الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

يمينة بن غيغي: “مشاكل المرأة المهاجرة في السينما”

رئيسة المهرجان الدولي للبرامج السمعية البصرية FIPA بباريس، بن غيغي، ولدت بباريس من أب وأم جزائريين.. ويعتبر فيلمها التسجيلي (ذاكرة المهاجرين) من علامات سينما المهاجرين وقد أخرجت مسلسلا تلفزيونيا (النساء في الإسلام) 1996. نالت العديد من الجوائز حول أعمالها جائزة أفضل سيناريو مؤسسة بومارشي نيويورك وتم اختيارها للأوسكار لتمثيل الجزائر 2002 ذهبية مهرجان السينما الدولي سان فرانسيسكو 1998 الجائزة الأولى الخاصة بمهرجان السنما الجديدة بمنتريال / كندا. يشكل فيلم “أنشالله الأحد” (عام 2001) للمخرجة يمينة بن غيغي محاولة في السينما المغاربية لمعالجة موضوع المرأة من حيث أزمة الهوية والبحث عن الدور المستقل والقرار الحر.
بطلة الفيلم (زوينة) تهاجر من موطنها الجزائر بأطفالها الثلاثة تصحبها حماتها عائشة أم أحمد لتلتحق بزوجها أحمد، الذي يعمل في فرنسا منذ عشر سنوات في أعمال بسيطة لم تره طوال هذه السنين.. وفي باريس تجد نفسها تعيش في عمارة سكنية محاطة بجيران فرنسيين لا يتقبلونها ولا يتقبلون ضجيج أطفالها، محاصرة برقابة وهيمنة حماتها وهي امرأة متسلطة.. تتحكم فيها وتوجه لها اللوم دائما وتهددها بأن تزوج ابنها بامرأة غيرها، لا يسمح لها بالخروج من المنزل إلا للتسوق من متجر قريب، في حين أن زوجها الصارم المحافظ لا يعود إلى المنزل إلا متعبا من العمل. غير أن الزوجة سرعان ما تبدأ بالتمرد وإقامة العلاقات مع جيرانها بعد مصادمات عديدة ومنها علاقة صداقة بريئة مع سائق حافلة فرنسي ومع جارة فرنسية شابة تشجعها على أخذ زمام المبادرة بيدها، والهروب من المنزل مع أطفالها للتنزه وإلخ. وتمنحها كتابا عن الحب والجنس كما تهديها بعض أدوات الماكياج لكي تتجمل كالمرأة الفرنسية.. أيضا زوجة الضابط الفرنسي.. وعاملة محل السوبر ماركت، وفي النهاية تفرض حقها في الحياة الطبيعية وسط المجتمع الجديد على زوجها.
وتجسد المخرجة حال المرأة الفقيرة التي لم تأخذ أي قسط من الثقافة في مجتمع أوروبي كما تجسد حالة الغربة التي تعيشها بين عائلتها.. والغربة الداخلية.. والراديو هو الوسيلة الوحيدة لاتصالها بالعالم الخارجي.. ليفتح ذهنها إلى مشاكل الحب والجنس.. تتعاطف معها بعض الشخصيات الفرنسية..
وتركز المخرجة علي الحالة النفسية للشخصيات الجزائرية الثلاثة في الأسرة الواحدة الحماة الجزائرية التي تركت وطنها وخلعت من جذورها في هذه السن المتأخرة، حيث العادات والتقاليد المتأصلة فيها والتي لا يمكن أن تتخلى عنها هي تفرغ كل همومها وطاقتها في التوبيخ المستمر للزوجة.. والزوج وهو شخصية مهزومة غير الواثق من نفسه يعاني من الفقر والحاجة.. وزوجة تحس بالغربة في بيتها وخارج بيتها وصمودها ونضالها في صمت تحاول أن تعتاد على حياة المنفى اليومية.. وأن تصادق أناسا آخرين.. وأن يكون لها دورا وتنجح في ذلك..
محمد عبيدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق