" السينما في أمريكا اللاتينية " كتاب جديد صدر بدمشق ضمن سلسلة الفن السابع " 170" عن مؤسسة السينما السورية للناقد السينمائي محمد عبيدو , ويحاول الكتاب أن يؤرخ للسينما في القارة الأمريكية ويرصد التحولات المميزة لصناعة السينما في أميركا اللاتينية حيث عملت على إيجاد موطئ قدم لها أينما واتتها الفرصة،وبدأت ملامحها في التشكل وسط الصراعات والنزاعات فقد كانت ومنذ انطلاقها تقف مع المنددين والناشطين ضد الفقر والعوز والى صف المنادين بالنهوض ضد السياسات القمعية.
ويرصد تجارب مهمة في سينما هذه الدول ومنها الفيلم التسجيلي، مدرسة «سانتا » في الأرجنتين وظهور «سينما نوفو» أي السينما الجديدة في البرازيل. و في كوبا حيث أصبحت السينما جزءا من الثورة الكوبية، وفي شيلي ارتبطت بحركة الوطنية التي جاءت بسلفادور الليندي إلى السلطة، في نيكاراغوا والسلفادور مع توهج فكرة السينما المقاتلة او الثورية التي ظهرت في الستينات .
كان أول لقاء دولي للكوادر السينمائية الشابة خلال مهرجان للسينما أقيم في مونتفيديو عام 1954 نظمته إذاعة الارغواي الوطنية واحد الأندية الثقافية الثورية , وهذا يعكس إلى حد كبير ارتباط كوادر السينما في أمريكا اللاتينية بنمو الحركات الاجتماعية والتحولات الثورية التي كانت تحدث في هذه البقعة من العالم .
يمكن القول أن كل فيلم يمثل عالما مستقلا وفريدا بذاته , لكن الحديث عن الأفلام الجديدة في تلك البلدان وكذلك طبيعة الحياة التي تتمتع بها وتنتمي إليها تلك الأفلام .
الكتاب مقسم إلى سبعة فصول وملحق صور و وفي كل فصل منه يتناول عبيدو سينما إحدى البلدان في أمريكا اللاتينية فيبدأ بالبرازيل ثم المكسيك فكوبا وفنزويلا والأرجنتين والسينما التشيلية وأخيرا يتناول أفلاما من كولومبيا والإكوادور وبوليفيا .
وللتقرب أكثر من حال السينما في إحدى تلك الدول بعد أن يقدم عنها شرحا تاريخيا مفصلا يتناول البدايات واهم الأفلام والأسماء التي شكلت البذرة الأولى لانطلاقة هذا الفن فيها ملقيا الضوء على بعض أهم الأسماء والأفلام التي أنتجت في هذه القارة والتيار الذي تنتمي إليه وبعض الظروف التي أحاطت بعوالم هذا الفيلم وإنتاجه مع نظرة على بعض المخرجين الذين شكلوا علامة فارقة , يحاول عبيدو من خلال حوار مع احد السينمائيين أو النقاد فتح نوافذ أخرى على عوالم تلك السينما وبعض إسرارها الدفينة والتي جعلت من بعض أفلامها تنال أهم الجوائز العالمية في العديد من المهرجانات الكبرى .
أتى الكتاب في 96 صفحة من القطع الكبير .وهو السابع لمحمد عبيدو بعد أربع مجموعات شعرية وكتابين في السينما " السينما الصهيونية شاشة للتضليل "2004 و "السينما الاسبانية "2006 ليكشف للسينمائي بعضا من عوالم سينما طالما سمعنا عنها وشاهدنا بعضا من أفلامها وقرانا بعضا من روايات شكلت نادرة خصبة عن هذا المكان القصي من العالم بتوثيق تاريخي يقترب من التحليل أحيانا وينحو أحيانا نحو المعلومة
موقع نقطة ضوء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق