الاثنين، 19 ديسمبر 2022

من خلال 20 ألف ملصق مميز معرض «أفيشات» في بيروت يُؤرخ للسينما العربية والأجنبية

 






بيروت ـ 

يؤرخ الناشر اللبناني عبودي أبو جودة للسينما بـ20 ألف "أفيش" مميز، حيث يعيش في منطقة "الحمراء" بالعاصمة بيروت بين عشرات الآلاف من المقتنيات الفنية النادرة، التي بدأ تجميعها منذ أن كان في عمر الطفولة.

لم تكن مهمة "أبو جودة" سهلة، بل استغرق أعوامًا طويلة حتى يحقق هذا الإنجاز، ويصبح أشهر مؤرخ لبناني للأفلام القديمة من أفيشاتها.

تحتل أفيشات الأفلام المصرية القديمة المرتبة الأولى بين مقتنيات عاشق الأفيش، وتضم مكتبته أكثر من 3500 ملصق للسينما المصرية. 

يؤمن "أبو جودة" بأن صناعة الأفيش من أرقى الفنون الشعبية منذ مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، كما يمتلك رؤية للحفاظ عليها في عصر الوسائط المتعددة.

ومع الوقت، تحول "أبو جودة" من هاوٍ إلى باحث في السينما عبر أفيشاتها، وتحول معرضه إلى متحف مفتوح ومقصدًا للباحثين في تاريخ السينما العربية والأجنبية.

تركيز أبو جودة في مراهقته كان على الأفيشات الأجنبية، لكن في العشرين من عمره بدأ ينجذب بأفيشات الأفلام العربية وعنها يقول لفتتني «جماليتها ودقتها». فكان تخطيطه لنشر هذه الأفيشات بعدما حصل على كتب أجنبية تضم ملصقات أفلام، فبادر اذا صح القول الكشف عن كنزه الأول من خلال كتابه الذي أطلق عليه “هذا المساء” وذلك بعد جهد وعمل دام 15 سنة وصدر في العام 2015 ، واختار فيه مجموعة أفيشات من بين أكثر من 20 ألف ملصق بحوزته جمعها حصراً خلال العصر الذهبي للسينما اللبنانية والذي يُطلق عليه «الزمن الجميل» أي الأفلام التي عرضت في بيروت منذ العام 1929 وصولاً حتى العام 1979.

عن الملصق السينمائي وعن كيفية تحضيره، لفت أبو جودة إلى أن هذا الملصق كان الوسيلة الأساسية لا بل الوحيدة للإعلان والدعاية للفيلم، لذلك كان يأخذ الكثير من الوقت والتحضير والاهتمام، وهو نقطة البداية والانطلاق، وبالرغم من التطور الهائل الذي شهدته السينما وظهور الفيديو، إلا أن الملصقات والأفيشات القديمة “لا زالت تنبض بالحياة”. ولخص أبو جودة مراحل انتاج أو صناعة الأفيش فقال إنه يمر في مرحلتين، الأولى وهي الأطول والتي قد يدوم العمل فيها لشهرين وهي مرحلة التصميم، حيث كان الملصق (الأفيش) يرسم باليد والتي عادة ما تترافق مع تدخلات الممثلين، ما يفسح في المجال لهم لطلب إجراء تعديلات عليه أو إضافة ما يرونه مناسباً، بعدها تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة طباعة الألوان حيث كانت الطباعة يدوية تقتضي طباعة كل لون على حدة، وصولاً إلى نهايته ليصبح أفيشاً كما كنا نراه على الجدران أو في صالات السينما.

عن الأفيش الأجمل بين الأفيشات التي جمعها وموجودة بحوزته يقول عبودي «ليس هناك ملصق أكثر تميزاً أو جمالا عن غيره من بين الـ 20 ألف ملصق، فكل واحد من هذه الملصقات له حكايته وسره. وعن الفترة التي تضم ملصقات قليلة يقول «فترة الأعوام 1929 و1940 وهي تعتبر قليلة من ضمن مجموعتي والسبب في ذلك ندرة بعض الملصقات وهي أفيشات أفلام غير موجودة في الأرشيف وكذلك ملصقاتها فنستعيض عنها بصور الجرائد والمجلات».

نشاط عبودي في جمع أفيشات الأفلام مستمر وملصقاته الباقية سيعرضها تدريجياً بعدما لاقى معرضه الذي نظمه في دار النمر إقبالاً لافتاً من جميع الفئات، ومن ضمن أعماله المستقبلية معرض عن السينما المصرية وآخر يقارن السينما الحديثة بالقديمة وغيرها من الأفكار التي تنطلق من مسألة أساسية وهي شغف عبودي أبو جودة بتلك الهواية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق