الاثنين، 29 يناير 2024

نبيهة لطفي : لبنانية في أفلامها ذكريات فلسطين ورائحة شوارع القاهرة

 


المخرجة الراحلة (نبيهة لطفي) (اللبنانية المُقيمة في مصر منذ الستينات). من أوائل المخرجات التسجيليات في العالم العربي وأول امرأة تخرجت من معهد السينما قسم الإخراج في مصر، من مواليد مدينة صيدا بلبنان 28 كانون الثاني / يناير 1937, والتحقت بالجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1953، وفصلت منها في 1955 وهي في سن الثامنة عشرة نتيجة لنشاطها السياسي ثم هاجرت للدراسة في القاهرة حيث درست الأدب ولم تستكمله، لانها تحولت لدراسة السينما في معهد السينما بجامعة القاهرة وكانت ضمن الفوج الأول الذي تخرج من المعهد عام 1964 مع سلافة جاد الله التي تعد أول سينمائية فلسطينية، وعملت في مركز الفيلم التسجيلي الذي اداره المخرج الراحل شادي عبد السلام . قامت بإخراج أفلام تسجيلية وأفلام للأطفال كما قامت بإخراج أفلام خاصة بالمرأة والتنمية وصور للنساء وما زالت مستمرة في هذه السلسلة التي تصور دور المرأة العربية في المجتمع .

شاركت في تأسيس وفي نشاطات العديد من التجمعات السينمائية التي تساهم في نشر الوعي الثقافي في السينما . و كرمت في المهرجان القومي للسينما المصرية عام 2001، مع زميلين من جيلها ومشوارها مع السينما، صلاح مرعي وصبحي شفيق .

من أفلامها : - " صلاة من وحي مصر القديمة ". - " دير سانت كاترين " . - " تل الزعتر " . – "عروستي " . - " حسن والعصفور " – " لعب عيال" . – " إلى أين؟ " عن قضية تسرب الفتيات من المدارس في المجتمعات الريفية.- و " بقايا زمن، شارع محمد علي" فيلمها التسجيلي الاخير الآخاذ (من انتاج المركز القومي للسينما بالقاهرة ) و فيه تؤرجحنا (نبيهة لطفي) مابين الحاضر والماضي. فيلم جميل، ومؤثر يجعلنا نحب (القاهرة) مرة أخري، ونحن للرجوع اليها، علي الرغم من صخبهـــا، ضجيجها، زحمتها، وأبنيتها المُتربة، وحرارة طقسها. ،عبر أسلوب بناء سينمائي خاص بالمخرجة حافظت عليه منذ أول أفلامها.

أمدت شوارع القاهرة ، بتراثها وتواصل نموها وحركتها ، اعمال عدد من السينمائيين بالموضوعات والصور التي تناولت واقع المصريين وعبّرت عن تطلعاتهم وهواجسهم اليومية ، واستعادت بعض هذه الاعمال حياة الشوارع التي ارتبطت بمناسبات تاريخية او اكتسبت طابعاً خاصاً ولاتزال تحرك وجدان المشاهد المصري والعربي عموماً ، من بين هذه الشوارع شارع محمد علي الذي بدأ التفكير فيه ايام محمد علي باشا ونفذ في ايام الخديوي اسماعيل عام 1974 وهو يصل بين ميدان العتبة وقلعة القاهرة ، وقد نال شهرة واسعة منذ مطلع القرن الفائت لطرازه المعماري ومبانيه المكللة بـ« البواكي » على غرار عدد من الاحياء القديمة في باريس ولاحتوائه اول دار للكتب ( الكتبخانة) كما اشتهر ببيوت العوالم " التي جعلت الكثيرين يطلقون عليه اسم شارع العوالم "، وبالكازينوهات والمقاهي التي كان يتردد اليها الفنانون والموسيقيون .‏

لعل الانطباعات المتعارضة التي احتفظ بها المصريون والزائرون من العرب والاجانب والتي تعكس مدى تنوع مظاهر العيش واختلافها ، بالاضافة الى الصور التي لاتزال تحفل بها معالمه من ازمنة شتى ،هي التي دفعت المخرجة السينمائية نبيهة لطفي الى التفكير بفيلمها التسجيلي «بقايا زمن » لتروي حكاية الشارع .‏

لم يبق الكثير من هذا الشارع الذي احتضن زمناً من الطرب والموسيقا والرقص والغناء ، وكان منبعاً للفرق التي تحيي الافراح والحفلات ، ومسكناً للعوالم والموسيقيين ومقراً لكل هذه التجمعات الفنية اصبحت بقايا وذكريات ولمعت نجومها في سماوات اخرى ، وان كانت تذكر ذلك الزمن بحنين قوي وحب شديد بقي من الشارع كثير من الذكريات وقليل من المعالم التي تذكر به .

و بعدما تأخرت صناعة السينما بإنتاج عمل عن حياة تحية كاريوكا، بادرت المخرجة السينمائية المخضرمة نبيهة لطفي لتولّي المهمّة وانتاج مأثرة فنية عن جدارة. تحية كاريوكا،( كاريوكا ، 2009، 60 دقيقة ) التي يخطئ من يصفها بـ"مارلين مونرو العرب"، لم تكن راقصة وممثلة رائدة فحسب بل مناضلة أيضاً.

في إطار وثائقي رصد فجر يعقوب بفيلم " وحدن " المسيرة السينمائية لثلاثة من أهم مخرجي السينما اللبنانية ، وهم : (كريستيان غازي) ، و(جورج نصر) ، و(نبيهة لطفي) ، مع التركيز على الأثر الذي تركه كل منهم في تاريخ السينما اللبنانية ، وترتبط الخطوط الخاصة بالمخرجين الثلاثة في أحداث الفيلم من خلال قصيدة (وحدن) للشاعر (طلال حيدر) ، والتي غنتها الفنانة (فيروز) . غادرتنا روح نبيهة لطفي بتاريخ 17 يونيو 2015 عن عمر يناهز 78 عامًا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق