الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022

مذاقات الطعام في السينما

 


محمد عبيدو

علينا أن لا نقع في خطأ الذهاب إلى السينما مع معدة فارغة، لأن  هناك افلام  مثل مذاقات القصر و جوليا وجوليا  و رحلة المائة خطوة ،  وامرأة في القمة ، هي استعراض مغري من روائح الأطعمة المتخيلة، سيجعلنا جائعين بكل حواسنا مع كل طبق تعمل على إنشائه  بطلات الافلام ويحمل شهية الاكل.

مذاقات القصر:

 أخرجه “كريستيان فنسنت”، يبعث على الحنين إلى أنواع من الطعام ونكهات الماضي ووصفات الطبخ القادمة من سحر السنين العتيقة.

في مطبخ محطة البحوث، حيث الطباخة هورتنس لابوري (كاترين فرو)، إمرأة فرنسية جذابة في خمسينيات العمر، تتقن صنع الطعام بشكل مذهل، ونحن نمضي في الفلاش باك، يجري نقلها من مزرعتها الخاصة  للكمأة في عمق الريف الفرنسي في سيارة الحكومة، لركوب القطار إلى باريس.

شخص ما في الحكومة يريد طاهيا، ولكن على وجه التحديد من يكون، ظل غامضا، ليخبروها فيما بعد أن الأمر جرى تلبية لرغبة الرئيس ميتران بطباخة خاصة له ولأسرته ولضيوفه المقربين، تعمل في مطبخها الصغير بموازاة فريق طباخي القصر، في المطبخ الرسمي لكي يحظى بفرصة تذوق وجبات الطعام البسيطة كالتي كانت تعدها جدته… وفي كوميدية بإيقاع سريع نتابع أحداث هذا الفيلم.

قبلت هورتنس العمل على مضض، وتركت مزرعتها وعمها المريض كي تتفرغ لخدمة الرئيس، فإذا بها تجد نفسها في عالم من التحديات ومواجهة المصاعب، ولكن بمجرد أن التحقت بمطبخ الرئاسة الذي يهيمن عليه الذكور، لتعمل بقلبها وروحها وخبرتها لتقرن الطبخ الفرنسي بالأصالة والتجدد الرصين، السلمون والكمأ في أوراق الملفوف، على البخار ومقطع إلى شرائح أنيقة مع كريم الصلصة، بطة مطبوخة مع الخضار بدقة، علاج الجبن الذي يتطلب جهدا من خلال شبكة معينة مصنوعة من العشب.. وفطيرة الزنجبيل والتفاح وحبيبات الكاكاو، يبدو كل ذلك تفصيلا لذيذا ومثيرا، لكن يعود هذا إلى حد كبير لعمل الطبيعة.

مع مساعد لها الشيف نيكولاس (آرثر دوبونت)، تحاول أن تعمل ثورة في مصادر الطعام، بإتباع أسلوب المزرعة الطبيعية والريف في المائدة، إنطلاقا من حياتها الخاصة التي أمضتها في المزارع. و تستطيع أن تفرض نفسها كشيف للطهاة لأول مرة من الإناث بفضل قوة شخصيتها وروحها التي لا تقهر، على الرغم من أنها تثير غيرة رئيس الطهاة، وتقع بورطة مع البيروقراطية في القصر، حيث المحاسب لم يفهم سبب ارتفاع الميزانية في طلبات مواد الطبخ، تعلن رفضها تقديم تنازلات في الطبخ وفي الأنواع النادرة والمكونات النقية التي تشكل أفضل ما قدمته المزارع والحقول في القرى الفرنسية.

فيلم (مذاقات القصر) يأخذك برحلة طويلة إلى الطعم الحقيقي، حيث الطعام أمامك هو أكثر من مجرد سراب الشاشة الكبيرة، هنا رحلة كوميدية لطيفة مع صراع درامي، تستحضر المطبخ الفرنسي.. وتقاليد الطبخ والضيافة الرفيعة، عبر حكاية إمرأة ستبقى ذكراها نابضة بالإرادة.

جوليا وجوليا :

 فيلم من إخراج وتأليف نورا إيفرون، وبطولة ميريل ستريب، ستانلى توتشى، إيمى آدمز. تدور قصته حول الشابة “جولى باول “- تجسدها  إيمي آدمز – تشعر بالملل فى حياتها خاصة، فتنتقل إلى شقة فوق مطعم للبيتزا بصحبة زوجها، وتقرر عمل مدونة للطبخ مستعينة بوصفات الطباخة الاشهر والأقدم “جوليا شايلد ”  – تقوم بدورها ميريل ستريب  – لطبخ كل وصفات الطبخ وعددها 524 من كتاب شايلد وذلك خلال سنة واحدة, وهذا التحدي نشرته في مدونة شعبية ، لتنقلب حياتها رأسا على عقب بعد أن أصبحت مدونتها من أهم عشرة مدونات فى الولايات المتحدة بفضل ملهمتها جوليا تشيلد التى تعلمت فن الطبخ فى فرنسا فى نهاية الاربعينيات في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بصحبة زوجها الدبلوماسى، وصدر لها أهم موسوعة للمطبخ الفرنسى  ، مما ساعدها على نشر المطبخ الفرنسي وفنونه بالولايات المتحدة من خلال كتابها الذي ألفته. ومع النجاح منقطع النظير الذي حققه الكتاب تصبح جوليا تشيلد نجمة إعلامية شهيرة لتسهم بدورها في جذب المستهلك بعيدا عن الأنماط السائدة في المجتمع الأمريكي التي تعتمد بالأساس على المعلبات والأطعمة سابقة التجهيز لتقدم لهم وجبات لذيذة طازجة معدة بعناية وحب..

رحلة المائة خطوة :

تتمحور قصة الفيلم الكوميدي الأميركي (رحلة المائة خطوة). وهو من بطولة النجمة هيلين ميرين، ومانيش دايال و أوم بوري، واخراج السويدي لاس هالستروم  حول المطبخ والأكل، ولكنها في حقيقة الأمر تذهب إلى القيم العالية والعمق الحضاري، و احترام الآخر والاحتفاء به والبحث عن الكمال في الذوق والتذوق. حكاية الشاب الطباخ حسن كاظم الذي يجسده مانيش دايال، يتصف بتقديم أعلى درجات التكامل في الوصفات أو الوجبات التي يقدمها، تعصف به الايام وبأسرته في الهند، بعد أن يتم تدمير مطعم العائلة في بومباي الهند تملكه ويديره ، إذ تقوم عصابة بتحطيم كل شيء بعد خلاف على الانتخابات. يقوم والده “بابا كاظم اوم بوري” بإخلاء المطعم ولكن زوجته تكون قد لقيت حتفها أثناء المشاجرة.  تغادر العائلة إلى أوروبا بحثا عن اللجوء. وأثناء اجتيازهم الحدود بين سويسرا وفرنسا تتعطل سيارة بابا وتعلق العائلة بالقرب من قرية فرنسية. تقوم مارجريت التي تعمل طباخة بمساعدة العائلة لتصليح السيارة واستضافتهم، وفي القرية يجد “بابا” مطعما مهجورا ويبدأ التفكير في فتح مطعم هندي فيه. ليكتشف أن أمامهما مباشرة وعلى بعد مئة خطوة فقط يستقر مطعم بقيادة طباخة فرنسية ماهرة، وهنا تظهر مدام مالوري التي تلعب دورها النجمة هيلين مورين، والتي لم يكن باستطاعتها أن تتقبل فكرة منافسة مطعم هندي لها في نفس الشارع وبالحيلة تأخذ كل وصفات الطعام الهندي من “بابا” ثم تحاول فعل المستحيل لكي لا تنجح العائلة في افتتاح المطعم. لنتابع صراعاً خفياً بين مطعمين وذوقين وحضارتين وثقافتين مختلفتين، لكن الصراع سرعان ما يتحول حوار جميل يسعى إلى احترام الآخر واكتشافه .

الفيلم تحفة سينمائية تجعلك تعتقد أنك تشم طعم الأكل وتلك الوجبات، وتتذوق طعمها المقرون بالإبداع والتكامل. فيلم يختصر الحوار بين الثقافات في المطبخين الفرنسي والهندي بكل تباينهما وعظمتهما وتفردهما..

امرة في القمة :

عند الحديث عن الطبخ تحضر بقوة صورة بينلوبي كروز في فيلم ” امرة في القمة ” عندما تهرب من خيانة زوجها في البرازيل الى أمريكا وتنقل معها دهشة وصفات الطعام الحار في برنامج تلفزيوني تقدمه يلقى متابعة هائلة .

الطباخ، اللص، زوجته وعشيقها :

 فيلم بيتر غرينواي “الطباخ، اللص، زوجته وعشيقها”، حيث يمتزج الطبخ بالجنس والحب والموت ، وحيث المشاعر القاتلة برؤية بصرية مذهلة  يمسي المطعم مسرحاً لكامل الأحداث، زعيم عصابة (مايكل جامبون)، ترافقه زوجته (هيلين ميرين) ورفاقه، يسلي نفسه كل ليلة في مطعم فرنسي  . وفي المطبخ وبين اللحوم والأسماك ووسط القدور الكبيرة يقع العشق بين الزوجة  التي تعبت من سادية زوجها وعشيقها (آلان هوارد)  ويلتقيا بمساعدة طهاة المطعم ، وحين يقتل اللص عشيق زوجته بإطعامه الكتب التي يسترزق منها، حسب تعبيره، كون العشيق بائع كتب، فإن زوجته تقوم بطبخ عشيقها وإجبار زوجها على أكله، ومن ثم تنتحر .

 البوفيه الكبير :

 فيلم ماركو فيرري «البوفيه الكبير» وفيه أربعة رجال ناجحين في منتصف العمر مارسيلو، وهو طيار. ميشال، وهو مدير تنفيذي بالتلفزيون. أوغو، طاهي. و، فيليب، القاضي  يقررون الذهاب الى فيلا فيليب لتناول الطعام  حتى الموت من وليمة كبيرة . بعد الليلة الأولى، يصر مارسيلو أنه يجب أن تنضم إليهم نساء فلا يمكنه ان يستمر بدون ممارسة الجنس. فيستدعوا ثلاث عاهرات  ليمضين معهم ايام . ولكن عندما تعرف النسوة بقرارهم حول الاستمرار بتناول طعام الوليمة حتى الموت يهربن من الفيلا .

أحرق :

فيلم أحرق Burnt من إخراج جون ويلس وكتابة ستيفن نايت عن قصة للكاتب ميشيل كالزينكو بطولة كل من برادلي كوبر, سينا ميلير, عمر سي, يحكي العمل مسار الطاهي البريطاني آدم جونز الذي عُرف بتميزه في نوعية الوصفات التي يقدمها، مما جعله يبالغ في زهوه وغروره، كما ساهم بإغراقه في إدمان المخدرات، مما أوصله لأن يخسر مطعمه وعنوان نجوميته.

عندها يأتي البحث عن فرصة ثانية للكينونة والعودة من جديدة، ولكن هذه المرة تكون في العاصمة الفرنسية باريس، ومن أجل هذه المهمة، عليه أن يؤمِّن فريقاً يقبل بخوض التجربة إلى جواره، بالرغم من صعوبة التحدي والمزاجية الكبيرة للمتذوق الفرنسي وأيضا نقاد المائدة والمطبخ الفرنسي،

ورحلة التحدي هذه تحتم على الطباخ تجاوز ادمانه، حيث إنه يعلم أن لا فرصة بعد الفرصة الثانية، كما يروي الفيلم أيضاً العلاقات الإنسانية التي تحيط بالطباخ والنقلات الصعبة التي تجعله يتجاوز «الحرق» في المهنة .

راتاتوي :

فيلم الرسوم المتحركة راتاتوي  الذي نال جائزة الأوسكار يتناول قصة فأر موهوب في إعداد الطعام و شغوف للغاية في اكتشاف الوصفات الجديدة و لكن شغفه هذا يرفضه مجتمع الفئران الذي ينتمي له و الذي يعيشون على تناول بقايا الطعام و الهروب مِن البشر حيث أن مجتمع البشر و كما هو معروف يشمئز كثيراً مِن مجتمع الفئران فهل سيتمكن هذا الفأر مِن تحقيق حلمه؟.

لا يوجد حجوزات :

تدور أحداث “لا يوجد حجوزات” No Reservations حول )كايت (كاترين زيتا جونز كبيرة الطهاة التي تحكم مطبخها بالحديد والنار، لا ترَ في العالم سوى عمل فقط، حتى تضطرها مديرتها لأخذ جلسات علاج نفسي لتتعلّم التحكم في غضبها، ثم تُعيّن لها مساعد هو الشيف الناجح نيك (Aaron Eckhart) الذي يرغب في التعلم منها، ولكنها ترفضه شكلاً وموضوعاً.

تتغير حياة كايت تماماً عندما تُقتل أختها وزوجها في حادثة سيارة، وتصبح ابنتهما الصغيرة في رعايتها، فتضطر لأن توازن بين عملها في المطعم الذي تعتبره قطعة منها، وبين واجباتها الجديدة، بالإضافة لمشاعرها اتجاه نيك التي تحاول كبتها.

طبخ العاصفة :

فيلم “طبخ العاصفة ” كوميدي مليء بالمغامرات و المتعة يتناول منافسة دولية ضارية في الطهي تتحول فيما بعد إلى ساحة قتال شرسة بين اثنين مِن الطهاة المحترفين أحدهم مشهور بأطعمة الشارع الشعبية و الأخر حاصل على نجمة ميشلان و يتمتع بشهرة عالمية كبيرة ، لكن حين يكتشف الطرفان و جود عدو مشترك بينهما فإنهما يتحدان معاً للتصدي لهذا العدو فهل سينجحان بهذا التحالف و هل سيتمكنا حتى مِن التحالف بشكل إيجابي أم لا؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق