محمد عبيدو
الفيلم الروائي الطويل “مطاريس” اخر الاعمال السينمائية للمخرج الجزائري رشيد بلحاج، من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما ووكالة “نور فیلم” سنة 2019، يمتد على مدار ساعة و نصف، يناقش مسائل الهجرة غير الشرعية عبر البحر، من خلال قصة الفتاة “مونا”، البالغة من العمر 8 سنوات والتي هاجرت رفقة عائلتها من أبيدجان، لتستقر بالجزائر، تقطن بمدينة تيبازة الساحلية، حيث تعمل كبائعة أزهار للسیاح القادمین لزیارة الآثار لكسب المال الكاف الذي يمكنها من تسديد رحلة عبور البحر.ولجمع المال اللازم دفع لمنظم رحلة العبور غیر الشرعي إلى إیطالیا، حیث یعیش والدھا ، فتواجه معاناة وصعوبات في التأقلم والعيش، فالمكان “محمیة” الطفل الجزائري سعید البالغ من العمر 10سنوات والذي یبیع ھو الآخر الأزھار والورد .للسیاح وينشأ بينهما نوع من الصدام .
وتكثر الشجارات بين الاثنين وخصوصا من طرف “سعيد” إلى أن ينتهي العمل بصداقة قوية بينهما ضمن مواقف تميل بين السخرية والالم ،
الفيلم من تمثيل حسان كركاش، وأنيس صالحي بالإضافة للممثلة دوريان يوهو في دور “مونا ” وريبيكا ياهو في دور والدتها . المخرج اختار مدينة تيبازة لتصوير أحداث الفيلم الذي حمل إسم فندق مطارس الواقع بالمدينة الأثارية “تيبازة” ولما ترمز له هذه المدينة من حضارة وتراث ثقافي وأثار تاريخية وسياحة التي من شأنها أن تعرف بالجزائر نهيك عن الصورة الجميلة التي سترسخ في ذهن المشاهد …
وسبق ان توج فيلم “ماتاريس” كأحسن فيلم طويل بمهرجان الفيلم المغاربي 2021، الذي نظم بهارلم (هولندا)، فضلا عن جائزة أحسن ممثل، التي فاز بها الفتى انيس صالحي في دور سعيد.
كما فاز بجائزة أفضل فيلم، في الطبعة 17 من مهرجان كان الدولي (فرنسا) عن الفيلم الافريقي، و جائزة أفضل ممثلة، التي فازت بها الممثلة “دوريان ياهو” عن دور “مونا”.
يذكر ان المخرج رشيد بلحاج المولود في سنة 1942، حامل لشهادة عليا في الهندسة المعمارية تخصص فنون تزيينية، وليسانس في السينما والإخراج بباريس، “المعتدون”، كان أول أعماله للسينما الجزائرية فور عودته إلى الجزائر سنة 1979، لينضم بعدها إلى التلفزيون الجزائري ويساهم، هو وثلة من المخرجين، في إنجاز سلسلة خاصة بأزمة السكن، وأنجز عديد الأفلام منها “زهرة الرمال” (1989) و”توشية” (1993) و “البيرو دي ديستيني سوبيزي” (1997) و “ميركا “هو فيلم إيطالي درامي أنتج سنة 2000 ، من بطولة فانيسا رديغريف و جيرارد ديبارديو و فرانكو نيرو . و “الخبز الحافي ” 2004 قصة الفيلم مستوحاة من رواية الخبز الحافي للروائي المغربي الراحل محمد شكري التي نشأ في مدينة طنجة، حيث لم يكن يعرف الكتابة قبل سن الحادية والعشرين، قبل أن يتعلمها في إحدى سجون المدينة، وكانت رحلته مع الأدب بمثابة انتقام من والده الذي كان يرى فيه رمزاً لكل أنواع الظلم والجبروت، بما في ذلك إذلال المال وإذلال الاحتلال. ومن خلال الفيلم نتابع مغامرات الفتى محمد مع الفقر، حيث يمضى أياماً ساعياً للحصول على كِسرة خبز ليسد جوعه في المغرب التي تعاني من شدة الفقر ووطأة الاحتلال الفرنسي، فيعاشر العاهرات ويصبح معرضاً لشتى أنواع الاستغلال من أجل كسرة خبز فقط. وفيلم “عطور الجزائر”(2012) الذي تدور احداثه من خلال قصة مأساة أسرة جزائرية خلال السنوات الدامية للإرهاب عبر عيون امرأة “كريمة” (الممثلة الإيطالية مونيكا قواريتوري) ، وهي مصورة متألقة مقيمة في باريس ذات صيت عالمي تركت الجزائر لأسباب قاهرة بسبب أبيها الذي يوشك على الوفاة بعد مرض عضال أجبره على لزوم الفراش، و تعود إلى وطنها بعد غياب عشرين سنة ، رغم أنها قطعت قبل عقدين من الزمن حبلها السرّي مع بلدها الأم، وعائلتها. وهنا؛ يحاول المخرج التركيز على خلفيات تلك الفترة العويصة من تاريخ الجزائر الحديثة من خلال مأساة عائلة جزائرية ميسورة تجتمع في أفرادها تناقضات المجتمع وخلافاته.و “نجم الجزائر” المقتبس عن رواية للكاتب الجزائري عزيز شواكي تحمل نفس العنوان يتناول هذا الفيلم الذي انتج في 2016 على مدى 102 دقيقة الارهاب في التسعينيات من القرن الماضي من خلال قصة مغني من حي شعبي يحلم بان يصبح نجما.
محمد عبيدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق