الخميس، 26 فبراير 2015

فيلم - تجارة - عالم مخيف لتجارة الجنس عبر الانترنيت


محمد عبيدو
قليلة هي الأفلام التي تناولت مافيا الجنس والتجارة بيع النساء والاطفال التي تغزو العالم، هوليود نفسها لم تتطرق كثيرا لهذه المشكلة التي تقدر جمعيات للامم المتحدة ضحاياها بمئات الآلف من الاطفال و النساء اللواتي يجبرن على دخول مجال الدعارة وتجارة الجنس في اماكن متفرقة من العالم الغني والفقير.مافيا الجنس تستغل الحالة الاقتصادية لمجتمعات معينة وتغرر بالكثير من الفتيات فيها بحجة العمل في بلدان غنية، قبل ان تنتهي هؤلاء الفتيات في اماكن تجارة الجنس وفي ظروف معيشية صعبة للغاية.
فيلم " Trade" (تجارة) الحائز على الجائزة الذهبية لمهرجان سان سيباستيان , والذي افتتحت به تظاهرة أفلام عيد السينما في العالمي التي اقامتها المؤسسة العامة للسينما في سينما الكندي بدمشق , بني السيناريو له أساس من مادة حول تجارة الجنس ، كانت واردة قصة غلاف في 24 كانون الثاني 2004 بمجلة صحيفة نيويورك تايمز . يتعرض لمسيرة فتاتين قادمتين من مكانين مختلفيين كثيرا ينتهي بهما الحال في امريكا وفي قلب العالم السفلي، عالم تجارة الفتيات الصغيرات بالعمر.
أدريانا ( بولينا غايتان ) تحتفل بعيد ميلادها ال 13 وهي من أسرة فقيرة في مكسيكو سيتي ، وتمضي سعيدةعلى دراجتها . شقيق خورخي (سيزار راموس) 17 عاما يعطي لها و لأمه  مالا حصل عليه بطريقة غير شريفة ، في الواقع ، خورخي يتحدث مع سائح امريكي ويوهمه ان لديه عاهرات يمكن احضارهن له ان ذهب معه الى الشوارع الهادئة في اطراف المدينة ،وبمعاونة اثنين من اصدقائه يسلب من الرجل امواله بعد تهديده بمسدسات . ونكتشف انها ليست سوى مسدسات مياه .
وفي الوقت نفسه ، فيرونيكا ( أليسيا باكليدا ) ، وهي شابة من بولندا ، تصل في المطار مع صديقة ، حيث أنها التقطت من قبل مجموعة وعدتهما بنقلهما الى لوس انجليس ، غير انهما يخطفا.. اثناء الصراع للهرب من العصابة تضرب سيارة عابرة صديقتها لتهرب العصابة مع فيرونيكا تاركينها وراءهم جثة هامدة.
الفتاة المكسيكية الصغيرة التي تختطف من قريتها تجد نفسها مع فتاة بولندية قادمة من  الطرف الآخر من العالم يتشاركان نفس المصير البائس، اخو الفتاة المكسيكية المراهق يصمم على ان انقاذ اخته من المصير الخطر جدا الذي ينتظرها . يسأل عن اخته الناس , ليعرف ان العصابة تبيع مخطوفيها ضمن تجارة الجنس على الانترنيت من خلال اتصال في نيوجرسي .
ثم يراها عندما يقوم الخاطفين بادخالها لشاحنة مع باقي المخطوفين . يسرق سيارة صديقه ويتابع الخاطفين ولكن يفقد اثرهم لنفاذ وقود سيارته . ثم اخيرا يجد البيت حيث يحتفظ الخاطفون بضحاياهم . مع وصول سيارة تحمل لوحة تكساس . يرى سائقها ( كيفين كلاين ) يجول في المنزل . ويختبئ الصبي في صندوق السيارة ليمر الحدود مع الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة . خورخي يكشف عن نفسه ويحكي عن عملية الخطف ، وراي ، المحقق الاتحادي في مجال احتيال التأمين ، يجلب خورخي إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن الاختطاف . لكنه يهرب.
راي يلتقي جورج بعد ذلك ويقرر مساعدته لانقاذ شقيقته ، وشيئا فشيئا يصبحان أصدقاء. ثم نعلم ان راي ايضا يبحث عن ابنته من زواج غير شرعي كانت لدى نفس المجرمين . سافرا الى ولاية نيو جيرسي ، حيث يوجد الضحايا وحيث مزاد الانترنت سيعقد لبيع أدريانا لمن يدفع أعلى سعر. وتخدر العصابة صبي تايلاندي اخطفوه بواسطة حقنة في عنقه وثم سلموه إلى رجل مسن "اشتراه". يراه خورخي فيهاجم الرجل وياخذ منه كلمة السر لمزاد الانترنيت للتجار بالضحايا . في محطة ، أدريانا فيرونيكا يتمكنان من الهرب.. فيرونيكا ترى شرطي وتطلب من أدريانا تحذيره ، في حين أن فيرونيكا تتكلم من هاتف عام مع والديها في بولندا لتحذيرهم ، ولكن تعلم من امها ان ابنها خطف من نفس المنظمة الإجرامية. أدريانا تفشل بتحذير الشرطة ، واثناء المكالمة الهاتفية يستعيد الخاطفين الضحيتين.. في آخر توقف ، فيرونيكا تنتحر بالقفز من هاوية ، وهي تقول للخاطف انه سيدفع ثمن ما فعله.. الخاطف مع وصول أدريانا في منزل رئيسته المرأة القاسية حيث يحتفظ بمزيد من الضحايا.. تعنفه بلسان سليط لفقدانه فيرونيكا.
يلجأ راي للشرطة طلبا معونتهم لكنهم يرفضون ذلك لانهم يتابعون نشاط العصابة الكبير في كل انحاء العالم ولم تتم اللحظة المناسبة لمداهمتهم . يطلب راي من زوجته عبر الهاتف السماح له بسحب مبلغ كبير من المال من مدخراتهم . ثم بمساعدة خورخي يدخل المناقصة مقابل 32000 دولار لاطلاق سراحها . وبعد صدام مع العصابة تتدخل الشرطة لمداهمة المنزل . ويعود خورخي مع اخته الى مدينته حيث يذهب لقتل زعيم العصابة الروسي بسكين في ظهره ليتفاجا بطفل صغير يصرخ بابا لرجل العصابة وينتهي الفيلم بنظرة ذهول على وجه خورخي .
" تجارة " فيلم مشغول بحرفية وجماليات واضحة بدون تكلف او استعرضات تقنية من المخرج ماركو كريزبينتنر وهو فيلمه الطويل الأول . انه عمل مؤلم وقاس يهزنا من الداخل عن قضية حساسة هي خطف البشر الاتجار بهم بقصد الجنس والشبكات الكبيرة التي تعمل انطلاقا من الولايات المتحدة لتغطي العالم كله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق