظِلٌّ،

وصار يَهوي


لقد ذهبوا وتركوا علاماتٍ – تور أولفن – ترجمة: جمانة حداد

 


مختارات للشاعر النرويجي المنتحر (تور أولفن):


اختفاء

أحاول أن أكتب أسرعَ

من الاختفاء

الذي يجتاحني.

بلی.

هو يغلّفني بالثلج

حياً. الشمس

صغيرةٌ صغيرةٌ، لكنها

تأكل كل شيء.

عيناي

أضعف

من أن

أعيش.



بئر


أقع

وأقع

في بئرٍ

داخلي،

متجاوزاً طبقةً

وراء طبقة

مدناً مدمّرة

حيث ليس ثمة سوى حارسٍ

نائم،

متجاوزاً بيوتَ

ما قبل اللغة

والمغارةَ التي تحمل بصمة

اليد الأولى: يدك.

أقع. اقع.

لستُ

بلا قاع

ولكن حتى القاع

يقع. والوقوع

يقع. ولن يكون

لأحدٍ

سوى الموت

الكلمة

الأخيرة.



هذا البيت

هذا البيت

ينبجس من الأشجار

ومن شبه المستحيل

تمييزه.

مساءً، ثمة نورٌ

في الداخل، ولكن عندما

تلجه،

لا أحد.

هذا البيت

ينبحس من الأرض

ومن شبه المستحيل

تمييزه.

مساءً، تسمع فيه أصواتٌ،

ولكن عندما

تلجه،

لا أحد.


هذا البيت

ينبجس من الجبل

ومن شبه المستحيل

تمييزه .


مساء، يظل خالياً ومهجوراً

ولكن عندما

تلجه،

فإنما لكي تسكن فيه

إلى الأبد.


ذهبوا

بعيونٍ مغمضة، الكتابة الثلجية

لن

تُقرأ.

العروق في راحة اليد،

الإشارات،

لن

تُفكّ

رموزها.

لقد ذهبوا. وتركوا أيضاً

علاماتٍ،

هؤلاء اللا

حاضرون.


القلب

القلب

يصغر

حدّ أنه

ما عاد

يُسمَع،

حدّ أنه

ما عاد يُرى،

هناك في البعيد

هناك حيث لا تُسمع لا تُرى

طيور النورس أيضاً.

شجرة جوفاء

آثار عجلات،

طرق عربات.

لقد ذهبوا

إلى هناك، لا

نعرف لماذا.

الحصان أيضاً اختفى هناك حيث

الدرب اختفت،


الآن

هو يشبه شجرة جوفاء.

العجلات، هي،

تعود

على آثارها، تُلامس

أطراف أصابعي

عندما أمدُّ

ذراعي،

وتدور.


الجمعة، 24 نوفمبر 2023

عشتُ شحَّاذةً – آنا أخماتوفا – ترجمة: حسب الشيخ جعفر


 

في الحلم

لا فرق في أن أتحمل معكَ

فراقاً أبدياً وأسود.

فيم بكاؤك؟ أعطني يدكَ

وعدني أنَّك ستزورني في الحلم ثانية.

معاً نحن كالشقاء مع الشقاء..

لا لقاء لي معكَ على الأرض.

يكفي أن تبعث لي بتحيتكَ

عبر النجمة كلَّما انتصف الليل.


الكلمة الحجريَّة

وسقطت الكلمة الحجريَّة

على صدري الذي لم يزل حياً.

لا بأس. كنتُ أنتظر هذا،

وسأتغلب عليه.


لديّ اليوم مهام عديدة:

ينبغي أن أقتل ذاكرتي تماماً،

وعلى روحي أن تتحجَّر

وأن أتعلم العيش من جديد. 


لا بأس.. هو ذا الصيف عبر النافذة

بحفيفه الحار أشبه بعيد.

منذ زمن وأنا أتوقع

هذا المنزل المقفر والنهار الوضيء.


لا أمتلكُ مزاعم خاصَّة بي

لا أمتلكُ مزاعم خاصة بي

تجاه هذا المنزل المتألّق،

غير أن ما جَرَى هو أنَّني عشتُ حياتي كلّها تقريباً

تحت السقف الشهير

لقصر النافورة هذا..

شحَّاذة دخلته وشحاذة سأخرج منه.



وكنت تظن أنني كالأخريات

وكنت تظن أنني كالأخريات

يمكن أن أنسى،

وأنني سأرتمي متوسلةً، منتحبةً

تحت حوافر جوادك الكُمَيت. 


أو أنني سأسأل الساحرة

كعباً من من ماء تعويذتها

وأبعث إليك بهدية مرعبة:

منديلي المعطر المكنون.


لتكن ملعوناً. لن أمس روحك اللعينة

بآهة أو بنظرة.

إنما أقسم لك بالحديقة الملائكية،

بالأيقونة العجائبية أقسم

وبدخان ليلتنا الملتهب الخانق

أنني لن أعود إليكَ في أيما يوم.


وحدة 

لكثرة ما رُميتُ بأحجارهم

لم أعد أخشى أياً منها.

وغدا الفخ برجاً أهيفَ

عالياً بين الأبراج العالية.

شكراً لمن بناه،

ولتعبِّر عنه الهموم والأحزان.

من هنا كنتُ أرى الفجر

وهنا كان يحتفلُ آخر أشعة الشمس..

غالباً ما تجيءُ رياحُ البحار الشمالية

طائرةً إلى نوافذ غرفتي،

ويلتقط اليمام الحنطة من يدي..

وأن صفحة لم أكتبها بعد

ستكتبها اليد الإلهية الخفيفة

يدُ ربَّةِ القصيدِ السمراء الهادئة.


*نص: آنا أخماتوفا

*ترجمة: حسب الشيخ جعفر

*من كتاب: مختارات من الشعر الروسي

نجلسُ على عَتَبة نَظرتي – ألخندرا بيثارنيك – ترجمة: بسام حجار

 


1


قفزتْ منّي أَيْ (ناصية) الفجر.

تركتْ جَسدي بقرب الضِّيَاء

وأنشدتْ حزن ما يُولَد.


2


هذي الصِّيغ المُقترحة:

ثُقب، جِدار يَرتعَد..


3


لكن وقد قيلَ هذا:

من سَيَكفُّ عنْ غمسِ يدِهِ طلباً لِمعونةِ المنسيَّةِ الصغيرةِ.

سَيُعلنُ البردُ مذنباً، وَالريحُ مذنبةً وَالمطرُ مذنباً. وَالرعدُ.


4



 خاطفةٍ وَفريدةٍ تبْقى (خلالَها) العينانِ مفتوحَتانِ هنيهةً تَرى فيها

 الأزاهيرَ الضئيلةَ في الدِّفاعِ راقصة مثلَ ألفاظ في فم أبكمْ.


5


تَقفزُ مشتعلةً غلالتها،

من نجمٍ إلى نجم

من ظلٍّ إلى ظلٍّ.

تَموتُ من ميتةٍ نائيةٍ

عاشقة الريحِ.


6


ذاكرةٌ ملهمة، رواقٌ يَسلكُهُ طيفٌ ما انتظرَ أشدَّ يقيناً أنَّ مجيئَهُ

محتومٌ. ليسَ يقيناً أنَّ مجيئَهُ لن يَكون.


7


في هذهِ البُرهة الوادعة

أنا اليومُ وَأنا الأمسُ، نَجلسُ

على عتبةِ نظرَتيْ


8


ولَّت تلكَ التحوُّلاتُ الوادعة لِطفلةٍ من حريرٍ

كلُّها

غدَتْ مُسرنَمَةً على جادةِ الضَّبابِ

يقظتُها يدٌ تَتنفسُ

زهرةٌ تَختمُها الرياحُ


9


أن أَقول بِكلماتٍ من هذا العالمِ

أنَّ زورقاً أبحرَ منِّي وَحملَني معَهُ


10


القصيدةُ التي لو أَقولُها،

هيَ القصيدةُ التي لا أَستحقُّها.

ربما اثنانِ

على دربِ المرآةِ:

شخصٌ ما راقد فيَّ

يَأكلُني وَيَشربُني.


11


شَيَّدتَ دَارَكَ

ووهبتَ الريش لطيوركَ

وخفقتَ الريح بعظامكَ

أنجزتَ بمفردكَ

ما لم يشرع فيه أحدٌ


12


عندما تَرى العينان

أنَّ وشوماً هناك

لي عَيني


13


ولدتُ بمقدارٍ ومقدار

تألمتُ مرتين

في ذاكرة الهَنا والمَاوَراء


14


لي الليل

مرآة للميتة الصغيرة

مرآة رماد


15


نظرة تُلقى من الكَنيف

قد تكون رؤية للعالم

التمرُّد هو أن تَنظُر إلى الوردة

حتَّى دَمَار العينين


16


في الشتاء الخُرافيّ

شَكوى الأجنحة تحت المطر

في ذاكرة مياه أصابع الضَّباب


17


نطاق الأوبئة

حيث النَّائمة تلتهم ببطء

قلب مُنتصف ليلها.


18


ذات يوم

ذات يوم ربَّما

سأرحلُ بلى دونما إبطاء

سأرحلُ مثل ذاك الذي يَرحل


*نص: ألخندرا بيثارنيك

*ترجمة: بسام حجار

غابريلا ميسترال – النهر غريب كرغباتي الخفية



 غابريلا ميسترال

تشيلي (1889-1957)

غابريلا ميسترال هو الأسم مستعار للوسيا جودوى الكاياجا. ولدت بمدينة فاكونيا في وسط تشيلي لعائلة محدودة الدخل. مارست التدريس الى أن تميزت كخبيرة في التعليم وعملت كخبيرة لدى عصبة الأمم. عملت ايضا كدبلوماسية ومثلت تشيلي في ايطاليا واسبانيا والبرتغال. تعد من أهم شعراء امريكا اللاتينية. حازت على جائزة نوبل في الأدب عام 1945.

1.خجل


عندما تنظر إليَّ

أصير رائعة

مثل العشب الذي مسّه قطر الندى

وحتماً ستجهل وجهي المنتصر

والقصب المتعالي عندما نزلت النهر.


أنا خجلة من فمي الحزين

من صوتي المنكسر وركبتيّ الخشنتين

ما أن نظرت إليَّ

بقدومك ـ الآن ـ

حتى وجدتني جرداء وانتفض عارية.


لا حجارة في الطريق

أكثر عرياً من ضوء الفجر

وهذه المرأة التي ركزت نظري فيها

ما أن سمعتها تغنّي.


سأصمت لأن الذين لا يدركون ما يجري لي

– أولئك الذين يمرون في الحقل –

من التماع جبهتي المتغضنة

ومن تلويحات يدي.


هو الليل، وقطر الندى يهبط على العشب

أنظرْ إليَّ طويلاً؛

وحدّثني برقة

فما أن أنزل النهر صباحاً

سأبرز روعتي لقبلاتك.


2.حركة

البحر

ألوفٌ من أمواجه

تهزّ إلهي

أسمعك بحار العشق

تؤرجحين صغيري.


الريح المجنونة في الليل

تهزّ سنابلي

أسمعك رياح العشق

تؤرجحين صغيري.


الإله

ألوفٌ من عوالمه

تهتز بلا ضوضاء

تستريح يده فوق قبعتي


فتؤرجحين صغيري.


3.النوم

رغبة الصراخ في السهل

تخنقها الأيائل عند حد الغابة

بينما أسير في وجهتي التي بلا نهاية.


النهر غريب كرغباتي الخفية

لا يمنحني الفراغ المناسب

ولا القدرة على التجديف

بينما يهدر كل لحظاته الغزيرة.


العودة مثل سهم لا يقتل

العودة مثل كمان بلا شجن

العودة نوم طويل.


ماذا يجري عند حدي والحد الآخر،

لا نعاس ولا حلم

سوى النوم.


4.بلا عزلة

الليل المهجور

بجبال تسير حتى البحر

لكني أنا التي…

لا عزلة لي.


الغيم المهجور

والقمر الساقط في اليم

لكني أنا التي…

لا عزلة لي.


العالم المهجور

شهوته المخزونة رحلت

لكني أنا التي ظلمتك

لا عزلة لي .




النجم الأميركي جون كوزاك : قنابلنا تذبح الأطفال في غزة.



غرّد النجم الهوليوودي جون كوزاك معلقاً على حيثيات الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، مطالباً بوقف إطلاق النار فوراً رافضاً مقولة الكذبة القائلة بأن أمن وسلامة أي بلد يجب أن يعتمد على إبادة شعب آخر.

"نطالب مع كل من يريد العدالة والسلام والسلامة على المدى الطويل والقصير من أجل خير الجميع لوقف القتل الآن، وقف إطلاق النار من أجل فلسطين من أجل الجرحى والقتلى، من أجل أولئك الذين يموتون الآن في غزة، ومن أجل وقف المد المتصاعد لكراهية الإسلام". هذا ما جاء في تغريدة كوزاك.

أضاف "لا يمكن الإدعاء بأن الدولة تقوم بالقتل الجماعي لإستعادة الرهائن، هذا الرعب لا يمكن أن يحدث بدون موافقة الولايات المتحدة التي تمول كل هذا بينما تذبح قنابلنا الأطفال. مطلوب تدخل دولي يدعو إلى محادثات لإنهاء نظام الفصل العنصري، إن الحل هو الشيء الوحيد الذي سيوقف الدورة الرهيبة من جرائم القتل الشنيعة والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين".

الاثنين، 20 نوفمبر 2023

العدد السادس من مجلة سومر السينمائي



 العدد  الجديد من مجلة سومر السينمائي بـ (112) صفحة .تضمن   (دراسات  ، ومقالات، و نقد سينمائي ، وتقارير عن مهرجان عمان وفينسيا السينمائي)  

احتوى العدد على ملف مهم عن المخرج السينمائي الإيطالي الراحل بيير باولو بازوليني ساهم فيه عدد من النقاد السينمائيين بدراساتهم ومقالاتهم.كتب الناقد السينمائي المقيم في باريس صلاح هاشم سينما الشعر ضد الفاشية وترجم  في موضوع اخر حوار صحفي  للمخرج بازوليني قبل قتله, وكتب علي حمود الحسن المشرف على الصفحة السينمائية في صحيفة الصباح العراقية بازوليني ..مرة أخرى. وكتب سعيد المزراوي من المغرب عن بازوليني المايسترو بينما ترجم الكاتب والناقد عبد الله حبيب من سلطنة عمان موضوع بازوليني في بلاد فارس, وعن علاقة بازوليني والعرب كتب الناقد المغربي أيوب المزين وتساءل الناقد والشاعر هادي  ياسين من كندا من قتل بازوليني؟ وترجم د. فراس الشاروط موضوعا» كان قد كتبه بازوليني.

من ملف العدد ننتقل الى محتويات العدد الذي استهل بمقال رئيس التحرير نزار الفدعم بعنوان تصرفات مرفوضة عن ظاهرة الاستهانة بالنقد السينمائي والتعرض الذي حصل مع ناقد عراقي جراء تعرضه لأحد الأفلام بالنقد والذي ازعج الجهة المنتجة. وكتب الأستاذ احمد صلاح الدين من مصر بحثا: بعنوان كيف نوظف عناصر الديكور السينمائي بصريا» ، وحول تقنيات الرسوم المتحركة كتب محمد عبيدو من الجزائر, وحول الابداع في  سينما الدوغما 95 كتب د. احمد جبار العبودي وعن جون كوكتو وسينما الشعر كتب المخرج والشاعر حميد العقبي من باريس, وعن بازوليني الصانع الماهر كتب د. فراس الشاروط ,  بينما كتب عماد خلاف عن افلمة الروايات في أفلام المخرج علي بدرخان وعن السينما الجزائرية  - اشتباكات مستمرة كتب السيناريست  يسين بوغازي- جزائر  وعلى نفس الخطى كتب د. صالح الصحن بحثا» عن مصير السينما العراقية, وفي زاوية كتاب وافلام  اختارت الكاتبة والمترجمة ميسون أبو الحب / السويد ان تكتب عن رواية طبل الصفيح لغونت غراس والتي تم أفلمته بفلم اخرجه فولكر شاندروف ونال عنه جائزة الاوسكار ,وهؤلاء المشاهير لماذا غيروا القابهم كتب لنا من باريس الكاتب محمود عبود السعدي.كما احتوى العدد على رسالة مهرجان عمان السينمائي ورسالة مهرجان فينسيا .وكتب في النقد السينمائي مجموعة من النقاد هوفيك حبشيان من فينسيا عن فيلم وودي الن الجديد ونزار الفدعم عن فيلم الحرب العالمية 111  ود. حميد العامري من مسقط عن فيلم صوت الحرية ومن هولندا كتب الناقد المغربي فؤاد زويريق عن الفيلم المغربي واحة المياه المتجمدة وعن صراع الوجود الإنساني واثبات الهوية العربية في فيلم اناطو كتب الناقد عبد الرحيم الشافعي وعن قبل زحمة الصيف كتبت الناقدة المصرية أمل ممدوح وعن ثلاثة أفلام روائية قصيرة عراقية كتب الناقد د. احمد جبار وعن فيلم محمد رمضان الأخير على الزيرو كتب الناقد المصري عماد خلاف وعن الفيلم الوثائقي عبده داغر للمخرج وحيد مخيمر كتبت الناقدة صفاء الليثي موضوعا» بعنوان لا كرامة لنبي في وطنه 

الإشراف الفني والتصميم للفنان نقاء حسب الله يحيى.

الأحد، 19 نوفمبر 2023

محررة الشعر الرئيسية لصحيفة نيويورك تايمز تستقيل بسبب الإبادة الجماعية في غزة

 


نشرت آن بوير، محررة قصائد الشعر في مجلة نيويورك تايمز (تصدر عن الصحيفة الأميركية)، نص استقالتها من منصبها،  الخميس، على موقعها الإلكتروني. وكتبت بوير أن قرارها يأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وجاء في بيان مكتوب وموقّع باسم بوير: 

"إن الحرب التي تشنها دولة إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة ضد شعب غزة ليست حربًا لأحد... ليس هناك أمان فيها أو ناتج عنها، لا لإسرائيل، ولا للولايات المتحدة أو أوروبا، وخصوصاً لكثير يزعم الإسرائيليون أنهم يقاتلون باسمهم... المكسب الوحيد من هذه الحرب، للمصالح النفطية ومصنعي الأسلحة. إنها حرب مستمرة ضد شعب فلسطين، الشعب الذي قاوم طوال عقود من الاحتلال والتهجير القسري والحرمان والمراقبة والحصار والسجن والتعذيب"، مؤكدة أنها ككاتبة تعتقد أن أقوى إجراء يمكنها اتخاذه لإدانة الحرب هو الاستقالة، خصوصاً أنها غير قادرة على الاستمرار في كتابة الشعر في ظل هذه الأوضاع.

وختمت رسالتها التي ذيلتها بتوقيعها ووضعت صورة على موقعها الشخصي (anneboyer.substack.com) للغروب في لندن فيما يرفرف علم فلسطين.

وآن بوير هي شاعرة وكاتبة مقالات حازت الجائزة الأولى في الشعر من مؤسسة الفنون المعاصرة لعام 2018، وجائزة بوليتزر لعام 2020، ولها عشرة كتب تجمع بين الرواية والشعر وغيرهما، ولدت ونشأت في كانساس، وتلقت تعليمها في مدارسها ومكتباتها العامة منذ العام 2011، وتعمل أستاذًا في معهد كانساس سيتي للفنون.

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزّة، اتّخذت "نيويورك تايمز" موقفاً منحازاً لإسرائيل، حالها في ذلك حال معظم وسائل الإعلام الغربية التي اختارت الترويج لدعاية الاحتلال من دون تدقيق. وعرّض ذلك الصحيفة لحملة انتقادات واسعة، بلغت ذروتها في اعتصام نظمه متظاهرون مناصرون للقضية الفلسطينية في ردهة مقر "نيويورك تايمز" في العاشر من نوفمبر. وقاد هذه المجموعة عاملون في القطاع الإعلامي يطلقون على أنفسهم اسم Writers Bloc، وبقوا في ردهة المقر أكثر من ساعة قرأوا خلالها أسماء آلاف الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي. كما وزعوا أعداداً من صحيفة جعلوا عنوانها The New York War Crimes (جرائم حرب نيويورك)، اتهموا فيها المؤسسات الإعلامية بـ"التواطؤ في تبييض الإبادة الجماعية". كما دعوا هيئة تحرير الصحيفة إلى دعم وقف إطلاق النار في غزة علناً.

كتاب الموضة من خلال 30 فيلما سينمائيا

 


روما - قامت الباحثة جرازيا دانونزيو وأستاذة تاريخ السينما ونظريات وتقنيات التلفزيون بجامعة بارما سارة مارتن بإعداد كتاب حول الموضة من خلال دراسة دقيقة لثلاثين فيلما من ذاكرة السينما العالمية منذ 1920.

ويحلل المجلد نوعًا فرعيًا سينمائيًا، وهو عرض الأزياء المدرجة في إطار سيناريوهات الأفلام والتي شقت طريقها إلى الولايات المتحدة في عشرينات القرن العشرين، قبل أن يتم تصديرها بنجاح أيضا في إيطاليا خلال سنوات الدكتاتورية الفاشية.

وفي الأصل كان عرض الأزياء بمثابة لحظة هروب أو كأداة لنقل أخبار الموسم. وينقسم الكتاب إلى جزأين، الأول يدور حول ولادة وتطور هذا النوع الفرعي، وجماليات أهم مصممي الأزياء والمخرجين الفنيين في الأفلام الثلاثين، والجزء الثاني يتحدث عن عرض الأزياء عندما يتحول إلى لحظة أساسية في القصة.

الجمعة، 17 نوفمبر 2023

عرض نسخة مرممة لفيلم "وقائع سنين الجمر" لمحمد الأخضر حمينة بالسينماتيك الملكية البلجيكية

  


الجزائر - برمجت السينماتيك الملكية البلجيكية عرض نسخة مرممة لفيلم "وقائع سنين الجمر" للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة (المتوج بالسعفة الذهبية لمهرجان "كان" السينمائي بفرنسا في 1975), في إطار "مهرجان الترميم" الذي تعقد فعالياته ما بين 20 و30 نوفمبر ببروكسل, وذلك ضمن قائمة تضم 38 فيلما كلاسيكيا عالميا خضعت للترميم, وفق ما أعلن عنه الموقع الإلكتروني للتظاهرة.


وتم ترميم نسخة عن فيلم "وقائع سنين الجمر", وهو ملحمة سياسية تاريخية, من أبرز الأعمال التي تركت بصمة في الساحة السينمائية العالمية, بالتعاون مع عدة شركاء بينهم "مؤسسة جورج لوكاس فاميلي للأفلام", حسب توضيحات الموقع.

ويسعى "مهرجان الترميم", الذي تم تأسيسه في 2018, لعرض مجموعة منتقاة من الأفلام التي قامت السينماتيك الملكية البلجيكية بترميمها ورقمنتها ب" عناية" و"دقة فائقة", وهي "سلسلة من أفلام عالمية كلاسيكية شهيرة وأفلام غير متوفرة أو مفقودة لتقديمها بصورة رقمية للأجيال القادمة".


وضمن قائمة الأفلام المرممة المبرمجة للعرض هناك "الكلب الأندلسي" (1929) للمخرج الإسباني لويس بونويل, و"الساموراي" (1967) للفرنسي جان بيير ميلفيل, و"المحاكمة" (1962) للأمريكي أورسون ويلز, و"هاوس" (1977) للياباني نوبيهيكو أوباياشي, و"خوف ورغبة" (1952) للأمريكي ستانلي كوبريك, وغيرها من الأفلام النادرة.

من جهة أخرى, سيعرض المهرجان أيضا دررا نادرة من روائع الأفلام القصيرة والمتوسطة على غرار أفلام المخرجة اللبنانية جوسلين صعب, كما يتضمن البرنامج تقديم محاضرة حول "الفن ومنهجية العثور واسترجاع الأفلام المفقودة".

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2023

بعد 20 عاماً من الانتظار.. دينزل واشنطن يجسد دور القائد القرطاجي هنيبعل



وكالات

في عمل ضخم من إنتاج نتفليكس، يعود الممثل الأمريكي الشهير دينزل واشنطن لأداء دور القائد القرطاجي "هنيبعل"، الشخصية التي كان يحلم بتجسديها وينتظرها قبل 20 عاماً.

فبعد انتهاء إضراب هوليوود، كشف موقع "ديدلاين" أن طموحات نتفليكس أكبر من حجم الأفيال التي هاجم فيها هنيبعل روما، لذلك بدأت بإحياء مشروع الدراما الملحمية تحت إشراف المخرج أنطوان فوكوا، وسيناريو وحوار جون لوغان.

لفت الموقع إلى أن هذا التعاون بين واشنطن، فوكوا ولوغان ليس وليد اليوم، بل سبق وتعاون الأولان في "يوم التدريب" (2001)، ونال عنه واشنطن جائزة الأوسكار، وكررا التعاون مع الجزء الثالث من "إكواليزر".

 بينما هي المرة الثانية التي يتعاون فيها واشنطن ولوغان بعد "غلادييتر 2"، الذي لا يزال في طور التصوير، ويعرف جيداً معنى أفلام الملاحم والجوائز التي نالها عن الجزء الأول من "غلادييتر"، و"الطيّار".

ستتركز قصة الفيلم على المعارك المحورية التي قادها هنيبعل ضد الأمبراطورية الرومانية خلال الحرب (218-201 قبل الميلاد)، في حبكة درامية، تتضمن قصة عاطفية، لاسيما غرامه بالأميرة أليسار الهاربة من مدينة صور اللبنانية، وبنائها لدولة قرطاجة.

 وتاريخياً، على ظهر فيل عبر القائد القرطاجي – الفينيقي هنيبعل الأسمر، جبال الألب وهاجم روما من الشمال، مشكلاً في ذلك الوقت أكبر تهديد للأمبراطورية الرومانية من خلال خبرته وتكتيكه العسكري الفذ، حتى أصبحت انتصاراته العسكرية خلال هذه الحرب أسطورة تاريخية.

تُعتبر قصة هنيبعل من الحكايا الأسطورية التاريخية، التي لطالما أثارت اهتمام هوليوود، ولا تزال، حيث سبق وأن قرر نجم أفلام الأكشن الأمريكي فين ديزل إنتاج فيلم ملحمي عنه، لكن المشروع فشل، لأنه بحاجة إلى تكلفة ضخمة جداً، لم يستطع أن يؤمن لها الميزانية الملائمة.

وبسبب هذه الميزانية الضخمة للفيلم، تعاقدت نتفليكس مع شركتي الإنتاج الكبريين Fuqua، وHill District Media، ليخرج العمل المرتقب بما يليق بالنص والقصة التاريخية، التي من المقرر أن تُعيد أمجاد أفلام الملاحم البطولية.



"الحياة ما بعد" للمخرج أنيس جعاد في منافسة مهرجان بروكسل الدولي للسينما

 


الجزائر - يشارك فيلم "الحياة ما بعد " للمخرج الجزائري أنيس جعاد في المسابقة الدولية للدورة الثامنة لمهرجان بروكسل الدولي للسينما ببلجيكا التي ستنظم ما بين 14 و18 نوفمبر الجاري , وفقا للموقع الإلكتروني للمهرجان.

وسيتنافس هذا الفيلم الروائي الطويل في هذا المهرجان, الذي سيسلط الضوء خلال دورته الجديدة على السينما الإفريقية, إلى جانب أفلام أخرى, حيث تدور أحداثه حول يوميات هاجر و ابنها اللذان يحاولان إعادة بناء حياة أخرى بعد مأساة اغتيال الزوج من طرف جماعة إرهابية لتجد هاجر نفسها في مواجهة ظروف معيشية صعبة زاد وضعها الاجتماعي من تفاقها سيما وأنها كانت تقيم بقرية نائية.

وكان هذا العمل, قد توج بعدة جوائز بالجزائر و الخارج من بينها جائزة "التانيت الذهبي لأول عمل -جائزة  الطاهر شريعة- بالدورة ال33 لأيام قرطاج السينمائية بتونس وجائزة الجامعة الإفريقية للنقد التي تمنحها الفيدرالية الإفريقية للنقد السينمائي ضمن الجوائز الموازية لهذا المهرجان .

ويعتبر أنيس جعاد كاتب سيناريو و مخرج قام بإنجاز أول أعماله " الكوة" في 2012 ليتبعه فيلمه القصير الثاني "المعبر" في 2014 ثم "رحلة كلثوم" في 2016 مشاركا بها في عدة مهرجانات دولية في كل من تونس الأردن و فرنسا و كذا عدة تظاهرات ثقافية جرى تنظيمها في الجزائر.

ويهدف مهرجان بروكسل الدولي للسينما الذي تأسس سنة 2015 إلى الاحتفاء بالسينما البلجيكية والعالمية و تقديم للجمهور الواسع تجارب سينمائية جديدة واكتشاف اسماء جديدة في عالم السينما من مختلف البلدان وفقا للقائمين عليه.

الاثنين، 13 نوفمبر 2023

المخرج جيمس بروكس يحاول إعادة جاك نيكلسون إلى السينما بعد غياب 13 عاماً



ابتعد النجم الأمريكي جاك نيكلسون عن السينما لما يزيد عن 10 سنوات، بعد ما قدم آخر أفلامه «How Do You Know» عام 2010، ولكن يأمل المخرج جيمس إل بروكس في إعادته إلى الشاشة مرة أخرى، حيث أكد أنه مازال على تواصل معه وينتظر أن يعود، قائلاً: «نظريتي هي أن الفيلم الذي قدمه في 2010 ليس فيلمه الأخير».

وعبر المخرج جيمس إل بروكس عن أمنينه في عودة «نيكلسون» إلى التمثيل مرة أخرى، قائلاً: «إنه الرجل المطلوب نيكلسون يقوم بعمل جيد».

وبدأت العلاقة بين جاك نيكلسون وجيمس إل بروكس عندما قام الأخير بتقديم أول تجاربه الإخراجية في فيلم Terms of Endearment الذي يمر على إنتاجه هذا العام 40 عاماً، فاز نيكلسون بجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن هذا الدور، ويقول بروكس: «في هذا الفيلم بدأت علاقتي مع جاك، وهو أحد الأشخاص العظماء الذين التقيت بهم في حياتي، قدم لي العديد من النصائح أنا أحبه وأمريكا تحبه.. أنه رجل محبوب».

ولم يتوقف التعاون بين «نيكلسون» و«بروكس» عند هذا الحد فقدما معاً مجموعة من الأفلام: «Broadcast News» لعام 1987، و«As Good as It Gets» لعام 1998، وهو الدور الذي حصل عنه الممثل الأمريكي على جائزة أوسكار، بالإضافة إلى «How Do You Know» لعام 2010، إنه يأمل أن يتمكن من إعادة نيكلسون إلى الشاشة مرة أخرى.


العدد الاول من مجلة "سينماتيك" عن المركز الجزائري للسينما



 العدد الاول من مجلة سينماتيك التى اصدرها المركز الجزائري للسينما، ضم مواد مهمة لنخبة من النقاد والأكاديميين العرب والجزائريين .. من بينها : المتخيل والحقيقة صورة الثورة الجزائرية في السينما العالمية لبغداد احمد بلية ، والسينما كاداة للمقاومة للزين عبد الحق ، عصفور شمال افريقيا.. مسار رائد السينما الجزائرية طاهر حناش لجمال محمدي ، ملامح الهوية الجزائرية في سينما المهجر لعتيقة عز الدين ، محمد لخضر حامينا بورتريه لمحمد عبيدو، نصر الدين السهيل او الكاميرا الراقصة على تخوم الجمال والنسيان لمنير الفلاح من تونس ، حنين لزمن البراءة وعوالم حافلة بالرموز للناقد المصري عماد نويري الذي رحل عن الدنيا اثناء طباعة العدد، اصيل محاكاة بين فطرة الصحراء وبراءة الأطفال لنورة البدوي من تونس ، جان لوك غودار مخرج متمرد لمحمد عبيدو بالاضافة لمتابعات حول نشاطات السينما الجزائرية والعربية والعالمية واحدث مشاريعها . 

سينماتيك التي يشرف على تحريرها محمد عبيدو وتضم هيئة التحرير النقاد بغداد احمد بلية ونبيل حاجي وجعفر بن صالح ، افتتحت بكلمة وزيرة الثقافة والفنون د. صورية مولوجي " السينما الجزائرية ومعركة المكانة .. وكلمة عادل مخالفية مدير المركز الجزائري للسينما "رهانات متحف السينما الجزائرية "

 سينماتيك اتت بطباعة ملونة انيقة ومقالات نقدية جادة ومتخصصة ، لتشكل اضافة مهمة  وتثري المكتبة السينمائية الجزائرية و العربية.