الخميس، 14 ديسمبر 2023

في انتظار البرابرة / كفافي

 


ترجمة : سعدي يوسف


ما الذي ننتظر, في الساحة, مزدحمين ؟

البرابرة سيصلون اليوم .

ولم مجلس الشيوخ معطل ؟

الشيوخ لا يشترعون القوانين

فلم هم جالسون هناك إذن؟

لأن البرابرة يصلون اليوم .

أي قوانين سيشترعها الشيوخ الآن ؟

عندما يأتي البرابرة , سيسنون هم القوانين .


لم يستيقظ امبرطورنا, مبكرا هكذا ؟

ولم يجلس الآن معتليا عرشه, معتمرا تاجه

عند البوابة الكبرى للمدينة ؟

لأن البرابرة يصلون اليوم . و الإمبراطور ينتظر استقبال قائدهم.

و الحق أنه تهيأ ليوجه إليه خطبة

خلع عليه فيها كل الأسماء و الألقاب .


لم خرج قنصلانا معا, و القضاة

بأقبائهم الحمر, و أقبائهم المزركشة ؟

لم هذه الأساور, وكل هذا الحجر الكريم,

كل الخواتم ذات الزمرد المتألق ؟

لم يحملون اليوم صولجاناتهم الثمينة ؟

ذات المقابض الفضة, والنهايات الذهب ؟

لأن البرابرة سيصلون اليوم

وأشياء كهذه تدهش البرابرة .


لم لم يأت الخطباء, المفوهون, هنا, كالعادة

ملقين خطبهم, قائلين ما ينبغي أن يقولوا ؟

لأن البرابرة سيكونون اليوم, هنا

وهم يسأمون البلاغة و الفصاحة .

لم هذا الضيق المفاجئ, والإطراب ؟

لم غدت عابسة وجوه القوم ؟

لم تخلو الشوارع و الساحات, سريعا ؟

و الكل يعود إلى داره, غارقا في الفكر ؟

لأن الليل قد هبط , ولم يأت البرابرة .

ولأن أناسا قدموا من الحدود

وقالوا أن ليس ثمة برابرة .


والآن … ماذا نفعل بدون برابرة ؟

لقد كان هؤلاء نوعا من حل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق