عمان – الرأي - يشكل كتاب (صورة الفنان التشكيلي في السينما) للناقد والشاعر السوري محمد عبيدو إضاءة على العلاقة بين فنين بصريين هما (التشكيل والسينما).
والمعلوم ان السينما قدمت طوال تاريخها، العديد من الأفلام عن الفنانين التشكيليين، وكانت بداية علاقة جديدة بين السينما والفن التشكيلي بعض هذه الأفلام يحتفي بالفنان بوصفه عبقرياً معذباً، ومهمشا كما وأعادت السينما عشرات المرات تناول سيرة فنانين مثل فان غوغ وبيكاسو ودالي وغويا وفريدا كاهلو وغيرهم.
يبدأ الكتاب الذي صدر عن دار نينوى بدمشق في قسمه الأول بقراءة نقدية مطولة يضيء عبرها المؤلف على غالبية الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والتسجيلية التي تطرقت لحياة الفنانين التشكيليين في الإنتاج السينمائي العربي والعالمي. وفي القسم الثاني فصول مخصصة لفنانين وأفلام كان لهم حضور بارز عبر افلمة سيرهم سينمائيا ومن عناوينها (فان غوغ أفلام سينمائية رصدت تاريخه ومعاناته)، (غويا) في فلمين سينمائيين لكارلوس ساورا وميلوش فورمان و(بيكاسو والسينما) وفيلم (فريدا) إعادة إنتاج الصورة الذاتية للرسامة المكسيكية المعذبة و(سيرافين بين الفن والجنون) وكان القسم الثالث من الكتاب عن مخرجين قدموا التشكيليين سينمائيا.
ويبين عبيدو في مقدمته عن الكتاب ان اكتشاف السينما لأفلام الفن التشكيلي اعتبر حدثاً فنياً مع انتشار السينما في العشرينيات من القرن العشرين واوضح أن العديد من التشكيليين السورياليين كانوا يرون في السينما وسطا مثاليا لسبر واستكشاف عوالم أخرى مان راي وهانز ريختر وفرانسس بيكابيا كانوا ضمن الفنانين الذين قاموا بمحاولات تجريبية مع الفيلم لغايات سوريالية بيكابيا كتب سيناريو فيلم (استراحة) من إخراج رينيه كلير وسلفادور دالي شارك بونويل في كتابة وإخراج (كلب أندلسي).
وراى إن هذا الانتقال من الوسط التشكيلي إلى الوسط السينمائي جعل هؤلاء الفنانين، وعلى نحو محتوم، يوجهون اهتماماً وعناية أكبر بتكوين الصورة عندما يأتي الرسام إلى الفيلم فإنه، بالضرورة يأتي حاملا معه نظرة التشكيلي إلى التكوين واللون لافتا الى أن وظائف الرسام والمخرج السينمائي تغذي بعضها البعض وترمي الجميع نحو آفاق تشكيلية لامتناهية وهي تطرح حزمة من الأسئلة النظرية والجمالية.