الثلاثاء، 6 ديسمبر 2022

بروفايل: أحمد مالك ايقونة الموسيقى التصويرية الجزائرية

 تتقاطع السينما مع الموسيقى في النسق التعبيري الذي يهدف إلى خلق الإمتاع الفني لدى المتلقي وفي نفس الوقت تجسيد مواقف إنسانية وثقافية متعددة تستلهم نمطين فنيين مختلفين من حيث الأسس والمبنى، ولكنهما يشتركان في الهدف الجمالي والبعد الفكري. من هنا كان تعامل السينما مع فن الموسيقى حدثا بارزا أسهم في دمج نمطين تعبيريين، من أجل خلق جو درامي لأحداث الفيلم ينسجم مع مبتغى الرؤية السينمائية للمخرج ويتوافق مع انتظارات المتلقي وشحنته النفسية والذهنية.

اهم من قدم موسيقى تصويرية بالجزائر فهو الموسيقار أحمد مالك (1931 – 2008) .. الذي عرفته أجيال من متابعي التلفزة الجزائرية عبر موسيقى أكثر الأفلام شهر في تاريخ السينما الجزائرية، « عمر قاتلاتو » و « عطلة المفتش طاهر » مثالاً، ترك أعمالا موسيقية كثيرة تشهد على مساره الذي تنوع بين تأليف الموسيقى للإذاعة والتلفزيون ثم قيادة أوركسترا هذه الهيئة، كما عمل مالك في مشاريع خاصة في تيمات لم تكن معروفة بتاتا في السبعينات، مثل الموسيقى الإلكترونية.

الموسيقار أحمد مالك ظاهرة موسيقية اتسمت بالجودة والخصوصية في عالم تأليف الموسيقى التصويرية لم يتمكن أحد من مضارعته فيها أو منازعته.. لذلك كان عميد الموسيقى التصويرية عن استحقاق. أجاد بأدواته الموسيقية وثقافته العالية في التعبير عن كثير من مضمون هذا الافلام مهتما بكل تفصيلة ودقيقة في سيرورة الخط الروائي لها جاعلا من المشاهد يندمج بكل مشاعره مع أحداث الفيلم..

ولد 6 مارس سنة 1931 ببرج الكيفان من عائلة عاصمية المنشأ، التحق بالمعهد الموسيقي سنة 1942 ومكنته هذه الفرصة من تعلم العزف على آلة الناي واختص أيضا فيما بعد في العزف على آلة البيانو والأكورديون. مع حلول سنة 1947 انخرط أحمد مالك في الجوق العصري للإذاعة تحت قيادة مصطفى اسكندراني،  كما كان يتعامل مع بعض الفنانين والفرق الجزائرية من خلال عمله كموزع موسيقي، وفرقة الراحل حداد الجيلالي، قبل أن يؤسس في منتصف الخمسينيات فرقته الخاصة.. عقب الاستقلال عام 1962، سطع اسمه كأحد أبرز مؤلّفي الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام التي أخرجت في تلك المرحلة، ومن روائع أحمد مالك، موسيقى فيلم “عطلة المفتش الطاهر” (1972)، “ليلى وأخواتها” (1977)، “المنطقة المحرمة” (1972)، “الفحّام” (1972)، “عمر تلاتو” (1976)، “بلا جذور” (1976)، “حواجز” (1977)، “تشريح مؤامرة” (1977)، الى جانب “مغامرات بطل” (1978)، “سقف وعائلة” (1982) “زواج موسى” (1982)، “امبراطورية الأحلام”، “الرجل الذي ينظر من النافذة”، “رحلة شويطر”، وأشهر عمل قدمه للتلفزيون كان “الحريق”. كما عمل الفنان مع التونسيين من خلال فيلم “عزيزة” سنة 1970.  توفي عام 2008 .

في الفيلم التسجيلي “كوكب مالك” للمخرجة الفرنسية بالوما كولومب نرى الحياة الخاصة للموسيقار التي ترويها هانية، ابنته على مدار عشرين دقيقة، مع حضور الممثلة عايدة كشود التي عرفته منذ السبعينيات.

محمد عبيدو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق