الأحد، 10 ديسمبر 2023

أونغاريتي – سماءٌ صافيةٌ ومختارات أخرى

 


ولد أونغاريتي ‏‎ungaretti‏ يوم 10-2-1888 بمدينة الإسكندرية التي هاجر إليها والداه من توسكانيا ‏الإيطالية. ‏


سرمَد


بين الزهرة تُقطَف ‏

والزهرة تُمنَح

عدمْ

لا يُدركه التعبير.



* * *

سأمْ


حتى هذي الليلة سوف تمر

العزلة إذ تتشرد

ظلْ من أسلاك ترام‏ٍ

يترنَّح

فوق الإسفَلت الرّْطب

رؤوس السواق أراقبها ‏

نائسةً

مثقلةً بنعاسِ الليل.‏

* * *


ربما كانَ نهراً


الضباب الذي نتلاشى به

الضباب الذي نمَّحي فيه…هذا

ربما كان نهرٌ هنا

يولد…‏

إنني أسمع الآن أغنية الحور تأتي

من مياه البحيرةِ

حيث كانت هناك المدينة.‏


‏*يُبين أونغاريتي أن الضباب قد حوَّل مدينةَ ميلانو إلى بحيرةٍ ذكَّرته((كالسراب)) ببحيرة مريوط قرب ‏الإسكندرية.‏


* * *


في إجازة


‏((فيرسا،27 نيسان،1916))‏

من يرافقني في الحقول؟

إنها الشمس تنتثر

قطرات من الماس مائيةً

تنزل العشب لدناً.‏

أتراصف والبهجةَ الكونَ‏

هادئةَ الخفق والخافق

تنتفخ الجبال

بالريح…ظلاً ليلكاً

ثم تسير في سباق تجذيف مع السماء

في الأعالي الشفيفة

بَطَل السحر…‏

دلّيت نفسي

بنفسي…‏

ثم اختبأت

بعشّ

بنفسي.‏


* * *


صمتْ‏((ماريانو،27حزيران 1916))‏


عرفتُ مدينةً

في كلِّ يوم تمتليء بالشمس

حتى حد حافَّتها

وفي لحظةٍ-‏

إذا ما أفعمتها الشمس

صار الكل…كل الكونِ مسحوراً.‏

لقد غادرتها غسقاً

وفي قلبي

حفيفُ غصونِ سيكادا*‏

وعبر سفينةٍ بيضاء

رأيت مدينتي…تخفى

تلاشى

وهي تترك في الهواء

معلقاً

وللحظةٍ…منها

عناق النور.


‏*السيكادا:شجر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق