الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

«انطباعات رجل غريق»: تأمل بصري في انتحار الشعراء




الفيلم القبرصي «انطباعات رجل غريق» للمخرج كيروس بابا فاسيليو، الذي عرض بمسابقة مهرجان عنابة، دراما تأملية حول شاعر، بين الحياة والموت.. سيناريو الفيلم غير عادي مع عوالم سوريالية، نجد فيه رجل (يلعب دوره ثودوريس بانتديس) يستيقظ على الشاطئ، لا يعرف مكان وجوده، ولا يعرف من هو، منقطع تماما عن ماضيه وذاكرته. يدرك أنه فقد ذاكرته.
يلتقي رجلا آخر ويطلب منه المساعدة للتعرف على نفسه، ليصل أخيرا إلى بلدة حديثة مجاورة، حاملا معه دفتر كامل من القصائد يحاول اكتشاف ماضيه وهويته، مواجها قدره المحدد مسبقا، بعد لقاء مع صديقة سابقة لوالديه يكتشف أنه هو الشاعر اليوناني الشهير كوستاس كاريوتاكيس، الذي انتحر في عام 1928.
ولخص المخرج كيروس بابا فاسيليو رؤية الفيلم بقوله «زرت منزل ماريشا (ممثلة في الفيلم) وكان هناك مرآة على الحائط مع إطار منحوتة، بعد حين مررت أمام المرآة ولكن فوجئت أنني لا أرى نفسي. ما يحدث في الواقع عدم وجود مرآة داخل الإطار، ولكن مجرد سطح الزجاج، مثل زجاج النافذة. وكانت المرآة باهتة جدا، وشعرت أن نفسي قد اختفت».
يميل كيروس بابا فاسيليو في فيلمه للسرد الخالي من الكوميدياوالدراما ويشتغل على التكوينات البصرية، والصور النقية القريبة من اشتغالات السينما الشاعرية الخالصة القريبة من عوالم أنطونيوني وبازوليني.
الفيلم يكشف لنا عبر أجواء رائعة وتشكيلات شعرية ترجع (وأحيانا باستخدام التعليق المدون على الشاشة) لعمل الشاعر ومذاكرته عن الانتحار.
الشاعر حاول كوستاس كاريوتاكيس الانتحار غرقا. قبل أن ينتحر، كتب حاشية في مذكراته عن الانتحار، ونقلت في الفيلم «ربما في يوم من الأيام، إذا حصلت على فرصة، سأذكر الانطباعات عن الغرق»، ولكن الشاعر في الفيلم يقاوم المفترض القيام به، أنه يقاوم فكرة الانتحار مرة أخرى. يبدو الأمر كما لو، بعد ما يقرب من 90 عاما من ذكرى وفاته، حاول كاريوتاكيس أخيرا رفض مصيره والهروب من الشعراء في متحف الانتحار، حيث يلتقي سيلفيا بلاث، فلاديمير ماياكوفسكي، بول سيلان والآخرين الذين وجدوا ثغرة أخرى لهمومهم.
في قالب شاعري يدور الفيلم حول تساؤل أساسي يسكن تفكيرنا هو أننا حين نموت نختفي أم لا ؟ ورغم حالة التأمل الدرامية العميقة والتي تصنع الالتباس لدى المشاهد يوصلنا المخرج لدخول متاهة هذه اللعبة، لكنه ينتهي تاركا بداخلنا إحساسا قلقا من حالة الفراغ، كما الصور الفارغة التي تظهر اللقطات النهائية للفيلم. أنه دعوة تحد للجمهور لاستشعار أبعاد الوجود الإنساني.
ولد المخرج كيروس بابا فاسيليو في قبرص عام 1972، «انطباعات رجل غريق» هو فيلمه الروائي الطويل الأول، آخر أفلامه القصيرة «باسم سبارو» شارك في مسابقة مهرجان كان السينمائي، يعمل كمخرج مستقل للإعلانات، وكمحرر للأفلام الروائية. نشر كيوس مجموعة من القصائد الشعرية.
محمد عبيدو

ايام الفلم العربي المتوج بقسنطينة تحت شعار “التسامح”‎

تحتضن قسنطينة الجزائرية، فعاليات مهرجان الفيلم العربي المتوج، في إطار احتفالية “قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015″، ابتداء من يوم الجمعة المقبلة ولغاية 24 ديسمبر/كانون ثان الجاري.
وقال محافظ المهرجان، إبراهيم صديقي، في مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، في قصر الثقافة (قسنطينة)، إنه “تم اختيار قسنطينة (430 كلم شرق الجزائر العاصمة)، عاصمة للثقافة العربية، لتحتضن هذه الفعاليات كونها مركز إشعاع ثقافي، وإبداعي، وعلمي، ولها من التاريخ ما يجعلها تستحق أن تحتضن تظاهرة من هذا النوع”.
وأضاف: “يعد المهرجان الأول من نوعه على المستوى العربي، وينظم تحت شعار التسامح إنتاج مشترك”، مشيراً إلى أنه يهدف إلى “إعادة الثقافة السينمائية في مدينة قسنطينة، والتي غابت عنها العروض السينمائية لمدة عشرين عاماً، بسبب تدهور حالة قاعات السينما”.
ولفت صديقي إلى أن “فكرة تنظيم هذه الأيام جاءت لإبراز وتثمين الأعمال التي شرّفت ، في مختلف المحافل الدولية العربية، وحصدت جوائز في مختلف المهرجانات، التي مكنت الإنتاج السينمائي العربي ومن يقفون وراءه، من اعتلاء أعلى المراتب، على الصعيدين العربي والعالمي”.
وحسب البرنامج المعد، فإن الدول المشاركة في المهرجان، هي “تونس، والمغرب، ومصر، والأردن، وسوريا، وموريتانيا، ولبنان، والعراق، والبلد المنظم الجزائر”.
و تشارك في المهرجان 10 أفلام روائية طويلة ، هي “الزيارة ” للمخرج نوفل صاحب الطابع (تونس)، و”على حلّة عيني” لليلى بوزيد (تونس)، و”بتوقيت القاهرة “، و”الفيل الأزرق “، للمخرجين أمير رمسيس، ومروان حامد (مصر)، وفيلم “ذيب” لناجي أبو نوار (الأردن)، و”جوق العميين” لمحمد مفتكر(المغرب)، و”تمبكتو” لعبد الرحمن سيساكو (موريتانيا)، و”المهاجران” لمحمد عبد العزيز(سوريا)، و”تحت رمال بابل” لمحمد جبارة الدراجي (العراق)، و” البئر” للطفي بوشوشي (الجزائر)، ويشارك فيلم  “موج 98 ” لإيلي داغر (لبنان)، عن فئة الأفلام القصيرة.
وأوضح صديقي أنه “لا يوجد منافسة أو مسابقة بالمعنى التقليدي للمهرجانات، خلال هذه الدورة، حيث سيقتصر البرنامج على عرض الأفلام المبرمجة، بحضور مخرجيها وأبطالها، يتبعها نقاش”.
وبيّن أنه سيتم تكريم العديد من الوجوه الفنية من خلال سهرات فنية، على شرف بعض الشخصيات، حيث ستكون هناك سهرة خاصة على شرف الموسيقار الجزائري نوبلي فاضل (من أهم الموسيقيين الجزائريين في الوطن العربي وواحد من الملحنين العرب الذين ظلوا طيلة مسارهم الفني متمسكين بالفن الأصيل)، والفنانة الجزائرية شافية بودراع (واحد ة
من نجوم الفن السابع في الجزائر والعالم العربي)”.
كما سيدعم المهرجان، السينما السورية، تضامناً مع شعبها الذي يعيش ويلات الحروب، بحضور العديد من الوجوه السينمائية منهم الممثل السوري غسان مسعود، باسل الخطيب، وسلاف فواخرجي، و من مصر الفنانة بوسي، وزميلتها صفية العمري، إلى جانب تكريم الجيل الذهبي لممثلي قسنطينة، ويعرفون بأبطال “أعصاب وأوتار”، وهي عنوان لسلسلة تلفزيونية فكاهية اشتهرت في التسعينات.
وسيتخلل البرنامج تنظيم ملتقى يحمل عنوان “الأدب والسينما”، تحت شعار “التسامح إنتاج مشترك” من أجل خلق مجال للتعاون بين المنتجين والفنانين العرب، واقتراح أعمال مشتركة بينهم.
وتندرج فعاليات أيام الفيلم العربي المتوج، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، التي انطلقت بشكل رسمي بتاريخ 16 أبريل/ نيسان 2015، وذلك بعد اختيار المدينة في ديسمبر/ كانون الأول 2012، لتكون عاصمة للثقافة العربية لعام 2015، من طرف المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة “أليكسو”.