الثلاثاء، 15 مارس 2016

وهران للفيلم العربي يعلن بدء قبوله للأفلام

أعلنت محافظة مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي عن انطلاق عملية التسجيل بالنسبة لصناع السينما في العالم العربي وذلك عبر موقعها الالكتروني
طبقا لما صرح به الشاعر ومحافظ المهرجان الاعلامي ابراهيم صديقي الذي اضاف 
من خلال ملأ استمارة المشاركة والتي تخص ثلاثة فئات وهي الفيلم الطويل والوثائقي والقصير والذي يقتصر على المشاركة الوطنية فقط من أجل تشجيع رواد الفيلم القصير في الجزائر.
ووضعت محافظة المهرجان مجموعة من الشروط الخاصة بالمسابقة في الفئات الثلاث، حيث تشترط على صناع الأفلام أن يكون الفيلم من إنتاج سنوات 2014 أو 2015 أو 2016، وأن يكون عربيا، سواء من جهة الإخراج أو الإنتاج، كما يمكن لشركات الإنتاج السينمائية العربية المشاركة في حال كان المخرج لا يحمل جنسية أحد الدول العربية، ويشترط أن لا يكون الفيلم المشارك قد عرض للجمهور في الجزائر من قبل، ولا تقبل الأفلام التي سبق لها المشاركة في دورة المهرجان السابقة، ولا يجب كذلك أن يكون الفيلم قد عرض على أي قناة تلفزيونية أو عبر الإنترنت، كما لن يتم قبول أية مشاركة تصل إلى المهرجان بعد غلق أبواب المشاركة عبر الموقع الإلكتروني للمهرجان، والذي حدد يوم الخامس من جوان المقبل كآخر أجل لاستلام المشاركات.
وفي حال تقديم فيلم قيد الإنجاز، يرجى ذكر ذلك بشكل واضح في خانة الملاحظات التي ستجدونها في الإستمارة مع تحديد موعد جاهزية الفيلم بشكل نهائي.
يجب تقديم جميع الأفلام بلغتها الأصلية، وإذا كان الفيلم ناطقاً بغير اللغة العربية، يجب أن تحتوي نسخة الفيلم على ترجمة نصية أو دبلجة إلى العربية.

حنا مينة والسينما

محمد عبيدو


إنطلق الروائي السوري “حنا مينة” من موهبة إبداعية إستثنائية، إستطاع عبرها أن ينزل فن الرواية من عليائه، محولا إياه إلى فن شعبي مقروء بشغف. وانطلق للكتابة من خلال تجربة حياتية صبغت أجواء رواياته، حنا مينه المولود في مدينة اللاذقية عام 1924 من عائلة فقيرة، إشتغل في مهن كثيرة في بداية حياته، إذ عمل حلاقاً وحمّالاً في ميناء اللاذقية، ثم احترف البحر كبحار على السفن والمراكب، ثم كتب مسلسلات إذاعية للإذاعة السورية باللغة العامية، وكذلك موظف في إحدى الجهات الحكومية، إضافة إلى كتابة المقالات الصحفية والأخبار الصغيرة في الصحف في سورية ولبنان، ثم إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص الصغيرة، إضافة إلى إرساله قصصه الأولى إلى الصحف السورية بعد الإستقلال في العام 1947 واستقراره في العاصمة دمشق، إذ عمل في جريدة «الإنشاء» حتى أصبح رئيس تحريرها، وكتب قصته الأولى (طفلة للبيع) عام 1946.
أما روايته الأولى (المصابيح الزرق) فقد صدرت عام 1954، ولئن كان قد أكد بأنه كتب آنئذٍ روايته الثانية (الشراع والعاصفة)، فقد جاء صدورها عام 1966 إعلاناً كبيراً عن مقومات وقسمات كبرى للعالم الروائي للكاتب، مما ستثريه الروايات التالية وتعمقه، وقد تركز أول ذلك في البحر فضاء ومعنى.
ونلمس في أعماله البناءة، روائياً متكاملاً في تقديمه الأساسي قراءة أو على الشاشة المرئية، ثم يدخل في تفاصيل تلك الحيثيات والوقائع، فتنقلب إلى مشاهد مجزأة يختص كل جزء بمرحلة ونموذج وشرائح من الناس، ثم يعود ليظهر تكاملية العمل من جديد.
إن مدلولات الرواية عند حنا مينة، هي مدلولات ترتكز على مجموعة من الدعامات المتميزة فيما يتعلق بسردية الأحداث، عقدة الأحداث، الحبكة المتعلقة بالعمل الروائي، ثم تلك المشاهد المتعلقة بالخاتمة.
وتجذب أعماله، المولعون بالصورة الجميلة على حساب العنصر القصصي والدرامي، وهذه سمة مميّزة لعلاقة الشاشة بأدب حنّا مينة، فلقد كتب هذا الأخير أعمالاً قصصية أقرب إلى السيناريو منها إلى الرواية، فأقبل السينمائيّون ومن يتعاطى التلفزيون على أعمال مينة، ليصبح أكثر روائي سوري قدمت أعماله في السينما والتلفزيون.
البداية السينمائية، كانت في فيلم “اليازرلي” (1974م)، عن قصة طويلة بعنوان «على الأكياس»، للمخرج العراقي قيس الزبيدي، ومدته (95 دقيقة). يكتب الناقد سعيد مراد: “إن اليارزلي ينطوي في بنائه الدرامي، على عناصر شعرية وملحمية تعتمد في بروزها على وسائل بصرية مونتاجية”، في مكان آخر يضيف: “إن على الأكياس التي هي قصة قصيرة من السيرة الذاتية، مكتوبة بأسلوب ذكريات حارة، بسيطة، تحولت في الفيلم إلى بناء معقد يحوي معاني الإضطهاد في مجتمعنا: التخلف، الجنس، القسوة، العنف، الإستغلال”.
هذه المعاني، أراد أن يجعل منها نماذج معممة تجسدها الشخصيات التي يعبر كل منها عن واحد من تلك المعاني القيمة، وطرح ذلك علينا سلفاً، مستفيداً من بناء مسرح بريخت: بث نوع من الملحمية في التخاطب مع الناس وفي بناء العمل، كما لجأ إلى مونتاج يحاول أن لا يفسح مجالاً لتأثير عاطفي بقدر ما يقطع هذا التأثير ليتوجه إلى عقل المُشاهد، كي يحرضه على أن يتركز على هذه المعاني المجسدة، ثم يكشف عن الحقيقة الواقعية للحلم، ويرتفع بالواقع، ببعض تفاصيله مستوى الحلم، يتداخل ذلك في نسيج واحد فيجعل من الماضي، الذكريات، الحلم والواقع كلاً واحداً، وذلك بوسيلة بصرية ومونتاجية.
ثم حقّق المخرج نبيل المالح فيلم «بقايا صور» (1979م)، عن رواية حملت الإسم نفسه، ومدته (130 دقيقة).. وفيه عودة إلى عشرينيات القرن العشرين، حيث قصة الأب السكير الشهواني الرحالة، والأم الضعيفة الطهرانية، وحكايات الأخوات والمدرسة والخال والصراع في ريف الإسكندرون واللاذقية بين الملاكين والفلاحين، وتنهض بخاصة شخصية العاهرة زنوبة الأرملة وعشيقة الأب.
كما قدم المخرج الراحل محمد شاهين فيلم «الشمس في يوم غائم» (1985م)، عن رواية تحمل أيضاً الإسم نفسه، ومدته (110 دقائق). فيه سيكون السحر في الرقص، وسيكون الحب والجنس وصبوة الحياة عبارة هذا السحر، وإذا كانت تقنية هذه الرواية قد تميزت بناء ولغة وترميزاً وأسطرة وتوقيعاً.
تقوم الرواية على حكايتين: حكاية بطل وحكاية وطن أثناء الحرب العالمية الثانية، ويعكس فسيفساء المجتمع المتنوع كما يتحدث عن علاقة الصيادين بالبحر وصراعهم مع الطبيعة القاسية، كذلك حقّق شاهين فيلماً ثانياً هو «آه يا بحر» (1994م)، المأخوذ عن رواية «الدقل»، ومدته (120 دقيقة) تمثيل: منى واصف، خالد تاجا، رنا جمول، جلال شموط، مازن الناطور، تدور أحداثه في نهاية الثلاثينات وبداية الأربعينات من هذا القرن، في ظل الإحتلال الفرنسي، وتبدأ الأحداث مع وصول أسرة البحار صالح حزوم من لواء إسكندرون إلى اللاذقية ومحاولة البحث عنه، حيث يحاول إبنه سعيد، إقتفاء أثره بعد أن انطلقت أكثر من إشاعة عن سبب اختفائه، ويقرر أن يصبح بحارا مثل أبيه ويتعرف على الريس عبدوش ويعمل معه في البحر، لكن عاصفة تواجه السفينة المبحرة، فهل يغرق سعيد حزوم أم ينجو؟.
وتنتقل رواية حنا مينه «العاصفة والشراع» إلى الشاشة الكبيرة على يد المخرج غسان شميط
جمع الفيلم بين عالمين إبداعيين في الأدب والسينما، فتحولت الرواية إلى فيلم سينمائي، توفر له معطيات إبداعية وفنية وتقنية مختلفة، إستطاع بها موازاة رواية، تميزت بعوالمها وشخصياتها وأطروحاتها وبيئاتها المتعددة، يقول شميط: «حاولنا السير مع الفكرة الأساسية التي تتلخص فيها الرواية ككل، لكننا لم نتشعب في أكثر من اتجاه، حاولنا السير بمحاذاة الشخصية الأساسية وهي البطل الشعبي الطرطوسي الذي بني عليه العمل، وقد ارتأينا إنهاء الفيلم مع نهاية العاصفة، لكونها ذروة النجاح بالنسبة إلى الشخصية المحورية، بينما تقدم الرواية أحداثاً عديدة بعد العاصفة، كذلك، اعتمد السيناريو على تقديم قصة متكاملة تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية، وركّز على علاقة بطل العمل بالبحر والتحدّيات التي تقف في وجهه».
و عن البحر يقول حنا مينا :
«"إن البحر كان دائما مصدر إلهامي حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب، لحمي سمك البحر، دمي ماؤه المالح، صراعي مع القروش كان صراع حياة، أما العواصف فقد نقشت وشما على جلدي لا أدعي الفروسية، المغامرة نعم! أجدادي بحارة هذه مهنتهم، الابن يتعلم حرفة أهله، احترفت العمل في الميناء كحمّال، وكنت كذلك بحارا ورأيت الموت في اللجة الزرقاء ولم اهبه لأن الموت جبان فأنا ولدت وفي فمي هذا الماء المالح، لكنه هذه المرة كان ملح الشقاء وملح التجارب وملح العذاب جسديا وروحيا في سبيل الحرية المقدسة صبوة البشرية إلى الخلاص ولذلك كان بديهيا ان اطرح منذ وعيي الوجود اسئلتي على هذا الوجود وان اتعمد في البحر بماء العاصفة وان اعاني الموت كفاحا في البر والبحر معا وما الحياة قولة الطروسي بطل الشراع والعاصفة الا كفاح في البحر والبر وبغير انقطاع لأن ذلك قانونا من قوانين الطبيعة امنا جميعا "»
نشرت في " الجزائر نيوز

الأحد، 13 مارس 2016

" داعش " يعدم الشاعر بشير العاني ونجله في دير الزور



محمد عبيدو
في مساء موحش من  مارس  , وبنفس ذكرى يوم اغتيال المسرحي عبد القادر علولة,  وصلنا خبر ذبح الشاعر بشير العاني وولده إياس، في مدينة دير الزور،  بتهمة الردة على يد القوى الخارجة من مجاهل التاريخ ... التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على جزء كبير المحافظة الواقعة شرق سوريا على نهر الفرات، أبلغ  ذوي الشاعر، يوم الخميس الماضي , بخبر اعدامه وولده  الذي لم يبلغ العشرين من عمره , على خلفية اتهامهما بالردة وكان التنظيم اعتقل الشاعر وابنه إياس من منزلهما في مدينة دير الزور عاصمة المحافظة، مطلع العام الجاري، واقتادهما إلى جهة مجهولة،. أي وحش يمكن أن يقابل هذين الوجهين  بالقتل ؟ الحزن أكبر من أن يقال والفجيعة السورية باقية وتتمدد طالما أن مختلف أنواع الطاعون تتعاون على قتلنا تحت رايات مختلفة.
عمر من الشقاء والدروب الوعره   عاشه الشاعر الذي رفض مغادرة مدينته التي احبها ديرالزور .. ملازما قبر زوجته التي رحلت قبل فترة بمرض عضال   .. كان مصرّاً على مواصلة الفعل الثقافي رغم ما يحيط به من تطرّف  وإرهاب وقتل، فوقفت حياته على حافة الهاوية الشاعر  .هنا يعيش النبل نيابة عن الجميع، وفي الشعر مساحات لكل الهواجس والأحلام والحرية.
ومحمد بشير العاني، عضو اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وعضو جمعية الشعر، وهو من أبرز شعراء محافظة دير الزور. ولد في العام 1960، وحصل على شهادة بكالوريوس في الهندسة الزراعية، وله ثلاث دواوين شعرية، "رماد السيرة" 1993. ثم "وردة الفيحة" - دار علاء الدين، دمشق 1994، و"حوذي الجهات" الصادرة عن دار المجد العام 1994.
وكان آخر ما كتبه قصيدة بعنوان "تغريبة الخاسر" جاء فيها: "لهكذا حزن أسرجتني أمي/
يا عكازَ وقتي الكفيف../ ويا مقاعدي على أرصفةِ التعبِ الطويل/ هـا أنـا/
أنا العاثرُ بجماجم اتزاني/ الشاغرُ إلاّ منكِ/ أبحث عن صرّةٍ لملمتِ فيها أوجهي التي أنسربت/ لملمتِ فيها براءتي/ خسائري/ أنا الذي قايض الطمأنينة بالهزائم".
في عالم بلا عدالة، نحتاج إلى خيط لا ينتهي لنخيط به هذا الجرح الهائل المفتوح على الدمار والتلاشي والنسيان. هذا الوعي الفاجع لفداحة السؤال تصبح عبره مأساتنا معادلاً موضوعياً للشقاء الإنساني. إن الصراخ المحطم قطبان الزيت والتناغم من أجل الخبز اليومي والزهرة والحنان، من أجل أن تكتمل مشيئة الأرض المانحة ثمارها للجميع ويسبغ على الشعر الصافي قيمة عظيمة تضع في الخندق الواحد جميع من استشهدوا في مواجهة الطغيان  والظلامية والتسلط بكافة اشكاله.
عن " الحياة " الجزائرية