الاثنين، 5 يناير 2015

دموع الوحشة

 محي الدين شنانة - دمشق -
( لقاء )

قادما من البعيد
وقلبي يرقص في عيوني
اجر قوافل الحنين والسفر
لأغسل نهديك بالنور والزنبق
لأفرك بضوء القمر أصابع قدميك
حاملا كل دفاتر المدرسة
ووجهك
حاملا قصائدي وعصارة قلبي
طرقت بابك، لم تفتحي
أيا دمشق،
بعثر الخريف أيامي ورقة ورقة
وغير الصقيع ملامح وجهي
وأنا ما زلت انتظر


(حسرة وقمر)

كوجه الطفولة الندي،
دائما كنت معي!!!
ومن البعيد اشتم القمر
رائحة الفرح في عيني
ومد يده ليقطفك
فما وجد سوى
أهدابا مبللة، وخيبة يلفها الذهول!!!…

(الحالم)
قلت للشمس،
عندما كانت تتعرى بدفء
ناثرة الشهوة على سرير الكون:
تعالي، لأغسل بالشوق نهديك
لأضع قلبي قرطا في اذنك الجميلة
لأقول لك ما لم اقله
لامرأة في حياتي
لكنها،
عندما رأتني مقبلا
يسبقني فرحي
ارتدت معطفها الشفقي
ومضت مسرعة دون أن تلتفت…

(حبة الكرز)
عندما يمد نهدك لسانه
بغنج، كطفل مدلل
ينقض قلبي؛ كعصفور جائع
ليقضم حبة الكرز

(رحيل في الصباح)
في الصباح تفتحت بنفسجة
حمل إليها الصباح بضع قطرات
من الندى
لتغسل عينيها،
فقد كانت دائما تحنو عليه
همس لها: أفيقي، أفيقي أيتها البنفسجة
ابتسمت، فملأت الأفق بالعبق
وقبل أن ترد التحية،
قبل أن ترتشف قهوتها
جاء الموت، مبكرا جاء
وضبطهما يتهامسان!!
بعيدا رحلت،
مخلفة الصبح يمسح عن وجهه
دموع الوحشة
)……..(

كالبحر استبد به الحنين
تسبقه الأمواج
لملاقاة الشاطئ،
يسبقني قلبي للقاء الصباح في عينيك
ينسل كطفل هارب من المدرسة
إلى كروم عينيك
يأكل العنب، ويرسم العصافير
على دفتره الصغير
وقد وعدتني الأيام
أن تأتي دائما
لكن الظمأ اجتاحها
فشربت حسرتها، وشربت ماء عيوني
ومضت مبتعدة، كنظرات خائنة
وأنا المتكأ على وجعي،
آتيك كصباح شتائي،
كسفينة هدها النوء
دون ملامح أو شراع
يا أمي، هل أجد في جداول عينيك
قمرا، أغنية
اغسل بها وجه أيامي المتعبة؟؟!!!

(هناك)
هناك،
حيث الليل الخريفي
يتسلل كما الموت، عبر جسد واهن
حيث لا أغنية ولا طيور،
ولا امرأة تمنح نفسها
هناك،
في الغابة الباردة المتشحة بالسواد،
حيث الريح تصر كعاهرة فاجرة
والوحل يئن من الوحدة والبرد
هناك،
يتململ قبر ما،
قبر ككل القبور، بحجم إنسان عادي
هناك؛ يرقد قلبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق