محمد عبيدو
مارغريت فون تروتا مخرجة سينمائية ألمانية ولدت
في برلين عام 1942 ونشأت في مدينة دوسلدورف بعد حصولها على الشهادة الاعدادية تابعت
في مدرسة ثانوية تجارية ثم عملت في مكتب . وثم رحلت الى باريس حيث احتكت لاول مرة بسينمائيين
. وعادت إلى ألمانيا في وقت مبكر وعملت في بعض الأفلام القصيرة .بعد رجوعها الى دوسيلدورف
درست الثانوية العامة ثم بدأت بدراسة الفنون الجميلة . الا انها قطعتها لدراسة الادبين
الالماني والفرنسي . وفي نفس الوقت انتسبت الى معهد التمثيل وحصلت على عقود للعمل في
مسارح دينكلسبول وشتوتغارت وفرانكفورت . اعتبارا من عام 1967 مارست مارغريت فون تروتا
التمثيل في افلام سينمائية وتلفزيونية من اخراج شلوندروف وفاسبيندر واخترنبوش وغيرهم
. في عام 1969 التقت فولكر شلوندورف وتزوجا في عام 1971. وشاركت في كتابة سيناريوهات
بعض افلام شلوندروف ( الثراء المفاجئ لسكان كومباخ الفقراء – نار القش – شرف كاترينا
بلوم الضائع )وفي عام 1975 ساعدت ايضا في اخراج فيلم " شرف كاترينا بلوم الضائع
" ولقد الهمتها قصة حقيقية لمربية في حديقة اطفال في ميونخ لاخراج اول فيلم لها
وهو " اليقظة الثانية لكريستا كلاغيس " .. لعام 1977 . ثم أخرجت "الأخوات
او ميزان السعادة " العام 1979 , وبفيلمها " الزمن الرصاصي " لاقت مارغريت
فون تروتا نجاحا عالميا كبيرا , وهو من الافلام القليلة التي عالجت بطريقة ناجحة وجدية
قضية العنف الثوري في ألمانيا الاتحادية , ونجحت المخرجة أيضا بفيلم "روزا لوكسمبورغ
" في عام 1985 , الذي قدم صورة شخصية جدا عن هذه المرأة الثورية مع باربرا سوكوفا
في دور البطولة.مما لاشك فيه ان المهمة التي تصدت لها المخرجة كانت صعبة للغاية , اذ
ليس من السهل ان يحيط فيلم سينمائي يستغرق ساعتين من الزمن , بالجوانب المتعددة والثرية
لمثل هذه الشخصية التاريخية التي لعبت دورا سياسيا وفكريا بارزا في تاريخ المانيا الحديث
, وفي تاريخ الحركة العمالية والثورية العالمية .
كما كان تجسيد هذه الشخصية مهمة شاقة تمكنت بربارا
سوكوفا من القيام بها بابداع وموهبة كبيرة . تقول سوكوفا , بعد ان امضت شهورا طويلة
في قراءة اعمال روزا لوكسمبورغ ورسائلها " لقد اكتشفت امرأة سلام عنيدة , ومناضلة
تحتقر الافكار الجاهزة , بل وكاتبة مليئة بالدعابة , تؤمن بالمشاعر الانسانية بقدر
ما تؤمن بالايديولوجيا " . ان نقل هذه الشخصية وسيرتها المليئة بالاحداث الكبيرة
والمشاعر الجارفة على صالة السينما كان امرا صعبا , لولا انه تمكن من النفاذ الى روزا
الانسانة .. العاشقة .. المرأة التي عاشت الحب وعاشت الخيبة , وتمكن من ربط المناضلة
بالانسانة . وتمكنت سوكوفا من تجسيد هذه الشخصية بابداع في مختلف لحظات سيرتها .. لحظات
النضال والسجن ولحظات الحب والفشل , ناقلة تلك الشخصية التي رفضت الانحناء امام العدو
الطبقي وامام الانتهازية اليمينية والفاشية , ولم تقبل المساومة حول مصالح الطبقة العاملة
, وكانت الشجرة الصلبة التي لم يستطع اعداءها سوى ان يقتلوها .
وحققت تروتا عام 1981 فيلمها ماريان وجوليان : ابنتا
قسيس تناضلان لإحداث تغييرات في المجتمع، كل بطريقتها الخاصة. ففي حين أن جوليان صحفية
ملتزمة فإن شقيقتها ماريان تنضم إلى منظمة إرهابية لتحقيق أهدافها. وبعد أن تلقي الشرطة
القبض على ماريان وتضعها في حبس انفرادي، تظل شقيقتها جوليان صلتها الأخيرة مع بقية
العالم. ومع أن جوليان لا تقبل حجج شقيقتها ماريان، ومع أن صديق جوليا يحثها على قطع
صلتها بشقيقتها، فإن جوليان تواصل تقديم المساعدة لشقيقتها، وتبدأ بالاعتراض على الطريقة
التي تعامل بها شقيقتها.
وفي العام 1988 حققت مارغريت فون تروتا في ايطاليا
فيلم " الحب والخوف " وهو صياغة حرة وعصرية لمسرحية تشيخوف " الأخوات
الثلاث , ثم اخرجت فيلمها " الإفريقية " الذي افتتح به مهرجان البندقية السينمائية
لعام 1990 .
فيلم " فيجن" الذي اخرجته تروتا عام
2009 ، هو سيرة حياة درامية تستند على حياة هايلدغارد فون بينجن الراهبة من القرن الثاني
عشر .
وتلعب بربرا سوكوفا، في تعاونها الثالث
مع فون تروتا، دور البطولة. ويسمح الإيمان الثابت ومهارات التفاوض المميزة بنجاحها
في بناء دير للنساء فحسب من دون حماية أو إشراف من الرجال. الفيلم كئيب وفاتن ويذكّر
بالجذور العميقة للنضال القاسي والمستمر للنساء المتدينات.
فيلم "حنه آرندت" الذي أخرجته مارغريت
فون تروتا، يعيد قراءة الفيلسوفة اليهودية الألمانية حنة آرندت (1906-1975) التي تحظى
بمراجعات واسعة في أوروبا اليوم.
فيلم
"حنه آرندت" الذي أخرجته الألمانية مارغريت فون تروتا، وهو يعيد قراءة
الفيلسوفة اليهودية الألمانية حنة آرندت (1906-1975) التي تحظى بمراجعات
واسعة في أوروبا اليوم. وذلك من خلال القضية المحورية في الفيلم، وهي
محاكمة القائد النازي، أدولف أيكمان، الذي تورط في العديد من جرائم
الهولوكوست - See more at:
http://www.almodon.com/culture/d642f0ae-5150-4267-b746-6f59e7ddd28c#sthash.xq5YbKJS.dpuf