محمد عبيدو
" اللجاة " الفيلم الاول للمخرج السوري ( رياض شيا ) من انتاج المؤسسة العامة للسينما بدمشق , أتى محاولا التميز في لغته وطموحه السينمائي وأسلوب سرده الحديث الذي اعتمد اللغة البصرية في التعبير عن أفكاره محولا نثرية رواية " معراج الموت " لممدوح عزام الى قصيدة شعر سينمائية .
الفيلم تجري أحداثه في مكان قاس وموحش بالجنوب السوري وتبدو القسوة ليس فقط في الطبيعة , ولكن في تلك التقاليد والعادات والهواجس والتمائم والأدعية الغامضة التي تحاول فتاة في هذه القرية المنعزلة ان تحطمها فتجد نفسها وقد أصبحت ضحية لها .
اللجاة .. الأرض البازلتية القاحلة .. مكان تراجيدي ينطق برغبات واشواق , حيث الصراع القاسي الذي يصل ذروته بين ما تراكم عبر السنين من أنماط حياة وتشكيلة قيم ومشاعر مكرسة وبين إرهاصات الجديد الأكثر توقا للانعتاق ,والذي شكل حالات تناقض وتناغم في ان معا مع ما روكم عبر السنين , ويتمظهر هذا الصراع في شخصيتين رئيسيتين من شخصيات الفيلم , صياح الذيب وابنة اخيه المتوفي سلمى , حيث تنمو علاقتهما ببعضهما وبالمحيط البشري والمكاني وتأخذ منحى تراجيديا متأتيا من حتمية تغلب التناقض في قيمهما وشخصيتهما على صلة القربى , بل والتعاطف الخفي احيانا بينهما هذا التناقض سيؤدي حتما الى محاولة احدهما نفي الاخر .. ولكن النفي الذي يقوم به صياح لايقود إلا إلى تكريس استمرارية الصراع الذي يأخذ طابعا سرمديا , فالمحاولة التي تقوم بها سلمى بمساعدة حبيبها عبد الكريم للتخلص من سلطة الاب - الرجل تكتسب اهميتها عبر تجسدها في مشاعر واحاسيس شديدة البساطة والبداهة ( الحرية – الحب – الرغبة بالاختلاف والخروج من واقع مسيطر ومكرس - التوق الى حياة اكثر إنسانية ... الخ ).
وينطلق الخبر المفجع ليمزق صباح القرية ويكسر رتابة النفوس والأبواب التي تفتح وتغلق على الصمت , فيما سلمى تنطلق مع حلمها في كسر جدران الزمن نحو الدنيا الواسعة متجاهلة وقع الفضيحة التي يثيرها حب محروم ورغبات مقهورة وخوف المعلم العاشق الذي يطمئنه " حليم " , الهارب والمتوحد كذئب في البراري بأمان مفقود لدى الشيخ " ابو نايف " .
وينتقل العاشقان , لكن تبقى ملاحقة لهم تلك الوحشة والعزلة والقهر . حيث تأتي جماعة العم صياح ويجرونها من بيت الشيخ ابو نايف متجاهلين كرامته وأعرافا قديمة للمجتمع بحماية الضيف , لتنتهي الى مصيرها المؤلم وحبسها المميت. ينهي المخرج فيلمه كما بدأه بمأتم وجنازة .
اثأر "اللجاة " الكثير من الجدل من ناحية أسلوبيته ولغته البصرية السينمائية الا انه يحمل قانونا سينمائيا خاصا به ومن البداية قد ترفضه او تقبله ولكن عليك فقط ان تحاسبه من خلال قانونه الخاص .
" اللجاة " الذي ينتمي الى السينما البصرية الخالصة , و حاز جائزة مهرجان دمشق السينمائي بدورته التاسعة هو إضافة هامة - كنا نتمنى ان لا تكون تجربة وحيدة و يكررها المخرج رياض شيا عبر أفلام تالية - الى السينما السورية التي قدمت أفلاما ومخرجين يمتلكون رؤيتهم الذاتية وتعبيرهم الخاص عن الواقع السوري والعربي .
" اللجاة " الفيلم الاول للمخرج السوري ( رياض شيا ) من انتاج المؤسسة العامة للسينما بدمشق , أتى محاولا التميز في لغته وطموحه السينمائي وأسلوب سرده الحديث الذي اعتمد اللغة البصرية في التعبير عن أفكاره محولا نثرية رواية " معراج الموت " لممدوح عزام الى قصيدة شعر سينمائية .
الفيلم تجري أحداثه في مكان قاس وموحش بالجنوب السوري وتبدو القسوة ليس فقط في الطبيعة , ولكن في تلك التقاليد والعادات والهواجس والتمائم والأدعية الغامضة التي تحاول فتاة في هذه القرية المنعزلة ان تحطمها فتجد نفسها وقد أصبحت ضحية لها .
اللجاة .. الأرض البازلتية القاحلة .. مكان تراجيدي ينطق برغبات واشواق , حيث الصراع القاسي الذي يصل ذروته بين ما تراكم عبر السنين من أنماط حياة وتشكيلة قيم ومشاعر مكرسة وبين إرهاصات الجديد الأكثر توقا للانعتاق ,والذي شكل حالات تناقض وتناغم في ان معا مع ما روكم عبر السنين , ويتمظهر هذا الصراع في شخصيتين رئيسيتين من شخصيات الفيلم , صياح الذيب وابنة اخيه المتوفي سلمى , حيث تنمو علاقتهما ببعضهما وبالمحيط البشري والمكاني وتأخذ منحى تراجيديا متأتيا من حتمية تغلب التناقض في قيمهما وشخصيتهما على صلة القربى , بل والتعاطف الخفي احيانا بينهما هذا التناقض سيؤدي حتما الى محاولة احدهما نفي الاخر .. ولكن النفي الذي يقوم به صياح لايقود إلا إلى تكريس استمرارية الصراع الذي يأخذ طابعا سرمديا , فالمحاولة التي تقوم بها سلمى بمساعدة حبيبها عبد الكريم للتخلص من سلطة الاب - الرجل تكتسب اهميتها عبر تجسدها في مشاعر واحاسيس شديدة البساطة والبداهة ( الحرية – الحب – الرغبة بالاختلاف والخروج من واقع مسيطر ومكرس - التوق الى حياة اكثر إنسانية ... الخ ).
وينطلق الخبر المفجع ليمزق صباح القرية ويكسر رتابة النفوس والأبواب التي تفتح وتغلق على الصمت , فيما سلمى تنطلق مع حلمها في كسر جدران الزمن نحو الدنيا الواسعة متجاهلة وقع الفضيحة التي يثيرها حب محروم ورغبات مقهورة وخوف المعلم العاشق الذي يطمئنه " حليم " , الهارب والمتوحد كذئب في البراري بأمان مفقود لدى الشيخ " ابو نايف " .
وينتقل العاشقان , لكن تبقى ملاحقة لهم تلك الوحشة والعزلة والقهر . حيث تأتي جماعة العم صياح ويجرونها من بيت الشيخ ابو نايف متجاهلين كرامته وأعرافا قديمة للمجتمع بحماية الضيف , لتنتهي الى مصيرها المؤلم وحبسها المميت. ينهي المخرج فيلمه كما بدأه بمأتم وجنازة .
اثأر "اللجاة " الكثير من الجدل من ناحية أسلوبيته ولغته البصرية السينمائية الا انه يحمل قانونا سينمائيا خاصا به ومن البداية قد ترفضه او تقبله ولكن عليك فقط ان تحاسبه من خلال قانونه الخاص .
" اللجاة " الذي ينتمي الى السينما البصرية الخالصة , و حاز جائزة مهرجان دمشق السينمائي بدورته التاسعة هو إضافة هامة - كنا نتمنى ان لا تكون تجربة وحيدة و يكررها المخرج رياض شيا عبر أفلام تالية - الى السينما السورية التي قدمت أفلاما ومخرجين يمتلكون رؤيتهم الذاتية وتعبيرهم الخاص عن الواقع السوري والعربي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق