الأربعاء، 6 سبتمبر 2023

"أسبوع الأفلام الإيبيرية الأميركية": عدسة على الدكتاتورية والهجرة


 

في فيلمه "الأرجنتين 1985" (2022)، يقدّم المخرج الأرجنتيني سانتياغو ميتري أقسى الانتقادات للمجلس العسكري الذي حكم البلاد منذ عام 1976 وحتى سنة 1983، وتسبّب بمقتل عشرات الآلاف من السجناء السياسيّين، بالإضافة إلى الآلاف من المنفيّين والمفقودين والمُختفين قسرياً.


تحضر كلّ هذه الجرائم في المرافعات التي تناولها العمل، ضمن محاكمة مصيرية وقف خلالها ضباط من المجلس في جلسات استمرّت سبعة عشر أسبوعاً، مثّلت الخطوة الأولى نحو إزاحة الدكتاتوريّة وإرساء الديمقراطيّة، رغم الضغوطات الهائلة التي مارسها العسكر حيث كان لا يزال نفوذهم موجوداً داخل القضاء.


بهذا الفيلم انطلق عند الثامنة من مساء أمس الأحد في "الهيئة الملكية الأردنية للأفلام" بعمّان "أسبوع الأفلام الإيبيرية - الأميركية" الذي تتواصل عروضه حتى الثاني عشر من الشهر الجاري، بمشاركة أعمال من البرازيل والمكسيك وفنزويلا وبنما والأرجنتين وتشيلي وإسبانيا.


لا يغيب الاستبداد عن يوم الختام، حيث يُعرض فيلم "1976 أو تشيلي 76" (2022) للمخرجة التشيلية مانويلا مارتيلي، التي تعود إلى لحظة زمنية أعقبت استيلاء أوغستو بينوشيه على السلطة في تشيلي عبر انقلاب، وتأسيس دكتاتورية عسكرية بثلاثة أعوام، حيث يطلب الأب سانشيز من كارمن، وهي ربة منزل تنتمي عائلتها إلى الطبقة الوسطى، مساعدتها في رعاية شاب مصاب خلال أعمال المقاومة التي اندلعت ضدّ حكم بيونشيه آنذاك.


بعيداً عن المآسي التي عاشتها شعوب أميركا اللاتينية تحت حكم الأنظمة العسكرية، يتناول المخرج الإسباني في فيلمه "المتوسط.. قانون البحر" (2021) مارسيل بارينا مأساة تتواصل فصولها إلى اليوم، من خلال قوارب الموت التي تنقل اللاجئين الهاربين من أتون الصراع في سورية والعراق وليبيا ودول أفريقية عديدة، حيث يستعرض قصة حقيقية لمجموعة من المتطوّعين الإسبان الذي ذهبوا إلى اليونان وأسّسوا هناك منظمة "أذرع مفتوحة" التطوّعية التي أنقذت مئات من المهاجرين خلال السنوات الماضية.


تركّز بعض الأفلام المشاركة على قصص لأطفال في قرى منسية في أميركا اللاتينية كما يصوّرها فيلم "ديكابريو من كوروزوباندو" (2017) للمخرج الفنزويلي لويس أوكتافيان راموت، و"جيريمي" (2015) للمخرج المكسيكي أنور صفا، بينما يتناول فيلم "باكاريتي" (2019) للمخرج البرازيلي آلان ديبرتون قصة مدرّب رقص يستعدّ لتقديم عرض ضخم في قرية صغيرة، إلى جانب فيلم "اخرج إذا استطعت" (2016) للمخرجين ريكاردو أغيلار نافارو ومانويل رودريغيز من بنما، اللذين يقدّمان قصة شاب يجد نفسه متورطاً في إرث والده المجرم للإضاءة على عوالم الجريمة وفساد الشرطة في بنما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق