الخميس، 13 يوليو 2023

بورتريه: عبد العزيز طولبي .. سينمائي جزائري مخضرم



المخرج السينمائي الجزائري المميز عبد العزيز طولبي  ولد  عام 1938 في تاملوكة بالجزائر ، حارب في صفوف جيش التحرير الوطني في الولاية الثانية . أصيب بجروح ، تم إرساله من قبل الثورة إلى تونس ومن ثم عام 1958  لإكمال دراسته الثانوية في دمشق. درس السينما في جامعة كولون وعمل في التلفزيون الألماني. عاد إلى الجزائر عام 1964 ، وانضم إلى التلفزيون الجزائري حيث أخرج العديد من الأفلام القصيرة والروائية. فيلمه الروائي الأكثر شهرة من إنتاج هيئة الطرق والمواصلات ، لكن المركز الوطني للسينما والمسموع البصري (CNCA) هو من  وزعه.

قصة الروائي الطاهر وطار “نوة” من مجموعته القصصية “دخان من قلبي”، تحولت إلى فيلم سينمائي روائي طويل على يد المخرج عبد العزيز طولبي عام (1972) أبيض وأسود ، ساعة و 30 دقيقة . قصة تعيد تمثل الماضي القريب، تمثلا متصلا بهواجس حاضر مشحون بحلم العدالة وإتمام معركة التحرير بتحقيق كل أبعادها. وطولبي ممن شاركوا في الثورة. تبدأ القصة عشية الأول من (نوفمبر) ، في قرية في الأوراس تعيش في فقر لا يسبر غوره. ضد الفقراء ، هناك الإداريين الاستعماريين والجزائريين الأثرياء. نوة ، في حالة حب مع ابن فلاح عجوز جُردت منه أرضه ، يجب أن يتم بيعها إلى مالك أرض ثري ….

فلم “نوة”، ومنذ النصف الأول من سبعينات القرن الماضي آثر، على طريقته، التخلي عن سهولة الموجود، للوصول إلى صعوبة طرح الأسئلة.. ولم يقابل طبعاً بعين راضية، إذ أن المخضرمين انتصبوا دفاعاً عن المجد والتاريخ ضد الواقع الراهن الذي جعل الثورة غير قادرة على الوفاء بكل وعودها. من المؤسف أن الفيلم يكاد أن يكون منسي اليوم  .  ولطولبي ميزة ضمن مخرجي البدايات، وهي أنه كان المنفرد تقريبا بتكوين بالعربية، تكوين يدعم بآخر في ألمانيا. وأنتج قبل “نوة” بعض الأعمال التي تعرض بعضها ربما للإتلاف، وذلك ما يفصح عن خلفيات اختفائه من المشهد بعد “نوة”. اتجه طولبي نحو الخليج لإتمام مشواره في المجال السينمائي، ولكن لم يستمر وغادر الى المانيا وسعى عبد العزيز طولبي كمنتج لإنتاج فيلم عن الأمير عبد القادر، اعتمادا على رواية واسيني الأعرج وجرت اتصالات وتحركات لكن لم يثمر ذلك. وفيلم “نوة” تم اعتباره نقديا من الأفلام التي لها قيمتها وموقعها في تاريخ السينما الجزائرية..

عن عمر ناهز الرابعة والثمانين عاما غيبه الموت في ألمانيا يوم 10/2/2022

محمد عبيدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق