الاثنين، 27 نوفمبر 2017

العالم الخفي لنجمات الأفلام الإباحية في اليـابـان

سوزوكي سوزومي
نظرا لأنني كثيرة التردد على حي شيبويا بطوكيو منذ زمن طويل – أولاً عندما كنت طالبة في المرحلة الثانوية ومن ثم عندما أصبحت طالبة جامعية وأخيراً كموظفة – لطالما نظرت إلى عالم الجنس التجاري باعتباره شيئاً يدار بشكل وثيق مع العالم الذي عشت وعملت فيه. يبدو أن كل شيء معد بشكل يناسب الشابات لأن يصبحن مشاركات في عملية التسويق التجاري للجنس بدون قطع صلاتهن بالمدرسة أو العائلة أو الحيد عن المسار التقليدي الذي يقود نحو الدخول للجامعة أو الحصول على وظيفة محترمة في إحدى الشركات.
كانت القيمة التجارية لفتيات المدارس الثانوية مرتفعة بشكل خاص، وكنت أعرف بعض زميلاتي في المدرسة اللواتي استفدن من هذه الحقيقة. وقد اقتصر انخراط بعضهن في علاقات اجتماعية مع موظفين ذكور بعد انقضاء أعمالهم في تناول الطعام واحتساء الشراب والغناء في الكاراوكي على نفقة رفقائهن الذكور. وقلة منهن ذهبن أبعد من ذلك بكثير لكسب مزيد من الأموال عن طريق خلع ملابسهن الداخلية للغرباء من الجانب المقابل لمرآة ذات وجهين ومن ثم بيعها. وهؤلاء الفتيات كن يدركن قيمتهن التجارية وسعين لاستغلالها بدون أن يتم وصمهنّ بأنهن منحرفات اجتماعياً، وبالتالي فقد رسمنّ خطّاً فاصلاً طبقاً لذلك.
وعلى النقيض من ذلك، فبينما تعمل الممثلات الإباحيات أيضا في عالم قريب من عالمي، يبدو أنهن قد اجتزن الخط الذي لا رجعة فيه. عندما كنت طالبة دراسات عليا كنت مفتونة بما يبدو أنه انخراط واضح وجلي بعملية التسويق التجاري للجنس. وهذا ما دفعني لأن أختار مجال أبحاثي الميدانية عن مواضيع متعلقة بممثلات الأفلام الإباحية – وهو الوصف الذي يطلق على النجمات الإباحيات في اليابان – وأن أنشر أبحاثي على شكل كتاب بعنوان ”دراسة اجتماعية عن النجمات الإباحيات“.
عندما تتحدث ممثلات الأفلام الإباحية عن أنفسهن فإنهن يتكلمن بوضوح بشكل يدعو للدهشة. فهن يُجبن بهدوء على أسئلة شخصية من جميع الأشكال ويروين قصصهن الشخصية بسلاسة وبلاغة وذلك في الأفلام التي يتكسبن منها رزقهن، بالإضافة إلى المجلات ووسائل إعلام أخرى.
وإلى حد كبير فإن هذه مهارة يكتسبنها بشكل تلقائي. وبينما العمل الأساسي لفنانة الأفلام الإباحية هو تأدية أدوار جنسية أمام الكاميرا لتقديم إثارة جنسية لمشاهديها فإن عملها يتضمن أيضاً أنشطة ترويجية مثل المقابلات مع مجلات وغيرها من الفعاليات التي تستوجب ظهورها. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على ممثلة الأفلام الإباحية أن تتودد لشركات الإنتاج وأن تنخرط مع مخرجين وآخرين في مقابلات عمل والمشاركة في اجتماعات تخطيط وإنتاج متنوعة. وفي كتابي ”دراسة اجتماعية عن النجمات الإباحيات“ أوضحت كيف أن هذا الجانب من العمل – إلى جانب التجارب والصعوبات التي تواجهنها عندما تصبحن ”مخضرمات“ في مجال هذه الصناعة – يساعد في جعل ممثلات الأفلام الإباحية أقوياء. وفي تلك الاجتماعات والمقابلات يطلب من الفنانة باستمرار وصف شخصيتها والخلفية التي جاءت منها ومناقشة ما تحبه وما تكرهه وشرح أسباب تحولها إلى فنانة إباحية. وخلال تلك العملية، تطور الفنانة الإباحية شخصية روائية مميزة تمضي قدما بها، وتصبح قادرة على رسم صورة لنفسها باعتبارها شخصا ذا كبرياء اختار هذه المهنة بمحض إرادته. قد لا تكون قد بدأت مشوارها المهني بهذا السلوك، ولكنها أيضا لم تختلقه بأسلوب ساخر ومحسوب. وفي الأغلب فإن هذا السلوك نشأ تلقائيا كنتيجة للطريقة التي تدار بها هذه الصناعة.

الأحد، 26 نوفمبر 2017

رحيل مصور الثورة الجزائرية ستيفان لابودوفيتش

توفي يوم السبت المصور اليوغسلافي ستيفان لابودوفيتش عن عمر ناز 91 سنة مصور الثورة الجزائرية.
عاش لابودوفيتش, المولود في بلدية بيران سيرنا غوار (الجبل الأسود حاليا) بيوغسلافيا (صربيا حاليا) في الـ28 ديسمبر 1926، في الجزائر خلال حقبة ثورة التحرير لثلاث سنوات أرخ خلالها عبر عدسته لحوادث وشخصيات ثورية حيث التحق بالجزائر في 1959 ولم يغادرها إلا بعد الاستقلال ليبقى مرتبطا بها طوال السنوات الماضية.
و كان لصوره الملتقطة التأثير الكبير في الرأي العام العالمي من خلال ربط واقع الثورة في الجزائر ضد الدعاية الاستعمارية التي تهون مما يحدث وتصف الثوار الجزائرييين بالإرهابيين وقطاع الطرق .
ولم تتوقف عدسة لابودوفيتش عند رصد حياة المقاومة والنضال داخل الجزائر فقط، بل رافقت مسؤوليها إلى الخارج، فأرّخ لزيارات عدّة رؤساء على غرار الراحلين هواري بومدين، والشادلي بن جديد، كما أرخ لزيارة الرئيس جوزيف بوز تيتو إلى الجزائر وغيرها من اللقاءات الرسمية.
أعمال وثائقية كثيرة منوعة بين القصيرة والطويلة لستيفان لابودوفيتش منها “تيتو أمام التاريخ” (1985)، “يوغزلافيا وحركات التحرير” (1983)، “الإرهابيون” و(ثائقي قصير)، “القمة السابعة”، “سراييفو تنتظرك” (1983)، “تيتو وكوسوفا” ( 1980)، “نفس القمة في هافانا” (1979)، “يوم واحد في الكويت” (1978)، “تيتو طريق الصداقة والتعاون ” (وثائقي /1977)،  “تيتو أول مسافر” (قصير/1976)، “معمر القذافي في يوغزلافيا” فيلم وثائقي قصير (1973)، “البلد والشعب” 1976 (فيلم وثائقي قصير)…وغيرها.
وكان آخر حضور للمصور بالجزائر من خلال معرض فوتوغرافي بالعاصمة في 2015 ضمن الأيام الثقافية الصربية بالجزائر والذي ضم 37 صورة فوتوغرافية من آخر ما التقطه المصور خلال زيارته الأخيرة للجزائر.
كما شارك في 2013 في معرض "جنود بالأبيض والأسود" بالجزائر أين التقط صور عرضت بصربيا والجزائر.
 وكانت باربارا توليفسكا رئيسة جمعية الصداقة الجزائرية الصربية قد اعتبرت أن أعمال المصور "مزيج صربي جزائري كونها تحمل ذاكرة لابودوفيتش الصربية في الجزائري والجزائرية في صربيا" منوهة أن المصور "يلقى الكثير من الإعجاب في صربيا".

وسبق أن لجمعية أصدقاء الجزائر بالتعاون مع سفارة الجزائر في بلغراد تنظيم احتفالا بالعيد 90 لميلاد مصور الثورة الجزائرية بمقر متحف تاريخ يوغسلافيا ببلغراد




السبت، 25 نوفمبر 2017

افتتاح مهرجان تورينو السينمائي "بلوحة الأمل"

افتتح في شمال إيطاليا مهرجان تورينو السينمائي في دورته الخامسة والثلاثين. وكان فيلم الافتتاح “فايندينغ يور فيت” للمخرج ريتشارد لونكرين، ويلعب أدوار البطولة نخبة من الممثلين من بينهم ايميلدا ستونتون، وتيموتي سبال وسيليا إيمري.
ويلخص الفيلم دور ساندرا آبوت المرأة المختالة بنفسها، عندما اكتشفت أن زوجها المتقاعد على علاقة بأعز صديقاتها. وأمام شعورها بالذهول لجأت إلى شقيقتها التي تكبرها سنا، والتي لم تكن تختلف عنها كثيرا من حيث الجفاء، ولكنها ستقتحم مجموعة للرقص، وهناك ستكتشف بعدا رومانسيا جديدا مع شارلي.
ويعلق مخرج الفيلم على ذلك بالقول إنه بالإمكان للمرء أن يتغير وأن تكون له بداية جديدة في حياته، والفيلم برأيه يبعث على هذا الأمل . معلقة المهرجان حملت صورة كيم نوفاك وقطها كاغليوسترو. وتتميز تركيبة طاقم التحكيم الدولي الذي يرأسه المخرج الشيلي بابلو لورين، بحضور الكاتب اليوناني بيتروس ماركاريس.

ويستمر المهرجان إلى غاية 2 من الشهر المقبل، وفيه سيتم عرض 169 فيلما، وسيكون هدف المنظمين الحرص على جودة عالية للأفلام، أكثر من مجرد استعراض للضيوف الذين فرش لهم السجاد الأحمر.

الخميس، 23 نوفمبر 2017

" راي " سيرة سينمائية لموسيقي اسود ضرير


فيلم "راي Ray" (جيمي فوكس) عن حياة المغني الأميركي الأسود الضرير راي تشارلز (واسمه الكامل راي تشارلز روبنسون) الذي أصبح علماً من أعلام الموسيقى الأميركية. والذي ملأ أجواء الحياة الثقافية الأميركية وربما العالمية حضورا في موسيقاه الأصلية التي نشأت منذ القرن الماضي ومازالت تتواصل مجتذبة المزيد من عشاق هذا الفن الرفيع. وجمع ثروة قدرت بعد رحيله عن عمر يناهز الثالثة والسبعين بحوالي مائتين وخمسين مليون دولار . ومن بين ما يقال عن هذه الثروة الطائلة أنه تصرف فيها علي نحو غير مألوف، وأية ذلك أنه أفرد منها مائة مليون دولار لمؤسسة خيرية باسمه الحقيقي »روبنسون« أناط بها أمر رعاية الأطفال الصم لا العمي كما كان متوقعا.
والأغرب أنه لم يورث ابناءه وبناته وعددهم اثنا عشر ولدا شيئا مكتفيا بالتوصية لكل واحد منهم بمبلغ يوفر له أن يعيش حياة كريمة. وحجته في ذلك أن كثرة المال الذي يهبط علي شخص يقتل لديه الطموح والرغبة في تحسين الذات.
مخرج فيلم {راي } هو تيلور هاكفورد ذو الباع الطويل في عالم الإخراج وقد نال جائزة الاوسكار في أواخر سبعينيات القرن العشرين في جعبته عدد من الأفلام الجيدة مثل "ضابط وسيد" (1982) و" ليالٍ بيض" (1985) و"لا بامبا" (1987) و"محامي الشيطان" (1997) الذي تألق فيه الممثل الأميركي إيطالي الأصل آل باتشينو " راي " الذي انتزع مؤخرا جائزة الاوسكار لافضل تمثيل ورشح لستة جوائز اوسكار هو سيرة ذاتية درامية موسيقية تجسد خمسين عاماً من النجاح والتألق الفني والموسيقي للأسطورة راي شارلز، النجم الأسود الأعمى الذي نجح في تخطي عاهته ومآسيه العائلية تحول أسطورة لم تنطفىء حتى مع موته في حزيران الماضي، أن مخرج الفيلم تايلور هاكفورد قد عمل لسنوات طويلة مع راي تشارلز نفسه في الإعداد للقصة فالعمل على الفيلم بدأ وكان الرجل لا يزال حياً، وهو ساهم في رسم خطوط رئيسة فيه، واجتمع مرات عدة الى كاتب السيناريو جيمي وايت ومخرجه والى الممثل الذي اختير لأداء الدور جايمي فوكس، وكان يردد أمامهم جميعاً انه يفضل ألا يموت قبل مشاهدة الفيلم.وقيل انه عبر عن اعجابه بجيمي فوكس فإذا أضفنا الى هذا ان الابن الأكبر لراي تشارلز، راي روبنسون تشارلز جونيور، كان في عداد منتجي الفيلم، يمكننا ان نفهم اننا هنا أمام ما يشبه «السيرة الموثقة» لصاحب العلاقة. وهذا ما يعطي الفيلم صدقية كبرى قد تفتقر اليها أفلام كثيرة تتناول سير شخصيات عاشت خلال فترة أو خلال أخرى سبعون عاماً يقدمها الشريط في ساعتين ونصف الساعة، تروي مراحل حياته بشكل تسلسلي ، مع عودات متلاحقة بواسطة «الفلاش باك» إلى طفولة راي شارلز الفقيرة في جورجيا حيث معاناة أمه ومأساة عائلته ومرض نادر أصابه يطفىء نور عينيه وهو في السابعة من عمره. 
تبدأ أحداث الفيلم في أوائل خمسينيات القرن العشرين حيث نرى الشاب راي تشارلز متوجهاً في سياتل الولايات المتحدة للغناء في أحد النوادي هناك، كان يشعر انه في سياتل سيبدأ حياة فنية ما من دون أن يدرك، طبعاً، المدى الفسيح الذي ستوصله اليه تلك الحياة. وهكذا تتوالى امام ناظري المتفرج سيرة، معروفة الى حد كبير، وتكاد تشبه سيراً أخرى عدة في عالم فناني الجاز الاميركي من البائسين السود الذين كان عليهم أن يبذلوا جهوداً مضاعفة للخروج من وضعيتهم المزدوجة كأقلية في المجتمع الأميركي: أقلية كونهم زنوجاً وأقلية كونهم – بالتالي – فقراء. المختلف هنا، للوهلة الأولى، ان راي تشارلز كان ينتمي الى أقلية ثالثة، كونه ضريراً... لكنه – وهذه اشارة رائعة في الفيلم – كان ضريراً من دون عصا ومن دون كلب. لماذا؟ لأن حاسة السمع لديه حلت مكان حاسة النظر،. وهكذا، يدفعنا الفيلم الى ملاحظة كيف ان راي يستمع الى اصوات لا يقيض لغيره الاصغاء اليها. ومن هنا، طبعاً، حسه الموسيقي المذهل. وهذا الحس قاده الى مهنته التي ستبدأ مع بداية الفيلم
قد نجح الفيلم بالفعل في أن يقدم صدقا فنيا يصنع من خلاله تفسيره الخاص للشخصية الفنية والإنسانية لراي تشارلز، لقد كان هناك تناقض جوهري بين صورة راي تشارلز الفنان على المسرح الذي تراه بابتسامته العذبة وهو يغني فكأنه يحلق وسط السحاب، وصورة راي تشارلز الإنسان في تفاصيل حياته وعلاقاته ، وهو الأمر الذي يمكن أن تفسر جانبا منه في قسوة الحياة التي عاشها مما دفعه للتعامل مع الحياة بقدر اكبر من القسوة , قدم المخرج مرحلة الطفولة بمناخ درامي مختلف تماما عن المراحل الاخرى في حياة راي : فباستعادته الماضي , اختار المخرج أن يصور البيئة الفقيرة بألوان غامقة تميل الى البؤس وتظهر الألم وتلتقط قوة الارادة لمواجهة القدر... وعن طريق الفلاش باك نعود إلى مراحل مبكرة من حياة هذا المغني الذي ولد عام 1930 في مجتمع زراعي فقير للغاية إلى حد قال عنه هو نفسه لاحقاً: (حتى بالمقارنة مع السود الآخرين، كنا في أسفل السلم الاجتماعي، وكنا ننظر إلى كل شخص آخر في الأعلى، ولم يكن تحتنا إلا الأرض) وتوفي والده وهو في السابعة تاركا اياه وشقيقه الأصغر مع امه التي خرجت تجني القطن في حقول أغنياء جورجيا البيض , بينما كان طفلها الأكبر يتسلل الى الكنيسة الفقيرة ليسمع عزف البيانو من زنجي عجوز , وبعد فترة بدأ العجوز يدربه بعد ما اكتشف مرونة اصابعه الصغيرة . وسط هذا الجو القاتم أبصر راي، وكان في الخامسة من عمره آنذاك، أخاه الصغير وهو يغرق أمام عينيه، وفي السابعة من عمره فقد بصره.
ومع ذلك، ورغم حادثة غرق أخيه التي تركت في نفسه أثراً بليغاً سيلازمه في مراحل لاحقة، ورغم فقدان هذا الطفل (يؤدي دوره في تلك المرحلة سي جي ساندرز) بصره، رفضت أمه وتدعى أريثا (تؤدي دورها شارون وورين) ان تفسده بالدلال وآثرت ان تظهر له الجانب الخشن والقاسي من حبها لتزرع فيه ملكة الاعتماد المطلق على الذات، كانت تراقب طفلها الأعمى يتعثر ويقع دون ان تحرك إصبعاً لمساعدته، وتتتبع والدموع تملأ عينيها كيف سيعتمد على نفسه في النهوض، هذا الحب القاسي ساعده كثيراً إلى حد انه لم يعمد إلى استعمال العصا التي يستعملها العميان، وبالتأكيد لم تكن حالته المادية تسمح له بالاعتماد على كلاب إرشاد العميان، والأهم من ذلك، ساعده حب أمه القاسي على الاعتماد على أذنيه وعلى حاسة اللمس للإمساك بحشرة والاستمتاع بأزيزها، وستبقى صورة قسوة أمه رمزاً للقوة في مخيلته في مراحل لاحقة يسترجعها في مراحل صعوده وتألقه وانحداره. ويتتبع الفيلم صعود نجم راي موسيقيا حيث نرى ثورية موسيقاه وألحانه، التي خلطها بنسب متفاوتة، بين «السول» والبلوز، والألحان الدينية، التي تعزف في مراكز العبادة داخل الولايات المتحدة بهذا المعنى كان شخصه وفنه، يقومان على علاقة جدلية شديدة الحساسية، وتنشد آفاقاً تعبيرية خارقة وابداعية، تؤلفه ويؤلفها على الدوام ,ويرصد علاقاته النسائية ، وكيف عاش خلال تلك الفترة العديد من القصص العاطفية التي يأخذ فيها الجنس جانبا اكبر من الحب 
في سياتل يتعرف راي الشاب على كوينسي جونز الذي سيصبح صديق عمره، ويشكل ثلاثياً موسيقياً كانت المغنية مارلين أحد أطرافه ومديرته في الوقت نفسه، وقامت علاقة حب بين راي وبين مارلين “كيري واشنطن” التي سوف يتزوجها وان كانت تظل تتألم في صمت بسبب تعدد علاقاته مع نساء أخريات، مثل مغنية الكورس ماري آن فيشر “اونجوان ايليس” التي سرعان ما تستقل عنه لتصبح مغنية منفردة، ومثل فتاة الكورس الأخرى مارجي هيندريكس “ريجينا كينج” التي سوف تموت بسبب جرعة زائدة من المخدرات تاركة له طفلا غير شرعي.
كما يتتبع انجراف راي الى عالم الهيرويين والادمان عليه مما يؤدي به إلى السجن في أحيان كثيرة، لكن الفيلم يؤكد لك انه عاش نضالا قاسيا مع نفسه لكي يقلع عنها , ويتقفى مراحل مؤلفاته الموسيقية وحفلاته وعقوده مع متعهدي التسجيلات الموسيقية وعلاقاته المالية..مدة الفيلم ساعتان و نصف استطاع المخرج في هذا العمل ان يمسرح السينما اذ انه جمع بين استعراضية المسرح التعبيرية، من حيث الفضاء الذي تتحرك في اطاره الشخصية «المركزية» والسردية الواقعية التي تتمتع بها السينما فتحولت الكادرات الى ما يشبه المنصة الواحدة، اللحظة الاجتماعية السياسية الى جانب اللحظة التعبيرية، حتى يبرز الفرد اي «راي» يخترق هذه وتلك ويرتفع بهما الى مصاف شفافة وآسرة بشغفها الفني والانساني. 
الفيلم لن ينسى أن يضفي على بطله الزنجي الذي قاسى في طفولته عقدة اللون العنصرية والعزلة والقسوة وفقدان البصر مسحة “سياسية”، فهناك المشهد الذي يرفض فيه “راي” خلال الستينات أن يغني في مسرح يتم فيه عزل الزنوج في أعلى الصالة، مما أدى إلى صدور قرار بمنعه من الغناء في ولاية جورجيا، لكن هذا “النضال” سوف ينتهي في المشهد الأخير من الفيلم، بمشهد تقوم فيه ولاية جورجيا بالاعتذار له وتكريمه عام ،1979 ليتقرر بعدها أن يكون النشيد الرسمي للولاية هو أغنية راي تشارلز “جورجيا في عقلي”.
الممثل الذي أصبح نجما ساطعا من خلال بطولة فيلم "راي"، والاشتراك مع توم كروز في بطولة فيلم "بصحبة قاتل" انه الممثل جايمي فوكس الذي استحق بجدارة جائزة الأوسكار كأفضل ممثل لهذا العام، صاحب التجربة الغريبة والفريدة في عالم التمثيل الذي لم يدخله إلا منذ أعوام قليلة وبالمصادفة البحتة مع فيلم اوليفر ستون " أي يوم أحد" وكان حينذاك في بداية الثلاثينات من عمره، وذلك بعد أن تنقل في مهن فنية عدة تتراوح بين الغناء وعزف الموسيقا أو حتى إلقاء النكات في النوادي الليلية وبعض البرامج التلفزيونية الكوميدية الخفيفة. اما اجمل ادواره فكانت تلك التي اعطاها له مايكل مان: مرة في «علي» الى جانب ويل سميث الذي جسد شخصية الملاكم الشهير محمد علي كلاي (2001) وكان جايمي فوكس يجسد أدواراً ثانوية لا تدنو الى مستوى البطولة، من دون انكار اهمية تلك الادوار لقد كانت هذه التجربة تمثل رصيدا عنده، أضاف له قدرة هائلة على تقمص شخصية “راي تشارلز”.. فعندما ترى فوكس وهو يؤدي الدور على الشاشة فكأنك ترى بالفعل “راي تشارلز” الحقيقي في حركاته وسكناته وطريقة نطقه للكلمات أو أدائه الأغنيات ولتتأمل في هذا السياق تلك اللحظات التي يجلس فيها أمام آلة البيانو وقد تقوس ظهره بينما امتد عنقه إلى الأعلى وتماست أصابعه مع مفاتيح البيانو حتى انه والآلة الموسيقية يتحولان كيانا حيا واحدا.
وتجدر الاشارة الى ان جيمي فوكس استطاع ان يجسد كل ذلك عبر اداء اضفى على الفيلم مرحه وعمقه، واوصل فيه صورة ذلك المغني المولع بالنساء والمدمن على الهيرويين الى مصاف الواقع، ونقل حالة راي تشارلز الى الشاشة على نحو مؤثر يفسر ربما كيف تحول ذلك الضرير، الذي عرف نقاط ضعفه لكنه رفض حتى مناقشتها الى أسطورة من اساطير الغناء نزفت آلامها على اصابع البيانو.
ادى جيمي فوكس الدور بتألق، دون ان يقع في فخ التقليد للشخصية التي يمثلها، هذا لا يعني انه لم يلتقط مفاتيح الشخصية على العكس ، التقطها وعمل عليها كممثل يعبر عن سيرة راي من وجهة نظره، او من احساسه كممثل بهذه الشخصية ومداها واتساعها، فمن الصعب جداً فصل هذا الشريط عن بطله تماماً كصعوبة التفريق بين جيمي فوكس وراي شارلز.
 إن "راي" عبر عن امتنانه لمخرج الفيلم بقوله قبل أن يجيئه الموت بقليل أنا علي يقين بأن "تايلور" قد أنجز عمله علي خير وجه وصور حياتي كأفضل ما يكون وأريد من المشاهدين أن يستوعبوا جيدا جميع الأحداث والظروف الصعبة والسهلة التي ذخرت بها حياتي بمعني أن حياتي قد انطوت علي العديد من الأحداث السعيدة. ولكن في المقابل كانت هناك أحداث درامية مؤسفة لا تستطيع أن تتغلب عليها إلا حين يكون أمامك طريق محددة تعرف حدودك فيها علي وجه اليقين. ولقد كان طريقي طريق الروح ولأن الروح تسمو بالموسيقي كانت هي طريقي.
و لو كان في وسع "راي" أن يري "فوكس" متقمصا شخصيته لزاد ذلك من غبطته ولأسلم الروح وهو أكثر سعادة واطمئنانا علي أن سيرته قد أصبحت حديثا من أحاديث التاريخ السينمائي الغنائي ستحفظه ذاكرة الأيام ولن يمسه أبدا النسيان !!
" راي " شريط يشبه حفلا موسيقيا حياتيا نتابع خلاله مراحل حياة راي شارلز الحافلة بالمصاعب والمآسي والعاهات الجسدية والنفسية والمتألقة بالابتكار الفني من خلال اسلوبه الذي مزج موسيقى الغوسل الديني بالكاونتري ميوزك والجاز
محمد عبيدو

انتقادات لفكرة حكومية بمنع مشاهد التدخين في الأفلام الفرنسية

تثير فكرة تقدمت بها الحكومة بحظر السجائر في الأعمال السينمائية الفرنسية “للانتهاء من تطبيع صورة التبغ في المجتمع” انتقادات لاذعة؛ إذ يرى محبون للفن السابع فيها خطوة عبثية غير قابلة للتطبيق. هل يشكل إشعال ممثل أو ممثلة لسيجارة في فيلم “تشجيعا ثقافيا على التدخين” أو “إعلانا محورا لاستهلاك التبغ؟”.
الجواب عن هذا السؤال هو نعم، بحسب عضو مجلس الشيوخ الفرنسي نادين غروليه- سيرتونيه التي صادقت الخميس الماضي، في المجلس، مشروعا يقضي بالزيادة التدريجية لسعر علبة السجائر الى 10 يورو بحلول نهاية سنة 2020 في فرنسا.
وقالت هذه العضو في مجلس الشيوخ “إن 70 % من الأفلام الفرنسية الجديدة صورت على الأقل مرة واحدة شخصا يدخن. هذا يعطي انطباعا بأن التدخين أمر عادي لا بل يروج للتبغ، خصوصا لدى الأطفال والمراهقين وهم أكبر مستهلكين لهذه الأفلام عبر الانترنت”.
وقد توجهت مباشرة بهذا المطلب إلى وزيرة الصحة انييس بوزان، التي ردت بالقول “صحيح يجب تغيير الصورة المعطاة للتبغ عبر مواقع التواصل الاجتماعي والسينما بأنه أمر عادي. لا أفهم أهمية السيجارة في السينما الفرنسية”. ومع أن منع أي ظهور للسجائر في الأفلام الفرنسية لا يبدو قريبا، غير أن كثيرين من محبي السينما بدأوا حملة التصدي لهذا المشروع مطلقين مواقف راوحت بين الغضب والسخرية.
ومن بين هذه المواقف، كتب الصحفي والمؤرخ ديدييه ريكنر في تغريدة عبر صفحة “تريبون دو لار” المتخصصة في تاريخ الفن والتراث “افترض إذا أن المنع سيشمل أيضا المشاهد السينمائية لتعاطي المخدرات والسرعة الزائدة في القيادة وعبور المشاة خارج المناطق المخصصة لهم وبطبيعة الحال القتل. الأفلام البوليسية ستتلقى ضربة قوية. إنهم مجانين بالكامل”.

تونس ضيف شرف المهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير بباتنة

انتهت لجنة تنظيم المهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير بباتنة (الجزائر)، المزمع تنظيمه من 07 إلى 10 ديسمبر 2017 من استقبال الأعمال المشاركة بالمنافسة الرسمية للمهرجان وعددها 40 فيلماً قصيراً، على أن يكون في الفيلم ما يجعله يستحوذ على اهتمام المشاهد على التفكير ويعرض المشارك الحقائق بحيادية وموضوعية تامة، وأن لا يكون في صور الفيلم ولا صوتياته مما يخالف قيم المجتمع والآداب العامة ولا يمس بالأشخاص والمؤسسات بأي شكل من الأشكال، ويكون العمل لم يشارك به في الدورات السابقة من المهرجان.
ستتنافس الأفلام المشاركة حول 10 جوائز تخصص للأفلام الفائزة، وفق معايير تقييم تحددها لجنة التحكيم مع امكانية المشاركة بها أيضاً في مهرجانات وطنية أو دولية إذا أتيحت الفرصة لذلك والمتمثلة في جائزة أحسن عمل متكامل، أحسن اخراج، أحسن سيناريو، أحسن صوت، أحسن صورة، أحسن دور رجالي، أحسن دور نسائي، أحسن ديكور بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم.
وإلى جانب ذلك، يتم تنظيم ورشات تكوينية على هامش المنافسة لفائدة المشاركين في المونتاج، التصوير، نوادي سمعية بصرية وغيرها، وستكون تونس ضيف شرف هذه الدورة.

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

هاني أبو أسعد يفسد افتتاح "القاهرة السينمائي" لاعتراضه على طريقة عرض فيلمه

أوقف المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد فيلمه "الجبل بيننا" بعد 20 دقيقة فقط من عرضه في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، احتجاجاً على ظروف وصفها بـ"السيئة".وشهد عرض فيلم الافتتاح بعض المشكلات الفنية حيث كان الصوت رديئاً وشاشة العرض بها خطوط والصورة غير واضحة، إضافة إلى أنه كان هناك عدد من "النجاريين" يقومون بتفكيك بعض الديكورات من على خشبة المسرح أثناء عرض الفيلم.
ووجه أبو أسعد الشكر لـ"من انتظر عرض الفيلم"، معتبرا ذلك احترام للفن. لكنه أضاف "لا أقبل أن يعرض الفيلم الذي بذلت فيه مجهودا كبيرا بهذا الشكل وفي مهرجان كبير مثل مهرجان القاهرة".
وفي محاولة للاعتذار منه حاول المنتج محمد حفظي والمخرج خيري بشارة والمخرج عمر زهران وعدد من النقاد والصحفين تصحيح الأمر في الوقت الذي غاب فيه أي مسؤول من إدارة المهرجان.
واختارت إدارة المهرجان فيلم النجمة العالمية كيت وينسلت The Mountain Between Us، ليكون هو فيلم الافتتاح وهو العمل الذى حقق إيرادات فى شباك التذاكر حول العالم وصلت إلى 52 مليون دولار أمريكي.
والفيلم من بطولة إدريس ألبا وكيت وينسلت وديرموت مولروني وبيو بردجيس ولوسيا والترز ووليد زعيتر ولي مجدوب ومارسي تي هاوس، وناتاشا بورنت وآندرية جوزيف ومن إخراج المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد.

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

أم كلثوم بفيلم فرنسي.. هرم رابع وأيقونة عربية

في فيلم بعنوان "أم كلثوم، صوت القاهرة" يستعيد المخرج الفرنسي كزافييه فيلتار ذكرى (كوكب الشرق) أم كلثوم التي لا تزال رغم مرور 42 عاما على رحيلها بمثابة أيقونة عربية، ولا تزال مسيرتها الغنية فنيا وسياسيا واجتماعيا تدهش المبدعين والمؤرخين والمحللين السياسيين وصناع السينما.
يعتمد الفيلم الذي عرض أول أمس الأحد في مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية على مواد أرشيفية ومقابلات باستعراض حياة فاطمة البلتاجي منذ ولادتها في قرية طماي الزهايرة، حيث كانت تغني الأناشيد الدينية، ثم يعدد مراحل حياة فلاحة بسيطة تسلحت بصوتها وشخصيتها القوية والذكية لتملأ الدنيا فرحا وتغني على أهم مسارح العالم.
 وسرعان ما تتشابك في الفيلم المواضيع الفنية بالسياسية وانخراط "الست" في السلطة والحكم والدفاع عن الوطن فتتداخل السيرة الشخصية مع سيرة البلد، خصوصا من خلال المقابلات مع مؤرخين ومحللين سياسيين وعاملين في الحقل الاجتماعي وموسيقيين.
 وجاء في الفيلم أن أم كلثوم صنعت المستحيل وكسرت الحواجز التي تفصل بين الشعوب محققة بذلك ما لم تستطع السياسات إنجازه، إذ يتبع ذلك أغاني أم كلثوم للثورة ودورها في دعم الجيش المصري ودعمها للرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
 ويتطرق الفيلم بالتأكيد إلى وقع أغاني أم كلثوم على المجتمع المصري والعربي وتأثير أغانيها على الشارع المصري من جامع القمامة إلى أكبر مسؤول، كما يحلل نفسيا كيف أزالت أم كلثوم الهوة بين الطبقات الاجتماعية في العالم، إذ سحر صوتها العمال المهاجرين في فرنسا وأيضا الرئيس شارل ديغول وأمراء وأميرات العالم العربي وفلاحيه.
 ولا ينسى الفيلم الحديث عن إعجاب كبار الفنانين بأم كلثوم وبعالميتها على الصعيد الفني والمسارح متنقلة بين بلدها وبغداد ودمشق وفرنسا والاتحاد السوفياتي وحيفا والقدس، حيث تبرعت بريع حفل هناك لمؤسسة ضد الاحتلال البريطاني والهجرة اليهودية.
 وكتب المخرج والمؤلف كزافييه فيلتار في كتيب المهرجان "أم كلثوم من المقدسات في مصر لذا أحب أن أسميها (الهرم الرابع)، وقد استطاعت أن تسبغ معنى جديدا للانتماء والفخر في أمة كانت تبحث عن هوية".

وقبل مهرجان بيروت سبق للفيلم أن عرض على التلفزيون الفرنسي الألماني (آرت) منذ فترة واحتفت به الصحف الفرنسية باعتباره تكريما من بلد النور.

المخرج محمود زموري اسم مميز في السينما الجزائرية


المخرج السينمائي الكبير محمود زموري الذي رحل قبل ايام ، بإحدى مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس  عن عمر ناهز 71 سنة بعد صراع طويل مع المرض.
عرف المخرج والممثل محمود زموري بمسار سينمائي ثري ، و تفقد السينما الجزائرية برحيله مخرجا مميزا بأسلوبه ومواضيعه. أثرى المشهد بأعمال ذات نكهة خاصة تحمل مواضيع أفلامه الجرأة والمشاكسة أحيانا، متبنيا في الكثير من أفلامه أسلوبا كوميديا يقارب الميلودراما.
الراحل من مواليد مدينة بوفاريك في 2 ديسمبر 1946. اختار الهجرة المبكرة لكنه ظل وفيا لمدينته رغم طول الغياب حيث قضى محمود المعروف بطبعه المشاكس وصراحته أغلب سنوات عمره في فرنسا حيث اشتغل في عالم الأضواء كممثل وكاتب سيناريو ومخرج.
متخرّج من معهد الدراسات السينمائية العليا بباريس، واستقر بفرنسا منذ .1968 واشتغل أولا كمساعد مخرج لعلي غانم في فيلمين، وكممثل بدءا من فيلم فرنسا الأخرى من إخراج علي غانم سنة .1977
بدأ التمثيل عام 1977 في فيلم «فرنسا الأخرى» لعلي غانم ،ثم تبعته أدوار عدة في أفلام سينمائية وتلفزيونية فرنسية وأجنبية، كما مثل في بعض أفلامه كـ«مائة بالمائة أرابيكا» (1997) و«شرف القبيلة» (1993) المقتبسة عن رواية بنفس العنوان للراحل رشيد ميموني، كما مثل في فيلم «أبيض خشب الأبنوس» للمخرج الغاني شيخ دوكوري (1991)، إلى جانب عدة أدوار في التلفزيون. 
ولج الراحل محمود زموري عالم الإخراج في بداية الثمانينات بفيلم «خذ 10000 عشرة آلاف فرنك وارحل» (1981) وفيلم «مائة بالمائة آرابيكا» (بطولة الشاب خالد ومامي) ونرى في (( عربي مائة في المئة )) للمخرج محمود زموري المنتج في فرنسا عام 1999 : يافطة إعلانية ضخمة مهلهلة مكتوبة عليها (( عربي مائة في المئة )) على أبواب حي شعبي فقير حيث تتعدد الجنسيات واللغات وأنماط الحياة . موسيقى (( الرأي )) وأغنيات الشاب خالد والشاب مامي تطغى على سائر الاهتمامات ، خصوصاً الدينية منها ، مما يثير غضب وحنق سليمان ومجيد العاطلين عن العمل . يبدو الفيلم وكأنه صراع خفي بين أصولية دينية ما ، لا تتوانى عن ممارسة العنف ضد من لا يكون معهم ، وبين مجتمع إنساني يرغب في التحرر والعيش وامتلاك حقه باختيار مسارات حياته . صراع خفي يقلق عمدة المنطقة ، المقبل على انتخابات بلدية فإذا به يضطر إلى استغلال الأصوليين لتحقيق أهدافه السياسية والسيطرة على الشباب المأخوذين بالموسيقى سخرية لاذعة وقوية وجريئة اعتمدها (( الزموري )) عبر لغة مبنية على الطرافة والاقتضاب . سخرية وزعا على وجوه لم تعبر عن أي رغبة في الحياة أو أي طموح سوى الاستمرار بأقل قدر من العذاب . ، وفيلم «سنوات التويست المجنونة» 1986 الذي تدور أحداثه في قرية جزائرية عام 1962، يحيط الجيش الفرنسي بالشوارع، يلقي بعض ممثلي جبهة التحرر في سيارة سوداء ومن بين أفراد الشعب، شابان، واحد بن حدبة، والثاني عاد. يحلمان بأوروبا، برقصة التويست، إنهما يعيشان عالماً متناقضاً قائد الجيش بدين يهوي مغازلة البنات، هناك فجوة بين جيلين، وتناقض في التصرفات، فالابن يزعم أنه ذاهب لمقاومة الفرنسيين, والحقيقة أنه ذاهب لسرقة البرتقال. وفيلم «من هولييود إلى تمنراست» سنة 1991. وفيلم شرف القبيلة (1993) الزيتونة ، قرية جزائرية ، منعزلة بين الجبال ، يمر إليها رجل ومعه ذئب عليه محاربة أحد سكان القرية من أجل الدفاع عن شرف القبيلة وحافظ زموري في أغلب أعماله على الأسلوب الكوميدي الساخر والناقد. 
ووضع محمود زموري إصبعه على جرح مزمن يؤرق السلطات في الجزائر كما في فرنسا، من خلال فيلم جديد بعنوان «زبدة ومرغرين» يروي فصولا من معاناة الجالية الجزائرية المغتربة وصعوبة اندماجها في المجتمع الفرنسي. وركز على تعايش الثقافتين المشرقية والغربية . وسلط الضوء خاصة على الجيل الثالث من المغتربين الذي يعاني الأمرين فهو غير قادر على الحفاظ على أصالته بفعل المحيط وفي نفس الوقت لم يتمكن من التحول إلى جزء من المجتمع الفرنسي الذي شب وترعرع فيه.. جيل في حيرة من أمره يبدو تائها وغارقا ومختلا. الفيلم وبالرغم من نبشه في الذاكرة وفي الماضي الأليم في معظم الأحيان، يدور في إطار كوميدي بسيط. وتتمحور القصة حول شاب من أصل جزائري ولد بفرنسا متشبث بجذوره يعيش في وسط عائلي متمسك جدا بالتقاليد الجزائرية هذا الشاب كان أول المناصرين الذين اجتاحوا ميدان «ستاد دو فرانس» عقب هزيمة المنتخب الجزائري أمام نظيره الفرنسي في مباراة ودية قبل مدة. هذه المباراة التي أصبحت شهيرة ليس بأداء اللاعبين ولا بنتيجتها ولكن باجتياح مئات من الشباب من أصل جزائري ولدوا بفرنسا ومعظمهم لا يعرف بلده الأصلي إلا من خلال التلفزيون، تابعها ملايين من الجزائريين المغتربين والفرنسيين على السواء، لكنها لم تكتمل لأن الحكم قرر إيقافها بعد دخول هؤلاء الشباب إلى أرضية الميدان على إثر تسجيل الفرنسيين الهدف الرابع في الشباك الجزائري. لقد كانت تلك الهزيمة قاسية على الشاب البطل المحوري للفيلم واعتبرها إهانة وعارا لطخ سمعة الجزائريين، وهذا الذي دفعه إلى اقتحام الميدان ومنع مواصلة اللقاء. وانطلاقا من هذا الحدث الواقعي الذي سيبقى راسخا في الأذهان لمدة طويلة نسج محمود زموري قصته ليعبر عن التمزق الذي يعيشه الشباب الجزائري المقسمين بين مسقط رأسهم فرنسا والجزائر وطنهم الأصلي الممجد. وحاول المخرج أن يقرأ حدث اقتحام الشباب من أصل جزائري الملعب بعين أخرى غير ما نشر في الصحف وما تداولته باقي وسائل الإعلام.. ويعطي صورة أخرى عن حدث أساء الناس فهمه. ويرى أن هذا الوضع غير الطبيعي هو الذي يبرر اجتياحهم «ستاد دو فرانس». ولم يكن بوسعهم فعل شيء آخر بعدما تلقى الفريق الجزائري أربعة أهداف أمام فريق يفوقه من جميع الجوانب. ولم يسلم بعد ذلك من الشتائم أي لاعب فرنسي بمن فيهم زين الدين زيدان جزائري الأصل مثلهم. وفي خضم الحملة الإعلامية الكبيرة التي أعقبت المباراة الودية اعتقلت الشرطة الفرنسية الشاب المناصر وحكمت علية بغرامة مالية ثقيلة وسنة سجنا مع وقف التنفيذ. ويصور المخرج التفاف الأسرة حول ابنها ولم تجد حلا لمواجهة هذه الظروف الصعبة غير بيع قطعة أرض ورثتها الجدة عن أهلها في الجزائر. فيلم «زبدة ومرغرين» الذي صور في كل من فرنسا والجزائر تم تمويله في إطار تظاهرات «سنة الجزائر بفرنسا» عام 2003. كما ساهمت في تمويله القناتان الفرنسيتان «تي في 5» و«فرانس3» أما أداء الأدوار فأسندت لممثلين قديرين منهم العربي زكال وفطيمة حليلو ورشدي زام واليمين بن حمدي.
وبرز هذا الميل أيضا في آخر أفلامه «حلال مؤكد» الذي عرض بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة في 2015. ويتناول الفيلم بعض العادات والتقاليد البالية في المجتمع، والتي بقيت سارية في وسط المغتربين.. وفي قصة الفيلم يجبر الأخ أخته التي عاشت بالخارج وسط مجتمع غربي على العودة إلى قريتها بوطنه الأصلي لتزويجها من رجل لا تعرفه. 
تنطلق أحداث القصة من قرية نائية ، حيث يصطدم موكبا عرس بعضهما ببعض حول ضريح الولي الصالح للقرية، وبالتالي يختلط الحابل بالنابل ويبدّل العروسان باعتبار أنّ كلتيهما كانتا مغطاتين من رأسيها إلى أخمص قدميها بالزي ذاته لونا وشكلا، وهما سلطانة ابنة القرية وكنزة الشابة الفرنسية التي أجبرها شقيقها على الزواج، ما يؤدي إلى قلب الأمور رأسا على عقب وتتصاعد وتيرة الأحداث، حينما يكتشف العريس أنّ العروس التي أحضرت له ليست هي التي خطبها من أهلها، بحيث يحاول استعادتها، إلا أنّ الأسرة التي أخذتها عن طريق الخطأ ترفض إرجاعها لزوجها، فيقع عراك عنيف وتختلط أمور العرسان والعائلتين معا.
وقد عرفت أعمال زموري السينمائية التي اهتمت كثيرا بموضوع الهجرة والظروف الاجتماعية للجيل الثاني من المهاجرين نجاحا جماهيريا. كما تطرق لقضايا ومسائل أخرى تهم الجزائريين رغم ما تثيره من جدل وردود متباينة. وقدم المخرج في مختلف أعماله مواقفه بكل شجاعة وبدون مجاملة.
محمد عبيدو



الاثنين، 20 نوفمبر 2017

مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية يحتفي بنساء هوليوود

حضرت هوليوود بقوة في عطلة نهاية الأسبوع الماضي بمهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية من خلال فيلمين وثائقيين أحدهما يدور حول النساء اللواتي كان لهن دور كبير في صناعة الأفلام في الماضي وثانيهما يركز على حياة الراقص الأسطوري جين كيلي.
وقّعت الشقيقتان الأميركيتان جوليا وكلارا كوبيربيرج سيناريو وإخراج الفيلم الوثائقي "النساء اللواتي يحكمن هوليوود" في عام 2016 وأجرتا مقابلات مثيرة جدا للاهتمام مع نساء يتولين بعضا من  السلطة حاليا في هوليوود.
وصفق جمهور المهرجان طويلا لهذا العمل بدقائقه الخمسين لاكتشافه أن نساء مبدعات منهن لويس فيبير وماري بيكفورد وفرانسيس ماريون وأليس جاي بلاسيه ودوروثي آزنير كن صاحبات الكلمة في
هوليوود على صعيد الكتابة أو الإخراج أو المونتاج فيما بين عامي 1910 و1920.
كما تفاعل الحضور كثيرا مع الفيلم الوثائقي "جين كيلي: أن يعيش الإنسان ويرقص" للصحفي والكاتب والمخرج الفرنسي المقيم في ولاية لوس أنجليس برتران تيسيه.
ويتناول الفيلم بدقائقه الخمسين مختلف الحقب في حياة الراقص والكاتب والمخرج الأمريكي جين كيلي الذي يعتبر من أبرز النجوم في العصر الذهبي لهوليوود كما يظهر شخصيته المتناقضة خلف الكواليس.

 واختتم المهرجان أمس الأحد نسخته الثالثة التي حملت عنوان "الحرية". ويعود المهرجان لعام 2014 حيث أنشئ بهدف مواكبة عمل عدد من اللبنانيين واللبنانيات، من باحثين ومخرجين ومنظمات غير حكومية وفنانين وعلماء آثار، وأيضا للمساهمة في زيادة وعي الشباب وتوجيههم نحو التراث أينما كانوا في لبنان.

مهرجان السينما والهجرة بالمغرب

 منحت جائزة أحسن دور نسائي بالنسبة للأفلام الطويلة المتنافسة على جوائز المهرجان، للممثلة المغربية فضيلة بن موسى عن فيلم «فاضمة» لمخرجه أحمد المعنوني، في حين منحت جائزة أحسن دور رجالي لسيدني فيليبي، عن فيلم «زوس» للمخرج باولو فيليبي مونتيرو، أما جائزة أحسن سيناريو فعادت لفيلم «حياة» للمخرج المغربي رؤوف الصباحي، وعادت جائزة أحسن إخراج للمخرج المصري علي إدريس عن فيلمه «البر التاني».
يروي الفيلم الروائي الطويل «زيوس» حياة الرئيس والكاتب البرتغالي مانوييل تيكسيرا غوميز (1862-1941)، وهو عمل مشترك جزائري برتغالي، أخرجه باولو فيليب مونتيرو، قدم خلال 118 دقيقة، أهم محطة في حياة الرئيس، لما قرر ترك السياسة والهروب إلى بجاية التي سحرته طبيعتها من بحر وجبال، وأقام بها إلى غاية وفاته.
يتضمن هذا العمل المشترك قصة الرئيس البرتغالي مع الجزائر، حيث أقام ببجاية عقدا كاملا (1931-1941)، وكان يعيش في فندق النجمة بساحة غيدون دون أن يكشف سر أنه الرئيس السابق للبرتغال، وقد تخلى عن السلطة بعد سنتين من انتخابه.
استهل الفيلم بالاضطرابات السياسية التي سبقت استقالته من رئاسة الجمهورية، بسبب الديكتاتورية الفاشية، وعلى إثره قرر مغادر البرتغال على متن سفينة تحمل اسم «زيوس» باتجاه مدينة بجاية، ويظهر المخرج حجم دهشة غوميز بالمنطقة، وعند وصوله نزل بفندق «النجمة»، وهناك تعرف على أمقران (إيدير بن عيبوش) مستخدم بالفندق، الذي سرعان ما يصبح صديقه المقرب.
جاء العمل في إيقاع بطيء بسبب الحوار الطويل، ولم يوفق المخرج البرتغالي في إبراز أجواء ذلك الوقت وتفاصيل المدينة، وجاءت المشاهد كلها مصورة في إطارات محايدة، إذ أن الوعدات التي تقام عرفا في مناطق القبائل تكون في وسط القرية أو بمقربة من المسجد، لكن المخرج أظهر في معبر ضيق المتواجد في رأس كاربون، فضلا عن مشاهد أخرى اقتصرت في غرفة الفندق ومكتب استقباله.

كما تطرق المخرج إلى يوميات الرئيس بمنفاه في غرفته (الفندق)، حيث كان يكرس وقته للمطالعة والكتابة الأدبية، فجاء العمل في قصتين، مرورا بثلاث مراحل من حياة غوميز من شبابه إلى وفاته، واشتغل المخرج على تقنية الضوء والظل في معظم أجزاء الفيلم، حيث استغل الظل لما كان في البرتغال، وفي ليلة عصيبة مرت به في فندق «النجمة»، وباقي المشاهد في بجاية جاءت مليئة بالحياة والألوان.

الأحد، 19 نوفمبر 2017

يوم للستات يفوز بـجائزة أفضل فيلم طويل في مهرجان فيرونا للسينما الإفريقية بإيطاليا

 
فاز فيلم يوم للستات للمخرجة كاملة أبو ذكري بـجائزة أفضل فيلم طويل في الدورة الـ37 من مهرجان فيرونا للسينما الإفريقية بإيطاليا قدمتها له لجنة تحكيم المدارس، ويأتي هذا بعد أيام قليلة من عرضه في إيطاليا أيضاً، ضمن فاعليات النسخة الـ11 من عروض عيون أفريقيا السينمائية في مقاطعة بوردينوني بشمال إيطاليا.
 
ومؤخراً كان يوم للستات قد فاز بأربع جوائز من 6 مهرجانات دولية شارك بها خلال شهر أكتوبر 2017، حيث حصد الفيلم جائزة الجمهور فيمهرجان الفيلم العربي روتردام، جائزة أفضل سيناريو في مهرجان السليمانية الدولي للأفلام بالعراق، وجائزة أفضل موسيقى والجائزة الثالثة للإنتاج من المهرجان القومي للسينما المصرية، كما شارك في مهرجانات كيب تاون السينمائي الدولي، بيروت السينمائي الدوليومهرجان مشاهد عربية بواشنطن.
 
وتحدث قصة يوم للستات في حي شعبي بالقاهرة، حيث يخصص مركز الشباب يوماً خاصاً لنساء الحي في حمام السباحة. ومع إقبال النساء والفتيات على استخدام حمام السباحة، تتوالى سلسلة من الأحداث التي تغير نظرتهن لأنفسهن، وللحياة كلها. 
 
وقد كان العرض العالمي الأول لفيلم يوم للستات في الدورة الـ 60 من مهرجان لندن السينمائي التابع لـمعهد السينما البريطاني ضمن قسم Debate Strand، كما نافس في المسابقة الرسمية بـمهرجان القاهرة السينمائي الدولي حيث كان العرض الأول للفيلم بالعالم العربي، وحصلت فيه ناهد السباعي على جائزة أفضل ممثلة . 
 

هيلين ميرين تفوز بجائزة تشارلى تشابلن لعام 2018

أعلنت جمعية السينما التابعة لمركز لنكولن فوز الممثلة البريطانية هيلين ميرين بجائزة تشارلي تشابلن تكريما لها عن مشوارها الفني الذي امتد لأكثر من 50 عاما علي خشبة المسرح والسينما والتليفزيون.
وأفاد موقع (ديدلاين) بأن المهرجان السنوي لجمعية السينما التابع لمركز لنكولن سيعقد يوم 30 أبريل عام 2018 بحضور مجموعة من الفنانين والمشاهير.. فيما أعربت الجمعية عن فخرها بتكريم هيلين، التي قدمت خلال أعمالها الفنية العديد من الشخصيات المركبة والمعقدة.
وبدأت هيلين مشوارها الفني في عام 1967 وفازت بجائزة الأوسكار عن فيلمها (ذا كوين)، كما شاركت في العديد من الأفلام منها (ذا كوك) و(ذا تيمبست) و(آي إن ذا سكاي).. كما حصلت على جائزة (إيمي) عن دورها في المسلسل التليفزيوني (إليزابيث الأولى).
يذكر أن مهرجان جمعية السينما السنوي بدأ عام 1972 بتكريم الممثل العالمي تشارلي تشابلن، ومنذ ذلك الحين تم إطلاق اسمه علي الجائزة التي حصل عليها العديد من نجوم الفن، منهم ألفريد هيتشكوك، وإليزابيث تايلور، وميريل ستريب، وتوم هانكس، وروبرت دي نيرو.

السبت، 18 نوفمبر 2017

تودوروفسكي أحد عمالقة السينما الروسية

محمد عبيدو : 
المخرج الروسي بيوتر تودوروفسكي، الذي توفي عام 2013 عن (87) عاماً. قد أخرج  عدداً كبيراً من الأفلام التي تعد من نفائس السينما السوفييتية، واشتهر عالمياً بالفيلم الحربي الدرامي «قصة حب على الجبهة». 

ولد تودوروفسكي في 26 آب 1925 في أوكرانيا، وقد توجه للعمل في السينما بعدما قاتل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. والتحق عام 1949 بكلية التصوير في معهد الدولة للسينما «فغيك» في موسكو وبعد التخرج فيه عام 1954 عمل خلال 10 سنوات مصوراً في ستوديو أوديسا السينمائي، وبدأ عمله كمخرج بفيلم «الإخلاص» عام 1964 وحاز جائزة «أفضل فيلم» في مهرجان البندقية. وتلت ذلك أفلام «الساحر» و«الضحية الأخيرة» و«محبوبة الميكانيكي غافريلوف»، الذي يروي قصة امرأة اسمها ريتا تنتظر مع عدد قليل من الأصدقاء وابنتها البالغة من العمر 15 عاماً وصول زوجها، جافريلوف، ميكانيكي الشحن، الرجل لم يظهر، وتذهب ريتا في رحلة بحث عنه، ولكن عبثاً، فلم يتم العثور عليه. في الفيلم محاولات لوصف الحالة الاجتماعية لسكان متواضعين، وفي غنائية شعرية رومانسية يعرض العلاقة بين البشر و البناء والعمران.
وقد طبعت ذكريات الحرب الكثير من أفلامه، التي تناولت حياة الجنود، وأشهرها «قصة حب على الجبهة»، الذي عرض عام 1983، ورشح للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وحصل على جائزة أفضل ممثلة لاينا شوريكوفا في مهرجان برلين السينمائي عام 1984.و الجائزة الأولى في المهرجان الوطني للفيلم من الاتحاد السوفييتي في عام 1984. تدور أحداثه في عام 1944، ويروي الفيلم قصة جندي روسي اسمه ساشا يقع في غرام امرأة شابة و جميلة خلال الحرب في عام 1994، ويعثر عليها بعد سنوات قليلة متعبة و منهكة ويائسة، وقد فقدت جمالها، وتحولت إلى بائعة في الشارع، ويقوم ساشا بصبر وإصرار في محاولة لجعل الحياة تولد من جديد لديها.. ويعد من أهم أفلامه، وقد أبكى آلاف الروسيات.
وذاع صيته لاسيما بعد فيلم «مومس للأجانب».. وكان تودوروفسكي أول مخرج سوفييتي يجرؤ على تناول حياة المومسات في الاتحاد السوفييتي في السينما مع هذا الفيلم في عام 1989، وكان يقول: «أحب ان أصور النساء (...) الطبيعة النسائية لغز وبئر فعلية لأي مخرج».
فيلم «ستيلاغي» (المتبهرجون ) هو آخر أفلام المخرج 
تودوروفسكي. ويتحدث الفيلم عن شباب الخمسينيات ونزعتهم للتعبير بحرية عن أنفسهم. وأما كلمة «ستيلاغي» فهي تسمية لحقت بشباب الخمسينيات السوفييت الذين تمردوا على القوانين الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك من خلال ارتداء الملابس الزاهية الألوان والاستماع إلى الموسيقا الغربية. ويحكي الفيلم قصته بلغة الرقص والغناء. وتطلب البحث عن أسلوب الفيلم وتصميم الرقصات وتأليف الموسيقا أكثر من 4 سنوات. ويعترف فاليري تودوروفسكي بأنه شعر بمسؤولية كبيرة حين بدأ تصوير فيلمه هذا لأن السينما الروسية لم تعرف في السابق نجاح أفلام كهذه. وأشار إلى أنه من الصعب القيام بالرقص والغناء وأداء الدور في آن واحد في حين لا توجد في روسيا مدرسة للعروض الموسيقية «ميوزيكل». وكان الممثلون يتعلمون هذا الفن في سياق التصوير.

وإلى جانب كونه سينمائياً موهوباً، كان تودوروفسكي كاتب سيناريو وشغوفاً طوال حياته بالموسيقا، وعازفاً على الغيتار والأوكورديون وألف موسيقا الكثير من أفلامه.

الجمعة، 17 نوفمبر 2017

أفلام عن الهجرة والإرهاب تكتسح جوائز "بامبي" الألمانية

اكتسحت أفلام عن الإرهاب والهجرة والكفاح من أجل حقوق المرأة جوائز "بامبي" الألمانية، في حفل ناشد خلاله المخرج والمعارض الصيني آي وي وي الجمهور الذي عج بالنجوم، الثبات على الإيمان بالإنسانية.
وقال وي وي: "لا تنتمي الشجاعة فقط إلى أناس يقبلون اللاجئين، وإنما أيضا للخمسة وستين مليون شخص الذين فقدوا منازلهم…الذين يحتفظون ببعض الأمل في أذهانهم". ووي وي نفسه لاجئ يعيش في ألمانيا منذ عام 2015، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وقال وي وي الذي تم تكريمه على فيلمه "هيومان فلو": "لا بد أن نثق في الشجاعة…لا بد أن نثق في الإنسانية".
ويتم توزيع جوائز "بامبي" سنويا منذ عام 1948 على أصحاب الرؤى والإبداع. وعكس حفل 2017 الأزمات العديدة التي تتفجر حول العالم.
وفاز المخرج التركي الألماني فاتح أكين بجائزة "بامبي" على فيلمه المرشح للأوسكار "إن ذا فيد" الذي تؤدي فيه الممثلة الألمانية المولد ديان دور امرأة قتل زوجها وطفلها في هجوم تفجيري نفذه أفراد من اليمين المتطرف.
وأخرج أكين، وهو ابن لمهاجرين تركيين، الفيلم ردا على تنامي عنف اليمينيين في ألمانيا.
وتم تكريم أليشيا فون ريتبرغ، كممثلة العام، عن دورها كممرضة قوية الإرادة تكافح من أجل أن تصبح طبيبة وذلك في مسلسل "شاريتيه"، وهو مسلسل تلفزيوني تجري أحداثه داخل مستشفى شاريتيه الشهير ببرلين أواخر القرن التاسع عشر.
وحصل الرئيس الألماني السابق يواخيم جاوك، الذي ساهم في قيادة احتجاجات في ألمانيا الشرقية قبل انهيار سور برلين، على جائزة "بامبي" عن مجمل ما قدمه من خدمات.
وشهدت الأمسية التي عجت بالنجوم توجيه الشكر لآخرين منهم عارضة الأزياء الشهيرة كلاوديا شيفر والمغنية ومقدمة البرامج الألمانية هيلينا فيشر.