السبت، 10 ديسمبر 2022

"سيدي نجيب".. فيلم عن بطل أردني شارك الليبيين مقاومتهم للاستعمار الإيطالي

 


عمان - عرض المخرج الأردني ناجي سلامة فيلمه الجديد “سيدي نجيب” الذي يتناول سيرة الشهيد نجيب سعد العلي البطاينة، الذي روى بدمه تراب ليبيا في مواجهة الاستعمار الإيطالي، وهو فيلم يقوم على الكثير من الشاعرية في تصوير العلاقات بين الشعبين ونضال الشهيد الأردني إلى جانب الليبيين ضد المستعمر.

وتناول الفيلم الذي عرض في المركز الثقافي الملكي برعاية الأميرة رحمة بنت الحسن جملة من ملامح الحياة الاجتماعية والثقافية في إطار لقطات سريعة توحي ولا تدخل في التفاصيل، ليلقي الضوء على الموقف الوطني والعربي لأبناء الأردن، ودور المرأة وقتذاك في مواقفها المساندة للرجل.

الفيلم يعرض عددا من المعارك التي خاضها الأردني نجيب البطاينة في ليبيا إلى جوار القائد الليبي عمر المختار

استهل الفيلم بكلمة للأميرة رحمة، أشارت فيها إلى بطولات الأردنيين، لافتة إلى أن إربد التي اختيرت عاصمة عربية للثقافة كانت أما لنجيب البطاينة الذي كان يسمى في ليبيا “نجيب الحوراني”.

ودعت الأجيال إلى معرفة أن “لهم أجدادا ضحوا بالغالي والنفيس وبدمائهم من أجل عروبتهم دفاعا عن الأرض العربية في فلسطين وليبيا”.

وفي تغريدة لوزيرة الثقافة هيفاء النجّار على موقع التواصل الاجتماعي تويتر كتبت “الأردنيون عروبيون بالفطرة، شجعان، قدموا التضحيات بدمهم الزكي في كل المواقف القومية ببسالة، هذا ما قاله فيلم ‘سيدي نجيب’ عن سيرة الشهيد البطل نجيب سعد العلي البطاينة، قصة نعتز بها ونفخر، لسيرة بطل شارك في مطلع القرن العشرين لنيل ليبيا حريتها، وروى بدمه ترابها، هي حكاية الأردنيين وأصالتهم، يدونون في صفحات التاريخ وطنيتهم في سردية مشرفة”.

ويعرض الفيلم، الذي تولى الإشراف العام له وصفي الطويل البطاينة من فكرة عايد علقم وإنتاج جمعية فرقة سيماء للمسرح والفنون ومنتج منفذ “فجرنا للأفلام”، عددا من المعارك التي خاضها البطاينة في ليبيا إلى جوار القائد الليبي عمر المختار، من خلال عدد من اللقطات الأرشيفية التي ترافقت مع قراءة للإعلامي أسعد خليفة، حيث يتوقف عند تعرض البطاينة للإصابة في إحدى المعارك، إلا أنه يصر على خوض المعركة التي قضى فيها متأثرا بجراحه.

كما اشتمل حفل عرض الفيلم الذي قدمه اللواء المتقاعد جمال البطاينة على كلمة للمؤرخ الدكتور سعد أبودية الذي عرض مرجعيات كتابة سيرة البطاينة والمعارك التي خاضها، لافتا إلى أن البطاينة قامة وطنية يعتز بها، وأن كل أردني استشهد خارج الأردن لديه حكاية وقصة تستحق أن تؤرخ وتروى ويُنتج عنها فيلم سينمائي.

ورغم البعد الزمني والتباين في اللقطات الأرشفية وزمن تصوير الفيلم إلا أن المخرج استطاع أن يحقق الإيقاع الهارموني البصري والنفسي بين الأزمنة في القطع والعودة الرشيقة إلى الحكاية والمناخ النفسي للمشاهدة وبيئة الأحداث لجهة التصوير والمونتاج والمؤثرات الموسيقية والإضاءة والغرافيك.

وتقول عايدة الأمريكاني، كاتبة نص الفيلم، عن المعالجة الدرامية إنها تمت “بالمزج بين المشاهد الأرشيفية والدرامية لتكمل بعضها بعضا، بينما الدراما مجتزأة من مشاهد طويلة للمخرج، وتم تصوير تلك الأجزاء واختيار لقطات ودمجها مع المواد الأرشيفية”. وتابعت “نرى المشاهد متداخلة بين الواقع والدراما حتى نكاد لا نميز بينهما”، لافتة إلى أن اختيار الموسيقى جاء لتتناسب مع كل مشهد درامي وتبقي على نسق التصاعد الهرمي للأحداث.

وتشير المؤلفة إلى أن مادة الفيلم المترجم إلى اللغة الإنجليزية تم جمعها من مجمل ما كتب أو قيل عن نجيب. وتمت صياغة نص باللغة العربية الفصحى كي يفهمه كل العرب، بناء على أبعاد الشخصيات. وتمت كتابة النص والحوارات المفترضة للشخصيات بناء على بعدها العمري والنفسي، موضحة أن جوهر القصة يركز على البعد القومي والعروبي في مواقف البطل نجيب والشخصيات التي أحاطت به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق