جاك نيكلسون هو ممثل ومخرج أمريكي بارز من أصل
هولندي. ترشح لجائزة الأوسكار 12 مرة وفاز بثلاث من هذه الجوائز كما منح
جوائز BAFTA
ثلاث مرات وجائزة الكرة الذهبية سبع مرات. ويقول كثير من النقاد إن
جاك نيكلسون أفضل ممثل في تاريخ السينما .
ولد في 22 أبريل 1937 وهو من أهالي مدينة نيويورك، منذ أن كان طفلا عشق التمثيل
وأحب أن يستثمر موهبته. بالرغم من ظروف جاك نيكلسون العائلية التي كانت سيئة ومُربكة،
إذ كان هناك جدلٌ كبير في بداية سطوع نجمه حول إذا ما كان والداه حقيقيان أم أنه ابن
بالتبني، والغريب في الأمر أنه جاك نفسه لم يكن يعرف هذه الحقيقة مما جعله يشعر بالصّدمة
ويتأثر لفترة من الزمن، لكن ما لبث أن تجاوزها سريعا. بدأ مسيرته بأدوارٍ صغيرة في
بداية الستينات ، بدأ جاك نيكلسون حياته المهنية عندما كان عمره حوالي 20 سنة، شارك
في فيلم " صرخة قاتل الطفل " الذي أخذ فيه دور شابٍ متهم بجريمة قتل لم يرتكبها،
ومن خلاله استطاع نيكلسون لفت نظر المخرجين إليه فتم اختياره لأدوار أكثر أهمية مثل
فيلم "باكرًا على الحب"، "دكان الرعب الصغير"، "إطلاق النار"،
"ركوب الدوارة" و "جنون نفسي" عام 1968. في فيلم "
السائق البسيط " لعام 1967 لعب نيكلسون
دور المحامي الجنوبي الذي يتخلى عن مهنته مقابل بعض الحرية والمغامرة. وهكذا أصبح نيكلسون
فجأة من أفضل ممثلي هوليود، وأصبح مستقبله مضمونا في أكبر الأفلام. في بداية السبعينيات
طرقت الشهرة باب جاك نيكلسون، فقد أثار اهتمام كبار مُخرجي هوليوود، خاصة بعد مسيرته
الفنية وإتقانه للشخصيات التي أداها، فتمَّ اختياره للمشاركة في فيلم “خمس قطع سهلة”
عام 1970، لعب فيها دور شابٍ مكافح يبتعد عن حياة الرفاهية ويعمل ليأكل من عرق جبينه
و ظهر عام1970مع بربرا سترايزند في "يوم
واضح يمكنك رؤيته إلى الأبد". ولكن الشهرة والنجاح الحقيقي بدأ حين قدم دور مُساعد
في الفيلم الثوري "السائق البسيط" عام 1969 مما أهله للترشح لأول مرة لأوسكار
أفضل ممثل مساعد . وسرعان ما أصبح نيكلسون هو النجم الأول لسينما السبعينات الثورية
التي كانت تفتح آفاقاً جديدة لهوليوود ، حيث قدم " خمس قطع سهلة" مع المخرج روب رافلسون عام 70 ونال
من خلاله ترشيحه الثاني للأوسكار - والأول كممثل في دور رئيسي . في عام 1973، عمل نيكلسون دور البطولة في فيلم
مع المخرج هال آشبي بعنوان (آخر التفاصيل)، بمشاركة الممثل راندي كويد. وفاز نيكلسون
عن دوره في الفيلم بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي. وأظهر نيكلسون قدراته
الفنية بشكل واضح في هذا الفيلم . ثم يقدم
تُحفة المخرج العظيم رومان بولانسكي "الحي الصيني " عام 1974 وينال ترشيحه الرابع الحي الصيني فيلم يتحدث عن الجريمة والفساد، وهو
يصور نيكلسون كتحر خاص لامع ومتعدد المصادر. وهو يتميز بالفضول الشديد في عالم من الأسرار
القاتمة التي من الأفضل أن تبقى وحدها، يُطلب منه القيام بالتحقيق في مسألة خيانة زوجية
تخصّ رئيس وحدة المياه في لوس انجلوس في الحي الصيني حيث تقع الأحداث، خلال قيامه بالتحقيق
يكشف سلسلة من الجرائم والمؤامرات المحبوكة من قبل جهات عدة ويعمل على كشف رأس العصابة
وتهيئتها للعقاب، قام نيكلسون بأداء رائع حاز من خلاله على إعجاب النقاد.. وأخيراً
ينال نيكلسون أوسكاره الأول عام 1975 عبر مشاركته في تحفة المخرج التشيكي "ميلوش
فورمان" "أحدهم طار فوق عش الوقواق" ، و هو مأخوذ عن رواية بذات الإسم كتبها كين كيسي , و
نشرت في العام 1962 . عبر دراما رمزية فائقة الجودة عن سجين يدعي الجنون ليقضي عقوبته
في المستشفى وهناك يدفع زملائه للثورة على إدارة المؤسسة. يرى زملاؤه في المصح فيه
رمزاً للثورة كفرد في مواجهة مؤسسة بالية ومتزمتة. فبمجرد دخوله المشفى يقوم بتغيير
نفسياتهم معلماً اياهم كيف يقدّرون وجودهم الإنساني والمطالبة بأبسط حقوقهم كمشاهدة
التلفاز أو حتى القيام بنزهة بين الحين والآخر مانحهم شعوراً بتقدير ذواتهم معيداً
لهم إنسانيتهم السليبة وشيئاً من السعادة. تحتار الممرضات في الحكم عليه أهو فعلاً
مجنون؟ أم انه يتظاهر بذلك للنجاة من قضاء فترة حكمه في السجن.. أداء جاك نيكلسون في
هذا الفيلم كان حجرة الإرتكاز ، كان الحضور العظيم والتدفق في الأداء هو ما منح هذه
القصة وهذا الفيلم نجاحه المبهر الكبير. إلى جانب الوجهة الداكنة للفيلم أحيانا ما
نجده شديد السخرية، خصوصا عندما يبعث جاك الحياة
في من حوله من مجانين. في نفس السنة عمل مع
المخرج الإيطالي الشهير مايكل أنجلو أنطونيوني في فيلم (المسافر). بعدها شارك في أدوار
ثانوية في فيلمين، أحدها مع الممثل روبرت دي نيرو بعنوان (التاجر الأخير)، والآخر مع
الممثل المعروف مارلون براندو بعنوان (إجازات ميسسوري). كما قدم
دورا
مميزا مع المخرج ستانلي كوبريك في فيلم "البريق "
عام 1980 وفيه يقوم نيكلسون بدور جاك تورنس
الكاتب المتزوّج الذي يطلب منه البقاء مع عائلته في أحد الفنادق التي تغلق في الشتاء
ذلك ليدير المكان ويجد وقتاً وسكينةً تساعدانه على القيام بالكتابة، الا أنه يتبين
أن ذاك الفندق ذاته قد وقعت فيه أحداث دموية قبل عدة سنوات وله ماضٍ غامض ومقلق.. ونالَ
نيكلسون أوسكاره الثاني كممثل مساعد عن الفيلم المتوج بالأوسكار " شروط إظهار العاطفة " عام 1983 ، للمخرج جيمس
ل.بروكس الذي منح نيكلسون أوسكاره الثالث أيضاً .. وذلك حين منحه بطولة رائعته
" أفضل ما يمكن حصوله
" عام 1997 في دور ميلفين غريب الأطوار الذي تتغير حياته رأساً على عقب حين تدخل
في حياته نادلة مطعم وجاره الفنان الشاذ . وقام نيكلسون بلعب دور البطولة في فيلم لهيكتور بابينكو
" العشب الحديدي " إلى جانب القديرة
ميريل ستريب حيث لعبا دور متشردين يترحلّان في الأزقة والمقاهي في شتاء نيويورك القاسي
حيث يقدم فرانسيس (نيكلسون) المصاب بفصام حاد بزيارة منزل عائلته بعد أكثر من عقدين
على غيابه كاشفاً السر وراء عدم رغبته في العودة إلى ذلك المنزل. واكمالاً لمسيرة حافلة
بالتحف شارك نيكلسون عام 2006 مع المخرج العظيم مارتن سكورسيزي في بطولة فيلمه
"المغادرون" في دور زعيم العصابات فرانك كاستيلو لذي يخترق الشرطة بجاسوس
تابع له «الممثل مات دامون» بشخصية كولين سوليفان، الذي يقابله الشرطي بيلي كوستيغان
«ليورناردو دي كابريو» في اختراق مضاد للعصابة، التي تعلم أنها مخترقة لكن لا تعرف
من هو المخترق، كما هو حال الشرطة، التي لا تعرف من الذي يقبع في مكاتبها، هذان الأمران
يضيفان على الحرب بين الطرفين المزيد من العنف،وتتسع دائرة الدماء بشكل قوي وبلا هوادة،
مع تصاعد درامي يتكئ على سيناريو مأساة، ملحمية..
في
فيلمه " قائمة الدلو" 2007 يقوم
جاك نيكلسون، بدور «إدوارد» وهو هو ملياردير قاسي الطباع ويملك العديد من المستشفيات، وفاشل في حياته الأسرية والخاصة ، يصاب هذا الرجل
بالسرطان ويتم علاجه بغرفة مشتركة مع مريض آخر في مستشفاه الخاص هذا المريض هو مورجان
فريمان وهو ميكانيكي هادئ متزوج منذ أكثر من
خمسة وأربعين عاما من زوجته المحبة فيرجينيا ولديه منها ثلاثة أبناء. ورغم قسوة فكرة
المرض ، إلا أن الفيلم قد يميل للخفة والكوميديا
، فتنشأ علاقة صداقة بين الرجلين رغم اختلاف طباعهما ، ويمران معا بمراحل علاج يعرفان
بعدها أن امامهم وقت قليل قبل الوفاة . فيقررا أن يحققا قائمة أمنيات كان قد كتبها
فريمان ، ويضيفا عليه بعض رغبات لنيكسون وينطلقان في اللهو والسفر . وقد كان فيلم
"كيف تعرف؟" آخر فيلم شارك جاك نيكلسون في تصويره حيث بدأ عرض هذا الفيلم
في دور السينما في ديسمبر عام 2010.
محمد
عبيدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق