السبت، 20 يونيو 2015

المخرجة السينمائية اليمنية خديجة السلامي سينمائية في يمن معلق بين السماء والأرض

محمد عبيدو
يعرض فيلم “أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة” للمخرجة اليمنية خديجة السلامي بالمسابقة الرسمية بالدورة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي  وسبق للفيم ان فاز بجائزة أفضل فيلم روائي لجوائز المهر العربي في الدورة الحادية عشرة لـ مهرجان دبي السينمائي
تروي خديجة السلامي في فيلمها الروائي الأول”آنا نجوم، بنت العاشرة ومطلقة” ، الذي صورته بميزانية صغيرة وبصعوبة في اليمن ،مأساة زواج الصغيرات في بلدها الذي يرزح تحب عبء التقاليد القبلية والجهل والفقر، الا أنها بمرورها على قصة الطفلة “نجوم” تنقل صورا بالغة الجمال من يمن معلق بين السماء والأرض.   الفيلم يوثق قصة حقيقية لطفلة ، كانت مدللة من الجميع، ، تساعد شقيقتها على رعاية الغنم، ولكن تنقلب الامور راسا على عقب حين تتعرض شقيقتها الكبرى للاغتصاب فينتاب الاب الخوف من حالة اغتصاب أخرى تتعرض لها احدى بناته مما يضطره الى تزويحها في سن العاشرة ، ستتعرف نجوم على الجحيم مع زواجها، وسيتكشّف زوجها عن رجلٍ قاسٍ لا يرأف بصغر سنّها، بينما تمضي نهارها في أعمال شاقة، فحاربت للحصول على الطلاق من زوج يكبرها بعشرين عاماً بعد رحلة مريرة من العذاب.. ويساعدها  قاض يتعاطف معها ويصطحبها الى منزله حيث تتعرف إلى ابنته وتدرك أن ثمة حياة كاملة مختلفة.
وتعليقا على نيلها الجائزة الأكبر في دبي، اعتبرت خديجة السلامي أن في ذلك تسليط للضوء على “هذه القضية التي أدافع عنها وعن الأطفال مع استمرار وجود هذه الظاهرة في اليمن. وأنا سعيدة جدا بالحصول على الجائزة بعدما تعبت كثيرا في إنجاز هذا الفيلم”.
وﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﺪﯾﺠﺔ اﻟﺴﻼﻣﻲ أول ﻣﺨﺮﺟﺔ ﻟﻸﻓﻼم اﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﯿﻤﻦ, وﻓﺎزت ﺑﺎﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﮭﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ. ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺿﻤﻦ ﺧﻤﺴﯿﻦ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻧﺴﺎﺋﯿﺔ ﻟﮭﻦ ﺑﺼﻤﺎت وإﺳﮭﺎﻣﺎت ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ وﻓﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ، ﻛﻤﺎ اﺧﺘﯿﺮت ﺿﻤﻦ ﺧﻤﺲ ﻧﺴﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة “ﺳﯿﻤﻮن دوﺑﻮﻓﻮار” اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺢ ﻟﻠﻨﺴﺎء اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻟﮭﻦ إﺳﮭﺎﻣﺎت ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻤﺮأة. في مارس 2007 منحها الرئيس الفرنسي جاك شيراك وسام جوقة الشرف بمرتبة ضابط, وذلك تقديرا لأعمالها السينمائية والكتابية ذات الطابع الاجتماعي والإنساني .
درست خديجة السلامي (مواليد 1966 ) الإخراج السينمائي في جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس والجامعة الأمريكية في العاصمة الأمريكية واشنطن. وعند عودتها عملت في التلفزيون اليمني ودخلت إلى العمل في السلك الدبلوماسي ذهب بها باريس للعمل في السفارة اليمنية كمديرة لمركز الإعلام اليمني.وكانت المخرجة اليمنية الوحيدة أنجزت عددا من الأفلام الملتزمة بشأن المرأة في بلدها أولها “نساء اليمن” الفيلم الذي أعدته للتخرج في 1990. وتشمل الأفلام الوثائقية التي أخرجتها خديجة من مقر عملها في باريس، فيلم «أرض سبأ» (1997) و«اليمن ذو الألف وجه» (2000) و«غريبة في موطنها» (2005)، الذي افتتح المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان في جنيف، والذي فازت عنه بست جوائز في المهرجان ذاته. و “أمينة”(2006). و”الصرخة” (2011) و اخيرا فيلمها “قتلها تذكرة للجنة” .
استطاعت خديجة السلامي أن تواجه لعنة الطابو برسمها لصورة عن حكاية المرأة اليمنية اليومية مع تقاليد المنطقة من خلال الوثائقي«غريبة في موطنها» الذي أنجزته لمناقشة ظاهرة الحجاب ببلد معروف بأعرافه العتيقة. ، و هو عمل يتأسس على قصة طفلة صغيرة من صنعاء القديمة بعمر 13عاماً تدعى نجمية. طفلة ضاحكة، ونظرتها للحياة فيها الكثير من الأسئلة المؤرقة. الكل بالمدينة يعرفها و الكثير ينظرون إليها كطفلة مشاغبة ومزعجة للمحيط الذي تتواجد فيه. نجمية رفضت أن تتبع تقاليد باقي النساء اليمنيات المجبرات على التحجب. إنها تجسد ذلك التحدي في وجه التقاليد المغروسة في التربة كان من طبعها رفض كل الممارسات السلبية التي تحد من لهوها مع أقرانها الأطفال، ويتتبع الفيلم بعدسته تحركات الطفلة، وممارساتها العفوية، واضعاً المشاهد أمام صورة من التحدى الفريد الذى تجادل عبر محطاته هذه الطفلة، وتنتقد أفكارهم مدافعة عن حقوقها الإنسانية.
يروي حكاية هذه الطفلة التي “تحب أن تعيش حياتها ولأنها أنثى يضغط عليها المجتمع لأنها لا يمكن أن تلعب مع الأولاد أو تخرج بدون حجاب، هذا العمل الفني يفتح بالفعل نقاشا واسعا بواقع المرأة المكرهة على الخضوع لسلطة التقاليد و ممارسة سلوكيات متحجرة لا تتناسب مع منطق الحداثة وحقوق النساء.
أكيد تظل المخرجة خديجة السلامي كأولى النساء اللواتي وظفن الفن و الوثائقي خاصة من أجل فضح محيط اجتماعي متسلط بدولة اليمن. أما نجمية فتمثل صرخة جزء من المجتمع اليمني ضد واقع متعفن مازالت المرأة و الأطفال يؤدون ثمنه في زمن يجب فيه الكل أن يساهم في العطاء على كل المستويات. و للأسف، الطفلة نجمية كانت و ما زالت ضحية هذا الواقع العربي المر. فبعد سبعة أشهر من مشاركتها في إنجاز الوثائقي منعها أبوها من دخول المدرسة و فرض عليها الحجاب. تلك كانت نهاية وثائقي خديجة السلامي لكن ليس نهاية لكفاح المرأة العربية.
وتعتمد خديجة السلامي في فيلمها الثاني على موضوع يساوي أهمية موضوع فيلمها الأول الذي دار على خلفية دور المرأة في الانتخابات في “أمينة” تتحدّث عن السجنين الصغير والكبير الذي تعيشهما المرأة اليمنية والمرأة في العديد من الدول العربية.
فيلم وثائقي مؤثر حول أم شابة اسمها أمينة محكوم عليها بالإعدام بعد إدانتها بقتل زوجها. حين بدأت المخرجة اليمنية خديجة السلامي تصوير هذا الفيلم قيل لها إنها لن تستطيع التصوير داخل سجن النساء، لكنها استطاعت رغم ذلك أن تمضي وقتاً طويلاً هناك قابلت خلاله أمينة، التي تدعي البراءة وصوّرت حياتها اليومية. وتدريجياً تحول الفيلم عن الحديث عن وضع أمينة فقط، ليتحدث عن وضع نساء أخريات كثيرات في السجن. إنه إطلالة جريئة على مجتمع ذكوري كثيراً ما يسيء معاملة المرأة.
ورصدت السلامي في “الصرخة” ما آلت إله أحوال ثلاث نساء يمنيات شاركن في الثورة، وكيف انقلبت الأحلام إلى كوابيس نتيجة ركوب الحركات الإسلامية الاصولية على هذه الثورة ومحاولة تحويل مسارها لخدمة اهدافهم، تقول عنه : ” بداية هن خمس نساء تعرفت إليهن من خلال نشاطاتهن في الساحة السياسية في خضم أحداث الثورة وجذبتني إلى صرختهن وصوتهن العالي الذي تجاوز صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كلها ليقف أمام عصر جديد وولادة جديدة لنساء يمنيات يرفضن القهر والظلم والاستبداد، وهناك كثير من النماذج التي صادفتها لم أستطع تسليط الضوء عليهن من خلال الفيلم، لكنني أشرت لهن من خلال هذه النماذج النسائية .” , وتضيف : ” المساواة والتغيير والديمقراطية هي القاسم المشترك بينهن، فبعد أن نالت توكل كرمان جائزة نوبل للسلام عام 2011 في باريس، اغتنمت فرصة وجودها هناك كوني أقيم في فرنسا، والتقيت بها ووافقت على المشاركة، ثم بزر اسم آخر في الفيلم هي الناشطة بلقيس اللهبي التي كانت أول من أرسل الرسائل الالكترونية إلى اليمنيين عبر الفيس بوك ومواقع أخرى، وأول من خرجت في بداية الأحداث والاضطرابات السياسية في اليمن، وقبلها كانت في تونس تواكب أحداث الثورة التونسية ثم عادت ورجعت متحمسة إلى اليمن ورغبتها الأولى المشاركة بثورة بلادها، وشخصية نسائية أخرى هي الصحفية رحمة هجيرا ناشطة في حقوق الإنسان كانت مع التغيير لكنها ليست مع الثورة التي اشتعلت في اليمن ” وتتناول السلامي في فلمها “قتلها تذكرة للجنة” ، قضية كاتبة هي بشرى المقطري ومقالها الشهير “سنة أولى ثورة” الذي كُفّرت بسببه، وأصبحت تلعن على المنابر والمساجد ومواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي، وصولاً إلى صدور فتوى ضدها وقّع عليها 70 فقيهاً، وقد أطلقت المظاهرات التي جاءت استجابة للدعوات التحريضية ضدها وهي تهتف تحت بيتها “لا إله إلا الله بشرى عدوة الله “
سجل كتاب خديجة السلامي ” دموع سبأ ” مبيعات كبيرة، والذي صدر بالإنكليزية وترجم إلى عدة لغات

الجمعة، 19 يونيو 2015

المكرمون


ضمن مطبوعات الدورة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي صدر كتاب " المكرمون" و يتضمن استعادة نقدية واحتفائية بمبدعين يكرمهم المهرجان , رحلوا عن الوجود لا عن الوجدان , وتركوا بصمتهم الهامة بتاريخ الابداع السينمائي : اسيا جبار ايقونة الكتابة والتي برحيلها فقدت الجزائر والعالم الأدبي وجهاً إبداعياً عالمياً مميزاً ، قد سمحت لها السينما بالالتقاء مع مجتمعها وفهم العالم الأنثوي بالأخص. حيث تصالحت مع مجتمعها وأنوثتها واستمعت إلى هذه اللغات المحكية. هذا المجتمع الأنثوي الذي لم يكن له الحق في الكلام، ومن خلال ما أخرجته آسيا جبار من أفلام، أعطت الكلمة للمرأة وجعلتها البطلة والفاعلة، لكن أيضا عادت إلى اللغة الشفهية في اجتماع النسوة وأحاديثهن في الأعراس والمآتم والحمامات وغيرها من أماكن الالتقاء. أخرجت فيلم “نوبة نساء جبل شنوة” الذي نالت به تقدير لجنة تحكيم مهرجان البندقية عام 1979.
كان فيلمها “نوبة نساء جبل شنوة” 1977 الوثائقي ، الذي يشكل انفراداً متميزاً في العلاقة بين الروائي والسينمائي في الجزائر، كون أن آسيا جبار هي في الأساس كاتبة وجامعية خاضت هذه التجربة الوثائقية والتسجيلية انطلاقاً من المعايشة الشخصية للكاتبة – المخرجة والرصيد الشعري الكامن لدى نساء الجزائر، وبالخصوص في جبل شنوة (قرب ولاية تيبازة مسقط رأس المخرجة) وهنا نشأت علاقة حميمة بين نساء جبل شنوة، ورؤية مخرجة تحمل في داخلها حسا نسائياً متقدماً أرادت أن تكثفه في عمل قريب وواقعي. الوثائقية والتسجيلية وسيلة لسرد البعد الشاعري لهؤلاء النسوة في محيطهن الطبيعي وهن يعبرن بالكلام او بالرقص على أنغام النوبة الممتزجة بالغناء والبندير. كان عملها مقاربة شاعرية للموروث الثقافي لمنطقة شنوة الأمازيغية بولاية تيبازة (الجزائر)، وهي تعمل على فيلم “نوبة نساء جبل شنوه” كما أنجزت عام 1982 “زردة أو أغاني النسيان”. الفائز بجائزة أفضل فيلم تاريخي في مهرجان برلين السينمائي. وهو عبارة عن توثيق لطبيعة الحياة في المغرب العربي في النصف الأول من القرن العشرين، الذاكرة و تاريخ الاستعمار في الدول المغاربية الذي كان يعتمد على الفصل بين الصور التي اختارها لاحتفالات ولهتافات خلال زيارات السياسيين الفرنسيين، وبين واقع الشعوب الأصلية، الذي يبينة الشريط الصوتي آسيا جبار مبدعة مختلفة وإشكالية , ، كانت حياتها رحلة طويلة في بحث متواصل عن طرق ومسارات جديدة للتعبير. حاولت طرح قضايا الوعي الوطني الممزق بفعل ترسبات الوجود الكولونيالي، كما حاولت تناول قضايا المرأة المقهورة ورافعت عن الأنوثة بخطابها السردي والسينمائي،. وقاربت ذلك بنظرة تاريخية وانترولوجية وبتأمل مشبع بالهم الإنساني وبالوقوف في وجه التهميش عموما , ويحفي الكتاب ايضا بالراحلة فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية و التي إن كانت قد رحلت بالجسد فهي باقية في قلوب الكثيرين كأيقونة لعصر الرومانسية المصرية , تعود الذاكرة معها الى ذلك الزمن الجميل أيام الانتاجات المهمة لأفلام التصقت بالذاكرة ، فكانت أدوارها المتنوّعة مثالاً لشخصيّاتٍ حيّة من صميم المجتمع والواقع المُعاش. كانت تملك تلك القدرة الرهيبة التي تجعلنا نصدق فعلا ما يحدث لها على الشاشة الكبيرة، كما لو أنه يحدث في الواقع . حمامة تضيف إلى كل عمل فني ، معها نكتشف حُسن الاختيار وسحر الأداء وبراعة الإتقان وصدقَ التماهي مع الدور إلى حدّ الإقناع بجسد ناحل ضئيل كحزمة ضوء وملامح رقيقة عذبة ، وبنبرة خاصة في صوتها مميزة . وايضا تحضر في الكتاب الراحلة فتيحة بربار الممثلة المقتدرة والفنانة المتكاملة والموهبة الفذة التي يصعب تكرارها، وسيدة أنيقة وإنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معان. وقد توفيت في باريس إثر سكتة قلبية، الجمعة 16 يناير 2015 عن عمر ناهز 76 سنة، ليتم نقل جثمانها إلى الجزائر , حيث القيت عليه النظرة الأخيرة بالمسرح الوطني الجزائري باليوم نفسه. وذلك بعد مشوار حافل بالأعمال الفنية التي شكلت علامة بارزة في السينما والمسرح الجزائري.المطربة (فضيلة الدزيرية) من بعدها والتي اعتبرتها (فتيحة) أحد أقرب الناس إلى قلبها . كما مثلت في أول الأعمال المسرحية التي شاركت فيها إلى جانب سيدة المسرح الجزائري الراحلة السيدة كلثوم ونورية وغيرهن ممن صنعن مجد التمثيل في بلادنا، ومهدن لجيل كامل طريق الاحترافية، نهاية الخمسينيات، كما وقفت مع عمالقة التمثيل في الجزائر من الذين غادروا الحياة، والذين مازالوا على قيد الحياة من أمثال المرحوم رويشد، مصطفى كاتب، علي عبدون، يحيى بن مبروك ,و قصي صالح درويش الناقد المشاكس الذي اسلم الروح في باريس لتودع الصحافة العربية أحد وجوهها اللامعة ويترك غيابه فراغا كبيرا في فضاء السينما العربي.
الكتاب الذي الذي اعده الناقد محمد عبيدو اتى في 65 صفحة من الحجم الكبير يضم دراسات نقدية عن

مسيرة المبدعين الاربعة وتضيء عوالم ابداعهم واحتوى الكتاب ايضا شهادات لنقاد ومخرجين وممثلين رافقوهم في تجربتهم الفنية الثرية