الجمعة، 23 يناير 2015

رونالد تريش:هناك انقطاع بين الافكار والتمويل الذي يحقق الافلام التسجيلية

محمد عبيدو
رونالد تريش سينمائي مميز في مجال السينما التسجيلية في المانيا . عمل كمدير مهرجان ليبزغ الدولي للأفلام التسجيلية وأفلام التحريك ( فى الفترة من 1973 – 1990 ) خلال هذه المدة فإن المهرجان ، الذي تم تأسيسه عام 1955 أصبح واحداً من أهم مهرجانات الفيلم الدولية تحت شعار " أفلام للعالم من أجل سلام العالم " بهذه الفترة التي فتح فيها المهرجان نافذة للسينما التسجيلية العربية ، تطل منها على العالم وتشارك فى أحداثه .
وأنهى رونالد تريش دراسة العلوم الثقافية ، قسم الفلسفة من جامعة هامبولت ، برلين فى عام 1946قبل ترشيحة لمنصب رئيس مهرجان ليبزغ الدولي للأفلام التسجيلية والتحريك أدار وكالة الفنان والحفل الموسيقي في جمهورية ألمانيا الديموقراطية . عمل كعضو ونائب رئيس المؤتمر الدولي للفيلم القصير من عام 1975 حتى عام 1991 . بعد اتحاد شقي ألمانيا شارك بخبرته في تنظيم المهرجانات واختيار الأفلام القصيرة في تنظيم مهرجان برلين الدولي الذي ظل يعمل به حتى عام 2001 . يعمل ضمن اللجنة التنظيمية لمهرجان أفلام وسط وشرق أوروبا الدولي من عام 2001 حتى 2004. و اشترك كعضو لجنة تحكيم في المهرجانات التالية : - مهرجان امبرا الدولي للفيلم القصير ، فنلندا- مهرجان موسكو الدولي للفيلم التسجيلي ،روسيا- مهرجان الصليب الأحمر الدولي للفيلم ، فارنا ، بلغاريا- مهرجان دمشق السينمائي الدولي ، سورية- مهرجان نيون الدولي للفيلم التسجيلي ، سويسرا- مهرجان بيلباو الدولي للأفلام التسجيلية ، إسبانيا- مهرجان الدراما الدولي الثالث للفيلم القصير ، اليونان . مهرجان الاسماعيلية ، مصر .
التقيناه في حوار حول قضايا الفيلم التسجيلي. عن واقع السينما التسجيلية العربية قال تريش : " في السنوات العشرين الاخيرة الافلام التسجيلية العربية في تطور مستمر وفن المهرجانات يقدم بسوية جيدة. وانا سعيد بتطور التيمة للفيلم وقد صارت اجمل . في اوروبا لا توجد مهرجانات كثيرة للافلام التسجيلية وتعرض غالبا في عدة اوقات بالتلفزيونات ، وربما تكون الافلام التسجيلية هنا في الوطن العربي افضل، وآمل ان يكون لها وضع في دور العرض . وفي السنوات الخمس الاخيرة رأينا افلاما تسجيلية عربية اكثر ولها تيم مختلفة وجميلة، مشاكل عائلية او مشاكل التربية بالمدارس ومشاكل كبار السن الخ . وهي تقترب اكثر من الموضوع الاجتماعي وهذا شيء ايجابي. وكنت السنة الماضية بمهرجان دبي وشاهدت 12 فيلما تسجيليا عربيا اكثر من 16 دقيقة وهي مخصصة لدور العرض السينمائية وكانت كل الافلام مختلفة عن بعضها وممتعة بالاجمال كانت هناك افلام سياسية عن الحرب الاسرائيلية على لبنان واجتياح بيروت ورأيت فيلما تسجيليا لشاب مصري عن سؤال الهوية وكان هناك فيلم ممتع من تونس عن الرياضة . وفي مهرجان دمشق رأينا كما كبيرا وممتعا من الافلام الوثائقية العربية الجديدة ". وعن حضور السينما العربية في مهرجان لايبزغ يقول : " في السبعينيات والثمانينيات كان لايبزغ مدرسة كبيرة للافلام العربية، وانا اعرف كثيراً من صناع الافلام التسجيلية، البعض منهم ربما يعمل بالتلفزيون او السينما ، او انتقلوا من التسجيلي الى الروائي . والآن صانعو الافلام العربية لديهم مستوى عال وانا لم اعد مديرا لمهرجان لايبزغ منذ 1999 . وولكن لم تنقطع صلتي به. والمهرجان تطور في السنوات الاخيرة ولكن نرى ان الافلام العربية قد قلّت او انعدمت في المهرجان ونأمل في السنوات القادمة ان يزداد عدد الافلام العربية ليس فقط في لايبزغ ولكن في المهرجانات الاوروبية . في السبعينيات والثمانينيات كانت هناك هبّة من صانعي الافلام القصيرة فلسطينيين وسوريين ومصريين وجزائريين وكانت هناك فورة في صنع هذه الافلام ويعرضون افلامهم في لايبزغ و اوبرهاوزن وغيرها من المهرجانات . وانا لا اعرف السبب لغيابهم، ولكن ربما تحولوا الى الافلام الروائية الطويلة".
وعن كيفية تطوير الافلام الوثائقية لدينا يقول: "انا لا اعرف ان كان السؤال مادياً . ما اسمعه من صناع الافلام ان هناك مواضيع مهمة لذلك في العالم الوثائقي وهي تتكون من المشاكل السياسية والاجتماعية . فالمشاكل الاجتماعية مهمة في جميع البلدان العربية ولابد من تسليط الضوء عليها، ولكن لا املك المعلومات الدقيقة حول كيفية تمويل هذا النوع من الافلام، فهناك انقطاع بين الافكار والتمويل الذي يمكن ان يحققها والافضل هنا البدء بافلام قصيرة ".
وعن تطور الانتاج السينمائي مع وجود اكاديميات لتعليم السينما يقول رونالد تريش :" نعم لدينا ست مدارس عليا لصناعة السينما في المانيا ليتمكن الطلاب من دراسة الافلام الوثائقية وكيفية صناعتها . في البداية يجب ان تكون هناك دراسة اكادمية للانتقال للحياة المهنية . وبعد مرحلة هذه الدراسة يمكن لهذا الجيل ان يذهب الى التلفزيون والى الفيلم القصير".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق