محمد عبيدو
من الهامش والأطراف انتقل جوني ديب 40 سنة الى المركز والنجومية بعد حياة تعيسة ومؤلمة عاشها في طفولته مع والده ووالدته الفقيرين اللذين لم يكن لهما مسكن فاضطرا الى الرحيل من مكان الى مكان حتى بلغ عمره 16 عاماً.
كان يعرف منذ البداية انه يمتلك الوسيلة للخروج من أوضاع الفقر المؤلمة لكنه كان يحتاج الى بداية صحيحة. وكانت أمه هي المبادرة الى تلك البداية اذ أهدته في احد أعياد ميلاده غيتاراً قيمته 13 دولاراً. كانت تعرف ولعه بالموسيقى والغناء ورغبته في ان يكون مغنياً. لحظتها قرر البدء في تنفيذ حلمه فبعد تخرجه مباشرة قصد لوس انجليس لتكوين فرقة موسيقية فهو كان يرى انه مغني روك أند رول لكن جاءت النقلة الاخرى في حياته عندما قرر صديقه نيكولاس كيج ان يأخذه الى المنتج الذي يتعاقد معه واختاره لأداء دور في فيلم "حلم يقظة في المسترين". وبعدها أصبح أجره على حلقات مسلسل 21 جمب تريت 24 ألف دولار، ثم انطلق ليغادر اوضاع الفقر ويصبح مع نجوم الصف الاول ليستكمل هذا النجاح بأدائه المميز في "قراصنة الكاريبي" ثم "الغرفة الس رية".
في فيلم الغرفة السرية للمخرج ديفيد كويب نرى مورت رايني جوني ديب كاتباً ينفصل بعد علاقة زوجية فاشلة ومزعجة عن زوجته ويعيش نافياً نفسه في منزل بعيد على طرف بحيرة. يجد رايني نفسه مطارداً من قبل زائر غير متوقع اسمه شورتر يدعي ان رايني سرق قصة له مع تغيير طفيف في النهاية ويقدم له مسودة للقصة. وقال إنه كتبها عام 1997، ويعطيه وقتاً قصيراً ليصحح النهاية وينشرها باسمه.
في ذلك المحيط، البيت النائي، الباعث على الخوف والقلق، تتبدى أشياء غريبة ومطاردات مخيفة وأمور كثيرة غريبة. ويصبح معها رايني مضطرب العقل. وتجري العديد من الحوادث العنيفة من مقتل كلبه الى حرق منزل زوجته التي تعيش مع صديقها بانتظار استكمال معاملات الطلاق ثم قتل المحقق الذي استخدمه لمعالجة الموضوع ووقف شورتر عند حده... ليصل الفيلم بمشاهده الى ان رايني هو من يقوم بكل هذه الافعال ولم يكن شورتر الا من بناء خياله...
ويغير نهاية القصة في الواقع وفي الكتابة فيقتل زوجته وصديقها ويدفنهم في الحديقة تحت النافذة السرية وتختم القصة والفيلم بعبارة "يقتل زوجته ويدفنها في الحديقة ويزرع فوقها نباتات الذرة ومع مضي السنوات ينسى الجميع وينسى حتى هو خبر غياب زوجته".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق