محمد عبيدو
«روبير مانتوليس» سينمائي وشاعر يوناني ، درس السينما في أثينا ، التحق بالمقاومة حيث اشرف على الاعلام السري ايام حكم الجنرالات لليونان ... ثم تابع دراساته السينمائية في الولايات المتحدة ، أخرج ستة افلام سينمائية طويلة وخمسة عشر فيلماً سينمائياً قصيراً ،وعشرات البرامج التسجيلية للتلفزيون ، تجربته تنقسم الى مرحلتين: الفترة اليونانية حتى عام 1967 ، ثم الفترة الفرنسية بعد 1967، فيلمه الاخير « حكاية ليلى » الناطق بالانكليزية اختير للمشاركة في مهرجان البندقية السينمائي ...التقيناه ، في هذا الحوار : باعتباره شاعراً وسينمائياً وعن علاقة الشعر بالسينما قال مانتوليس: «أرى ان الفنون تنقسم الى : فنون المكان : المعمار، النحت والرسم ، وفنون الزمان : الموسيقا ، الرقص والشعر ، وكل ما جاء بعد ذلك من كتابات هو مرتبط بالشعر ،لذا فان السينما مستوحاة من الشعر لكنها تستعمل كل انواع الفنون .
وتعتبر الفن الوحيد الذي يجمع بين الزمان والمكان. ونظراً لكوني شاعراً فأنا اتعامل مع السينما بصيغة شعرية ، ولا أهتم بالحكاية او القصة لانني أثق ان كل قصيدة هي قصة ولو كانت بسيطة للغاية ، لكن ما يهمني كمخرج هو « روح » العمل الموجودة والملموسة بحياتنا اليومية .
وأنا كمخرج الذي ابدع في توضيح الرؤية الزمانية بالسينما من خلال تقنيات المونتاج التي استعملها المكان، يمكن ان يلهمني لعمل سينمائي ما... هناك أمكنة لها جاذبية ... والسينمائي هو كالشاعر وليد الحياة، اذاً فهو يختزن عدة عوالم في داخله يصيغها كيفما شاء وعلى حسب مايريد التعبير عنه .
وعن طريقة تعامله مع الممثلين اثناء التصوير يقول :« إن ( الكاستيفغ ) بحد ذاته يعتبر تسييراً للممثل ،فأنا أختار الممثل الذي أراه مناسباً لاداء الدور وقبل اي عمل اعقد جلسات عديدة مع الممثل قبل التصوير، لكي اتمكن من شرح جميع النقاط المتعلقة بمفاتيح الشخصية ( ابعادها النفسية والشخصية ) واذا كان الممثل اكثر ذكاءً ، فأنا ادع له فرصة اضافة أشياء أخرى على دوره ... وأنا أؤمن بأنه يجب ان يكون هناك تعاون بين المخرج والممثل ،لان هذا الاخير هو كتلة من الاحاسيس والمشاعر تعيش بعالمها الخاص ،يجب التعامل معها بكثير من الفنية لدفعه كي يعطي أحسن ما عنده، وأنا هنا اطبق طريقة ستانسلافسكي ».
بعد هذه الفترة الطويلة من العمل السينمائي في فرنسا.. ماذا بقي من اليونان في ابداعك؟... عن هذا السؤال يقول المخرج مانتوليس :« مازال لديّ الهم الفني نفسه والسينمائي الخاص. ويمكن ان احكي لك أنه عندما عرض لي فيلماً بعرض خاص في مهرجان « كان» السينمائي... كان الفيلم يحكي عن الحياةالامريكية خاصة ، عن « الفيتو» وحظر التجوال العمول به في حي هارلم في نيويورك ... كل شخصيات الفيلم من الزنوج ، اي أنه كان فيلماً امريكياً في الصميم ، رغم انه انتاج فرنسي لكنه ناطق بالانكليزية .
كان يحضر هذا العرض الكثير من اليونانيين ... لما انتهى الفيلم قالوا انه فيلم يوناني وليس امريكياً لانه رغم صيغته ، فروحه تظل يونانيةً .
وعن واقع السينما اليونانية الآن وتطورها أجاب مانتليوس : « السينما في اليونان مرت بعدة مراحل ، وكانت متميزةً نظراً للظروف السياسية غير المستقرة بالقرن الماضي والحروب المعاشة حتى الخمسينيات ،ومنها تقسيم السينما اليونانية الى مراحل:
الخمسينيات : وكانت هذه الفترة هي العهد الذهبي للسينما باليونان ، فقد كان الانتاج يتعدى سنوياً 150 فيلماً، لكن هذه السينما كانت تعتبر سينما تجارية وموجهة لجمهور العامة .
الستينيات : تميزت هذه الفترة بظهور مخرجي سينما المؤلف وفي هذه الفترة انجزت أول فيلم روائي لي تحت عنوان « وجهاً لوجه» الذي حاز على الجائزة الكبرى بمهرجان « سالونيك». في هذه الحقبة التاريخية تعرضت اليونان لانقلاب على نظام الحكم ،وتولت الديكتاتورية زمام الامور مما سبب رحيلي الى فرنسا .
تأتي بعد هذا فترة الديمقراطية في الثمانينيات ، التي تميزت بظهور افلام المؤلف لكن برؤية سياسية أكثر منها اجتماعية أو اقتصادية .
آخر فترة هي التسعينيات ، بدأ فيها ظهور مخرجين، كل منهم يبحث عن طريقة خاصة يتميز بها عن الباقين هذه السينما تأثرت كثيراً بالسينما الفرنسية .
لكن مع انتشار التلفزيون وفضائياته عرف القطاع السينمائي في اليونان ركوداً، حاله حال كل دول العالم الثالث نظراً للكم الكبير للاعمال التلفزيونية ، كما ان التقلص الدائم في موارد الانتاج ساهم في تدهور القطاع السينمائي ».
هناك اتجاه في العالم لاستخدام النظام الرقمي وكاميرا الديجيتال في السينما عن هذا التوجه ،يقول ما نتوليوس :« إن النظام الرقمي يعطي مميزات كثيرة ، فهو يعتبر اكثر اقتصاداً كما يمكّن من سهولة استعمال الكاميرا ( التي تكون خفيفةً اكثر من الكاميرا السينمائية ) الشيء الذي يمكن المخرج من التمكن من جميع زوايا التقاط الصورة ، وتمكن من أخذ العديد من المشاهد لكن بكلفة رخيصة .
لكن من معيبات النظام الرقمي أنه لايحافظ على جماليات الصورة، ويفقدها حيزاً من لمسة وروح الجمال ...
«روبير مانتوليس» سينمائي وشاعر يوناني ، درس السينما في أثينا ، التحق بالمقاومة حيث اشرف على الاعلام السري ايام حكم الجنرالات لليونان ... ثم تابع دراساته السينمائية في الولايات المتحدة ، أخرج ستة افلام سينمائية طويلة وخمسة عشر فيلماً سينمائياً قصيراً ،وعشرات البرامج التسجيلية للتلفزيون ، تجربته تنقسم الى مرحلتين: الفترة اليونانية حتى عام 1967 ، ثم الفترة الفرنسية بعد 1967، فيلمه الاخير « حكاية ليلى » الناطق بالانكليزية اختير للمشاركة في مهرجان البندقية السينمائي ...التقيناه ، في هذا الحوار : باعتباره شاعراً وسينمائياً وعن علاقة الشعر بالسينما قال مانتوليس: «أرى ان الفنون تنقسم الى : فنون المكان : المعمار، النحت والرسم ، وفنون الزمان : الموسيقا ، الرقص والشعر ، وكل ما جاء بعد ذلك من كتابات هو مرتبط بالشعر ،لذا فان السينما مستوحاة من الشعر لكنها تستعمل كل انواع الفنون .
وتعتبر الفن الوحيد الذي يجمع بين الزمان والمكان. ونظراً لكوني شاعراً فأنا اتعامل مع السينما بصيغة شعرية ، ولا أهتم بالحكاية او القصة لانني أثق ان كل قصيدة هي قصة ولو كانت بسيطة للغاية ، لكن ما يهمني كمخرج هو « روح » العمل الموجودة والملموسة بحياتنا اليومية .
وأنا كمخرج الذي ابدع في توضيح الرؤية الزمانية بالسينما من خلال تقنيات المونتاج التي استعملها المكان، يمكن ان يلهمني لعمل سينمائي ما... هناك أمكنة لها جاذبية ... والسينمائي هو كالشاعر وليد الحياة، اذاً فهو يختزن عدة عوالم في داخله يصيغها كيفما شاء وعلى حسب مايريد التعبير عنه .
وعن طريقة تعامله مع الممثلين اثناء التصوير يقول :« إن ( الكاستيفغ ) بحد ذاته يعتبر تسييراً للممثل ،فأنا أختار الممثل الذي أراه مناسباً لاداء الدور وقبل اي عمل اعقد جلسات عديدة مع الممثل قبل التصوير، لكي اتمكن من شرح جميع النقاط المتعلقة بمفاتيح الشخصية ( ابعادها النفسية والشخصية ) واذا كان الممثل اكثر ذكاءً ، فأنا ادع له فرصة اضافة أشياء أخرى على دوره ... وأنا أؤمن بأنه يجب ان يكون هناك تعاون بين المخرج والممثل ،لان هذا الاخير هو كتلة من الاحاسيس والمشاعر تعيش بعالمها الخاص ،يجب التعامل معها بكثير من الفنية لدفعه كي يعطي أحسن ما عنده، وأنا هنا اطبق طريقة ستانسلافسكي ».
بعد هذه الفترة الطويلة من العمل السينمائي في فرنسا.. ماذا بقي من اليونان في ابداعك؟... عن هذا السؤال يقول المخرج مانتوليس :« مازال لديّ الهم الفني نفسه والسينمائي الخاص. ويمكن ان احكي لك أنه عندما عرض لي فيلماً بعرض خاص في مهرجان « كان» السينمائي... كان الفيلم يحكي عن الحياةالامريكية خاصة ، عن « الفيتو» وحظر التجوال العمول به في حي هارلم في نيويورك ... كل شخصيات الفيلم من الزنوج ، اي أنه كان فيلماً امريكياً في الصميم ، رغم انه انتاج فرنسي لكنه ناطق بالانكليزية .
كان يحضر هذا العرض الكثير من اليونانيين ... لما انتهى الفيلم قالوا انه فيلم يوناني وليس امريكياً لانه رغم صيغته ، فروحه تظل يونانيةً .
وعن واقع السينما اليونانية الآن وتطورها أجاب مانتليوس : « السينما في اليونان مرت بعدة مراحل ، وكانت متميزةً نظراً للظروف السياسية غير المستقرة بالقرن الماضي والحروب المعاشة حتى الخمسينيات ،ومنها تقسيم السينما اليونانية الى مراحل:
الخمسينيات : وكانت هذه الفترة هي العهد الذهبي للسينما باليونان ، فقد كان الانتاج يتعدى سنوياً 150 فيلماً، لكن هذه السينما كانت تعتبر سينما تجارية وموجهة لجمهور العامة .
الستينيات : تميزت هذه الفترة بظهور مخرجي سينما المؤلف وفي هذه الفترة انجزت أول فيلم روائي لي تحت عنوان « وجهاً لوجه» الذي حاز على الجائزة الكبرى بمهرجان « سالونيك». في هذه الحقبة التاريخية تعرضت اليونان لانقلاب على نظام الحكم ،وتولت الديكتاتورية زمام الامور مما سبب رحيلي الى فرنسا .
تأتي بعد هذا فترة الديمقراطية في الثمانينيات ، التي تميزت بظهور افلام المؤلف لكن برؤية سياسية أكثر منها اجتماعية أو اقتصادية .
آخر فترة هي التسعينيات ، بدأ فيها ظهور مخرجين، كل منهم يبحث عن طريقة خاصة يتميز بها عن الباقين هذه السينما تأثرت كثيراً بالسينما الفرنسية .
لكن مع انتشار التلفزيون وفضائياته عرف القطاع السينمائي في اليونان ركوداً، حاله حال كل دول العالم الثالث نظراً للكم الكبير للاعمال التلفزيونية ، كما ان التقلص الدائم في موارد الانتاج ساهم في تدهور القطاع السينمائي ».
هناك اتجاه في العالم لاستخدام النظام الرقمي وكاميرا الديجيتال في السينما عن هذا التوجه ،يقول ما نتوليوس :« إن النظام الرقمي يعطي مميزات كثيرة ، فهو يعتبر اكثر اقتصاداً كما يمكّن من سهولة استعمال الكاميرا ( التي تكون خفيفةً اكثر من الكاميرا السينمائية ) الشيء الذي يمكن المخرج من التمكن من جميع زوايا التقاط الصورة ، وتمكن من أخذ العديد من المشاهد لكن بكلفة رخيصة .
لكن من معيبات النظام الرقمي أنه لايحافظ على جماليات الصورة، ويفقدها حيزاً من لمسة وروح الجمال ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق