الاثنين، 2 فبراير 2015

مقتبس عن اشهر رواية نيجيرية «نصف شمس صفراء» ... فيلم يقارب حرب مدمرة في نيجيريا

محمد عبيدو
فيلم"Half of a yellow sun" أو " نصف شمس صفراء "، اقتبس  عن رواية الكاتبة النيجيرية شيماماندا نغوزي أديتشي،  وهب من أكثر روايات مبيعا. و يعود إلى صفحة مؤلمة في تاريخ نيجيريا وهي حرب بيافارا. وقد اشترطت مؤلفة الرواية أن يتم تصوير كل أحداثه في موطنها. تقول أديشي :"أردت أن يصور الفيلم في نيجيريا، لأن ذلك مهم ليس بالنسبة لي فحسب- أعلم أنه من الجيد أن تكون بلادي حاضرة وأن يتم اكتشاف المواهب المحلية- ولكني أعتقد أن ذلك أمر أساسي للفيلم في حد ذاته، لأنه يتطرق لفترة حاسمة في تاريخ نيجيريا...
الفيلم يمثل علامة بارزة لصناعة السينما في نيجيريا، ورغم انه عن الحرب الحرب الضارية التي اندلعت بين الدولة الاتحادية في نيجيريا وولايات الجنوب الشرقي الراغبة في الانفصال وإعلان جمهورية بيافرا لمصلحة قبائل الأيبو، وسميت الحرب «حرب بيافرا»، ودامت من (يوليو) 1967 إلى (يناير) 1970. الا انه يفيض رومانسية وعذوبة وقصص حب جميلة  , حيث نجد الحضور الأفريقي المترع بالشعر والخصوبة والحكمة والفن والغضب والحكايات والخرافات ..تدور احداث الفيلم الذي يروي  حكاية جيل كامل مزقته الحرب الأهلية، حول التوأمين أولانا وكاينين. فبعد إكمالهما دراستهما المكلفة في انجلترا، تعودان إلى حياتهما المترفة في نيجيريا التي استقلّت مؤخراً، وما من شيء يشغل بالهما سوى مغامراتهما الرومانسية، لكن سرعان ما تغرق نيجيريا في مستنقع الحرب الأهلية مع انهيار العيش والذات مع ذل الجوع الذي أطاح الدولة الفتية.. ما يضعهما في خضم رحلة عاطفية قوية ومؤثرة، تتباعد على مسارات مختلفة. ضمن معركة ضارية من أجل الحب والحرية، في مجتمع متعصب وقاتم، شوهته الصراعات العرقية والحروب .
أولانا تتحرك في مع عشيقها،  أستاذ  الجامعة الثوري  في حين كاينين تأخذ على عاتقها مصالح الأسرة وتنتهج المهنية بوصفها سيدة أعمال،  ولكنها سرعان ما  تقع في الحب مع ريتشارد ، الكاتب الإنجليزي. وتتطور الاحداث  مع وصول الفتى المرح اغوو للعمل خادماً لدى الأستاذ الجامعي «أودينيبو»، وزوجته «أولانا»،. ثم تركهما لينضم الى الجنود الفتيان في سييراليون حيث قتل بانفجار لغم . «كان العالم صامتاً عندما كنا نموت», هذه العبارة تتكرر... مع عرض المجازر وعمليات القتل والهروب الجماعي، وألوان شتى من الحصار . احداث الفيلم مشغولة على التشابكات الرومانسية بين الشخصيات ، وكل اليأس المتنقل عبر السياسات العنيدة والمدمرة حتى اليوم، والعلاقة بين الأختين تتهددها الخيانات. لتصبحن ضحايا الحرب الأهلية التي تنذر بتقسيم نيجيريا.
والفيلم هو أول عمل سينمائي للمخرج النيجيري بيي بانديلي، الذي اعترضته بعض المشاكل اللوجيستية عند التصوير. يقول هذا المخرج: " الأماكن التي صورنا فيها الفيلم في جنوب شرق البلاد، كانت تفتقد إلى البنية التحتية الضرورية لتنفيذ هذا العمل، كان هناك استوديو ولكن التجأنا إلى توظيف فريق عمل كامل. الأمر كان صعبا من الناحية اللوجيستية وفي المقابل استقبلنا بحفاوة سواء من قبل أشخاص بدون مأوى أو من قبل حاكم المنطقة، إنه فيلم كبير بميزانية متواضعة. " ,  ويضيف  " بيى باندلى " إن الفيلم يروى فى الحقيقة قصة حب، مشيرا إلى أنه تم تصوير الفيلم فى 33 يوما فقط فى عدة أماكن فى نيجيريا " وفي دور البطولة نجد الممثل البريطاني من أصل نيجيري شيواتال إيجيوفو، الحائز على جائزة الأوسكار لهذا العام عن أدائه في فيلم “ 12 عاما من العبودية “
 لا يمكن الحديث عن الفيلم دون مقارنته بالرواية الرائعة التي نشرت بالإنكليزية عام 2007 وحققت مبيعات هائلة بملايين النسخ في العالم , ، لذلك  اعادة رويها سينمائيا سيكون صعبا للغاية. فعند مقاربة كتاب عظيم ينبغي تناوله بحذر و التركيز في التعديلات على واحد أو اثنين من الأحداث أو الشخصيات الرئيسية بدلا من محاولة روي القصة كلها. وقيمة الرواية الأولى ومجدها الحقيقي يكمن في براعة الكاتبة في نسج عالم فني ذي صفات إنسانية حميمة وجذابة. بناء إنساني محكم قادر في الوقت ذاته على استيعاب قضايا المنطقة، بل القارة كلها من جوانبها الاجتماعية والسياسية، المتمثلة في الآثار السلبية للجهل والاستبداد والثراء الفاحش والأمراض والجوع، وكما تقول مترجمة  الرواية الى العربية في مقدمتها: «لم تقع الكاتبة في ثنائية الأبيض والأسود. الخير والشر. النقاء والتلوث، كما فعل الكثير من كتاب أفريقيا الكلاسيكيين، فقد جعلت أبطالها الطيبين يرتكبون خطايا عابرة، كما جعلت الأشرار يأتون أعمالاً نبيلة». وتشيماماندا ولدت عام 1977 وقدمت للمكتبة الأدبية روايتين فقط: أولاهما «الخبيزة الأرجوانية» عام 2003 وحازت جائزة الكومنولث لأفضل كتاب أول، ثم روايتها «نصف شمس صفراء»، والعنوان يصف علم بيافرا، وحازت هذه الرواية جائزة الأورانج البريطانية. حاليا هي تعمل كاتبة زائرة في جامعة ويسليان بالولايات المتحدة  ، وتشارك في سلسلة الكتاب المتميزين لجامعة ويسليان . اما المخرج بيي بانديل فهو  صاحب مسيرة فنية مميزة. أخرج مسرحيات لصالح "رويال شكسبير كومباني"و"رويال كورت"، كتب العديد من السيناريوهات ، منها لـ "البي بي سي"و"شركة الأفلام البريطانية والدولية للإنتاج". كتب وأخرج فيلماً سيكولوجياً قصيراً بعنوان "القبلة" 2009. من أعماله التلفزيونية "ولا حتى الآلهة حكيمة بالقدر الكافي"أخرجه داني بويل لصالح القناة الثانية في "بي بي سي"عام 1994. عُرف أيضاً باقتباسه المسرحي لقصة "أورونوكو"لأفرا بن. "نصف شمس صفراء"هو أول تجربة روائية طويلة له.
+++
طاقم العمل والتمثيل
إخراج:  بيي بانديل
إنتاج:  أندريا كالديروود
سيناريو:  بيي بانديل
تصوير:  جون دي بورمان
مونتاج:  كريس غيل
موسيقا:  بول تومسون, بين أونونو
مشاركة:  أنيكا نوني روز, ثاندي نيوتن, جوزيف ماولي, جون بوييغا, شيويتل إجيوفيير

+++
7ر10 مليون دولار عوائد الأفلام النيجيرية سنة 2013

كشفت صحيفة "بزنس داي" النيجيرية أن صناعة الأفلام النيجيرية المعروفة شعبيا باسم "نوليوود" حققت سنة 2013 عوائد إجمالية قدرها 72ر1 مليار نايرا (7ر10 مليون دولار أمريكي) ما يجعلها تحتل المركز الثالث عالميا من حيث الإيرادات وجودة الإنتاج. ونقلت الصحيفة عن محللين القول إن زيادة الإنتاج وجودة المضمون وانخراط المهنيين المتنامي في صناعة الأفلام عوامل ساهمت في تحقيق هذه النتائج. وذكر المدير العام للمصرف النيجيري للتصدير والاستيراد روبيرت أوريا وفقا للصحيفة أن "صناعة الأفلام والترفيه في العالم حققت عوائد بلغت حوالي 6ر90 مليار دولار أمريكي سنة 2010 . وارتفعت هذه الإيرادات لتصل إلى 7ر102 مليار دولار أمريكي في 2012 . وتأتي معظم هذه العوائد من التوزيع في دور العرض. وساهمت أمريكا الشمالية بالحصة الأكبر (حوالي 40 في المائة). ومثلت أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا 24 في المائة وأمريكا اللاتينية 20 في المائة وآسيا والهادي 3 في المائة فقط".وشهدت سنة 2013 إنتاج أعلى الأفلام كلفة في "نوليوود" وهو فيلم "نصف شمس صفراء" الذي كلف انجازه 27ر1 مليار نايرا (8 ملايين دولار أمريكي). ويمثل الفيلم اقتباسا لرواية تحمل نفس الإسم ألفها تشيمانماندا نغوزي أديشي. ويتوقع فاعلو هذا النشاط آفاق نمو عالية في "نوليوود" لسنة 2014 شريطة بذل جهود لاحتواء القرصنة التي تعاني منها صناعة الأفلام منذ سنوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق