الأحد، 21 ديسمبر 2014

المخرج الإسباني بنتورا بونس : لا أحب الفائزين انهم مملون جدا , و افضل الذين يناضلون في سبيل أهدافهم


حوار : محمد عبيدو _ دمشق
 دعا معهد ثربانتس بدمشق لعرض تظاهرة ضمت خمسة أفلام للمخرج الأسباني بنتورا بونس وهي : فيلم " أنيتا لا يفوتها القطار " تمثيل: روسا ماريا ساردا . خوسى كورونادو , ماريا بارانو , جوردي كاوودر . .ويدور حول أنيتا التي منذ أكثر من ثلاثة عقود تعمل بائعة تذاكر في شباك إحدى السينمات في احد الأحياء، والمكان في طريقه للسقوط: لذا تمت إزالة المبنى ليقام مكانه بناء آخر متعدد الصالات. فأحيلت أنيتا إلى التقاعد قبل الوقت المحدد لها وبنفس الوقت لأنها لم تعد تتمكن من تقديم الصورة الحديثة المطلوبة للشركة المستثمر ,. لم تتحمل أنيتا الصدمة بل استمرت بالذهاب إلى مكان عملها القديم.
ومجرد لعبة قدر ومحض صدفة، تقع في حب الرجل الذي يدير أعمال الحفرهناك، فتبدأ علاقة حميمة وبنفس الوقت مريرة وحلوة تقام في المقطورة التي تتخذ منها الشركة مقراً لها ومكاتب لإدارة الأعمال .عبر أداء تمثيلي مذهل نشهد قصة انسانة هامشية تصارع خريف العمر وتقارع اليأس من اجل لحظات كينونة جميلة . وفيلم " الهر الكبير " وهو موسيقي وثائقي يثير ذكريات التي خلفها بعد رحيله المؤلف الموسيقي العظيم وكاتب الاغاني خابيير باتريثيو " غتو " . بيرث يشارك في الحفل الغنائي بخمسة عشرة أغنية من اغانيه , يقدمها بأصوات شعبية من موسيقانا الحالية . وفيلم " ممثلات " عن شابة طالبة مسرح تقابل ثلاث ممثلات كبار , سيدة التمثيل الدولية , ونجمة تلفزيونية ومديرة دوبلاج , فتكتشف في ذكرياتهن عظمة وتعاسة المسرح : كل ذلك مجاز للحياة يعرض العمل كانه عمل مسرحي ويظهر ممثلات فقط , وهو نوع من الموضوع الاستعارة . وفيلم " سبب الاشياء " وفيه خمسة عشرة حلقة عن السلوك الانساني } الرغبة , الخضوع , الحب , الغيرة , الرصانة , الامانة , الصدق , الهوى , الايمان … { تقع بين قصتين رائعتين عن الارادة والشك ..وفيلم " ان تموت أو لا " وفيه سبع قصص مستقلة . تبلغ الذروة بموت واحد من الابطال . مخرج سينمائي يرغب بالخروج من حفرته الابداعية . انسان مهووس بالبطولات لايقاوم الخيل . طفلة تختنق بعظام الفروج . مريض لا يصل لجرس الانذار في المستشفى . مهووسة تحشو فمها باقراص الدواء وماء كارمن . راكب دراجة نارية داس عليه البوليس . مدير يقع ضحية قاتل ماجور ..انه فيلم يحكي قصة الحياة والموت ..
 و المخرج بنتورا بونس من مواليد مدينة برشلونا عام 1945، قدم أول أفلامه في عام 1977 وكانت بداية ناجحة، فتم اختيار فيلمه الأول هذا للمشاركة بمسابقة مهرجان كان الرسمية للعام 1987. ويدعى مع افلامه الاخرى للمشاركة في أهم المهرجانات الدولية في السينما مثل برلين وكان وغيرها ونال العدد من الجوائز في إسبانيا والخارج. وهو نائب رئيس أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في إسبانيا ومستشار النقابة العامة للمؤلفين والكتاب الإسبان. ويملك شركة انتاج سينمائي" إلس فيلم رامبلا" الذي أسسها عام 1985، والتي أنتجت له حتى الآن ستة عشر فيلماً من أفلامه الثمانية عشرة الطويلة.
 التقيناه بدمشق في حوار حول تجربته السينمائية
 في فيلمك " أنيتا لا يفوتها القطار " نرى انك تميل للشخصيات الهامشية .؟ الى أي درجة يمكن ان تلتقي بهكذا شخصية في الواقع الاسباني ؟
 طبيعي انه لايمكن كثيرا ايجاد هكذا شخصية . ولكنني أحب كثيرا شخصية انيتا , وأنا افضل الاشخاص الذين لايهمهم العمر ولا الجنس ولا الشروط الاجتماعية وأن يكون لديهم المقدرة للنضال في سبيل شيء مهم بالحياة . شخصية انيتا ليست ملتزمة وباللحظة التي تجد نفسها غارقة بالظروف المحيطة بها لديها المقدرة لاكتشاف نافذة تستنشق منها الهواء .
أنا لا أحب الفائزين وأجد انهم مملين جدا , انا افضل الاشخاص الذين يناضلون في سبيل أهدافهم .
 ارىانك تعاملت مع ممثلين محددين في عدة افلام . ما هي شروط عملك مع الممثل ؟
المسؤول عن الفيلم هو انا . والمسؤول عن الشخصية هو الممثل . انا الذي أكتب السيناريو وبعد ذلك أقوم بالعمل كما لو كان مسرحا . وأقوم بالعمل على شاكلة الطاولة المستديرة نتناقش بالعمل واذا وجد " الكاست " شيئا خلال هذه المناورات والحوارات لا يمكن أن يكون واقعيا أقوم بدراسته لتغييره او تعديله . ولكن كل شيء يكون متجها نحو الهدف الرئيسي الذي اريد اعطاءه لهذه القصة
ما الذي يجذبك لانجاز فيلم ؟
 القصة أكثر أهمية من أي شيء آخر , بالاضافة للموضوع الذي تحتويه القصة . في كل فلم ثلاثة أشياء مهمة يجب ان توليها الاهمية ولا تخطئ بأي منها : القصة , مفهوم السرد , والممثلين . ولكن أهم شيء تبقى القصة . بدون قصة لا يمكن أن نحصل على فيلم , فنحن نقوم بشرح قصص واقعية .
 ماذا عن آلية عملك وانت كاتب النص السينمائي ومخرجه ؟
 انا عندما أكتب اكون أفكر بتشخيص الشخصية وتصوير المشهد وعندما أصور أكون افكر بالمونتاج . الابداع في ان تفكر دائما بالخطوة القادمة . أنا اعمل كثيرا خلال كتابة النص لذلك لااقوم بتعديلات كثيرة بالسيناريو خلال التصوير السيناريو يمكن أن يكون به عدة توجهات وعندما أقرر ان ابدأ التصوير أكون قد حددت ما يجب أن أقوم به .
بونويل , ساورا , ألمودوفار .. لمن أنت قريب ؟
عمليا تجربتي السينمائية لم تتأثر بأحد . وان كنت ارى ألمودوفار كصديق شخصي وكزميل لنفس النوع من الافلام .
 في كل انحاء العالم يشتكي الناس من سيطرة السينما الامريكية الى أي درجة الحالة موجودة لديكم ؟
 عندما كنت صغيرا كانت السينما الامريكية سينما جيدة جدا ولكن ماينتجونه حاليا هو شيء قذر جدا . غير أنهم يسيطرون على السوق ويخطفونه . وهذا يحصل بشكل طبيعي في كل انحاء العالم . انها شيء يعيب ولكن ليس باليد حيلة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق