الثلاثاء، 6 يناير 2015

رحيل المخرجة أسماء البكرى عن عمر يناهز 68 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة




محمد عبيدو
غادرتنا المخرجة السينمائية أسماء البكرى، إثر أزمة قلبية مفاجئة أودت بحياتها . وتعد البكرى من المخرجات القلائل اللاتى قدمن أفلامًا تحدثت من خلالها عن مشاكل المهمشين بالمجتمع المصرى، فضلاً عن توليها عدة أفلام تسجيلية تناولت من خلالها أفكارًا فلسفية.
من مواليد القاهرة حي الظاهر، خريجة كلية الآداب جامعة الإسكندرية سنة 1970، لها رؤية خاصة في طرح مشاكل المجتمع، أخرجت أكثر من خمسة عشر فيلما تسجيليا القصيرة والطويلة، منها: «قطرة ماء» سنة 1979، و«دهشة» سنة 1981، و«بورتريه» سنة 1983، و«الظاهر وخام» سنة 1983، «بيت الهواري» سنة 1992، «النيل» سنة 1997، الفاطميون، الايوبيون وغيرهم،
وقدمت المخرجة أسماء البكري - التي تخرجت من مدرسة يوسف شاهين - في أفلامها نماذج للمرأة المقهورة ضحية الظروف والرجل وقسوة المجتمع... بدأت تسجل بالصورة ما تعرفه وتريد توصيله للمتلقي.. أفلامها التسجيلية أكثر من الروائية بكثير.. فنانة مثقفة درست الأدب الفرنسي قبل اتجاهها للسينما.. أفلامها الروائية ثلاثة فقط (شحاذون ونبلاء, سنة 1991، كونشرتو درب سعادة، سنة 1998)، (العنف والسخرية). أما أفلامها التسجيلية، فيحتفى بها في أوروبا أكثر.
هذه المخرجة المثابرة.. عملت في بداية اتصالها بالفن السينمائي كـ"دوبلير" مكان بوسي في فيلم (بيت من الرمال)، ثم ملاحظة للسيناريو والإنتاج في فيلم (غرباء)، ثم مساعدة للإخراج، هذا إضافة إلى أفلام أجنبية كثيرة صورت في مصر.. حتى جاءت تجربتها الإخراجية الأولى في (شحاذون ونبلاء).
أفلامها ليست تجارية، تسعى إلى التفكير إلى جانب المتعة.. في (شحاذون ونبلاء) من بطولة صلاح السعدنى ومحمد هنيدى وأحمد أدم ومحمود الجندى وعبد العزيز مخيون، تقدم فكرة فلسفية.. ويتناول بشكل مبدع قصة ألبرت قصيري التي تدور أحداثها في مصر في أواخر الحرب العالمية الثانية عن رجل يقتل عاهرة مع سبق الإصرار، في حين ينتظر الضابط الشاب الموكل بالتحقيق في القضية لحظة المواجهة.
في (كونشرتو درب سعادة) 105 دقيقة  ,مع النجمين الكبيرين نجلاء فتحى وصلاح السعدنى،تتصدى لمشكلة نقصان المعرفة لدى المتفرج العربي. عزوز موظف صغير في دار الأوبرا، لم تزعج الأحلام أبدًا عالمه المتواضع، إلا عندما وقعت عيناه على عازفة الكمان الجميلة، فاكتشف الحب والموسيقى الكلاسيكية. نسى عزوز أصدقاءه وزوجته مبروكة، التي لجأت إلى السحر في محاولة لإعادة زوجها إلى المنزل. والنتيجة كانت نزاعًا حاميًا أدى إلى إعادة عزوز بالقوة إلى منزله. وفي الوقت نفسه، تعود سونيا إلى أوروبا دون أن تعرف أي شيء عن حب عزوز لها. ومع مغادرتها لمصر، تدفن سونيا حبًا كان يسحرها خلال السنوات التي عاشتها في أوروبا.
وكانت المخرجة الراحلة قد صرحت إنها بصدد إخراج فيلم يتناول علاقة المسلمين بالمسيحيين في مصر من خلال معالجة لرواية للكاتب المصري البارز بهاء طاهر (خالتي وصفية والدير) التي حظيت بحفاوة واهتمام نقدي وجماهيري حين صدرت في بدايات التسعينيات وتحولت إلى مسلسل تلفزيوني وعرض مسرحي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق