الجمعة، 5 ديسمبر 2014

الشاعر الأرجنتيني الكبير “خْـوان خِـلْمان”

توفي يوم الثلثاء (14 يناير 2014) الشاعر الأرجنتيني خوان خيلمان Juan Gelman، الحائز على جائزة «ثرفانتس» العام 2007، عن 83 عاماً في المكسيك المقيم فيها منذ أكثر من عشرين عاماً،
والتي تشكل المحطة الأخيرة في منفاه القصري الطويل بعد الانقلاب في الأرجنتين العام 1976.
خوان خلمان مواليد العام 1930 في بوينس أيرس. أحد أبرز الوجوه الأدبية في أمريكا الجنوبية، وما يشهد على ذلك أيضا نصوصه التي نقلت إلى عشرات اللغات في العالم. أضف إلى ذلك، الشعبية التي يتمتع بها، والتي ساهم فيها أيضا الموسيقي خوان سيدرون، الذي وضع الألحان للعديد من نصوصه. هناك أيضا حياة المنفى، إذ في العام 1976، وبينما كانت الأرجنتين تدخل في نفق الحكم الدكتاتوري العسكري، وجد الشاعر نفسه مجبرا على مغادرة بلاده نظرا لارتباطاته النضالية ليعيش فترة في باريس ومن ثم في روما قبل أن يستقر نهائيا في المكسيك، حيث ظل يقيم حتى وفاته.
وتجدر الإشارة أن خيلمان رحل عن 78 عاماً وهو أكثر الشعراء الأرجنتينيين حصولاً على جوائز بين أبناء جيله، حيث فاز بالجائزة القومية للشعر الأرجنتيني وجائزة أدب أمريكا اللاتينية وجائزة أدب الكاريبي “خوان رولفو” وجائزة إيبرو أمريكا للشعر “بابلو نيرودا” وجائزة الملكة صوفيا للشعر في إيبرو أمريكا. شارك في حركة “مونتانيروس” الغيفارية في أواخر الستينات وأن العسكر قتلوا ابنته وابنه وكنّته، وأنه التقى سنة 2000، في الأوروغواي، بحفيدته التي أنجبتها ابنته في المعتقل قبل أن تُقتل.
مؤخرا أصدرت له منشورات (في) في اللكسمبورغ، ضمن سلسلتها الشعرية (غرافيتي)، ترجمة لبعض أشعاره حملت عنوان (رواتب الكافر)، وهي مجموعة تقع عمليا في ثلاثة (فصول). الأول بعنوان (رواتب الكافر) ويتضمن قصائد كتبت في باريس وجنيف ومكسيكو ونيويورك ما بين عامي 1984 و1992. أما القسم الثاني فبعنوان (ديباكسو)، في حين يحمل القسم الأخير عنوان (بطريقة ناقصة) ويتضمن قصائد كتبت في المكسيك بين عامي 1993و1995. إن إحدى أبرز سمات شعر خيلمان أنه يجمع بين الاهتمام باليومي (في مضمار المفردات والتيمات)، والتنقيب في جذور اللغة المنفية.
خوان خلمان كان قد أثنى عقب تسلمه جائزة “ثربانتس” الإسبانية التي تعد أرفع الجوائز الإسبانية على مكانة الشعر في هذه “الأوقات التعيسة والكئيبة”، مؤكدا أن “جراح الديكتاتورية ما تزال دفينة ولم تلتئم بعد”. وأبرز الشاعر المأساة التي عاشها هو وآلاف الأرجنتينيين خلال “حقبة الديكتاتورية الأرجنتينية السابقة”، وذلك في بداية خطاب الشكر الذي ألقاه بعد حصوله على الجائزة.
وقال خلمان: “في ظل عالم كعالمنا الذي نعيش فيه حيث يموت طفل يقل عمره عن خمسة أعوام كل ثلاث ثوانٍ ونصف نتيجة الجوع أو الفقر وهي أمراض يمكن شفاؤها، يأتي هنا دور الشعر واقفاً وهو صامد يقاوم الموت”.كما أثنى خلمان على “درة” الأدب الإسباني، رواية “دون كيخوته” للكاتب الإسباني الشهير ميجل دي ثربانتس، مؤكداً أن هذا العمل كان يوفر له “نوعاً من السلوان” خلال الفترة التي عاشها بعيداً عن بلاده. وتعرض خلمان لرواية “دون كيخوته” من الناحية الفنية، مشددا على قيمتها الأدبية الرفيعة، كما تحدث عن مبدعها الروائي دي ثربانتس وسنوات عمره ووقوعه في الأسر بالجزائر لمدة أربعة أعوام. يذكر أن خلمان هو رابع كاتب أرجنتيني يحصل على جائزة ثربانتس.
محمد عبيدو
من نصوصه :
في دواخل جسدين
ندرك السبيل إلى امتلاك ما يتعذر امتلاكه
فلينسج الوقت والذاكرة فتنة مختلفة.
******
متى يدفع ثمن مشقات الترحال
ثمن الحب الذي يخطئ
ولا ينهَك، الحب المطروح للبيع في السوق
هل تمطر أو يستمر الصحو؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق