عن عمر 92 سنة، رحلت الفنانة نجاح سلام بعد مشوار فني حافل بالعطاء امتد لنحو 50 عاماً برزت خلاله كمطربة وممثلة ومنتجة لأفلامها اللبنانية مع زوجها محمد سلمان .
ونعتها ابنتها سمر سلمان العطافي، معلنة خبر الوفاة على «فيسبوك»، حيث كتبت: «وانتهى المشوار يا عروبة… ماما في رحاب الله».
ولدت نجاح سلام في بيروت في 13 آذار/مارس 1931 وقد تعلّمت أصول الغناء من والدها محيي الدين سلام، الذي كان يُعتبر فناناً وأديباً وواحداً من أبرز الملحنين وعازفي العود في لبنان والوطن العربي.
وكانت بدايتها في الغناء من خلال الحفلات المدرسية، وقد اصطحبها والدها عام 1948 إلى القاهرة، حيث عرّفها على كبار الفنانين، مثل أم كلثوم والموسيقار فريد الأطرش وشقيقته المطربة أسمهان، والشيخ زكريا أحمد وغيرهم.
وفي عام 1949 سجلت لشركة «بيضا فون» أولى أغنياتها، وهي «حوّل يا غنام»، وأغنية «جارحة قلبي»، وحينها احترفت الغناء.
وقد غنّت في كل من حلب ودمشق وبغداد ورام الله قبل أن تعود إلى لبنان عام 1950 لتسجيل بعض الأغاني للإذاعة اللبنانية، وكانت أولى هذه الأغاني «على مسرحك يا دنيا».
يضم رصيدها الغنائي أكثر من 3 آلاف أغنية منوعة بين الدينية والعاطفية والوطنية..
ونوعت في غنائها، فقدمت الأغاني الشعبية البسيطة، مثل "برهوم حاكيني"، و"رقة حسنك وسمارك" و"ميل يا غزيل" وغيرها، بأسلوب يماثل الجدية التي غنت بها أغانيها المبرزة لقدراتها الصوتية كـ "عايز جواباتك"، و"يا أغلى اسم في الوجود" و"أنا النيل مقبرة للغزاة".
وكانت انطلاقتها السينمائية مع أول أفلامها، وهو «على كيفك»للمخرج حلمي رفلة، الذي جمع نخبة من نجوم مصر، من بينهم ليلى فوزي وتحية كاريوكا ومحسن سرحان، ثم فيلمها الثاني «ابن ذوات» وفي هذا الفيلم غنت عدة أغنيات مثل: «برهوم حاكيني»، «الشاب الأسمر»، وغيرها،ثم شاركت الممثل الكوميدي إسماعيل ياسين وشكري سرحان بطولة فيلم "الدنيا لما تضحك"، وكررت تجربتها معه في "دستة مناديل" ثم "السعد وعد"، ثم فيلم «الكمساريات الفاتنات» مع كارم محمود.
وفي عام 1960 اتجهت نحو الأعمال التاريخية من خلال فيلم "عنتر يغزو الصحراء" للمخرج نيازي مصطفى، كما شاركت في العام نفسه في فيلم "في قلبها نار"، وفي عام 1962 في الفيلم الاستعراضي "مرحباً أيها الحب" إلى جانب سامية جمال وعبدالسلام النابلسي، واجتمعت بعده مع فهد بلان في الفيلم الكوميدي الموسيقي "يا سلام عالحب" كما قدمت في العام نفسه (سر الهاوية) للمخرج حسام الدين مصطفى إلى جانب سعاد حسني وشكري سرحان وكمال الشناوي، وحلت عام 1964 ضيفة شرف في فيلم "أنت عمري" من بطولة جاكلين وعبدالسلام نابلسي، وكان آخر أفلامها "الشيطان" عام 1969 إلى جانب فريد شوقي و سهير زكي وشمس البارودي وفرج العربي وهو من إخراج محمد سلمان.
وقد اشتهرت نجاح سلام بأغنية «يا أغلى اسم في الوجود يا مصر»، التي أنشدتها بعد العدوان الثلاثي عام 1956 ثم قصيدة «أنا النيل مقبرة للغزاة» للشاعر محمود حسن إسماعيل.، كذلك غنت لتونس والجزائر "محلى الغناء بعد الرصاص" وهي من كلمات الشاعر صلاح جاهين وألحان محمد الموجي.. كما اشتهرت بأغنية «ميّل يا غزيّل»، إضافة إلى إحيائها حفلات فنية في لبنان ومصر وسوريا، حيث غنّت «سوريا يا حبيبتي» بالمشاركة مع المطرب محمد جمال ومحمد سلمان بعد حرب تشرين/أكتوبر.
وبعد زيارات إلى الأردن والعراق بدعوة من وزارة الاعلام في البلدين، عادت إلى بيروت لتغادرها بعد اندلاع الحرب الأهلية إلى القاهرة، حيث تمّ تكريمها ومنحها الجنسية المصرية، وأطلق عليها لقب «عاشقة مصر» لما قدمته من أغنيات وطنية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، فيما كرّمها الرئيس اللبناني الراحل الياس الهراوي منتصف التسعينيات في قصر بعبدا ومنحها وسام الاستحقاق من رتبة فارس.
وكالات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق