الاثنين، 22 يناير 2024

غياب الفنان التشكيلي والسينوغراف والسينمائي أرزقي العربي


محمد عبيدو 

 توفي مساء السبت الفنان التشكيلي السينوغراف والسينمائي الجزائري أرزقي العربي, عن عمر ناهز 69 عاما, ومسيرة إبداعية ثرية امتدت على أزيد من أربعين عاما في عالم الفنون التشكيلية واللوحات البصرية السينمائية.

الفنان أرزقي العربي من مواليد 23 فبراير 1955 بالبويرة. درس في مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة من 1978 إلى 1982 ، وكان موضوع أطروحته «le tatouage en Algérie» وفي عام 1982 بدأ يعرض اعماله في الجزائر وخارجها ، وقد عمل المزج بين العديد من التقنيات و المواد و خاصة المواد العضوية و الطبيعية في لوحاته. في عامي1991 و 1992 أقام في المدينة الدولية للفنون في باريس، حيث تلقى تكوينا معمقا في الفن التشكيلي .

ليعود إلى الجزائر مع احتدام ازمة العشرية السوداء التي خرج اثناءها الكثير من المبدعين والفنانين الجزائرين هربا للمنفى ، ويشتغل في الصحافة كرسام كاريكاتير صحفي، و من عام 1995يبدع سينوغرافيا عدة مسرحيات من بينها "أشرب البحر" و"أرلوكان خادم السيدين". بالتوازي مع ابداعه التصاميم السينمائية والأزياء لافلام أبرزها "مشاهو" (1995) و"المنارة" (2004) للمخرج بلقاسم حجاج، "جبل الباية" للمخرج عز الدين مدور (1997)، "موريتوري" للمخرج عكاشة تويتا (2004) و فيلم " ايروان" للمخرج ابراهيم تساكي(2006). كما رسم العديد من أفيشات الأفلام, وعن تجرته بين التشكيل والسينما سبق ان قال ارزقي العربي : " في الواقع، العمل السينمائي كان تجربة من نوع خاص في متعتها، حيث شكلت تحديا جديدا، على اعتبار أنها لوحات تشكيلية متحركة• وقد أتاح لي العمل في السينما الرجوع للطبيعة والتعامل معها، حيث أن جانبا كبيرا من أعمالي ارتبط بالطبيعة كعنصر مكمل وفعال في عملية الإبداع، إذ كثيرا ما اعتمد على مواد قابلة للتفاعل مع العناصر الطبيعية مثلما هو الحال مع الأعمال القابلة للصدأ وغيرها• وحتى أعود للحديث عن التجربة السينمائية، فقد كان بمثابة الاعتماد على ما تقدمه الطبيعة من ألوان• ففي منطقة القبائل تتغير الطبيعة بتغير الفصول لتمنحك صورا غاية في الروعة "• و أيضًا انجز اغلفة ورسوم عدد من الكتب وقام بإخراج فيلمه القصير الأول WINNA "الآخر" في عام 2019. ثم فيلمه الثاني "ترنيمة حورية البحر" عام 2022 ، وتدور احداثه حول صياد سمك يُدعى آدم يعيش بمفرده في منزل حيث يمكننا رؤية الكثير من الأشياء المعلقة هنا وهناك المتعلقة بالبحر، ولكن أيضًا اللوحات وصور النساء القديمة في غرفة نومه .. يرى منزلًا خشبيًا صغيرًا غامضًا يظهر في مكان قريب الجزيرة، يبدو المنزل غير مأهول ولكن يتغير لونه بشكل غامض كل يوم، يقرر الذهاب وتفقد الجزيرة، من نافذة وحيدة يرى صورة ظلية لامرأة من بعيد. يعود في كل المساء لمراقبة الفتاة الصغيرة، يقترب كل ليلة حتى يصل إلى النافذة ويلقي نظرة فاحصة. يكتشف أن المرأة الشابة حورية البحر، التي تدعوه إلى الدخول، ويترتب على ذلك مناقشة حول الحياة،الحب والمصير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق