الجمعة، 15 سبتمبر 2023

بيدرو آلمودوفار:افلامه تغوص في وحدة وعزلة الكائن المستلب



محمد عبيدو


عندما فاز بجائزة أوسكار أفضل سيناريو أصلي عن فيلم «تحدث معها» حرص المخرج الاسباني بيدرو آلمودوفار على شكر «كل الذين يُسْمِعُون صوتهم من أجل السلام» في إشارة الى التظاهرات العالمية المناهضة للحرب ولحلف الشر بوش - بلير - ازنار، وأخرج قصاصة ورق من جيبه على منصة الاوسكار وقال «أريد ان أقرأ شيئا، اعرف ان ذلك ممنوع، لكني سأكون مقتضباً».‏

وبعدما شكر فريق العمل في الفيلم قال:«أريد ان أهدي هذه الجائزة الى كل الذين يُسْمِعُون صوتهم، دعما ً للسلام واحترام حقوق الانسان والديمقراطية والشرعية الدولية، وهي كلها امور مهمة للعيش، هذه الجائزة لهم ولكم لأنهم شهود على هذه اللحظة الرائعة في حياتي».‏

السجل المرصع بالنجاح الذي حققه آلمودوفار على مدى نصف قرن جاء بعد عمل شاق وجهد كبير، فقد جاء آلمودوفار الى السينما من الشارع، حيث غادر مسقط رأسه عندما كان في السادسة عشرة من عمره ليجرب حظه في العاصمة الاسبانية مدريد، وكان وحيداً ومن دون أي قرش لكن المجازفة كانت مثمرة.‏

وعمل لسنوات عدة في شركة للهاتف لكسب رزقه، فخبر الحياة من القاع، وثقَّف نفسه بنفسه ووقع في هوى السينما فكان يمضي أوقات فراغه في الكتابة والتمثيل والاخراج قبل أن ينجح في النهاية في أن يصبح /اخراج الافلام /عمله الوحيد، أخرج العديد من أفلام الهواة مقاس 8 ميللي و 16 ميللي قبل أن يشهد العام 1980 باكورة افلامه الروائية الطويلة «بيبي لوسي بوم والفتيات الاخريات» وكان ذلك انطلاقة حياته المهنية في عالم السينما، اخرج آلمودوفار عشرات الافلام عرضت في جميع أنحاء العالم، وألف عدة كتب وفاز بالكثير من الجوائز.‏

ومنذ بداية مشواره السينمائي تميزت أعماله بما يمكن أن نطلق عليه "خارج المؤسسة", بمعنى عدم خضوعها للأفكار التقليدية التي تسود أي مؤسسة من المؤسسات المعتادة: الأسرة أو الكنيسة أو الدولة أو المدرسة, أو حتى مؤسسة صناعة السينما. عبرت أفلام المودوفار في شكل عام عن العلاقة بين المرأة والرجل وبخاصة المشاعر الدقيقة للمرأة التي تحاول اخفاءها أحياناً لئلا تدان من المجتمع. وعبرت أفلامه أيضاً عن سخرية الفرد من السلطة ومحاولة تمرده عليها, وعن مشاعر الحق العميقة كافة. كما نرى في أفلامه الكثير من الرومانسية الى جانب الواقعية, والكثير من الكوميديا الى جانب المأسوية, والكثير من السخرية الى جانب الميلودراما

تنقسم أفلام آلمودوفار الى مرحلتين: ففي أفلامه السبعة الاولى حقق نجاحاً كبيراً على المستوى المحلي داخل اسبانيا، وهي الى جانب فيلمه الاول وفيلمه المصور بكاميرات الفيديو «عشاق المحرمات» الذي أخرجه عام 1985، «دهاليز الرغبة» 1982 و«شقيقات الليل»1983 ، و«ماذا فعلت لأستحق هذا»1985، و «مصارع الثيران» و«قانون الرغبة»1986، ومع فيلمه الثامن «نساء على وشك الانهيار العصبي» عام 1987 بدأ مرحلة جديدة حيث لفت الانظار في كل مكان، وأصبح من كبار مخرجي العالم. وفي هذه المرحلة أخرج «قيدني جيداً» 1989، و «كعوب عالية» 1991 و «كيكا» 1993 و «زهرة سري» 1995، و «لحم حي» 1998، و «كل شيء عن أمي» 1999، و «تحدث معها» 2003 ، ثم «تعليم رديء» 2004 ‏ الذي افتتح الدورة السابعة والخمسين لمهرجان كان السينمائي. ويصنف من نوع "الفيلم الاسود" وهو كذلك في تفاصيل شكلية كالموسيقى والايقاع الذي ينذر دائما بما سيأتي، وغالبا الاسوأ، كأن الفيلم في انحدار دائم نحو هاوية، ويعي ابطاله داخليا انهم ينزلقون الى حفرة سوداء. ‏ في فيلمه هذا، مزّق بيدرو ألمودوفار أقنعة اجتماعية وإنسانية ودينية، بلغة شفّافة وشكل ساحر. كان عليّ ان أخرج شريط «التربية السيئة» وان ابعده عن كياني ،قبل ان يتحول الى مسّ ملعون في داخلي، هكذا كتب المخرج الاسباني بيدرو المودوفار، دون ان يعتبره تصفية حساب مع مرحلة شخصية مرّ بها، فهو اصرّ على رفضه ان يكون سيرةً ذاتيةً، على الرغم من تطابق حالات بينه وبين بطل فيلمه ويضيف المودوفار:إن فيلم «التربيةالسيئة» لا يمثل سيرة لحياته ايام المدرسة، ولكنه يعبرعن احلامه التي اكتشفها في ذلك الوقت من قوة الحب والخوف والاستمتاع بالسينما.‏

وفي الفيلم يذهب المودوفارالى مرحلة خصبة من حياته وهي مرحلة الصبا، حيث تتشكل ملامح تلك العلاقات والرغبات، حيث يكتشف الحبّ الاول، عبر مزيج من الظروف في تلك المرحلة ، من مطلع الستينيات، وتداخلات حياتية وتداعيات، تجمع بين السينما والدين والدراسة.‏ والفيلم يروي حكاية مركبة، بسرد يعتمد اسلوب التداعيات، عبر شخصيات تتقاطع في فترات زمنية مختلفة، فيستدعى الماضي، الذي لا ينفصل عن الحاضر

ويقال أن ألمودوفار استوحى الموضوع من اختباراته الشخصية والوجدانية، إذ يحكي الفيلم قصة صبيين، احدهما اغناسيو والآخر انريكه يرتبطان بصداقة قوية في مدرسة كاثوليكية في اسبانيا خلال عام 1960. وتتحول صداقتهما الى ارتباط عاطفي قوي نظرا لأنهما كانا يحبان السينما والمسرح والغناء والفن عموما على الرغم من صغر سنهما.

وتتحول صداقتهما الى ارتباط عاطفي قوي نظرا لأنهما كانا يحبان السينما والمسرح والغناء والفن عموما على الرغم من صغر سنهما.

إلا ان معلمهما الاب مانولو (يلعب الدور دانييل جيمينيز كاهو) كان يميل ميلاً منحرفا نحو اغناسيو، وقد حاول تحطيم علاقته بأنريكه عبر طرد انريكه من المدرسة، وبالتالي نجح في تفريقهما عن بعضهما واستمر في ممارسة شذوذه مع اغناسيو حتى حطمه نفسيا.

بيد ان العلاقة بين الصبيين ظلت مستمرة لسنوات، من دون ان يلتقيا، الى ان بلغا سن الرشد، حيث تحول أنريكه الى مخرج شهير (يعتبر بعض النقاد ان شخصية انريكه هي شخصية ألمودوفار نفسه على الرغم من ان المخرج ينفي ذلك)، فيما انهارت حياة اغناسيو النفسية واصيب بعقد شخصية متعددة بسبب تأثير التربية السيئة من جانب الأب مانولو، واصبح شخصاً منحرفا فاقدا هويته، وصاحب شخصية مزدوجة يرغب في التخلي عن رجولته والتحول الى انثى.

وتمضي الايام ، وتعود تلك الشخصيات للقاء مجدداً، وكل منها يحمل بداخله، طموحاته وارهاصاته الذاتية، فهذا الاب ما ناويلو، ترك التدريس وتفرغ لادارة دارالنشر... واتجه اجناكيو الى العمل في السينما «شخصية المودفار» بينما يطل علينا انريكو، اولاً من خلال شخصية ممثل شاب، جاء يحمل قصة عمل، ترصد ملامح تلك العلاقة ومشوارها، ويدعي بأنه انريكو، لكن تداعيات القصة، وفي نهاية الامر، تجعلنا نكتشف بأن انريكو قد قتل، ومن يحل مكانه هو شقيقه« الاصغر الذي مثل دور اخيه لكي يحصل على دور في فيلم حاول اقناع أنريكه بإخراجه، وهو يحكي قصة العلاقة الحميمة بين الصبيين واعتداءات الأب المعلم مانولو على هذه العلاقة. يؤدي الدورين الممثل المكسيكي الموهوب غايل غارثيا بِرنال).

وتتطور الأحداث قبل ان يكتشف أنريكه الحقيقة، ويتبين له ان اغناسيو الفعلي كان على مشارف الانتحار بسبب مشاكله النفسية والمعنوية وان أخاه خوان تشارك مع الأب مانولو في تسميمه والتخلص منه، علما بأن الأب مانولو كان قد نزع الثوب الديني وتحول من كاهن كاثوليكي الى رجل اعمال في حقل الإعلانات، غير انه لم يتخل عن انحرافه. بيد ان ميوله المنحرفة تحولت باتجاه خوان بدلا من اغناسيو.

وها هو ايغناسيو، المدعو أنخيل، يعرض على المخرج انريكه، سيناريو كتبه بعنوان "الزيارة" ويقترح عليه أن يقوم بإخراجه. وهو يطمح أيضا الى تمثيل دور في الفيلم. وحين يشرع المخرج في قراءة السيناريو، يلجأ بدرو المودافار الى اسلوب في البناء الدرامي، مستوحى من تقنيات المسرح، وتحديدا "المسرح داخل المسرح". فإذا نحن إزاء "الفيلم داخل الفيلم".

في سيناريو "الزيارة" احداث تطابق ما عرفه انريكه في طفولته. وحين يبدأ رحلة الاستكشاف، يدرك ان أنخيل، ليس سوى ايغناسيو. وقبل أن يشرع في تنفيذ الفيلم، يجبر ايغناسيو على ممارسة الجنس معه. كأنه يعوض ما فاته منه في فترة الطفولة، حين سرقه الأب مانولو منه. وكأنه هو الآخر يستغل سلطته كمخرج، ليضع ايغناسيو أمام الامر الواقع.

يستعيد "التربية السيئة" محطّة الطفولة كي يرسم بعض أسس الحكاية المروية بعد مرور أقلّ من عشرين عاماً على حدوثها. ويستعيد أيضاً محطّة المراهقة، كي يؤكّد مفصلاً أساسياً في روايته. تختلط أمورٌ عدّة في اختلاط شخصيات ووقائع، إذ إن الحدّ الفاصل بين السينما والحياة يكاد يختفي كلّياً في خلال السياق الدرامي للفيلم، كما لو أن المخرج يسأل عمّا إذا كان هناك حدّ فاصل فعلاً بين السينما والحياة.

تركيبة الفيلم قائمة على التلاعب بكل عناصره فتعيد تركيب الشخوص والادوار، والاحداث ووجهات النظر تخضع لاسلوب ألمودوار في لفت نظرنا الى المشاعر التي تتملك شخوصه. تصب في شكل الفيلم المعقد، البعيد عن الادعاء والكثير الشفافية. اما جانب الفيلم الميلودرامي و"الكيتش" فلا يؤثر على الجانب الحقيقي والانساني، وهذا ما ينجح ألمودوار في ابرازه في معظم افلامه .. الاهم لألمودوفار شخوص فيلمه، ولا يقوم على لوم هذا او ذاك او حتى اظهار مَن الضحية او ما هي العبرة، فالأب مانولو هو ايضا ضحية "التربية السيئة" ووجهه المعذب خلال تحرشه بالتلميذ انريكي لا يخلو من القسوة، كذلك سائر الشخوص الاخرى التي تتداخل وتتطور في ايقاعات متضاربة ومتزاوجة تنتهي بجملة كأنها توقيع المخرج الشخصي "انريكي ما زال يصور افلامه في شغف" وينتهي الفيلم على هذه العبارة المحملة بالسوداوية، وبالقوة والحب، على صورة افلام ألمودوفار عامة.

.«التربية السيئة» مجموعة متكاملة من الدوائر الدرامية التي تسحب مشاهدها نحو غموض الجريمة وآلام الخطايا... وفيه استعمل المودوفار كل الوسائل: الاغنية والرقصات، والفيلم داخل الفيلم، والسينما السوداء والتهكم اللاذع والجريمة المحبوكة، وابقى المودوفار على اناقته السينمائية التي اسبغها على مشاهده والوانها واكسسواراتها.‏

المودوفار لا يحكي في هذا الفيلم عن سيرة ذاتية خالصة، او هاجس شخصي، او حكاية ابتزاز جهنمية، بل يحكي اساساً عن السينما الخالصة التي يتوافر مخرج في حجمه وحده على صنعها، كاشفاً بذلك بعض اسرار الصنعة، في هذا النوع الميلودرامي المميز، مبيّناً كيف يخلط باقتدار في عمله بين السيرة الذاتية والرواية، لكي يحكي عبر الفيلم عن اسبانيا في عهدين وعصرين ، ويقدم كشف حساب لهما، بقوة ذلك الخيال السينمائي الجامع، خيال المودوفار.‏

ويقول المودوفار‮: »‬انني‮ ‬مبهور بالسينما السوداء،‮ ‬فأفضل دراما وافضل المآسي‮ ‬موجود فيها انني‮ ‬اهتم بالافلام السوداء القاتمة التي‮ ‬يوجد فيها بالضرورة تحريون كثيرون وتحقيقات جارية بل تخاطب الجانب المظلم في‮ ‬اخلاق الانسان‮.‬

وهذا امر‮ ‬غير معهود ولكنه الناحية الطاغية بتزايد على افلام المودوفار‮.‬

ولذا‮ ‬يبدو المودوفار ‬منشغلا الان بالجانب المظلم للناس؟

ويقول " ‬ما تقوله صحيح ولكنني‮ ‬لا اعرف لماذا وربما‮ ‬يعود ذلك الى حقيقة انني‮ ‬احيا حياة وحدة من قبل‮ - ‬اكثر وحشة واقل تلونا‮" .‬

لا يكف المودوفار عن المشاغبة! ستظل أفلامه تثير الكثير من الجدل لأنها تنطلق بعقل المشاهد وقلبه الى أفق رحب وأفكار كبيرة يحاول معظم الناس تجاهلها أو غض الطرف عنها. ثم يأتي المودوفار مسلحاً بموهبته الكبيرة وخبرته الطويلة في فن صناعة السينما ليشاغب ويجلي الغبار عن الكثير من الأفكار المنسيّة, أو يتطاول ويتجرأ على كل ما هو مؤسسي وسلطوي وينقد في شدة ولكن بمنتهى الثقافة والخبرة ما لا يجرؤ الكثير غيره من كبار الأسماء وأهمها حتى على الاقتراب منه

..‏ آلمودوفار مؤلف سينمائي، له لغته الخاصة في التعبير والتي أصبحت لها سمات خاصة به , وكانت أفلامه مثيرة للجدل منذ أول افلامه بيبي ولوس وبوم وفتيات أخريات عام 1980 مقدما مشاكل الشباب الجنسية ومتناولا بجرأة موضوع التداخل بين السلطة والدين في فيلم « بيبي، لوسي، بوم» وبنات أخريات1980. . بيبي إمرأة شابة مستقلة الشخصية، ورثت ثروة كبيرة وتعيش وحدها ذات صباح يطرق باب مسكنها رجل الشرطة الذي يعيش في شقه تواجه مسكنها عبر الشارع.

وكان قد شاهد أصص نبات المارينوانا في شرفتها يقوم بتهديدها ثم باغتصابها وهتك عذريتها، وتصمم على الإنتقام، تتلصص على شقته وتستعين بصديق يعد لها هو «بوم وهو مطرب ويدير فرقة روك أندرول يقومون بضرب رجل الشرطة وتمنحه نبات المارينوانا كمكافأة على صنيعه ولكنهم يكتشفون أنهم قد أعتدوا على توأم ضابط الشرطة الذي يشبهه.

وتأتي فرصة إنتقام أخرى حينما تتعرف بيبي على «لوسي» زوجة الضابط تتصادفات وتتيح لصديقها بوم أن يقيم علاقة ساخنة مع لوسي وتصورها بالفيديو يحفل الفيلم بمشاهد جريئة اعتبرت نوعا من التحرر على التقاليد الاخلاقية بعد فترة دكتاتورية فرانكو. ورغم أن الفيلم كان فقير الإنتاج وغير متفوق من الناحية التقنية إلا أنه حقق نجاحا جماهيريا بعض النقاد أمتدحوه لجرأته في تحطيم الحرمات.

في فيلم " تيه المشاعر "1982 يستمر المودوفار في كسر المحظورات «التابوهات الأخلاقية» في تناول علاقات متشابكة من بينها ما يتصل بالمحارم - والد وابنته ولو عن طريق الخطأ ويطلق بعض النقاد على الفيلم أنه أكثر أفلامه جنونا في جمعه بين صخب الموسيقي ـ والعنف والمطاردات، وأنه قدم مدريد الثمانينات كأكثر مدن العالم في فنون المتعة..وبدأ ظهور الممثل أنطونيو باندرياس في هذا الفيلم وسيحقق شهره كبيرة عالميا فيما بعد.


"عادات مظلة "1982 بداية ظهور تيمة المودوفار التي عرف بها عن إستحالة الحب يدور حول مغنية في ملهى ليلي تهرب من القانون باللجوء إلى دير ترأسه راهبة مدمنة.

فيلم «ماذا فعلت لأستحق هذا» 1984 يختلف هنا إتجاه المودفار هذا فيلم واقعي - قاس في واقعيته إذ يغوص في قاع المجتمع من خلال حياة زوجة تقدم فيه الممثلة كارين ماورا أهم أدوارها عليها أن تعمل ثمانية عشرة ساعة يوميا في عمل شاق في تنظيف مساكن الآخرين حتى تستطيع أن تقيم أود الأسرة وابنها الاصغر 12 سنة يستغله جنسيا صديق لوالده مقابل بعض المال ابنها الأكبر 14 سنة يبيع المخدرات حتى يحصل على مال يستطيع به تحقيق حلمه الذهاب للريف مع جدته.. المسكن ضيق وعليها أن تطبخ وتغسل..

وكذلك تلبي مطالب الزوج الشرعية بدون أي متعة، لا أحد يهتم بها ولا تستطيع كإمرأة أن تجاري الموضة أو أن تشتري أدوات تجميل. حينما يقسو الزوج عليها لإنشغالها في شئون البيت ولا تقوم بكي قميصه يصفعها بشدة فترد عليه بطعنة سكين من المطبخ وتجلس وحيده. تنتظر عودة أبنها الاصغر حيث رحل الابن الاكبر إلى الريف مع جدته.. وتطوف بنا الكاميرا حول المساكن المكدسة.

عام (1989) قدم فيلمه" اربطني! قيدني!"ويدور حول مريض عقلى يقوم باختطاف نجمة أفلام إباحية، لأنه شديد التعلق بها ويحبها بدرجة الجنون، ويهدف من خلال اختطافها أن تحبه وتتعلق به بشدة، كذلك يسعى إلى أن يقنعها بالزواج منه، كذلك الفيلم يلقي الضوء على المشاكل النفسية المتعددة التي تعاني منها تلك النجمة من خلال حياتها العملية والشخصية.

في «زهرة سرّي – The Flower of my Secret» عام 1995، تعيد «ليو» اكتشاف القوة والأمل بعد أن تحاول الانتحار بسبب زواج فاشل وزوج خائن. تختبر الضياع والانهيار بكل مراحلهما، قبل أن تستوعب أنّ لبعض العلاقات تاريخ صلاحية.

فيلم "العودة" "Volver"،عام 2006. موضوعه يدور حول ورميندا، التي تعود للحياة بعد الموت لتحل المشاكل مع بناتها حيث أنها لم تستطع حلها أثناء حياتها، أحداث الفيلم مثيرة ومليئة بالمفاجآت.

يبدأ الفيلم في مقبرة، يعالج قضية أن النساء تميل إلى أسرهن ويتكلم عن أُختان، الأولى رايموندا (بينالوبي كروز) وأختها (لولا دوينياس) وأيضا إبنه رايموندا بولا (يوحنا كوبو)، الذين يقومون بتنظيف مقبرة آبائهم الذين ماتوا في الحريق المأساوي. والأحداث التي وقعت ليلة الحريق، وهي محور قطعة من الفيلم، بمعنى آخر مقدمة له. عند وفاة الخالة الوحيدة باولا لا تستطيع رايموندا حضور الدفن، يتزامن هذا مع ظهور الأم المتوفية في الحريق. تطلب الجارة من رايموندا سؤال أمها التي عادت من الموت عن سبب اختفاء والدة الجارة المجهولة المصير، هل هي ميتة أم لا؟ رايموندا ترفض المبدأ بسبب كرهها لأمها قبل وفاتها، إضافة إلى عدم قناعتها بعودة الأموات، فهي لا تصدق عودة الأم، أما الأم التي عادت فهي تحاول الاطمئنان على رايموندا دون أن تراها بسبب حقد رايموندا اتجاهها، ثم يلتقيان وتتفاعل الأحداث. لتكون النهاية مع لم شمل الأسرة في منزل الخالة باولا. حصل الفيلم في كان على جائزة السيناريو وجائزة أفضل ممثلة للممثلات اللاتي شاركن في الفيلم، حيث تم اختيار 6 منهن ليحصلن على جائزة تمثيل جماعية، كما رشح الفيلم لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي.

ويقدم فيلمه "الجلد الذي أعيش فيه" عام 2011 

 يحكي الفيلم قصّة الجراح العبقري الثري الذي يبتدع جلداً صناعياً بإمكانه تحمل ظروف قسرية مختلفة من الأضرار والحروق، ويقُوم بتجربته على المرأة الجميلة الغامضة التي تقطنُ منزله الفاره والتي تحمل المفتاح الذي يكشف سرّ هوس هذا الجراح.

و قدم عام 2019فيلمه(ألم ومجد) و قال ألمودوفار  قبل عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي "سكبت الكثير من نفسي في هذا الفيلم. لكن بمجرد أن تبدأ الكتابة، فلابد أن يستحوذ عليك الخيال".

ويجسد بانديراس في الفيلم، وهو سيرة ذاتية، دور المخرج المعذب الذي يتأمل طفولته وعلاقاته الرومانسية ومسيرته المهنية وعلاقاته بينما تلعب النجمة بينلوبي كروز دور أمه في شبابه.

وبانديراس وكروز ممثلان مفضلان لألمودوفار، يجسدان شخصيتين حزينتين داخل احداث درامية في فيلم يتناول فيه بعض فصول من حياته الخاصة مع أحداث أخرى متخيلة.

وتدور أحداث الفيلم الذي كتب السيناريو الخاص به ألمودوفار بأسلوب شاعري، في إطار درامي حيث يقوم المخرج بمراجعة اختياراته في الماضي، ويروي في الفيلم الأحداث بطريقة جياشة بالعاطفة متناولا حياته الجنسية والعاطفية بصدق ومباشرة.

ويسرد الفيلم اللقاءات التي جمعت المخرج مع شخصيات عرفها خلال عقود ماضية، ومع ممثلين عمل معهم منذ الستينيات وحتى الحاضر، ومعاناته من الحب الأول وتأثره بوالدته ورؤيته تجاه الموت والفقد، كله هذا يسرد حياة ألمودوفار مع كثير من الخيال الضروري للسينما.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق