الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

رحيل الفنان الفلسطيني الكبير محمود سعيد

نعت نقابة الممثلين الممثل الفلسطيني محمود سعيد، على أن تقام اليوم صلاة عن روحه في جامع الخاشقجي، وتقبل التعازي غداً في المكان عينه.
وعمل سعيد مع يعقوب الشدراوي، ولقب بـ"صقر العرب"، نسبة إلى إحدى المسرحيات. كما أدى دور خالد بن الوليد في فيلم الرسالة للمخرج مصطفى العقاد.
واتجه بعد الحرب الأهلية إلى الأردن، وأدى عدداً كبيراً من المسلسلات، وعاد بعدها إلى لبنان.
يذكر أن سعيد ولد في مدينة يافا الفلسطينية عام 1941، وانتقل في سن السابعة للعيش مع والدته في صيدا جنوب لبنان، فيما كان أشقاؤه يحاربون في "جيش الإنقاذ" دفاعاً عن فلسطين.

رجل مشحون الندم : نسخة

http://www.syrbook.gov.sy/img/uploads1/library_pdf20140427104934.pdf

الخميس، 25 ديسمبر 2014

طاغوت أندريه زفياغينتسيف أفضل الأفلام في العالم لسنة 2014

شغل فيلم طاغوت من إخراج الروسي أندريه زفياغينتسيف المرتبة الأولى في قائمة التصنيف التي أعدتها صحيفة The Hollywood Reporter الاميركية  لأفضل أفلام عام 2014. وأدرجت في قائمة التصنيف لأفضل أفلام عام 2014 أيضا الأفلام عشّاق دائما على قيد الحياة من إخراج جيم غارموش و بيوردمان من إخراج ألكسندرو إنياريتو و الطفولة من إخراج ريشارد لينكلايتر و صياد الثعالب من إخراج بنيت ميلّر وغيرها. أعادت شركة A Company  إلى الأذهان أن الفيلم من إخراج أندريه زفياغينتسيف أدرج أيضا في قائمة التصنيف الخاصة بأفضل الأفلام عام 2014 التي أعدتها وكالة Associated Press. وسبق لهذا الفيلم الذي منح جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي الدولي أن ترشح لنيل جائزة أوسكار السينمائية. وكان فيلم طاغوت قد حاز على جوائز في شتى المهرجانات الأوروبية والآسيوية والاميركية  ا، بما فيها مهرجان ميونخ ومهرجان صربيا ومهرجان تورونتو وغيرها. ويعتبر فيلم طاغوت رابع فيلم يخرجه المخرج الروسي أندريه زفياغينتسيف، الذي سبق له أن أخرج أيضا فيلم العودة وفيلم مشرد وفيلم يلينا .

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

دار الثقافة محمد بوضياف على موعد مع تظاهرة "عنابة سينما" يومي 27 و 28 ديسمبر

ستحتضن دار الثقافة محمد بوضياف لولاية عنابة  يومي 27 و28 من الشهر الجاري تظاهرة عنابة سينما الخاصة بالفيلم القصير والوثائقي.
وبهذه المناسبة تم تسطير برنامج ثري يشمل على العديد من الأنشطة السينمائية إلى جانب العروض السينمائية حيث سيتم تنظيم ورشتين الأولى خاصة بكتابة السيناريو للفيلم القصير والوثائقي من تأطير الأستاذ جمال محمدي والثانية ورشة خاصة بالتصوير السينمائي بتقنية « DSLR »من تأطير المخرج ناصر محبوب كما سيتم بالمناسبة عرض فيلمه " حقائق خلف أسوار النضال" .
كما سيتم في يوم الافتتاح تنظيم تكريمات للسينمائيين من أبناء المدينة الساحلية بونة وهما محمد ستيتي و علي بن ساعد.
وسيشهد حفل الافتتاح عرض مجموعة من  الأفلام سيما الفيلم الوثائقي "رسالة إلى أوباما" للمخرج محمد أمحمدي من تندوف وكذا فيلم " راس السنة الأمازيغية" للمخرج من مدينة غرداية توفيق بوراس وأيضا فيلم " ماكانش كيفاش" للمخرج عيسى جوامع من سوق أهراس.
فيما سيعرف اليوم الثاني إلى جانب مواصلة العروض الخاصة بالأفلام تنظيم مداخلة بعنوان "الخصائص الفنية والجمالية للفيلم القصير والوثائقي" من تنشيط الناقد السينمائي جمال الدين حازورلي .
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية

يمينة بن غيغي: “مشاكل المرأة المهاجرة في السينما”

رئيسة المهرجان الدولي للبرامج السمعية البصرية FIPA بباريس، بن غيغي، ولدت بباريس من أب وأم جزائريين.. ويعتبر فيلمها التسجيلي (ذاكرة المهاجرين) من علامات سينما المهاجرين وقد أخرجت مسلسلا تلفزيونيا (النساء في الإسلام) 1996. نالت العديد من الجوائز حول أعمالها جائزة أفضل سيناريو مؤسسة بومارشي نيويورك وتم اختيارها للأوسكار لتمثيل الجزائر 2002 ذهبية مهرجان السينما الدولي سان فرانسيسكو 1998 الجائزة الأولى الخاصة بمهرجان السنما الجديدة بمنتريال / كندا. يشكل فيلم “أنشالله الأحد” (عام 2001) للمخرجة يمينة بن غيغي محاولة في السينما المغاربية لمعالجة موضوع المرأة من حيث أزمة الهوية والبحث عن الدور المستقل والقرار الحر.
بطلة الفيلم (زوينة) تهاجر من موطنها الجزائر بأطفالها الثلاثة تصحبها حماتها عائشة أم أحمد لتلتحق بزوجها أحمد، الذي يعمل في فرنسا منذ عشر سنوات في أعمال بسيطة لم تره طوال هذه السنين.. وفي باريس تجد نفسها تعيش في عمارة سكنية محاطة بجيران فرنسيين لا يتقبلونها ولا يتقبلون ضجيج أطفالها، محاصرة برقابة وهيمنة حماتها وهي امرأة متسلطة.. تتحكم فيها وتوجه لها اللوم دائما وتهددها بأن تزوج ابنها بامرأة غيرها، لا يسمح لها بالخروج من المنزل إلا للتسوق من متجر قريب، في حين أن زوجها الصارم المحافظ لا يعود إلى المنزل إلا متعبا من العمل. غير أن الزوجة سرعان ما تبدأ بالتمرد وإقامة العلاقات مع جيرانها بعد مصادمات عديدة ومنها علاقة صداقة بريئة مع سائق حافلة فرنسي ومع جارة فرنسية شابة تشجعها على أخذ زمام المبادرة بيدها، والهروب من المنزل مع أطفالها للتنزه وإلخ. وتمنحها كتابا عن الحب والجنس كما تهديها بعض أدوات الماكياج لكي تتجمل كالمرأة الفرنسية.. أيضا زوجة الضابط الفرنسي.. وعاملة محل السوبر ماركت، وفي النهاية تفرض حقها في الحياة الطبيعية وسط المجتمع الجديد على زوجها.
وتجسد المخرجة حال المرأة الفقيرة التي لم تأخذ أي قسط من الثقافة في مجتمع أوروبي كما تجسد حالة الغربة التي تعيشها بين عائلتها.. والغربة الداخلية.. والراديو هو الوسيلة الوحيدة لاتصالها بالعالم الخارجي.. ليفتح ذهنها إلى مشاكل الحب والجنس.. تتعاطف معها بعض الشخصيات الفرنسية..
وتركز المخرجة علي الحالة النفسية للشخصيات الجزائرية الثلاثة في الأسرة الواحدة الحماة الجزائرية التي تركت وطنها وخلعت من جذورها في هذه السن المتأخرة، حيث العادات والتقاليد المتأصلة فيها والتي لا يمكن أن تتخلى عنها هي تفرغ كل همومها وطاقتها في التوبيخ المستمر للزوجة.. والزوج وهو شخصية مهزومة غير الواثق من نفسه يعاني من الفقر والحاجة.. وزوجة تحس بالغربة في بيتها وخارج بيتها وصمودها ونضالها في صمت تحاول أن تعتاد على حياة المنفى اليومية.. وأن تصادق أناسا آخرين.. وأن يكون لها دورا وتنجح في ذلك..
محمد عبيدو

عصفور الخريف

PDF طباعة إرسال إلى صديق
محمد عبيدو
الجدران ضاقت بالأحلام
والأيام تمضي
والطفل الساكن في
دمي
المتروك.. المهمل
..
يعد التفاصيل
يحاور البكاء
يحاول الفراغ
يبتكر ذكريات
ردهة الموت الزمنية
الطفل الساكن في
دمي
في الزمن الغامض، يحمل
بين أصابعه ضوءاً
مفتون بالجنون
يشرب من نبع الحلم
وبدهشة
النشيد
يبتكر المعاني
جنونه منطلق
كعصفور الخريف
نحو فضاء آخر..
صمته حبر سماوي
يرتل
لغة عصية القراءة
بغياب
ألم الأنبياء
الممزوج بقسوة الدمع
ونهايات النداء
..
آه ، أيها الجنون
يا عربة الليل الغامضة
يا طعم البحر، فضاء
الثلج، رغبة المطر، نزق العشب، وعصافير القلب القلقة..
أيها الجنون، أيها
الحب، يا من يحمل
قوس السماء
اسمك الجميل:
ليعيش فينا زمن
لا يذل أحلامنا
وشمس لا ترتب حزم
فأشعتها
على موعد موتنا

(سنو وايت) صامت أبيض وأسود للمخرج الإسباني بابلو بيرغر.. تأمل جمالي يبدأ من السينما وينتهي فيها




محمد عبيدو

المخرج السينمائي الإسباني بابلو بيرغر (مواليد 1963) ولد في بيلباو، إسبانيا. في عام 1988 أخرج أول فيلم قصير له، (أمي) مع أليكس دي لا كنيسة ورامون باريا. مع المكاسب المالية من منحة مقدمة من مجلس محافظة بسكاي، ذهب إلى الدراسة ليحصل على درجة الماجستير في السينما في جامعة نيويورك . بعد الدكتوراه عمل أستاذا في أكاديمية نيويورك  للسينما. بعد ذلك، بدأ مهنة موازية بمثابة المعلن والمنتج الموسيقي، وبلغت ذروتها في عام 2003 مع فيلمه توريمولينوس 73، مع خافيير كامارا، فرناندو تيجيرو وكانديلا بينا.
وفي عام 2012 فيلمه الثالث "Blancanieves" (سنو وايت)، الذي رشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. وفاز بعشر جوائز غويا، بما في ذلك أفضل فيلم وأفضل سيناريو أصلي، كما حصلت الممثلة ماريبل فيردو على جائزة أفضل ممثلة عن تجسيدها دور زوجة الأب الشريرة في الفيلم. وفازت الممثلة ماكارينا غراسيا على جائزة أفضل ممثلة شابة عن تجسيدها دور البطولة في الفيلم. وحصل الفيلم أيضا على جائزة مهرجان بوخارست السينمائي الدولي.
هو ثاني فيلم صامت في عامين بعد "الفنان" لميشيل هازانافيزيوس الذي نال "أوسكار" أفضل فيلم. "الفنان" هو رسالة حب إلى هوليوود الأفلام الصامتة، في حين "سنووايت"، الذي عرض في رابع أيام السينما الأوربية بالجزائر العاصمة، رسالة حب للسينما الصامتة الأوروبية التي ازدهرت في عشرينيات القرن الماضي، وخاصة الفرنسية التعبيرية الألمانية، فالفيلم يحمل إحساسا قويا بالحنين لهذه الفترة وتجمع الدراما فيه بين الكوميديا السوداء والمليودراما في آن واحد. ولدى سؤال بابلو بيرغر: لماذا الفيلم الصامت؟ قال: "كل شيء حدث في مهرجان سان سباستيان السينمائي. كان عمري حوالي 18 أو 19. لقد كتبت عروضا لبعض المجلات الصغيرة، وفي واحدة من تلك الرحلات إلى سان سباستيان، رأيت "الطمع" الذي مثله إريك فون ستروهايم. كان يعرض مع أوركسترا حية، مع موسيقى من كارل ديفيس. كانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها فيلما صامتا على الشاشة الكبيرة، كلاسيكية كبيرة. أنا حقا انقلبت. لم أكن أستطيع التقاط أنفاسي، كما أعتقد، وشعرت بما يمكن أن أسميه "النشوة السينمائية." شعرت بأشياء لم أحسها قط من قبل مع المشاهدة التقليدية لفيلم مع الصوت. كنت بالفعل أعمل على أفلام قصيرة، وقلت: "يوم واحد، وأمضي لتقديم فيلم صامت".
استغرق الأمر مني 25 عاما - عبر مدرسة السينما وصنع توريمولينوس 73. كتبت السيناريو في عام 2004، وأظهر لي إلى منتج للتوريمولينوس في عام 2005. الصفحة الأولى من السيناريو قالت إنه فيلم صامت بالأبيض والأسود مع الموسيقى من البداية إلى النهاية. كان ذلك عندما بدأ كابوسا لأنه، بطبيعة الحال، وقال منتج بلدي، "أنا أحب النص، ونحن نستطيع أن نفعل ذلك في الأسود والأبيض، ولكن ننسى الصمت، أو لن ينجز، إنها ليست مجدية تجاريا، إنها مجرد جنون." انتقلت إلى منتج آخر. يعتقد معظم الناس أنني كنت مجنونا تماما. حتى أنهم لم يطلعوا على السيناريو عندما قدمته قبل ثماني سنوات."
مقتبسا إياه عن الرواية الكلاسيكية "سنو وايت" "بيضاء الثلج" كما وضعها الأخوان غريم عام (1812) والتي جسدت مرات عديدة بطرق مختلفة جدا، نقل المخرج موضوع فيلمه إلى عالم مصارعة الثيران في إشبيلية، إسبانيا خلال عام 1920. مصارع الثيران المشهور أنطونيو (دانييل جوميث) يفوز بإعجاب الجمهور في ساحة المصارعة، لكن فجأة يهاجمه ثور هائج، يتم نقله إلى المستشفى حيث تعمل الممرضة إنكارنا (ماريبال فردو) وهو في حالة خطرة، في الوقت ذاته تموت زوجته (إينما سيسيتا) وهي تضع طفلتهما. أنطونيو المشلول، من شدة حزنه على زوجته يشيح ببصره عن وليدته الحديثة ولا يستطيع الاعتراف بها، فيما تقوم الممرضة القاسية بحبك شباكها حوله لتتزوجه، وتضع يدها على ثروته الطائلة وقصره الفخم.
وترك الأب ابنته كارمن (تمثل دورها الطفلة صوفيا أوريا) مع جدتها التي ترعاها بحب (النجمة الإسبانية الرائعة أنجيلا مولينا). ولكن عندما تموت هذه الأخيرة، تجد كارمن نفسها فى رعاية زوجة أبيها الشريرة سوداء القلب التى تضطهدها وتعاملها بعنف مثلما تعامل أباها، تسكنها في قبو الفحم، وتوصيها أن لا تصعد إلى الدور الثانى بالمنزل الواسع ولكنها تتسلل وراء الديك الذي ترعاه لتجد في نهاية المطاف والدها المعوق، يقضيان الوقت سوياً خفية عن زوجة الأب ويركز المخرج على الرومانسية في علاقة الحب المتنامية بين الأرمل وابنته الصغيرة. أصبحت كارمن شابة (تجسد الدور ماكارينا غارسيا)، تقتل الزوجة الأب وتقرر في نهاية المطاف قتلها ولكن كارمن تهرب من عشيق زوجة أبيها الذي يحاول قتلها. ينقذ كارمن قزم يعيش متنقلاً مع فرقة أقزام مصارعي ثيران في الغابة العميقة. تفقد كارمن الذاكرة وعندما يكتشف الأقزام أن لديها المهارات الطبيعية في مصارعة الثيران يأخذونها تحت جناحهم ويضمونها إلى عرضهم ويسمونها "Blancanieves". تدفع موهبتها أحد المتعهدين إلى الإتيان بها للمصارعة فى إشبيلية ويمضيها هي الأمية على عقد يحتكرها به مدى حياتها، وتصبح كارمن من أشهر مصارعي الثيران فى إسبانيا ما يجعل زوجة أبيها تعرف أنها لازالت على قيد الحياة.
وتذهب إلى حلبة المصارعة وفي غمرة الانتصار والإعجاب الكبير من الجمهور بقدرات كارمن، تقدم لها زوجة أبيها تفاحة مسمومة تنهي حياتها، ولكن تبقى النهاية مفتوحة مع هبوط دمعة من عيني كارمن، فهل هي ميتة أم ممكن أن تعود للحياة؟
ينتهي الفيلم على صورة غامضة. حتى هذه النقطة، والشخصيات والتطورات أكثر وضوحا، خاصة في تصوير شخصيات الخير والشر. لماذا اختار إنهاء الفيلم بهذه الطريقة؟ يقول بيرغر: "أنا لا أحب النهاية الأصلية للقصة. "سنو وايت" هي ثلاث صفحات فقط، ويمكنك أن تفعل أي شيء معها. وهناك سيناريو هو 100 صفحة، بحيث يمكنك إضافة حبكات جانبية، شخصيات جديدة، والتقلبات - لذلك من الجيد أن يكون مادة مثل قصة هي قصيرة جدا. بالنسبة لي، في صناعة الأفلام أو القص عنصر المفاجأة هو مفتاح الحل لديك لمفاجأة الجمهور، لمفاجأة نفسك كمخرج، لأن الجمهور الأول هو المخرج نفسه. لذلك كان هذا النوع من النهاية غير المنطقية والمثيرة للدهشة، ولكن في الوقت نفسه، أنا أحب النهايات المفتوحة، عند الكتابة، وهناك تأتي لحظة عندما تقول: لا أستطيع أن أتخيل أي نهاية أخرى." الفيلم يعد توليفة من إبداع وعبقرية وحرفية لطاقم عمل متكامل يرد الاعتبار لهذا الفن من داخل خصوصيته الجمالية وفي أبعاد طموحاته التعبيرية. يقول المخرج بيرغر: "أعتقد أن السينما الصامتة تتطلب المزيد من الجهد من الجمهور. إنها أكثر تجريدا. هناك مساحة، وهناك جمهور. لديها ما يقرب من عناصر سريالية. أعتقد أنها أقرب إلى مشاهدة الأوبرا أو الذهاب إلى الباليه، من مشاهدة الفيلم مع الحوار والأصوات. وأود أن أقول إنها تجربة حسية. إنها أكثر من مجرد تجربة فكرية". ويضيف أيضا: "اعتقدت دائما أن القص البصري كان أهم جزء من صناعة الأفلام. أود أن أقول إن القص البصري هو الكعكة، والحوار هو قشدة أو كرز على الوجه -هو ليس القلب. وأعتقد أن المخرجين هم شعراء البصرية. صورة هي أول ما يتبادر إلى ذهني عندما أبدأ في كتابة السيناريو. أفكر في المواقع والتراكيب والقوام. دائما، دائما، دائما، إذا أمكنني أن أقول دون خط الحوار، ما إذا كان يمكنني شرح شيء مع العمل أو صورة، وسوف تذهب دائما في هذا الاتجاه. بالنسبة لي، كانت [صناعة الأفلام الصامتة] الطبيعية. في الواقع، هي حقا متعة". ويلفت الانتباه في فيلم "سنو وايت" أيضا إلى أن تنسيق الديكورات والملابس وتفاصيل ذاك الزمن جاءت متقنة حتى أن المخرج استخدم حركات الكاميرا القديمة بتعمد ولم تفته أي تفاصيل دقيقة لإظهار ذاك العصر، فهذه الموهبه في إعادة كتابه الكلاسيكي هي انتصار للسينما الحقيقية والإبداع، والثقافة الشعبية والشعر، هنا في تعبيرها الأقصى في السرد والتوليف، الذي يكتشف إحساس الحياة: الضحك، والبكاء، والكرب، وخفة الطفولة وقسوة الكبار البشعة، وأشباح الماضي والذكريات. فيما قام نجوم الفيلم بأداء استثنائي يستحق التذكر جيداً. كل ذلك بالتوازي مع العناصر التقنية مثل التصوير والإضاءة. وفي المقدمة الموسيقى التصويرية، الفلامنكو، الهادئة والقوية، اللطيفة والجميلة، التي تلعب دور السيناريو والحوار لتقدم لنا قصة من أجمل القصص السينمائية التعبيرية الصامتة، بالأبيض والأسود، وتمنحنا الإحساس بتوتر روحي عميق، مما يفسح المجال لتأمل يبدأ من السينما وينتهي فيها.

نشر في الجزائر نيوز يوم 27 - 01 - 2014 

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

المخرجة السينمائية الاميركية شاي فازارهيلي : صانع الفيلم ليس له وطن

محمد عبيدو  
 اليزابيت شاي فازارهيلي مخرجة سينمائية امريكية بدأت اول فيلم وثائقي لها "حياة عادية " 2003 وهي طالبة في جامعة برينستون . حاز الفيلم جائزة افضل فيلم وثائقي في مهرجان تريبيكا السينمائي . فيلمها الوثائقي الثاني " اعبر عما احب " 2008 حاز جائزة افضل فيلم وثائقي بمهرجان ابو ظبي , عبر 102 دقيقة مدة الفيلم يجذب المطرب السنغالي يوسو ندور محبيه المخلصين والمستمعين اليه لاول مرة بابداعه المميز , وكأحد ابرز الموسيقين في افريقيا فقد وظف شهرته لجذب الاهتمام الى مجموعة كبيرة من القضايا السياسية . يتابع الفيلم ندور وهو يطلق البومه "مصر" وهو البوم شديد الخصوصية بالنسبة له لأنه يعبر عن دينه الاسلامي . فازارهيلي تحكي ببراعة عن التحديات التي واجهها ندور وتوضح للمشاهد كيف استطاع المطرب ان يكسب الجماهير في بلاده وخارجها .بمهرجان ابو ظبي السينمائي التقينا المخرجة فازارهيلي لتحدثنا حول فيلمها . حيث قالت ان الذي جذبها لعمل فيلم عن المغني يوسو ندور " اولا غناءه المذهل , وثانيا انها بعد 11 ايلول ارادت ان تعمل فيلم عن افريقيا بضوء جديد هناك , لان اكثر الافلام المعمولة عن افريقيا تأتي من صورة ذهنية غربية بعيدة عن واقع البلاد . بعد 11 ايلول اعطاني يوسو ندور اسطواناته , وسمعته وشعرت انه يمتلك شجاعة كبيرة وانه يقدم صورة ايجابية في الوقت الذي انتشرت فيه صور سلبية كثيرة عن المسلمين عبر السياسة والاعلام , فان يقدم هذه الصورة الايجابية في ذلك جرأة وشجاعة . وهذا الشخص اتى من حياة متاضعة جدا وشعر بواقعه كان لديه الحماس لتقديم شيء كبير والطموح لاظهار الصورة الصحيحة كي يراها العالم . " .
وعن كيفية تأمينها التمويل لانتاج هذا الفيلم الوثائقي تقول : " المثير جدا هنا ان الانتاج كله امريكي ولكن التوزيع فرنسي . توجد نقطة مهمة هنا ان الفلم يزيد شهرته في اوروبا . وان كان بالنسبة لهم هناك جانب واحد عنه يوسو ندور . من اجل ذلك كان الفلم فرصة حية لاكتشاف الجوانب الاخرى في شخصية يوسو ندو على حقيقتها وحتى الممولين لم يكونوا يعرفونه جيدا . كنا محظوظين . كل المشتركين بالفيلم كانوا مؤمنين بانجاز الفيلم حتى ان احد الممولين حضر عرض الفيلم بمهرجان ابو ظبي . تم شراء الفيلم بامريكا وعرض ب 15 صالة سينما وهذا خارج عن المألوف لان الفيلم وثائقي وعن مغني سنغالي مسلم افريقي ويحكي بلغة اجنبية . انا ارى ان صانع الفيلم ليس له وطن , حاولت هنا ان اقدم قصة جديدة للناس بمنظور مختلف .".
وعن الصعوبات التي واجهتها لصنع فيلمها الوثائقي تقول : " يوما بعد يوم تزداد صعوبة صنع افلاما وثائقية بامريكا , على عكس اوروبا , حيث هناك المجلس البريطاني للافلام الوثائقية مثلا . من اجل ذلك اعتمدت على كرم الاخرين وتبرعهم . فمثلا الموسيقى تبرع بها " جيمس نيوتن هورد " وهو الذي صنع الموسيقى لعديد من الافلام المهمة مثل باتمان وكينغ كونغ . ان صانع الافلام الوثائقية يجب ان يكون لديه ايمان بالقصة التي يصنعها . ومع وجود موضوع صعب مثل حكاية المغني كان يجب الاستعانة باشخاص مهمين لدعم العمل . وكان علي بالفيلم ان اقدم السياق المناسب لحياة بوسو ندور ودينه وواقعه بطريقة يقبلها الناس . والنقطة الاهم التي ركزت عليها هي قصة بوسو ندور بحد ذاته بمعزل عن الصراعات التي تحدث بالسنغال او المنطقة وان اوفي القصة حقها .
يمكن ان يكون تقبل الفيلم صعبا بسسب الاسئلة التي يطرحها , و لان متابعي المغني يحكموا عليه من اعماله الماضية ولا احد يعمل على اعماله الحالية رغم انه يخاطب مسائل مهمة . "
شاي فازارهيلي امريكية من والد هنغاري وام صينية هذا التعدد هل هو حافز لتناول مواضيع من امكنة مختلفة , اجابت : " طبعا اصولي المتعددة تجعلني منفتحة اكثر لتقديم هذا النوع من القصص . في احد اهم اللقطات في الفيلم عندما يذهب يوسو ندور الى كارنيغي ويوقف سائق تاكسي , هو يذكرهم ببلدهم ويحكي حلم العودة ومشكلة الهجرة لدى الناس في نيويورك . لقد عمل تجسيرا بين العالمين : السنغال وامريكا .
هذا فيلمي الثاني . الاول كان عن كوسوفو . واذا سألت ايا من رفاقي يقول لك لم اعمل حتى الان فيلما بلغة انكليزية . وفيلمي القادم سيكون عن الصين وسوف استوحي قصته عن نساء من عائلتي انتقلن من شنغهاي الى بلدان اخرى حيث الغربة . هذه المواضيع احب معالجتها سينمائيا . "
وعن فيلمها الذي تعمل عليه الان قالت : " اعمل على فيلم تسجيلي طويل يحكي عن اشخاص كان لهم وزن كبير مثل كوفي عنان ومحمد يونس وديزموند توتو وماري روبرت التي كانت رئيسة ايرلندا السابقة ونلسون مانديلا واناس اخرين وهم جميعا فوق الثمانين من العمر . وهم يرون – بغض النظر عن الصراعات – انه يجب ان يكون بداخلنا بوصلة اخلاقية ونركز عليها لتكون العامل المشتر بيننا كبشر ."

الأحد، 21 ديسمبر 2014

المخرجة الالمانية مارغريت فون تروتا : عوالم النساء والتمرد

محمد عبيدو 


مارغريت فون تروتا مخرجة سينمائية ألمانية ولدت في برلين عام 1942 ونشأت في مدينة دوسلدورف بعد حصولها على الشهادة الاعدادية تابعت في مدرسة ثانوية تجارية ثم عملت في مكتب . وثم رحلت الى باريس حيث احتكت لاول مرة بسينمائيين . وعادت إلى ألمانيا في وقت مبكر وعملت في بعض الأفلام القصيرة .بعد رجوعها الى دوسيلدورف درست الثانوية العامة ثم بدأت بدراسة الفنون الجميلة . الا انها قطعتها لدراسة الادبين الالماني والفرنسي . وفي نفس الوقت انتسبت الى معهد التمثيل وحصلت على عقود للعمل في مسارح دينكلسبول وشتوتغارت وفرانكفورت . اعتبارا من عام 1967 مارست مارغريت فون تروتا التمثيل في افلام سينمائية وتلفزيونية من اخراج شلوندروف وفاسبيندر واخترنبوش وغيرهم . في عام 1969 التقت فولكر شلوندورف وتزوجا في عام 1971. وشاركت في كتابة سيناريوهات بعض افلام شلوندروف ( الثراء المفاجئ لسكان كومباخ الفقراء – نار القش – شرف كاترينا بلوم الضائع )وفي عام 1975 ساعدت ايضا في اخراج فيلم " شرف كاترينا بلوم الضائع " ولقد الهمتها قصة حقيقية لمربية في حديقة اطفال في ميونخ لاخراج اول فيلم لها وهو " اليقظة الثانية لكريستا كلاغيس " .. لعام 1977 . ثم أخرجت "الأخوات او ميزان السعادة " العام 1979 , وبفيلمها " الزمن الرصاصي " لاقت مارغريت فون تروتا نجاحا عالميا كبيرا , وهو من الافلام القليلة التي عالجت بطريقة ناجحة وجدية قضية العنف الثوري في ألمانيا الاتحادية , ونجحت المخرجة أيضا بفيلم "روزا لوكسمبورغ " في عام 1985 , الذي قدم صورة شخصية جدا عن هذه المرأة الثورية مع باربرا سوكوفا في دور البطولة.مما لاشك فيه ان المهمة التي تصدت لها المخرجة كانت صعبة للغاية , اذ ليس من السهل ان يحيط فيلم سينمائي يستغرق ساعتين من الزمن , بالجوانب المتعددة والثرية لمثل هذه الشخصية التاريخية التي لعبت دورا سياسيا وفكريا بارزا في تاريخ المانيا الحديث , وفي تاريخ الحركة العمالية والثورية العالمية .
كما كان تجسيد هذه الشخصية مهمة شاقة تمكنت بربارا سوكوفا من القيام بها بابداع وموهبة كبيرة . تقول سوكوفا , بعد ان امضت شهورا طويلة في قراءة اعمال روزا لوكسمبورغ ورسائلها " لقد اكتشفت امرأة سلام عنيدة , ومناضلة تحتقر الافكار الجاهزة , بل وكاتبة مليئة بالدعابة , تؤمن بالمشاعر الانسانية بقدر ما تؤمن بالايديولوجيا " . ان نقل هذه الشخصية وسيرتها المليئة بالاحداث الكبيرة والمشاعر الجارفة على صالة السينما كان امرا صعبا , لولا انه تمكن من النفاذ الى روزا الانسانة .. العاشقة .. المرأة التي عاشت الحب وعاشت الخيبة , وتمكن من ربط المناضلة بالانسانة . وتمكنت سوكوفا من تجسيد هذه الشخصية بابداع في مختلف لحظات سيرتها .. لحظات النضال والسجن ولحظات الحب والفشل , ناقلة تلك الشخصية التي رفضت الانحناء امام العدو الطبقي وامام الانتهازية اليمينية والفاشية , ولم تقبل المساومة حول مصالح الطبقة العاملة , وكانت الشجرة الصلبة التي لم يستطع اعداءها سوى ان يقتلوها .
وحققت تروتا عام 1981 فيلمها ماريان وجوليان : ابنتا قسيس تناضلان لإحداث تغييرات في المجتمع، كل بطريقتها الخاصة. ففي حين أن جوليان صحفية ملتزمة فإن شقيقتها ماريان تنضم إلى منظمة إرهابية لتحقيق أهدافها. وبعد أن تلقي الشرطة القبض على ماريان وتضعها في حبس انفرادي، تظل شقيقتها جوليان صلتها الأخيرة مع بقية العالم. ومع أن جوليان لا تقبل حجج شقيقتها ماريان، ومع أن صديق جوليا يحثها على قطع صلتها بشقيقتها، فإن جوليان تواصل تقديم المساعدة لشقيقتها، وتبدأ بالاعتراض على الطريقة التي تعامل بها شقيقتها.
وفي العام 1988 حققت مارغريت فون تروتا في ايطاليا فيلم " الحب والخوف " وهو صياغة حرة وعصرية لمسرحية تشيخوف " الأخوات الثلاث , ثم اخرجت فيلمها " الإفريقية " الذي افتتح به مهرجان البندقية السينمائية لعام 1990 .
فيلم " فيجن" الذي اخرجته تروتا عام 2009 ، هو سيرة حياة درامية تستند على حياة هايلدغارد فون بينجن الراهبة من القرن الثاني عشر . وتلعب بربرا سوكوفا، في تعاونها الثالث مع فون تروتا، دور البطولة. ويسمح الإيمان الثابت ومهارات التفاوض المميزة بنجاحها في بناء دير للنساء فحسب من دون حماية أو إشراف من الرجال. الفيلم كئيب وفاتن ويذكّر بالجذور العميقة للنضال القاسي والمستمر للنساء المتدينات.
فيلم "حنه آرندت" الذي أخرجته مارغريت فون تروتا، يعيد قراءة الفيلسوفة اليهودية الألمانية حنة آرندت (1906-1975) التي تحظى بمراجعات واسعة في أوروبا اليوم.



فيلم "حنه آرندت" الذي أخرجته الألمانية مارغريت فون تروتا، وهو يعيد قراءة الفيلسوفة اليهودية الألمانية حنة آرندت (1906-1975) التي تحظى بمراجعات واسعة في أوروبا اليوم. وذلك من خلال القضية المحورية في الفيلم، وهي محاكمة القائد النازي، أدولف أيكمان، الذي تورط في العديد من جرائم الهولوكوست - See more at: http://www.almodon.com/culture/d642f0ae-5150-4267-b746-6f59e7ddd28c#sthash.xq5YbKJS.dpuf

تمظهرات تشويه صورة العربي في السينما الغربية

عبد الكريم قادري ( الجزائر )




السينما قبل أن أن تكون فنا من الفنون تسلي الجمهور وتمتعه فهي أداة إعلامية ودعائية ضخمة، يمكن من خلالها توصيل أو إبراز فكرة سياسية أو إيديولوجية معينة لم تقدر عليها الأدوات التقليدية، وبالتالي تحولت السينما مع الوقت إلى أكثر الأدوات التي تستعملها الدول الغربية لتلوين وتزيين أفكارها، ومن بينها تشويه صورة العربي بشكل عام، من أجل إيصال ما تجده مناسبا لها ولأفكارها، للمتلقي/الجمهور المقصود نفسيا وعقليا لحدث ما ، ومن جملتهم صورة المغاربة والعرب على العموم/ الذين أُريدَ أن ينظر للفرد منهم على أنه إنسان يفتقد إلى الأحاسيس والعاطفة، رمز للتطرف والتشدد، والمشكلة في كل هذا هو المحاولة المستمرة لترسيخ هذه الصورة لتبقى في ذهن كل من يشاهد هذه السينما.
خاصة وأن صورة المغاربي  بصفة عامة مشوهة أصلا في نظر الغربي، بسبب الحملات الإعلامية المركزة على كل حادثة يكون الجزائري أو المغربي أو فرد أخر طرفا فيها، وسأضرب مثالا بسيطا  عن ازدواجية الخطاب الفرنسي وسياسة الكيل بمكيالين مختلفين ،  فعندما يتعلق الأمر بمنجزات ايجابية بارزة في قطاع ما، يتم ذكر الجنسية المكتسبة وفقط، أي الفرنسية، على غرار اللاعب المشهور زين الدين زيدان، والذي يتم وصفه على  أنه فرنسي وسيتم إسقاط هويته الجزائرية، لا لشيء سوى لأنه لاعب عالمي، وعلى النقيض من هذا وفي حادثة محمد مراح التي تم التركيز فيها بشكل دقيق على أصوله الجزائرية، وربطه بها في كل إطلالة إذاعية أو تلفزية أو مقال، مع العلم بأنه مولود في فرنسا وكبر وتربى فيها، حتى أنه لا يُجيد اللغة العربية وتم استعماله من طرفها بطريقة ما، لكن عندما يتم ذكره في الوسائل الإعلامية يقولون محمد مراح الجزائري، وهذا ليس بالغريب على فرنسا والدول الأوربية بشكل عام.
يشهد التاريخ السينماتوغرافي منذ السنوات الأولى للقرن العشرين وإلي يومنا هذا محاولة تكريس صورة نمطية ومشوهة للعربي، وجعلها كنموذج سلبي، تعتمده جميع شركات الإنتاج العالمية، إذ تم رسم العربي على أنه شخص جلف غليظ يعيش في الصحراء ويمتهن السلب والنهب، لا يحترم زوجته، ويملك العديد من الجواري والنساء، غبي بليد وبطيء الفهم، وخير دليل على هذا هو الفيلم الذي أخرجه ديفيد لين بعنوان"لورنس العرب" الذي لعب فيه الممثل المصري عمر شريف دور البطولة، إذ يروي هذا الفيلم قصة ضابط مخابرات انجليزي لعب دورا أساسيا في سياسية بلدان الشرق الأوسط، أين كرس صورة مغايرة للعرب وواقعهم وسبل وطرائق عيشهم، وأظهر أنهم متخلفون جدا، يرتدون العمائم والقمصان البالية، يتصارعون فيما بينهم، تسيرهم مصالحهم الشخصية على حساب الأرض والدين، ألبستهم متسخة ورثة، شعر رؤوسهم وذقونهم شعث وغبر، الخيانة ديدنهم، ويتم قيادتهم بشكل أسهل لغبائهم وسهولة الضحك عليهم، متآمرون على بعضهم البعض، كما أنهم يلهثون وراء الطعام والماء، بخلاء بعيدون كل البعد عن الأخلاق والكرم، كل هذه الصورة المشوهه نقلها فيلم "لورنس العرب".  
وقد تورط للأسف العديد من المخرجين العالميين في لعبة تشويه صورة العرب وترسيخ نماذج معينة كما قلت سابقا لدى الملتقي، وفي غالبية الأحيان يكون هذا التورط عن طريق أخذ حقائق مزيفة وغير كاملة من كتابات المستشرقين، أو الكتب التي تعمل على بلورة فكر معادي لكل ما هو عربي، وفي أحيان أخرى يسقط صناع السينما وهو تعبير أشمل في فخ الحسابات الإيديولوجية، لذا يكون لدى كل فيلم يتم صناعته آلية تدميرية وتشويهية مسطرة مسبقا وبنية خبيثة ودفينة، وكمثال على ذلك هي تحويل بعض القصص والكتابات العربية والشخصيات الأسطورية على أنها حقيقة مسلمة، ويتم العمل على تشويهها أكثر بوضع توابل الإثارة فيها، دون حتى التدقيق والعمل على روحية النص الحقيقي، إذ لا تحترم الرقعة الجغرافية، أو الألبسة المستعملة فيها، أو حتى الديكور التاريخي الصحيح، وعن سابق قصد وترصد، حيث يتم إذابة الشخصية الحقيقية، وهذا على غرار شخصية علاء الدين في فيلم بنفس العنوان أنتج سنة 1991 من طرف شركة ديزني، أين تم اللعب على أن " قوة الجني السحرية حين يدخل عالم القوة الكونية لإنشطار الذرة، تمسي قوة شريرة حالما يستولي عليها جعفر بأنفه المعقوف، وهي صورة العربي الشرير المكرورة، ويصبح هو نفسه أقوى جني على وجه البسيطة، إن القوة الذرية هي جزء من التكنولوجيا الغربية، وفي الفيلم تبعا لما قاله نادل، تجري الإشارة على أن قوة العراق النووية التي يصبح من خلالها الآخر الشرقي قادرا على الولوج إلى تكنولوجيا الغرب غير العدوانية، وهذه القوة تمسى مخاطرة بين يدي جعفر الشرقي الشرير، بينما تصبح عنصرا مكينا حين يستخدمها الجني الأمريكي" (1) 
كما تم الترويج لها في أفلام أخرى على غرار على بابا والأربعين حرامي، والسندباد البحري، والعديد من القصص الأخرى المقتبسة والتي أخذت معظمها من كتاب ألف ليلية وليلة بوصفه يمثل سحر الشرق الذي ارتبط في ذهن الغربي على مدار عقود من الزمن، ومن ناحية أخرى يقوم بعض المخرجين وبدون نية مبيتة على السقوط في فخ تشويه صورة العربي بدون قصد، إذ تساهم الأقلام المأجورة والتي لا تهمها القيمة الفنية لأي فيلم على الدعاية للفيلم المنجز، خاصة إذا تم اكتشاف توريط العربي فيها، وقد وقع في هذه الورطة الأخلاقية الكثير من المخرجين، من بينهم مخرج فيلم لص بغداد حيث يرى الناقد السينمائي السوري محمد عبيدو من خلال كتابه "السينما الصهيونية شاشة للتضليل" في الفيلم المذكور بأنه "تتم الإساءة للشخصية العربية من خلال ذلك الأمير العربي المزعوم والذي يقوم بأعمال تجارة الرقيق وأعمال أخرى سيئة من غدر وخداع واصفا تلك الشخصية بالتخلف والهوس الجنسي الذي يتحكم بتصرف وسلوك هذه الشخصية التي لا تتوانى في ارتكاب أي جريمة في سبيل تحقيق أهدافها غير الإنسانية والتي تثير حنق واشمئزاز المشاهد" (2)
ويضيف عبيدو معلقا على أجواء الفيلم الذي تجري أحداثه في بغداد من سنة 1823 التي "حيث يصورها – أي الفيلم – كما اعتادت معظم الأفلام الغربية، مدينة أشبه ما تكون بسوق لبيع الجواري والعبيد..وفيها المتسولون والحواة واللصوص، وفيها أيضا قطاع الطرق الذين يتصيدون فريستهم ويحددونها منذ نقطة الإنطلاق".(3)
أما المخرج الإيطالي بيرتولوتشي، في فيلمه" لالونا"، الذي صور فيه شخصية شاب مغربي اسمه مصطفى يعيش ويقتات من بيعه للمخدرات، نتيجة لسلوك معين، لكنه لا ينال إلا أرباحا ضئيلة مقابل أرباح الكبار الذين يدعمونه بها، ومن هنا يسقط القناع وتتوالى الأحداث إذ يتم التركيز على بيع مصطفى ل"جو" المخدرات، وبالتالي يظهر التأثير الكبير عليه، بعد أن جمعتهما صداقة تحاول أم جو اكتشافها، إذ تقع في حب أمومي بينها وبين مصطفى الذي ترى فيها حب من نوع آخر، ومن هنا يتم التركيز على أن مصطفى في أدائه لدور العربي الذي يبيع السموم، يساهم بشكل كبير في تقويض الأسر الغربية، من خلال الدفع بأبنائها إلى تعاطي المخدرات، ويقول بير تولوتشي في أحد حواراته مدافعا عن هذا الخيار وأهمية دور مصطفى في الفيلم  بقوله" شخصية مصطفى مهمة جدا بالنسبة لكاترينا، لذلك نراها تقصده، أو بالأحرى تجد في مصطفى غريما لحبها الأمومي، أو أنه الشخصية المزدوجة لابنها، مصطفى ما هو إلا انعكاس لابنها.. انه الوجه الثالث لشخصية جو".
وفي واقع السينما الإيطالية نبقى دائما، إذ تبرز المخرجة الإيطالية ليلينا كافاني في فيلمها المعنون بـ"الجلد" صورة مغايرة تماما للجنود المغاربة، أين أظهرتهم بصورة الشواذ جنسيا، حيث ينظرون بشهوانية كبيرة لمؤخرات الأطفال و يساومون الأمهات الإيطاليات من أجل مضاجعتهم، في مشاهد تساهم في تعزيز الصور المشوهة وتقلب حقائق وسلوك المغاربة، كما نرى من جهة أخرى وبالعودة إلى السينما الأوربية التي ننقل بعض أوجهها المظلمة، فإننا نرى بأن الفيلم الألماني الذي أنتج سنة 1957 وقام ببطولته الممثل الشهير اوتوفيلهلم، صور صعيد مصر على أنه فضاء لأناس وسخين بئيسين، يعيشون في مستنقع من الفقر والعوز، لا يعرفون ما ينفعهم ولا يضرهم، وكأنهم حيوانات أقرب منهم إلى البشر. وفي السينما الآسيوية يقول احمد سوكارنو عبد الحفيظ في استشهاده الذي استقاه من مقال محمد حسنين الذي نشره بمجلة العربي سنة 1989 حيث قال عن هذه السينما التي " لم تجد إلا العرب لتهزأ بهم وتسخر منهم، وكأنه ليس هناك سوى العرب ضحية لكل ناعق"، ففى فيلمPenoy Balut الذى كان يعرض فى الفلبين، "يصور العرب شاذين ساديين": وفى مشهد من مشاهد الفيلم "تنزعج الفتاة لمنظر العربى الكريه عندما تراه،..وتحاول أن توهمه أنها ولد.. فيهجم عليها، قائلاً" الآن أريدك أكثر…!!"

أرجع وأقول بأن هذه المشكلة تتجاوز المخرج وكاتب السيناريو بكثير، هي سياسة دول، لذا يصعب محوها، لأن المسألة مربوطة بشكل أساسي بالسياسية وبمن يملك السلطة والمال، لا يستطيع المغاربي سواء كان مخرجا أو كاتب سيناريو أن يروج للفكر الذي يريده، ومن جهة أخرى يطلب دعم أفلامه من هذه الدول، لأن فرنسا والدول الأوروبية تعرف جيدا أين تنفق مواردها المالية، ولن يحدث هذا إلا وفقا لشروطها ورؤاها، لكن من جهة أخرى يمكن لوزارات ثقافة الدول المغاربية كمؤسسات تابعة لحكومات لديها ميزانيات قارة وقادرة على تسطير إستراتجية معينة للسينما تحاول من خلالها استرجاع البريق، كما يمكن تحقيق هذا بدعم واستثمار من طرف  رجال الأعمال والمؤسسات الأخرى، وهذا من خلال دعم المشاريع السينمائية الهادفة والمدروسة بشكل جيد، ومن جهة أخرى السعي لخلق تكتلات اجتماعية وثقافية وسياسية في الدول الأوربية، من أجل إبداء الرأي والمشاركة في صناعته، لأن السينما الأوربية تحاول بكل الأشكال أن تجهض أي فرصة يجتمع فيها المغاربة في فرنسا، وهكذا تعمل سينماهم، تفرق وتشوه كي لا يندمج العربي بشكل عام مع الآخر، لأنها تعي خطورة هذا عليها وعلى ثقافتها ونقاء عرقها حسب هذا التفكير العنصري الذي تتبناه العديد من الجهات المؤثرة في أوربا.

الهوامش
1- محمد عبيدو، السينما الصهيونية...شاشة للتضليل، دمشق، دار كنعان للدراسات والنشر والخدمات الإعلامية، 2004، ص84
2- المرجع السابق، 74
3- المرجع السابق، ص 74
عن 
  2014-11-26





الجسرة الثقافية الالكترونية