ترجمة بول شاؤول
إلى ليوبولد سيدار سنغور
ليس اسمي حكاية شموس أو أحقاد
ولا قصة وجوه نسيها الله
ولا هو لغة براكين خامدة حيث وحدها الزهرة نفسها
صامدة، لا تلين
لا يبوح اسمي بك،
يا أيها الرجل الأسود الذي
في عينيه البحر أبيض
كالثلج.
لا يحكي اسمي مأساة تلك العصافير المحترقة
في أتون رياح مجنونة
ينفخها رجال خافوا الكلمات
فانكفأوا إلى أهواء جامحة
سمَّوْها آلهة.
لا يقول اسمي شيئاً،
إن لم يكن العاصفة،
أو عَيْنَي محتضرٍ مشدودتين إلى الموت.
ليس في البحر وعد
ولا قانون له،
مِنَّته الوحيدة أن يفرش على أجسادنا
رداء قبة
تلمع زرقتها كحد سيف.
يا أيها الرجل الأسود الطالع من البحر،
هل في ضلوعك شغف ذاك الساهر الذي يشبهني
ترقب عيني تفجُّر الحياة في الحجر؟
في المرجان أنفاس كثيرة ترتعش تحت طحالب
تأخذ من زرقة الموج لونها.
يا أيها الرجل الخارج من الأدغال
يحمل المرجانُ إلى الشاطئ،
كل ليلة ينتابك فيها شك،
صراخَ المنسيين، أولئك المنتمين إلى لا مكان.
حين تصبح الزهرة زهرةً من جديد،
وتلامس الجسد نفسه
أتذكَّر:
أمس كانت العطور كلها ترتدُّ بلا لونٍ
تأتي من زمن النشأة فيه الشموس واحدة
بين البشر
سوداً كانوا أم بيضاً.
أتذكَّر:
كانت الزهرة تحفر في الرمال نفسها لتزرع نجوماً
وتتقبل قرابينَ حكايتُها واحدة.
كان شَعرُكِ ينساب كالعسل.
آن الأوان لأن تنظر وحيداً
ستكون البحار أقل جمالاً
لكن القوارب الخفيفة كالغيوم
سوف تكشف لك أسرار الكلمات البكر.
أيها الرجل الأسود الطالع من البحر
أنت الرجل الأول
ذاك الذي ارتسم في بدء التكوين
قبل أن تخرج الشموس من عتمة الليل
من حزيران والكافرات
ترجمة: زهيدة درويش جبور
البحر يختبئ في مياهه
(البحر) يختبئ في مياهه
الريح حمل أمير
لكن المصباح والليل يمضيان
متهامسين يصغيان
إلى تنفس الذاكرات
***
وحيداً كماء البئر
والسعادة
هذه الزهرة المقلقة.
الحب خلف آثار غبار
على كفيك بداية طريق
الريح تغطي أجفاني
الحب خلف آثار غبار
تظلم في كتاب
وصوتك ملون كالماء
ما الذي يبقى من السماء؟
حصان مرسوم على الأفق؟
يقولون ها هو الشتاء ويتكلمون
على حديقة تعطس
يسود الحجارة قدر مدهوش
أنت يا هلال الأرض
أنت يا ذاكرة المناخات
يا حلم
لأن فوضى العواصف
ولأن حياتي هذا الحصان العاري
أنت يا حرب الشمس التي تذوب
يا درباً حتى السواحل
لأن الربيع يضرب أشجار الحامض
ولأن الفجر مزق جبينه
أنت يا هلال الأرض
يا حركة الحجارة الخطرة تحت الريح
لأن السماء بلا مرسى
ولأن رائحة شغف
أنت يا مدينة كشوكة الجسد
اسمع المساء يجن
لأن كل شيء يصير رجلاً
ولأن كلمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق