الاثنين، 4 ديسمبر 2023

من قصائد الشاعر الراحل مهدي محمد علي



في أول هذا العام

غادرت الوطن بزيّ بدويّ

وعبرت صحاراه على ظهر بعير

في قافلة من رحل ورياح

ونياق وأدلاّء

ورجال تبحث عن رزق ما بعد الصحراء

سبعة أيام بلياليها

لم نعرف غير ذلول ليل

وسماء و رمال

وصحارى تصفر فيها الريح

في آخر هذا العام حلمت:

إني أرحل نحو الوطن المغلوب

بقطار تحت الأرض

يمرّ بأحياء تحت الأرض ومحطات

تكتظ بأعداء وعيون جواسيس

لكني...

قابلت أخي في زاوية الشارع

عجلاً , أتلفت

ودعت أخي و أفقتُ

تذكرتُ

بأني لم أرَ أمي في الحلم


...

الجواد النحيف الأصيل

الجواد الخفيف

يرسم الأفق - لوحته - بالغبار

بالغبار الخفيف

بالغبار الذي يتطاحن وقت الأصيل

الجواد الخفيف

هاهو الآن يعدو

ببرّية غادرت شمسَها الآن

برّية لم يساور مداها ندى الليل

لم تحترق بالأصيل

ولكنها مثل قطن

تماوج تحت الحوافر

- لا نسمع الوقع -

أو تحت رقص الجواد على الأفق

وهو يخب بلا فارس

دونما سرجه

دون شمس تغيب

ومن دون ليل يساور أعرافه

أو يحاور أطرافه

أو يباغت خصلة ذيل له

راح ينشر تشكيلة الشّعْرِ تلمع من ذاتها

الجواد النحيف الشريد

الجواد البعيد

يرسم الأفق دون ضياء

ودون ظلام

.....

مذُ غادرني البستان

صرت أحاوله في بيتي

في سطح إذ يوجد

أو في الغرفة

أو فوق الطاولة:

اللفت على قارورة ماء

والثوم

وشمندرة

الباقلاء

وجذع الملفوف

والحمص

والجزر فكان الكل كما بستان

في طبق مكسور !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق