الاثنين، 10 مارس 2014

مهرجانات 6 : مهرجان ابو ظبي السينمائي


محمد عبيدو - ابو ظبي
شهد قصر الإمارات في أبو ظبي في الفترة من العاشر حتى التاسع عشر من تشرين الاول 2008  عروض مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الثانية والذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
واستضاف المهرجان عدداً كبيراً من نجوم العرب والعالم السينمائيين ونقاد الفن السابع، إذ توافد نجوم السينما على أبوظبي فتألقوا في تقديم عروضهم. وتوالت العروض السينمائية والمحاضرات والندوات النقدية في المهرجان في محاولة لتحقيق شيء من المعادلة المطلوبة بين العروض السينمائية وطرح الأسئلة النقدية والسجالية المتعلّقة بشؤون السينما وعلاقاتها بالثقافة والفنون والمجتمع والناس. وشارك في هذه الدورة 152 فيلماً استمتع بها الجمهور على مدى 186 عرضاً في خمسة مواقع في أبو ظبي، وزّعت الافلام على عناوين ، كالمسابقة الرسمية والتكريم حيث احتفى المهرجان بالعديد من المبدعين العرب الراحلين، فأهدى برنامجه “المخرجات العرب” إلى المخرجة اللبنانية الراحلة راندا الشهال، كما نظم معرضا فنيا من مئة لوحة للمخرج المصري يوسف شاهين، يتضمن عشرات الصور الفوتوغرافية والوثائق النادرة.
وأهدى المهرجان برنامج فلسطين إلى شاعرها الراحل محمود درويش، وعقد كذلك حلقة بحث مهداة إلى رائد السينما السودانية جاد الله جبارة.
و تضمن كذلك مهرجان المهرجانات وعروضاً خاصة شملت الشرف السهل” (المملكة المتحدة) إخراج ستيفان اليوت الجثة المؤنقة إخراج يعود لتسعة من مخرجي الأفلام القصيرة الذين شاركوا في دورة المهرجان الأولى (2007).
وهم نيكولاس كالينكوس، راما موسلي، مريم مهاجر، جنيفر نيدلمان، اليزابيت مارواوليفيه بونتن رنا كزكز، ستين مشيلسين وار يك روزينلند “ايجور” (الولايات المتحدة الأميركية) اخراج انطوني ليوندس “غاندي” (المملكة المتحدة) اخراج ريتشارد اتنبوروه “وسط اللامكان” (كندا) اخراج جين ستوكويل، تمثيل سوزان ساراندون، انطون يلشين، ايفا أموري.. “معجزة في سانت آنا” (الولايات المتحدة الأميركية، ايطاليا) اخراج سبايك لي ميشيما: حياة في أربعة فصول” (الولايات المتحدة الأميركية) اخراج بول شريدر “المحظوظون” (الولايات المتحدة الأميركية) اخراج نيل برجر ( “فيكي كرستينا بارشيلونة”: إخراج وودي آلن وتمثيل سكارلي يوهانسون، بنيلوبي كروز، خافيير بارديم، ربيكا هول، باتريشا كلاركسون وكيفين دّن. تماما كما كانت مدينة نيويورك مكاناً لأحداث فيلم وودي آلان مانهاتن فإن برشيلونة هي مكان أحداث المغامرات العاطفية التي تقوم بها فيكي وكريستينا. تمضي الشابتان الاميريكيتان الصيف في اسبانيا وتلتقيان بفنان مبهر (خافيير بارديم) وزجته السابقة المجنونة (بنيلوبي كروز). فيكي (ربيكا هول) على وشك الزواج اما كريستينا (سكارليت يوهانسين) فهي حرة وصاحبة مغامرات جنسية. عندما تتشابك خيوط حيواتهم العاطفية جميعها فلا يمكن حينها الاّ ان توصف بالفوضوية. والمخرجات العربيات و “ستين عاما على تقسيم فلسطين”، ويشمل 16 فيلما من الإنتاج الغربي، ومن ضمنها “المتظاهرون دائما على حق”، و”رسائل من فلسطين”، و”غيتو غزة”، و”جئت إلى فلسطين”، و”الانتفاضة سبيل الحرية”، و”على أرضنا”، و”أصوات من غزة”، و”أرض الأجداد”، و”اقتل وابك”.
ونظم المهرجان لأول مرة برنامجا لأفلام الحفاظ على البيئة، منها الوثائقية والروائية والتحريك، ومن ضمنها “إنقاذ لونا”، و”تيرا الأرض”، و”تحت بشرتنا”، و”هذا لا يجب أبدا”، و”الظبي روح الصحراء المتحررة” وغيرها، بالإضافة إلى “مسابقة أفلام من الإمارات”، فيما بلغ عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان التي بلغت جوائزها مليون دولار أميركي 16 فيلماً طويلاً و34 فيلماً قصيراً تمثل أكثر من 32 دولة. وفي إطار تكريم جهود العاملين في السينما العربية فقد تم تكريم السينما الفلسطينية والسينما المغربية والمخرج العربي الراحل يوسف شاهين والمخرج التونسي ناصر الخمير.
حضر المهرجان نخبة من أعلام السينما ومنهم النجم العالمي ادريان برودي بطل الفيلم الذي افتتحت به فعاليات المهرجان وهو «الاخوان بلوم’’ والنجم انطونيو بانديراس وميلاني غريفيث وميغ رايان و كان وجود كاترين دينوف في فيلمها ‘’أريد أن أرى’’ صوتاً استطاع أن يتحدث عن المآسي التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف عام ،2006 كذلك سوزان ساراندون التي تحدثت عن قضايا المرأة وعن موقفها المعارض للحرب الامريكية على العراق في لقاءات «سينما الحقيقة’’ في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي. وجين فوندا في تكريم خاص عن «مجمل إنجازها» و «تشجيعها التفاهم بين الثقافات» حيث عرضت مواقفها المعارضة لسياسات بلدها العسكرية منذ حرب فيتنام ، و حرصت النجمة الفرنسية كارول بوكيه التي نشطت في عدد من الجمعيات التي تدافع عن قضية «مجاعة الأطفال’’ أن تسهم في هذه الاحتفالية، وتحدثت ‘’يسرا’’ عن مناهضتها الاغتصاب ونظرة المجتمع للمرأة المغتصبة. وتعد مشاركة المخرجة الهندية كوم يهافاني متميزة إذ تألقت هذه بمواقفها ضد الفقر والمجاعة. وكذلك حضور جمال سليمان وسلوم حداد وسلاف فواخرجي ورشيد عساف وسميرة أحمد وحسين فهمي ولبلبة وصفية العمري وغيرهم.
وجاءت جوائز المهرجان على النحو التالي : فاز بجائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي و قيمتها 200 ألف دولار فيلم «خزيّ’’ disgrace للمخرج ستيف جاكوبز، وهو فيلم من إنتاج أسترالي وجنوب أفريقي مشترك، ومن بطولة جون مالكوفيتش وجيسيكا هينز وإريك بواني، سيناريو الفيلم الذي كتبته آنا ماريا مونتيشيلي مقتبس عن رواية بذات الاسم للحائز على جائزة نوبل للآداب الجنوب أفريقي جي إم كويتزي، وتدور قصة الفيلم حول استاذ جامعي يؤدي دوره جون مالكوفيتش الذي لعب دورا مدهشا يقوم بتدريس الادب الرومنسي مركزا على كتابات الشاعر لورد بايرون في جامعته بجنوب افريقيا لكن الفضيحة العاطفية التي يتعرض لها الاستاذ اثر علاقته بطالبة سوداء تدفعه للتخلي عن وظيفته ويخرج من الجامعة حيث تعيش ابنته في احدى المزارع‏.‏ والفيلم يعالج في اطار نفسي جميل مسألة العنصرية‏.. ففي 120 دقيقة يتجول بنا الفيلم وسط حقل شائك من الأحاسيس الفردية والأزمات العامة الموزعة على البؤس والفقر والجريمة، وهذا الحقل هو تعبير بصري وسوسيولوجي يمثله واقع جنوب أفريقيا كدولة مازالت تترنح من صدمة التفرقة العنصرية، ومن غياب الأمن، وشيوع البطالة والفوضى الاجتماعية المنعكسة تبعاتها على السود والبيض على السواء. وروايات كويتزي عموما تذهب في اتجاه تحليل هذه الظواهر المتطرفة في مدن وأحياء جنوب أفريقيا، فكتابته أشبه بعملية تشريح لنسيج المجتمع وللإرث الدموي الملوث للأذهان…
في حين فازت بجائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل ممثلة الهام شاهين عن دورها في فيلم خلطة فوزية وتبلغ قيمتها 75 ألف دولار وتناول الفيلم الذي تدور احداثه في حارة شعبية مهمشة شخصية امرأة فقيرة ولكن قوية ومقاومة تتزوج خمسة رجال وتطلق اربعة منهم. فيما فاز بجائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل ممثل وتبلغ قيمتها 75 ألف دولار عن فيلم “دم ثائر” الممثل لوكا زينجاريتي. والفيلم يدور حول اوسفالدو فالنتيني ولويزا فريدا ( مونيكا بيلوتشي ) وهما نجمان من نجوم سينما التلفزيون الابيض التي تبنتها الحكومة الفاشية، رغم اعجاب الجمهور بهما الا انهما كانا ضحيتين للشهرة واضوائها الفاضحة، على الشاشة كانا بارعين في اداء شخصيات الرجل الجذاب الوغد والمرأة الضائعة بلا قلب وفي الواقع كانا مدمنين على المخدرات . فتحولت حياتهما الى فضائح صادمة للمجتمع الايطالي البرجوازي . وبعد معاهدة 1945 انحازا الى جانب الجمهورية الاشتراكية التي قدر لها السقوط وخلال الحرب الاهلية وجها نشاطهما للسوق السوداء وانضما الى مجموعة من الفاشيين الذين اقترفوا جرائم تعذيب وحشية. وكان من الضروري ان يكون هناك عقاب يضرب به المثل وتم اعدامهما من قبل الثوار يوم 30 نيسان 1945 بعد خمسة ايام على التحرير.
وذهبت جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل مساهمة فنية وقيمتها 75 ألف دولار لفيلم “عيد ميلاد ليلى” لرشيد مشهرواي وفيه قدم الفلسطينيين برام الله كما هم في الحياة بدون صورة الميديا الاعلامية التي تصلنا عنهم برغم القسوة التي كانت حاضرة.
انه فيلم يريك شيئاً لا تراه بنشرات الاخبار حيث نرى الفلسطينيين بمشهد واحد ، بينما نراه سينمائيا بمشهد مختلف . وتدور احداث عيد ميلاد ليلى حول شخصية فلسطينية محورية بالفيلم هي ابوليلى(اداء رائع جدا وعميق الصدق من محمد بكري) كان قاضيا ولكن لان الحكومة لم تعد تستطيع ان تدفع مرتبه فإنه أجبر على أن يعمل سائق تاكسي وفي يوم عيد ميلاد ابنته ليلى(نور زوبي) السابع تصر زوجته ( أرين عمري) على أن يعود للمنزل مبكرا ومعه هدية وكعكة، ولكن الحياة اليومية في فلسطين فوضوية تأخذه في اتجاهات عديدة قبل أن يصل إلى المنزل . حكايات صغيرة يرويها الفيلم كلما تغيرت هوية الراكب في التاكسي فهناك السجين السابق او زوجة الشهيد او العاشقان الشابان اللذان لا يجدان مكانا يلتقيان فيه فيقرران استقلال سيارة الاجرة … وتركب هذه الحكايات مجتمعة صورة ساخرة للحياة في المكان لا تخلو من الكوميديا السوداء .
الفيلم سهل بشكله وعميق بفكره وذكي بمقاربته للواقع السياسي والاجتماعي بإشارات لماحة وعلى عكس فيلمه الاول “ حتى اشعار اخر » الذي تدور احداثه كاملة داخل منزل فلسطيني بغزة اثناء الحصار وحظر التجوال، هذا الفيلم مفتوح خارج البيوت على شوارع المدينة،إذ يرينا رام الله كما لم نرها من قبل ، مدينة تنبض حياة وتحفل بالمتناقضات وتتحدى الاحتلال الذي لا نراه مباشرة ولكن نحس بثقله في كل تفاصيل الفيلم . كما يتميز هذا الفيلم بقيامه على المفارقات القوية التي توصلنا الى ما يسمى الكوميديا السوداء. اما افضل فيلم وثائقي فقد فاز به “محصورون” للمخرج جونزالو أريخون وتبلغ قيمتها150 الف دولار، وفيه استطاع المخرج ان يقنع 16 ناجياً من حادث اصطدام وتحطم طائرة في البارغواي بالحديث معه بعد ثلاثين عاما من الواقعة، مانحا كلا منهم 24 دقيقة من وقته للحديث عن معاناتهم ، والتأمل في المعنى الاعمق لما حدث لهم ، وصولا الى تصوير فيلمه “محصورون “ ليعكس واقع الحال انذاك.

في حين حصل فيلم “يوسوندور – اجلب ما أحب” على الجائزة الخاصة للجنة التحكيم وتبلغ قيمتها 125 ألف دولار عن المغني السنغالي يوسو ندور، و اسطوانته الأخيرة “مصر” التي يخلط فيها بين الموسيقى الافريقية والعربية والصوفية..حصل فيلم المشهد على جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي قصير والتي تبلغ قيمتها 75 ألف دولار للمخرجين حازم البيطار ورفقي عساف فيما فاز فيلم صانعو الخبز بجائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي قصير وقيمتها 75 ألف دولار للمخرجة ياسمين فضة اما افضل فيلم تحريك قصير والبالغة قيمتها 75 ألف دولار فقد ذهبت لفيلم جاسينتا للمخرجة كارلا كاستينيدا والمنتجة لويز تيليز.
فيما يتعلق بجوائز اللؤلؤة السوداء فئة الاعلانات الثقافية فقد فاز ضد العبودية للمخرج إيريك لين والمنتج بارتيزان فيلمز – ميدي مينوت وبلغت قيمتها 25 الف دولار في حين حصل فيلم المعركة كأفضل فيلم عن فئة الإعلانات التجارية 25 ألف دولار للمخرج تراكتور والمنتج بارتيزان فيلمز – ميدي مينوت اما عن فئة الاعلانات كأفضل مساهمة فنية وبلغت قيمتها 25 الف دولار فقد حصل الفيلم المقلد العظيم للمخرج باتريك بيرج والمنتج بارتيزان فيلمز – ميدي مينوت.
وذهبت جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي عن فئة الطلبة وقيمتها25 ألف دولار للمخرج برهان قرباني اما افضل موهبة سينمائية صاعدة عن فئة افلام الطلبة فقد ذهبت لفيلم لولابي للمخرجة سيرينا ابي عاد وقيمتها 25 الف دولار في حين حصل فيلم ادهيرينت على جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم تحريك – فئة أفلام الطلبة وقيمتها 25 ألف دولار للمخرج جوليان نازاريو فارجاس .
وعرض ضمن المسابقة الرسمية للافلام الطويلة فيلم “حسيبة” الروائي الرابع للمخرج ريمون بطرس عن رواية بالعنوان نفسه للروائي خيري الذهبي، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بدمشق بالتعاون مع “موسفيلم” الروسية.
ويقدم فيه صورة إنسانية شاملة عن واقع العيش في دمشق القديمة، و تاريخاً مختلطاً من السياسة والحبّ والاجتماع، من خلال حسيبة، المناضلة في الجبل، والخاضعة للعنة القدر، والشاهدة على الخراب الإنساني والمجتمعي. تقاتل “حسيبة” إلى جانب والدها المجاهد” صياح” في الجبل ضد الفرنسيين، ولكنهما يضطران للعودة إلى دمشق بعد أن ينفض عقد الثورة، حيث يلتجأ الأب وابنته هناك إلى بيت قريبهما الشيخ حمدان الجوقدار.
تتزوج حسيبة الشيخ حمدان ومعه تبدأ (الفتاة-المقاتلة) باكتشاف حياة تخص عالمها الأنثوي لم تعرفه من قبل في الجبل إلى جانب المقاتلين الرجال، لكن علاقتها بالرجال سرعان ما تدخل في دوائر الفقد والفجيعة، فالأب يغادر تحت جنح الظلام ليقاتل في فلسطين، والزوج سرعان ما يموت، بعد أن تنجب منه ابنة، وحسرة بموت ثلاثة مواليد ذكور …هكذا يغيب الرجال من حياة “حسيبة” لتجد نفسها وحيدة مع ابنتها “زينب” في مشوار حياة محفوف بالمخاطر والقصص و اللقاءات غير المنتظرة وهواجس النجاح وإثبات الذات. إلى جانب حسيبة، ستكون هناك قصص لنساء أخريات “ خالدية، مريم، وداد”، هن مثلها مفجوعات برجالهن ونار الفقد، وحيدات يبحثن عن معنى حقيقي لوجودهن. وتبرز شخصية خالدية كوجه من وجوه النساء التي تمردت جسديا أو جنسيا على الرجال رغم أنها تزوجت أكثر من مرة، وعوقبت معاقبة قاسية، وكانت فنانة تطريز، وهو الفن الوحيد الذي كان يسمح للمرأة أن تقدمه أو تمارسه في وقت سابق ويكون موتها محملا بالمأساة والجمال اذ تنقلب عليها اصص الورود التي تملأ منزلها لتغطي جسدها الميت.
الفيلم ، كما الرواية المأخوذ عنها، يحتفي بالمكان بوصفه البطل الأول في الفيلم ومن خلاله سيسرد ريمون بطرس أحداث شخوصه في الفيلم ابتداء من السيناريو الذي كتبه عن الرواية، انتهاء برؤيته البصرية الخاصة لها إن الفيلم أقرب ما يكون إلى المرثية، فهو مرثية لحياتنا حاول فيه ريمون بطرس أن يقدم عبر سرد بصري مدهش الوجه النسائي في محاولة الخروج من هذا التاريخ المرعب، و التقط المرأة السورية، وبالتالي العربية، في حالاتها الحادة تماما وكيفية الخروج من تلك الأزمة التاريخية، وقد اشترك في تمثيل “حسيبة” الفنانة سلاف فواخرجي في اداء مدهش ، يصاحبها جيانا عيد، وطلحت حمدي، وسليم صبري، ومانيا نبواني، وعامر علي، وصالح الحايك، وكاميليا بطرس. والفيلم من تصوير جورج لطفي الخوري، ومونتاج محمد علي المالح، ومدته 135 دقيقة، ويعد أول فيلم سوري طويل يصور بكاميرا ديجيتال.
كما عرض من المغرب فيلم " زمن الرفاق " للمخرج محمد طريبق وبطولة فرح الفاسي , يعود فيه طريبق الى فترة السبعينات في الجامعات المغربية واشتعال الصراع بين التيارات الماركسية والتيارات الدينية .
نشرت بجريدة البعث السورية




مهرجانات 8 : اطلالة على أفلام مهرجان الاسماعيلية للسينما التسجيلية

محمد عبيدو - الاسماعيلية:
عقد مهرجان الاسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية فعاليات دورته الثالثة عشر برئاسة الناقد علي أبو شادي بمحافظة الاسماعيلية بمشاركة 86 فيلمًا تسجيليًا وروائيا قصيرًا إضافة الى أفلام تجريبية وتحريك من مختلف دول العالم ومنحت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان برئاسة المخرج الكوري "سانجيب لي" ويشارك فيها الناقد المصري أحمد يوسف والمخرجة الاسبانية راكيل اجوفرين والمخرج الهولندي ماركو شورمان والسيناريست البحريني فريد رمضان الجائزة الكبرى للفيلم النرويجي "مأساة جميلة" للمخرج ديفيد كنسيلا قيمتها ستة آلاف جنيه مصري، فيما عادت جائزة أحسن فيلم تسجيلي طويل "قصة حب وكراهية" للمخرج الياباني شون ماك أليستر، أما جائزة لجنة التحكيم للفيلم التسجيلي الطويل فعادت للمخرج الأمريكي روبرت كينر عن فيلمه الموسوم "شركة الأغذية المتحدة" الذي يصور فى إطار ساخر كيف أن الموظفين جميعهم مكبلون بالضغوط الوظيفية، فجميعهم مربوطون بحبال تتدلى من أعلى، وكلما زادت أهمية وظيفتهم تزداد معها حجم الضغوط التى يتعرضون لها. كما منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفيلم الإسباني "شخص غير مرغوب فيه" للمخرج فابيو ويتاك. وفي فئة الأفلام التسجيلية القصيرة، عادت جائزة أحسن فيلم إلى الإسباني خوان رينا وإريك كابيرا عن فيلم "إسيتا- خلف الحاجز"، وذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم التسجيلي القصير إلى "طريق الخلاص" للمخرج الأمريكي جوناثان ستاك، ومنحت ذات اللجنة شهادة تقدير لفيلم "المستعمرة" للمخرج المصري أبو بكر شوقي خاض فيه مخرجه مغامرة جديدة تمامًا على عالم السينما التسجيلية حيث حمل كاميرته إلى مستعمرة الجذام بأبوزعبل وعاش فترة بين مرضاها ونقل تفاصيل معاناتهم.. وهم يعزلون حتى يجتازوا مرحلة الخطر ويعانون في صمت دون أن يشعر أحد. ، وذهبت جائزة أحسن فيلم روائي قصير إلى المخرج الاسباني أرو نجي مليانه عن فيلم "أمام عينيك"، فيما منحت اللجنة شهادة تقدير للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان عن فيلم "ليش صابرين"، مناصفة مع الفيلم السلوفاني "الدهشة" للمخرج سلوبودان مكسيموفتش، وتدور أحداث "ليش صابرين"، حول اثنين من العشاق الشباب يريدان أن يعيشا أحلامهما في مجتمعهما الصغير الذي يحكمه الإسرائيليون، وكيفية مواجهة السلطة الظالمة، وكيف يتعاملان مع التابوهات الاجتماعية المظلمة.. كما ظفر "الوظيفة" للمخرج الأرجنتيني سانتياجو بو جراسو بجائزة أحسن فيلم في فئة أفلام التحريك، والذى يصور يوم عادى فى حياة رجل يستيقظ من يومه ليستخدم الناس كأدوات جزئية نشطة فالدولاب والكرسى والسيارة والأسانسير كلهم يظهرون فى شكل بشر يستخدمهم هذا الإنسان، لنفاجأ فى النهاية بأن وظيفته هى "سجادة" أمام أحد المكاتب. وعادت جائزة لجنة التحكيم للفيلم السويسري "التلفريك" لصاحبه كلاوديوس جنتينيتا، إلى جانب شهادة تقدير للفيلم السلوفانيي "قهوة شيكوري" للمخرج دوسان كاستيليتش.
وفي فئة الأفلام التجريبية، حصد الكندي "رقصة الموت" للمخرج بيدرو بايز جائزة أحسن فيلم، فيما حازت المخرجة البنغلاديشية ياسمين كبير جائزة لجنة التحكيم.
منحت لجنة تحكيم جمعية نقاد السينما المصريين برئاسة مصطفى درويش تنويها للفيلم الروائي القصير "حجرة العجائب" للمخرج اندريا بالاورو، وذلك لسرده المذهل لعلاقة حميمية وتصميم بارع للمكان مع تحريك للممثلين دون كلام، إضافة إلى الفيلم التجريبي "رقصة الموت" للمخرج بدرو بييس، وذلك لصعوده وارتقائه بالصورة من خلال صوت الموسيقى وحركة الجسد ورؤية الحياة متواصلة بالموت، بحيث أصبح الفيلم بإيقاعه وتكويناته أقرب إلى أن يكون قصيدًا سيمفونيًا، كما منحت ذات اللجنة جائزة أفضل فيلم لـ "الطقوس الأخيرة" لصاحبته ياسمين كبير، وذلك لعرضه من خلال إيقاع مكثف لصور تعكس غيومًا وظلامًا ودخان بخار وحطام أشياء للصراع من أجل البقاء داخل إحدى مقابر السفن حيث يتحول كل شيء إلى أرض خراب.
ومنحت لجنة تحكيم جماعة السينمائيين التسجيليين المصريين برئاسة الدكتور علي الغزولي، جائزة "صلاح التهامي" لفيلم "هل تستمر الرسالة؟" للمخرج المغربي محمد بلحاج، الفيلم يروي حياة المخرج العالمي السوري مصطفى العقاد ورحلته من مسقط رأسه في مدينة حلب السورية مطلع خمسينيات القرن الماضي إلى عاصمة السينما العالمية مدينة هوليوود الأميركية.
مدة الفيلم تسعون دقيقة تناول حياة العقاد بطريقة الاسترجاع عبر استعادة الأحداث ابتداء من نقطة النهاية، حيث بدأ بمراسم تشييعه بعد مقتله في تفجيرات عمان عام 2005 ليعود إلى طفولة العقاد في حلب ويستعرض رحلته الكفاحية والشاقة عندما وصل إلى الولايات المتحدة حاملا مائتي دولار ونسخة من القرآن الكريم تسلمها من أبيه، مركزًا على احتفاظ العقاد بثقافته وهويته وانخراطه في الحياة العملية بأميركا دون أن يفقد الرابط مع محيطه ووطنه. كذلك يكشف الفيلم عن حجم المصاعب التي واجهها العقاد عند تصويره لفيلم الرسالة، وبرز فى فيلم "هل تستمر الرسالة" جوانب عديدة من شخصية العقاد، وفلسفته فى الحياة وتعلقه ببلده سوريا، وأيضا مبدأه الذى كان دائمًا يعمل به ويتخلص فى كيفية مخاطبة الغرب بسلاح الإعلام والسينما، حيث كان يردد دائمًا أن "سلاح الإعلام والفن أقوى تأثيرًا من الدبابة"، لذا أخرج العقاد فيليمه "الرسالة" و"عمر المختار" بطولة أنطونى كوين واللذين يعدان من أهم الأفلام التى تنقل صورة صحيحة وإيجابية عن الإسلام للغرب، لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن كون الإسلام مرادف للإرهاب، ورسخ الفيلمان ماهية الإدراك الحقيقى لدى جمهور الغرب. أما جائزة "حسام علي" فكانت من نصيب الفيلم المصري "مستعمرة" للمخرج أبو بكر شوقي.
أشادت لجنة تحكيم مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية بالفيلم التسجيلي القصير "المكان الذي ينادي روحي" للمخرجة الأفغانية الكاسادات، والذي يعالج قضية العنف ضد النساء وخاصة العنف الأسري، حيث نجح الفيلم في تجسيد واقع النساء المرير المتخفي وراء النقاب والحجاب وينتقص من حقوقها الإنسانية، ومنحت اللجنة ذاتها جائزة للفيلم الروائي القصير الجزائري "قوليلي" للمخرجة صابرينة دراوي، شجاعة وجرأة تناولت بهما موضوعها سواء في جانبه التقني الذي اشتغلت عليه المخرجة الشابة في شكل جميل ولافت للنظر مستعملة لقطتين من دون انقطاع وأخرى مقربة جدًا اعطت العمل حيوية وعمقًا الى جانب الديكور الذي أولته ايضاً عناية كبيرة بتفاصيل متناهية. لكن اهمية العمل برزت أيضًا من ناحية المضمون بطرحها لموضوع راهن غاصت من خلاله في حديث عن الحب والجنس بين صديقتين تختلفان كثيرًا عن بعضهما في وجهات النظر بقدر ما تتشابهان. امرأة مشتتة متناقضة محافظة، وامرأة تدعو للتحرر والحب ولا تقضي ايامها وحيدة في انتظار من يدق بابها ليطلب يدها.لنكتشف اثناء المشاهدة ان الحوار بين الاثنتين هو منولوج داخلي بصوت عال لفتاة واحدة .
وعرض في المهرجان فيلم "أنا غزة" لأسماء بسيسو ويتناول الحرب الوحشية الاسرائيلية على قطاع غزة خلال عامي 2008-2009 مع التركيز على آثارها على الفلسطينيين من خلال سرد لقصص شخصية لم تهتم بها وسائل الاعلام كما يلقي الفيلم الضوء على الاثار الجانبية النفسية والاجتماعية على الناس عقب الحرب" التي شنتها اسرائيل على القطاع المحاصر لمدة 22 يوما وأودت بحياة أكثر من 1300 فلسطيني معظمهم من المدنيين.
و فيلم "رحلة مكان" لندى دوماني وهو انتاج مشترك بين لبنان والاردن و يعالج قضية "المنفى والاشتياق للعودة الى الوطن بالنسبة لابناء الشعب العراقي من خلال استعراض لوحات لأربعة فنانين عراقيين تتناول تاريخ العراق.
والفيلم الجزائري "سكتوا" للمخرج خالد بن عيسى الذي قدم وببراعة كبيرة صورة واقعية للمجتمع الجزائري من خلال مزجه بين الفكاهة والجدية حيث يروي حكاية منشط اذاعي شاب ينشط حصة ذات استماع كبير ليلاً وينام نهارًا، ليحاول النوم في الوقت الذي بدأت تستيقظ فيه المدينة. ولما كان يسكن حيًا شعبيًا فيه الكثير من الضجيج والجلبة اصبح الشاب المنشط لا يعرف النوم ولا يمكنه بالتالي الاستراحة من عمل الليل، إذ يحول الضجيج حلمه الى كابوس، وتتحول المدينة الى فوضى غريبة ومصح للمجانين.
والفيلم المصري "شهر 12"من إخراج محمود شكري، وتدور أحداثه حول الشاب يوسف، الذي يهرب من مشاكل بلاده ومشاكله الخاصة لأنه لم يعد قادرا على مواجهتها، ولم يجد يوسف إلا السفر لتغيير كل شيء، وهو في طريقه إلى المطار ليغادر نهائيا يقع حادث على الطريق ليتورط فى مشاكل معقدة لا دخل له بها.
الفيلم الياباني "يوم في العمر" تدور أحداثه حول سيدة عجوز تستيقظ مبكرًا كل يوم وتعمل بكل اجتهاد على الرغم من أن كل الأيام تتشابه في حياتها، وكل ما تعرفه أنها تستطيع أن تعمل لتحيا.
الفيلم الكندى "يا أمى ـ التحقيق مع عمر خضر" إخراج 3 مخرجين هم الأخوى باتريشو، وأندريا هنريكيز، ومعهم المخرج لوك كوت، ويتاول الفيلم اتهام عمر خضر من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بقتل أحد جنودها فى أفغانستان خلال شهر يوليو 2002، ويتم اعتقاله فى سجن غوانتنامو لمدة 6 سنوات يتعرض خلالها لأبشع عمليات التعذيب، ويروى عمر فى الفيلم ما يحدث داخل سجن جوانتنامو الشهير.
بينما يتعرض الفيلم الأميركى "طريق الخلاص" للمخرج جوناثان ستاك لسيرة واحدة من أهم الكاتبات والمخرجات الليبراليات، وذلك من خلال 150 عاما من التاريخ عبر رواية "طريق الخلاص" التى تروى فيها السيدة الليبرالية "بندو" ذكرياتها مع الحرب محملة بعذاب الندم والغضب.
ومن المغرب عرض فيلما "جذور" لعز العرب العلوي و"الكفالة" لنوفل براوي ومن لبنان الفيلم التجريبى "الدفتر الأسود الصغير" لسامر الغريب.
ما تجدر الإشارة إليه، أن المهرجان عرض 97 فيلمًا متنوعًا بين قصير وتسجيلي وتحريك، إضافة إلى أفلام تكريم مدير التصوير الراحل طارق التلمساني، وكذا أفلام الورشة التي حملت عنوان "الموسيقى في المكان"، حيث تم إنتاج خلال الثمانية أيام من عمر المهرجان أفلامًا تسجيلية تعبر عن رؤى صانعيها وتنقل إحساسهم بالمكان.

مهرجانات 7 : اضوء على مهرجــــان تاغيت للفيلم القصير

تاغيت ( الجزائر ): محمد عبيدو
على بعد 960 كيلو متراً جنوبي غرب العاصمة الجزائرية توجد مدينة (تاغيت) بولاية بشار لؤلؤة الصحراء الجزائرية كما يسميها الجميع وهي قطعة مترامية الاطراف على مساحة 8040 كيلو متراً من الرمال الذهبية وتصبح مدينة (تاغيت) في شهر كانون الاول من كل عام قبلة السياح والزوار من الجزائر وخارجها، في هذه المدينة الصحراوية جرى مهرجان التاغيت الذهبي للفيلم القصير بدورته الثانية اواخر الشهر الماضي، الذي تشرف عليه مؤسسة الفنك الذهبي وهو اسم حيوان صحراوي شهير في الجزائر.
وقد حصد الفيلم الجزائري سكتوا للمخرج الشاب خالد بن عيسى جائزتي افضل فيلم عن المسابقة الدولية وجائزة الكاميرا الذهبية الخاصة بالافلام الجزائرية ، حيث قدم وببراعة كبيرة صورة واقعية للمجتمع الجزائري من خلال مزجه بين الفكاهة والجدية حيث يروي حكاية منشط اذاعي شاب (قام بدوره الفنان هشام مصباح ) ينشط حصة ذات استماع كبير ليلا وينام بالنهار، ليحاول النوم في الوقت الذي بدأت تستيقظ فيه المدينة ولما كان يسكن حياً شعبياً فيه الكثير من الضجيج والجلبة اصبح الشاب المنشط لا يعرف النوم ولا يمكنه بالتالي الاسترجاع من عمل الليل ، فيحول ضجيجها حلمه الى كابوس ، وتتحول المدينة الى فوضى غريبة ومصح للمجانين.
«سكتوا» : فيلم مشغول بتمكن وذكاء من المخرج الجزائري خالد بن عيسى واما جائزة احسن اداء نسوي فقد منحت الى المغربية اسماء الحضرمي لمصداقية دورها الذي جعلته في خدمة الاخراج المحكم للفيلم في فيلم « المرأة الشابة والمعلم» للمخرج محمد نظيف وتؤدي فيه اسماء دور امرأة فقدت زوجها في البحر وهو يحاول ان يعبر البحر بهجرة سرية، احمد شاب في العقد الثاني من العمر ، المرض فرقه عن حبيبة عمره ليقرر على اثرها مغادرة القرية والتوجه الى منطقة اخرى بالمغرب في محاولة لنسيان حب صديقته العالق في قلبه ، ويعمل مدرساً بمدرسة القرية غير ان حالته تزداد تأزماً بعد التقائه بشابة فقدت هي الاخرى حبيبها غرقاً وهو يحاول الالتحاق بالضفة الاخرى… وجائزة افضل اداء رجالي للراقص التعبيري الفرنسي او غليان دي كلوزو في فيلم او اس للمخرجة الفرنسية ماري فناري لأنه ادرك كيف يجمع بين مختلف الاليات الضرورية للأداء من حركية الجسد الى التعبير بملامح الوجه.
وكانت حيثيات منح جائزة افضل سيناريو التي نالها الفيلم الاردني المشهد للمخرجين رفقي عساف وحازم البيطار، لأنه ادرك كيف يحافظ على مصداقية نظرته رغم حداثتها فيما يخص مسألة سياسية حادة وفي الفيلم ينتفي الحوار الانساني والسياسي بين الفلسطينيين واسرائيل باستثناء علاقة من طرف واحد تلخصها عدسة بندقية في يد جندي يراقب هدفاً فلسطينياً محتملاً ويؤمن بأن كل مسلح هو «ارهابي» الا اذا كان اسرائيلياً.. بينما كان فيلم التونسي رضا تليلي قد نال جائزة افضل اخراج لبصمته الخاصة في كتابته السينمائية ولانه نجح بشجاعة ووعي كيف يجسد لنا المناخ الضاغط على مصير الفرد، وفيه نرى رجلاً يكتشف انه ميت بحسب شهادة وفاة الحالة المدنية، وهو في رحلة بحث عن ما يؤكد حياته او وفاته .
وقد نوهت لجنة التحكيم بخمسة افلام هي: كيكة بالكريمة للمخرج المصري احمد مجدي لقوته الانسانية، وصورته الشاعرية، والفيلم الجزائري قوليلي للمخرجة صابرينا ضراوي لشجاعة المخرجة والجرأة التي تناولت بها موضوعها سواء في جانبه التقني الذي اشتغلت عليه المخرجة الشابة بشكل جميل وملفت للنظر مستعملة لقطتين دون انقطاع وأخرى مقربة جداً اعطت العمل حيوية وعمقاً الى جانب الديكور الذي اولته ايضاً عناية كبيرة بتفاصيل متناهية لكن اهمية العمل برزت ايضاً من ناحية المضمون بطرحها لموضوع راهن غاصت من خلاله في حديث عن الحب والجنس بين صديقتين تختلفان كثيراً عن بعضهما في وجهات النظر بقدر ما تتشابهان… امرأة مشتتة متناقضة محافظة، وامرأة تدعو للتحرر والحب ولا تقضي ايامها وحيدة في انتظار من يدق بابها ليطلب يدها. وفيلم تهليلة لطفل للمخرج الصربي ميلوس بوشيك لتحكمه في اللغة السينمائية وعمق رسالته الانسانية والفيلم الاماراتي بنت النوخذة للمخرج خالد المحمود لشاعرية السرد ورهافة نظرة الطفل لطقوس الدفن وفي الفيلم يمتزج الواقع المؤثر بلحمة فانتازية تكمل رؤيته من خلال قصة طفل يعيش لحظات موت جدته وتغسيلها في الوقت الذي يتذكر فيه كيف كانت جدته تحدثه لتكوّن لديه ذلك التصور الخيالي المعتمد على اسطورة شعبية تجاه البحر الغامض. والفيلم البلجيكي انتهت الكوميديا للمخرجين جون جوليا كوليت وأوليفي تولي لاستعداداته السينمائية المتكاملة.
وكانت لجنة تحكيم المسابقة الدولية تكونت من المخرجة التونسية سلمى بكار رئيساً والمخرجة الايرانية ايتن مولتو سراي عضو لجنة التحكيم والمخرج الهندي ريتشي محتا عضو لجنة التحكيم ومن جزر القمر المخرج محمد سعيد امة عضو لجنة التحكيم والناقد الجزائري مولود ميموني عضو لجنة التحكيم بينما تكونت لجنة تحكيم الافلام الجزائرية من علال يحياوي رئيساً وعضوية كل من المخرج المغربي داود اولاد السيد والناقد والصحفي الجزائري نبيل حاجي، حيث نوهت بافلام قوليلي لصابرينا ضراوي وبأفلام الرسوم المتحركة المنفذة من قبل مخرجين جزائريين شباب اشتركوا بها في مسابقة الافلام الجزائرية.
يذكر ان المهرجان يتعانق فيه سحر المكان وسحر السينما ومتعة المشاهدة الجديدة والمغايرة حيث عرضت الأفلام في خيمة كبيرة وافترش المشاهدون الأرض لمتابعة الأفلام المعروضة، وقد افتتح من طرف كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال الشاعر عز الدين ميهوبي الذي توقع «نجاح المهرجان وأخذه مستقبلاً بعداً دولياً إذا استمر بهذه الاحترافية والعمل المنظم والتنسيق المتكامل».
وتضمن مهرجان الفيلم القصير، اختيار عدة أفلام للمسابقة الدولية التي فتحت للأفلام المنجزة بين عامي 2007 و2008 وبانوراما للفيلم الوطني ومحاضرات ونقاشات وورشات وأنشطة موازية، وقد عرض 26 فيلماً سينمائياً قصيراً فيما تابع الجمهور أفلاماً أخرى في إطار ركن بانوراما سينما المهرجان.
وعلى هامش المنافسة الرسمية، تم عرض فيلم قصير بعنوان جيللو للايطالية ماري كنالي تكريماً لصانع فيلم معركة الجزائر الذي اخرجه في الستينيات من القرن الماضي الايطالي جيل بونتيكورفو والذي عرف بصداقته لثورة التحرير الجزائرية، وهو ما دفعه الى حمل الكاميرا وتصوير احداث الثورة في الجبال وفي القصبة في 1966، ونال بفضل «معركة الجزائر» الجائزة الكبرى بمهرجان فينيسيا الايطالي وحضرت العرض الجزائري زوجته التي تأثرت بالحضور الجماهيري المتميز ، وكذا تنظيم «قعدات» شارك فيها مختصون في الفن السابع حول العديد من المحاور السينمائية من بينها «عندما يلبس الضوء الإحساس» مع مدير التصوير الجزائري علال يحياوي و «عندما يصبح الإطار وسيلة سيكولوجية» و« العلاقة بين المخرج والممثل» مع المخرج المغربي داوود ولاد اسياد كما شهدت خيمة التاغيت عرض الفيلم الهندي آمال للمخرج ريشي مهتا والفيلم الجزائري مسخرة للمخرج الياس سالم في إطار العروض السينمائية الخاصة لهذه الدورة لابراز تجربة المخرجين الشباب الذين اخرجوا العديد من الأفلام القصيرة، وعندما انتقلوا للفيلم الطويل حققوا نجاحات باهرة بالمهرجانات وقالت المخرجة ياسمين شويخ المدير الفني للمهرجان ان مدينة تاغيت ستقوم حالياً بإنشاء قاعة سينمائية تتسع لحوالي 350 مقعداً لتخدم المهرجان واهالي تاغيت، وهي تعد احدى الثمار المبكرة لهذا المهرجان الوليد واضافة جديدة للقاعات السينمائية الجزائرية التي تتعرض لخطر الاغلاق والاندثار، كما يقوم المهرجان وعبر موقعه الالكتروني الرسمي بإنشاء قاعدة بيانات لخدمة صناعة الافلام الروائية القصيرة في كل مكان. ومن الافلام التي عرضت بالمهرجان الفيلم التونسي «ليلة عيد» اخراج اشرف لعمار وتدوم مدته 8 دقائق و 32 ثانية حاول من خلالها الممثلان جمال المداني والهادي بوكراع ان يجسدا خوف الانسان من الموت ودو غمائية وضبابية النظرة المشوهة للدين يبرز شيخا «الهادي بوكراع» الذي لم يسبق له التعامل مع الكاميرا يصلي وعلامات الوهن والتعب بادية عليه يدعو الله ان يريحه من هذه الدنيا ويلحقه بزوجته الراحلة وسرعان ما يستجيب الله لدعواه ويرسل اليه ملك الموت لأخذ روحه عندها يتشبث بالحياة فالعجوز الذي أنهى صلاته في فجر يوم العيد يتمدد في فراشه ويغرق في النوم وفجأة توقظه أصوات غريبة يظنها هلوسات لكن الحوار بين الرغبة في الحياة وحتمية الموت تبرز لنا هشاشة الكائن البشري، ويتوسل للملك ان يتركه يعيش وهو يقول «إذا العيد اتركني أضحي بشاتي»، ليكتشف ملك الموت الذي جسده المخرج في صورة بشرية انه أخطأ في الشخص والتوقيت وان عليه المغادرة إلى بغداد قبل الفجر ليقبض روحاً هناك وسرعان ما يختفي الملك، ليعلن صوت المذياع: «تم فجر اليوم تنفيذ حكم الاعدام في الرئيس..» دون اتمام الجملة تاركاً المجال مفتوحاً لتأويلات مختلفة.
والفيلم التونسي «اسكات» للمخرجة فاتن حفناوي، يحكي عن صحفية مهاجرة ومصور حرب، ترجع الصحفية إلى بلادها بعد سبع سنوات غربة اثر اعتزالها عالم الصحافة بعد معايشتها لحرب فلسطين والعراق، لتلتقي بالمصور ويحكي كل منهما للآخر المشاكل التي صادفتهما في مشوارهما المهني.
والفيلم الجزائري «كالنحلة» للمخرج مؤنس خمار وبطلته نحلة محصورة في شقة مغلقة النوافذ تبحث عن مخرج صوب الازهار لتتناول غذاءها، ولم يظهر سكان الشقة بشكل مباشر، وهو خال من أي حديث سوى من طنين النحلة المسكينة فنسمع نشرة أخبار عن حل أزمة الغذاء عام 2011 ليكون الرد عليها بطريقة ساخرة جداً بصوت من احد سكان الشقة النائمين وخبر آخر عن حرب امريكا في العراق والأزمة العالمية المالية في الثلاثينيات، وكلها أخبار لا تستحق تعليقاً سوى ذات الصوت الذي ينهي الفيلم.
والفيلم المصري «هوس العمق» لأسامة العبد عن قصة فنانة تشكيلية شابة تعرض اعمالها لأول مرة لكنها تصطدم بكلمة يلقيها في وجهها احد النقاد الكبار في الفن التشكيلي قائلاً:« عملك فيه فطرة لكن ينقصك العمق » لتصطدم الفتاة وتبدأ رحلة مهووسة بحثاً عن العمق ليس فقط في اعمالها الفنية بل في حياتها وشخصيتها ووجودها وما يدور حولها لينتهي بها المطاف للانتحار. والفيلم المصري (فيولينا) لسوزان عباس ويدور حول شخصية الموسيقي ميشيل المصري احد ابرز عازفي الكمان في مصر ومؤلف موسيقى تصويرية للعديد من الاعمال التلفزيونية ،منها مسلسلات ليالي الحلمية، مين اللي ما يحبش فاطمة، والحاج متولي …
والفيلم الجزائري « الشك» للمخرج عمار سي فوضيل الذي تدور احداثه حول احمد الذي يقتله الشك بعدما تركته زوجته دون اي سابق انذار ، حيث تركت له رسالة في المنزل تخبره فيها بأنها تفارقه ولا تريد ابداً الرجوع اليه بعد ان ضاقت به ذرعاً ليبقى طيف مريم يحوم بين ارجاء المنزل وتزداد معاناة احمد امام تأنيب الضمير وعدم معرفة فيما اذا كان فعلاً قد قتل زوجته ام لا…


قطعة كعكة بالكريمة قد تسعد الفتاة غير ان صديقها المعدم لايملك النقود لتلبية طلب رفيقته ولحسن الصدف يخرج عند مدخل الطريق الرئيسي فيلتقي بعامل نظافة ليقدم له قطعة كيك بالكريمة حتى يثير سعادة صديقته المسكينة. ومن سورية شارك نضال حسن بفيلمه /حكاية كل يوم/ عن علاقة بين رجلين وامرأة احدهما الزوج والاخر العشيق، وجود سعيد بفيلمه /وداعاً/ وهو تحية حب سينمائية للمخرجين الراحلين بيرغمان وانطونيوني.

مهرجانات 5 : مهرجــان القاهــرة الســـينمائي في دورتـه الثانيــة والثلاثـــين

القاهرة: محمد عبيدو

أفتتح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته رقم‏ 32‏ «وهي واحدة من أهم دوراته حيث يتحقق فيها كثير من الطموحات السينمائية»، فهذه الدورة بما فيها من نجوم وأفلام وبرامج تعيد للمهرجان ريادته وخصوصيته. وهذا العام تم تكريم عدد من النجوم الكبار مثل تشارليز ثيرون وسوزان ساراندون وجوليا اورموند وكيرت راسل وجولدي هون وميراسورفينو وانجيلا مولينا‏ والمخرج المكسيكي الكبير ارتورو ريبستاين الذي تم تكريمه في حفل الختام .‏ كما شارك في المهرجان 350 فنانا وسينمائيا وإعلاميا من ثمانين دولة.‏.‏ وأعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني اهداء دورة المهرجان عن جدارة واستحقاق لروح المخرج المصري العالمي يوسف شاهين. وقام بتكريم وزير الثقافة الإسباني سيزار أنطونيو مولينا وعدد من نجوم السينما الاسبانية على خشبة المسرح بمناسبة اختيار اسبانيا ضيف شرف الدورة الثانية والثلاثين للمهرجان تتمثل بنجومها وأفلامها اضافة لهذه الدورة‏.‏ وكذلك الاحتفاء بالسينما الأفريقية التي تعكس "سموها الفكري وتفردها".وعرض في الافتتاح الفيلم الإسباني العودة الى حنضلة الذي تدور أحداثه حول سيدة مغربية تفقد شقيقها في محاولة هجرة غير شرعية لإسبانيا.

وكرم المهرجان من مصر ‏:‏ سميرة أحمد‏-‏ محمود ياسين‏-‏ بوسي‏-‏ طارق التلمساني ونهاد بهجت ومن الايجابيات أيضا ان ادارة المهرجان انتهت الى ضرورة اعادة جذب الجمهور الى صالات العرض فكان هذا الاشتراك بمبلغ‏20‏ جنيها لكل الطلبة لمشاهدة أفلام المهرجان‏ وهناك‏10‏ صالات عرض عرضت فيها الأفلام‏.‏
شارك في المهرجان 59 دولة آسيوية وأفريقية وأوروبية ويقدم في برامجه المختلفة أكثر من‏160‏ فيلما تمثل أهم الأفلام التي عرضت عالميا وحصدت التقدير العالمي من خلال برنامجي القسم الرسمي ومهرجان المهرجانات‏..‏ أما الأفلام الجديدة فهي عنوان المسابقة الرسمية والتي يشارك فيها‏16‏ فيلما من‏14‏ دولة‏..‏ وتحتل مسابقة الأفلام العربية مساحة مهمة حيث عرضت أفلاماً من ثماني دول هي: الجزائر والبحرين ومصر ولبنان والمغرب وفلسطين وسورية وتونس. وتقدم وزارة الثقافة المصرية جائزة قدرها مئة ألف جنيه مصري (حوالي 18 ألف دولار) لأفضل فيلم عربي لعام 2008 مناصفة بين المنتج والمخرج، واستحدثت في هذا العام جائزة أفضل سيناريو وقدرها أيضا مئة ألف جنيه..‏ وللعام الثاني تستمر وبشكل قوي مسابقة أفلام الديجيتال‏ وأصبحت من برامج المهرجان المتميزة‏..‏
تضم لجنة التحكيم للمسابقة الرسمية 11 عضواً، ويترأس اللجنة المخرج الإسباني ايمانويل أوريبي وعضوية كل من المخرج محمد خان، والممثلة داليا البحيري من مصر، والمنتج الألماني كارل بوم جارتنر، والمنتج الإيطالي غراسيا فولبي، والمخرج والكاتب الفلسطيني هاني أبو أسعد، والمخرج دالي شوان من الصين، والممثلة صوفي نداب من جنوب إفريقيا، والممثلة السورية سوزان نجم الدين، والممثلة التركية جونجور بيرك، والممثل الإنجليزي انطوني سولمان.
وتضم المسابقة الرسمية أفلاماً متنوعة القضايا والاتجاهات، فهناك «مغني التانغو» إخراج جبرائيل ادريان ارجوي من الأرجنتين، و«القطع» إخراج يان فركاين من بلغاريا، و«الراقصون» إخراج باميلا فيشر من الدنمارك، و«سيرافين» إخراج مارتين كرو بروفوست من فرنسا، و«علامة الملاك» إخراج صافي نيبابو من فرنسا، و«الحلوة» إخراج يانيس سارة روبديس من اليونان، و«الحاوي» إخراج توماس المازي من المجر، و«في الجسد» إخراج كريستيان انجلي من إيطاليا، و«معركة شاي» إخراج فونج ياننج من اليابان، و«فايندج شانجرينا» إخراج أسماني تينج من الصين، و«الإمبراطورية الخفية» إخراج كارين شخنازروف من روسيا، و«الرجوع إلى هانسيلا» إخراج كريس بوتيراس من إسبانيا.
و«زهرة الشمس العمياء» إخراج جوزيف لويس من إسبانيا، و«حب تندوري» إخراج اوليفيه باردين من سويسرا، و«ساعي البريد» إخراج جاجان ايماك من تركيا، وأخيراً «المسافر» إخراج أحمد ماهر من مصر، وهو الفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية.
وبالاضافة للمسابقة الرسمية هناك مسابقة «أفلام الديجيتال» وهي مخصصة للأفلام الروائية الطويلة ولها جوائز مالية مقدمة من المهرجان، حيث يحصل الفائز بالجائزة الفضية على مبلغ 6 آلاف دولار، وهذه الجوائز يتم توزيعها ما بين المنتج والمخرج، وتتكون لجنة تحكيم هذه المسابقة من 6 أعضاء يرأسهم المخرج المصري طارق العريان و هشام الغنام من الكويت، والممثلة النيجيرية رحماتو كيتا، والمخرج النيجيري محمود علي بلجوم، والممثلة البريطانية ريتا توشنجام، ورئيس المركز السينمائي الروماني ايجان سوربانسو. ويتنافس في هذه المسابقة 13 فيلما هي «غروب الشمس» إخراج جيفر محمد، وإنتاج مشترك بين أمريكا وباكستان، و«مازليم» إخراج إدريس بارمول من أميركا، و«الغابة المتغيرة» إخراج فاروق افلابي من نيجيريا، و«نقطة» إخراج درفيس زام من تركيا، و«زيمبابوي» إخراج داريل جيمس رود من جنوب إفريقيا، و«نحن» إخراج لاين أوماكلين من ايرلندا و«الأطفال العاديين» إخراج دانيال هارفن من إسبانيا، و«وراء النافذة» إخراج زريكا اورجستي من كرواتيا، و«أفضل معي» إخراج إيلي حبيب من لبنان، و«3 ليرات» إخراج اندريا بليسيه من إيطاليا، و«وداعا» إخراج بونجي كيمارا من اليابان، و«فصول الحياة» إخراج شارلز شيمو من مالاوي، و«نمرة واحد» إخراج مارشيلا موسنسون من الأرجنتين.
وهناك تظاهرتان الاولى بعنوان «الإسلام في السينما العالمية» وتشارك فيها ثمانية أفلام، و«سينما حقوق الإنسان» وتشارك فيها سبعة أفلام منها فيلم «أذان» وهو فيلم جزائري فرنسي عن صاحب عمل مسلم يقرر تأسيس مسجد وتعيين إمام له. والفيلم الإنجليزي "نيران على مرمى البصر" عن حياة شرطي مسلم في المباحث البريطانية، والفيلم الإسباني "14 كيلومترا" يروى رحلة هجرة شاقة من شمال أفريقيا هربا من الجوع والفقر.
ندوات
أقيمت بفندق سوفيتل الجزيرة ندوة‏ (‏ السينما كمنبر لحقوق الإنسان‏)‏ أدارها عزت أبو عوف رئيس المهرجان وتحدث فيها يسرا ومحمود قابيل وخالد أبو النجا والنجمة الأمريكية ميرا سورفينو ود‏.‏ليلي تكلا أحد مسؤولي الأمم المتحدة بالقاهرة والمنتج الهندي بريمندرا مازومدر والمخرجة الفلسطينية أن ماري جاسر حيث أكدوا خلالها أن الدراما الفنية هي أسرع لغة تصل بالمعاني إلى القلب مباشرة وأن الظلم هو الأزمة الحقيقية التي ينتج عنها غياب حقوق الإنسان والسينما تحاول تعريف البشر بحقوقهم وأن حقوق الإنسان أول أسس قيام منظمة الأمم المتحدة ويندرج تحتها الكثير من الحقوق مثل الأمن والسلام والعلاج والتعليم‏.‏
وعقدت النجمة العالمية «تشارليز ثيرون»، وخطيبها الممثل والمخرج «ستيوارت تاونسيند» والنجم «مارتن هينرسون» مؤتمر صحفيا حول فيلم ‏(‏ معركة في سياتل‏)‏ المعروض في المهرجان للمخرج "تاونسيند" و بطولة كل من «مارتن» و«تشارليز»، وإن كان هناك الكثير من الأسئلة حول تاريخ تشارليز المعروف واهتمام عام بأفلامها التي نالت عنها أوسكار من قبل. وقد تحدث ستيوارت عن الفيلم مؤكدا أنه يتناول قضية المظاهرات التي حدثت في سياتل عام 2003 عند اجتماع ( رؤساء التجارة العالمية ) الـ WTO لتقديم بعض القرارات التي قد تزيد من المشاكل البيئية المختلفة، وأنه قدم مجموعة من الشخصيات المختلفة في الفيلم محاولاً ربط الحدث بالحياة الأمريكية. وتحدثت تشارليز في المؤتمر حول مشوارها السينمائي وفيلمها وكيف استعدت لهذا الدور‏.
افلام من المهرجان :
«يوم ما تقابلنا»:
الفيلم المصري والعربي الوحيد بالمسابقة الرسمية «يوم ما تقابلنا» سيناريو وحوار زينب عزيز اخراج اسماعيل مراد وبطولة لبلبة ومحمود حميدة وعلا غانم وراندا البحيري وغادة ابراهيم وسيف عبدالرحمن وانعام سالوسة‏.‏
تدور أحداث الفيلم في يوم واحد فقط حين تلتقي بطلة الفيلم لبلبة مع حبيبها يوسف محمود حميدة ابن الجيران في الشارع اثناء تصويره مشهدا لاحد الأفلام التي يقوم ببطولتها فتتذكر ايامها الماضية وتكتشف ان حياتها التي تعيش فيها لابنائها وزوجها ليست هي الحياة التي كانت ترغبها‏..‏ بعد التقائها بابن الجيران تعود الى واقعها وترضى بقدرها كما يعالج الفيلم هجرة الابناء لوالديهم لاغترابهم وانقطاع الصلة بينهم وشعور الاباء والامهات بأن حياتهم توقفت لافتقادهم الحنان بعد ان اصبحوا بمفردهم منقطعين عن العالم الخارجي ويعيشون في الوهم لحين عودة الابناء‏.‏
هافار
هذا الفيلم مأخوذ عن وقائع حقيقية عن انتشار عمليات انتحار فتيات في قرية باتمان جنوب شرق تركيا، ولكن الفيلم يلفت الأنظار إلى أنها ليست عمليات انتحار بل قتل عمد من أهالي هؤلاء الفتيات ليثأروا لشرفهم بعد أن يعرفوا علاقات غير شرعية لبناتهم مع رجال غرباء.. مخرج الفيلم محمد جولير باز هو مخرج أفلام وثائقية، ويبدو أن هذا ساعده لاختيار هذا الموضوع الشائك الذي يتم التستر عليه ليفضحه من خلال فيلمه هذا.
حيث العشب أكثر اخضرارا
من الممكن تلخيص فكرة الفيلم الألماني السويسري «حيث العشب أكثر اخضرارا» للمخرج تامارا ستاوتد في واحد من أهم مشاهده، عندما تدخل «إيفا» بطلة الفيلم إلى مركز الباحثين عن عمل، فتوقف النظام هناك وتتكلم مع الموظفة وتقول لها : أنا اسمي «إيفا»، ألمانية تعيش في برلين، لدي خبرات ثلاثة أعمال سابقة، أحب العمل، ولا أستطيع أن أصدق أنكم لا تجدون لي مكانا أعمل به. ويبدو أن إيفا قد وجدت أمنيتها، فلقد وجدوا لها مكانا تعمل به، حيث ستقوم برعاية مجموعة من الأبقار فوق جبال الألب السويسرية. وهناك تبدأ ولادة إيفا من جديد، حيث تبدأ بمواجهة العالم، تفهم طبيعتها كإنسان، وأهميتها كشخص، وقدرتها على الحياة وحيدة والسيطرة على مقاديرها بنفسها.
الامبراطورية الخفية
رغم بطء أحداثه، استطاع فيلم الامبراطورية الخفية The Vanished Empire للمخرج الروسي كارين شاخنازاروف أن ينقل صورة واضحة عن الاتحاد السوفييتي في أعوام مجده الأولى، ناقلاً أفكار مراهقيه وأحلامهم الصغيرة، ومشاكل حياتهم التي لا تنتهي.
ويتابع الفيلم حكاية بطله الشاب "سيرجي"، والذي وقع في هوى زميلته في الدراسة "لويندا"، ويحاول كسب ودها بكل الأشكال، مشكلة «سيرجي» أنه حائر تماما ككل أبناء جيله، ما بين ما يسمعه من شعارات دائمة في الممرات ومرسومة على الحوائط، وقبل الأفلام الأمريكية في السينمات عن روعة الاتحاد السوفييتي، وما بين موسيقى البيتلز والرولينج ستونز، والتي يشتري ألبوماتها من السوق السوداء هاربا من الشرطة التي تمنع بيع مثل هذه المنتجات، وما بين عائلته العريقة، وجده عالم الآثار المعروف، والذي تحول إلى تحفة أثرية بدوره، تماما كمدينة "خوارزم" التي وجدها، والذي يسميها بالمدينة الخفية.
أرض السائرين نياما
يبدأ فيلم " أرض السائرين نياما Sleepwalking Land" للمخرجة الموزمبيقية تيريسا براتا بأحد رجال موزمبيق السود وابن أخيه الصغير اللذين وجدا باصا محترقا فيقرران استخدامه كمسكن، فقط كي يجد الفتى الصغير دفتر مذكرات صغير فيه، فيبدأ الفتى في قراءة مذكرات رجل ماتت عائلته، لتتراوح القصة بين عرض قصة الفتى وعمه، وبين قراءتنا لحكاية الرجل ومحاولاته للبحث عن ملجأ يحميه من الحرب الأهلية.
زهورعباد الشمس العمياء
يحكي فيلم «Blind Sunflowers» زهور عباد الشمس العمياء قصة «إيلينا»، التي تغلق باب منزلها كل مساء على نفسها مبعدة العالم عن أسرارها الكثير، فهي تحاول جاهدة إخفاء حقيقة عائلتها المشتتة والمتعبة قبل الحرب الأهلية في إسبانيا.
فزوجها «ريكاردو»، والذي يعادي الحكومة وقتها، يعيش في غرفة صغيرة داخل خزانة الملابس في غرفة النوم، أما ابنتها لولا فقد هربت مع حبيبها الشاعر نحو البرتغال على أمل النجاة، وابنها «لورانزو» يتعرض لمضايقات أحد القساوسة في المدرسة التي يدرس بها. لم تكن «إيلينا» تدرك أن القس في الواقع معجب بها هي، ويحاول الوصول إليها بحبه المجنون الذي تدفعه الشهوة والجنون الذي يعاني منه القس نفسه.
14 كيلومتراً
يتحدث الفيلم الاسباني 14 كيلومتراً للمخرج : جيراردو أوليفارس عن المسافة بين شمال أفريقيا وإسبانيا، ورغم أنها تبدو مسافة قصيرة إذا حسبتها بالكيلومترات (14 كيلومتراً) ولكنها بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين مسافة طويلة ورحلة شاقة تقارب المستحيل.
ويتابع الفيلم قصة اثنين من المهاجرين غير الشرعيين، وهما «فيوليتا» المراهقة التي تعيش في قرية على ضفاف النهر في مالي، والتي يجبرها أهلها على الزواج من رجل مسن وفاسق، فتخطط للهرب إلى أوروبا، أما "بوبا" فهو ميكانيكي نيجيري، ولاعب كرة قدم متميز، يقنعه أخوه بالهرب إلى أوروبا للاحتراف هناك.
حب على الطريقة الهندية
يحكي الفيلم السويسري «الحب على الطريقة الهندية: Tandoori Love» للمخرج: أوليفر باولوس قصة «سونيا» وهي فتاة شقراء جذابة تعمل نادلة في مطعم ريفي تقليدي في جبال الألب السويسرية، ومرتبطة عاطفيا برئيسها في العمل «ماركوس»، والذي يعتبر إنسانا أنانيا بمعنى الكلمة، حيث أنه يحاول دائما أن يطوع الأحداث من حوله لتتناسب مع مخططاته. ولكن حياة «سونيا» تنقلب رأسا على عقب عندما يقرر منتج هندي أن يقوم بتصوير فيلم هندي على قمة جبال الألب، وهو الأمر المعتاد في سينما بوليوود، ليقابل الطباخ الهندي "راجا" الفتاة السويسرية، ويغير من أسلوب تفكيرها نفسه.
مسخرة
يعبر هذا الفيلم عن حالة التهميش التي يعاني منها كل من لا يمتلك سلطة أو نفوذاً وهي حالة يعاني منها مواطنو الشعوب العربية وقد عبر عنها المخرج الجزائري ليث سالم من خلال هذا الفيلم الذي يقدم حالة شاب وأخته يعانيان من سخرية من حولهما، إلى أن يدعي الشاب أن اخته قد خطبت لأحد أهم الأثرياء في البلد. ومن هنا يبدأ الاهتمام بهما من قبل من حولهما.
إن مهرجان القاهرة السينمائي في هذه الدورة‏(18-28‏ تشرين الثاني‏)‏ حمل الكثير من المفاجآت الحقيقية والأفلام التي تستحق المشاهدة‏ والبرامج التي تجعل فاعلياته مليئة بالحيوية، والتنظيم المميز والألق السينمائي..‏
جائزة الهرم لفيلم اسباني
حصل الفيلم الاسباني (العودة الى حنضلة) على الجائزة الكبرى (الهرم الذهبي) من مهرجان القاهرة. كما فاز الفيلم نفسه بجائزة لجنة تحكيم اتحاد الصحافة السينمائية (فيبريسي). وقالت لجنة التحكيم الدولية في بيان ان الفيلم الذي عرض في افتتاح المهرجان "يصل بين حضارتين" من خلال معالجته قضية الهجرة غير المشروعة من شمال افريقيا والتي راح ضحيتها أفارقة حالمون بالوصول الى الشاطيء الاوروبي وتدور أحداثه حول امرأة مغربية تحاول استعادة جثمان أخيها الذي مات أثناء الوصول الى اسبانيا.
أما جائزة الهرم الفضي ففاز بها الفيلم البلجيكي (الضائع) اخراج جان فيرهاين كما تقاسم الفيلم نفسه جائزة أفضل سيناريو (جائزة سعد الدين وهبة) ونالها كاتبه برام ريندرس مناصفة مع كاتبي الفيلم الفرنسي (بصمة الملاك). كما حصل صافي نيبو مخرج فيلم (بصمة الملاك) على (جائزة نجيب محفوظ).
ونال اليوناني خوان ديجو خوتو جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم (الغريكو) اخراج يانيس سمرجديس وفازت الفرنسية يولان مورو بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الفرنسي (سيرافين) اخراج مارتن بروفوست.
وحصلت المخرجة الدنمركية بيرنيل كريستنسن على جائزة أفضل اخراج عن فيلمها ( الراقصون) أما جائزة الابداع الفني فحصل عليها المخرج السويسري أوليفر باولوس عن فيلمه (الحب على الطريقة الهندية).
أما مسابقة الافلام العربية التي تبلغ جائزتها مئة ألف جنيه مصري ففاز بها الفيلم الجزائري (مسخرة) لليث قاسم وتقاسم جائزة أفضل سيناريو في المسابقة نفسها المصري أحمد رشوان مؤلف مخرج فيلم (بصرة) والفلسطيني رشيد مشهراوي مؤلف ومخرج فيلم (عيد ميلاد ليلى).
ومنحت لجنة تحكيم أفلام الديجيتال الجائزة الذهبية وقدرها عشرة الاف دولار للفيلم التركى (نقطة) والجائزة الفضية وقدرها ستة الاف دولار للفيلم الياباني (وداعا). وتخصص الجائزة للعام الثاني على التوالي للافلام الروائية الطويلة التي صورت بالطريقة الرقمية.
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو مهرجان سينمائي سنوي يعقد في القاهرة في مصر. وقد تأسس في عام 1976 وكان أول مهرجان للأفلام في منطقة الشرق الأوسط، و يعتبر هذا المهرجان واحدا من أهم أحد عشر مهرجاناً على مستوى العالم.
بدأ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فعالياته بعد حرب أكتوبر بثلاث سنوات، وبالتحديد في 16 أغسطس 1976 على أيدي الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين برئاسة كمال الملاح الذي نجح في إدارة هذا المهرجان لمدة سبع سنوات حتى عام 1983، ثم شكلت لجنة مشتركة من وزارة الثقافة ضمت أعضاء الجمعية واتحاد نقابات الفنانين للإشراف على المهرجان عام 1985، الذي تولى مسؤوليته الأديب الكبير سعد الدين وهبة، حيث احتل مهرجان القاهرة خلال هذه الفترة مكانة عالمية وأورد تقرير الاتحاد الدولي لجمعيات المنتجين السينمائيين عام 1990 أهم ثلاثة مهرجانات للعواصم، فجاء مهرجان القاهرة السينمائي في المركز الثاني بعد مهرجان لندن السينمائي، بينما جاء مهرجان استوكهولم في المركز الثالث . وبعد رحيل سعد الدين وهبة تولى الفنان حسين فهمي رئاسة المهرجان لمدة أربع سنوات من عام 1998 وحتى عام 2001، إلى أن تولى إدارته شريف الشوباشي حتى عام 2005 ليرأسه بعد ذلك الفنان د.عزت أبو عوف الرئيس الحالي والفنان عمر الشريف كرئيس شرف خلال العامين الماضيين.