الأحد، 23 أبريل 2017

عبد الرحمن سيساكو عدسة تلاحق الوجع الموريتاني بشاعرية



محمد عبيدو
عبد الرحمن سيساكو اسم فني له تجارب فنية يحترمها الجميع قدمت به من خلال عدسة صاحبها سيساكو، حيث أنتج حتى الآن أكثر من أربعة عشر فيلما سينمائيا في المجالين الوثائقي والروائي وعبر برؤية سينمائية عن الهم الإفريقي الكبير في حوار الحضارات والشراكة الفاعلة والهجرة والتنمية.. كما أسس دارا للإنتاج في باريس



 تحمل اسم (شنقيط فيلم).
ولد عبد الرحمن ولد محمد يحيى الشهير بسيساكو بكيفة سنة 1961 ليرحل بعد ذلك إلى (مالي) قبل أن يعود من جديد إلى موريتانيا سنة 1980، وفي نواكشوط تعرف لأول مرة على أفلام الو سترن الإيطالي (كر انس هيل وبيد سبنسر) لكنه تعرف في نفس الوقت على المركز الثقافي الروسي ليكتشف عمالقة الأدب الروسي كدويستوفسكي، غوغول وتورغينيف مترجمين إلى الفرنسية، وبعد سنة حصل على منحة إلى روسيا ليدرس أولا في روستوف قبل أن يدخل معهد "افكيك"(VGIK) السينمائي وهناك تعرف على أفلام لمخرجين عمالقة ك "فورد" و«فاسبندر"، وبعد سنوات الدراسة أخرج فيلمه الأول "اللعبة" (1989) كمشروع للتخرج تم تصويره في تركمانستان ويحكي قصة الحرب من خلال لعبة أطفال يقضي معهم والدهم عطلته الأسبوعية قبل أن يعود لجبهة الحرب.
وبعد سنتين توج هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي، فيلمه الثاني أكتوبر 1993 يحكي قصة شاب إفريقي، إدريسا، الذي يستعد للرحيل عن موسكو وعن حبيبته (ايرنا) الحامل، الحائر بين الاحتفاظ بالجنين الذي تكرهه عائلتها وبين الإجهاض الذي يمحو علاقة بكاملها، وقد حصل على العديد من الجوائز في مهرجانات (كان) و(قرطاج). الفيلم الثالث هو (الجمل والعصا المترنحة) 1994، وهو عن إحدى قصص (جان لافونتان). الفيلم الرابع (صابريا) 1996، وهو فيلم طويل صور في صحراء تونسويحكي قصة صديقين يمضيان كل الوقت في "لعبة الطاولة" قبل مجيء إحدى الفتيات التي تغير كل شيء، وقد حصل على جائزة (لا موسترا دوفنيس). الفيلم الخامس (من روستوف إلى لواندا) 1997، ويزاوج بين الوثائقي والخيال، ويحكي قصة سفر المخرج يبحث عن صديقه (باري سانكا) الذي انقطعت عنه أخباره حينما عاد إلى وطنه أنكولا التي مزقتها الحرب، والشريط يبين آثار هذه الحرب دون أن يصورها مباشرة، وقد حصل على جوائز في كل من مهرجان (ميلان) و(لادوكمانتا دوكاسل) و(لافيسير ليدوك) في مرسيليا.
الفيلم قبل الأخير "الحياة على الأرض" 1998، يخلط الشعر بالسياسة من خلال رصد مرور عام 2000 في قرية صغيرة في عمق مالي هي (سوكولو)، وقد حصل على العديد من الجوائز في مهرجان (كان) و(تورنتو) و(ساندانس) ونيويورك وقرطاج وفسباكو في واغاداغو و(فريبورغ) و(ميلان) و(بلفور).
ثم فيلم في "انتظار السعادة"2002، الذي يحكي قصة مراهق في السابعة عشرة من عمره يعود منمالي إلى موريتانيا وطنه ليجد والدته تعيش في غرفة صغيرة في أحد أحياء العاصمة الاقتصادية نواذيبو، في نفس الحوش تسكن مجموعة من الأجانب إضافة إلى فنانة تقطن الغرفة الملاصقة لتلك التي سيعيش فيها عبد الله مع والدته "سكينة". سيرتبط عبد الله بعلاقة عاطفية مع "نانا" الفتاة الغينية التي تكتري الغرفة المقابلة لهم، والتي تتمتع بحماية مواطنها "باري" الذي يدير مغسلة في نفس الدار. شيئا فشيئا سيكتشف عبد الله هذا الفضاء المحيط به والذي هو جزء منه، لتفتح أمامه فضاءات أرحب من التخيل والحلم. باختصار يحاول هذا الشريط أن يحكي قصص هؤلاء ليحكي قصة المنفي سواء على المستوى الداخلي الشعوري أو على مستوى الواقع اليومي الملموس من خلال لغة سينمائية فيها الكثير من البساطة والعمق.. فيلمه "هيرماكونو"(2002)، تم انتقاؤه في عدة مهرجانات عالمية، منها على الخصوص مهرجان "كان" حيث نال جائزة النقد الدولية، كما أحرز حصان يانينكا بمهرجان فسباكو، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى لتظاهرة السينمات العربية بباريس التي تنظم مرة كل سنتين. وأخرج "باماكو"(2006)، فيلم روائي-وثائقي، عرض خارج المسابقة الرسمية بمهرجان "كان" في نفس السنة. كما أحرز الجائزة الكبرى للجمهور بملتقيات باريس السينمائية. يحاول سيساكو من خلال الفيلم، محاكمة البنك الدولي وبرامج الإصلاح التابعة لصندوق النقد الدولي، ووضعهما في قفص الاتهام. يقول عبد الرحمن سيساكو متحدثاً عن الدافع وراء إخراج هذا العمل: "لايوجد محكمة في وقتنا الراهن تستطيع التجرؤ أو التشكيك بأهلية الجهات التي تملك القوة والنفوذ. لا تقتصر المسألة هنا على إلقاء التهم واللوم على الجهات المسيئة، بقدر فضح حقيقة أن الحياة التعيسة التي يعيشها ملايين البشر ما هي إلا نتيجة للسياسات التي يتم اتخاذها بعيداً عن متطلبات حياة هذه الشعوب واحتياجاتهم وعوالمهم الحقيقية". مثل المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو القارة الإفريقية بفيلم "تومبكتو"، في الدورة ال67 لمهرجان "كان" السينمائي الدولي. وسبق له الحصول على جائزة المهرجان عام 1993 بفيلمه القصير "تشرين الأول". ويحمل الفيلم عنوانين هما "تومبكتو" و«غضب الطيور" ويتحدث عن مدينة تومبكتو منذ مجدها الغابر في التاريخ إلى أن باتت مسرحا لعمليات جهادية. ، ويعمل سيساكو في القصر الرئاسي في نواكشوط منذ منتصف العام 2011، حيث تم تعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية مكلفا بالشؤون الثقافية

نشر في الجزائر نيوزيوم 19 - 04 - 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق