الاثنين، 4 ديسمبر 2023

ممثل إيطالي: لهذا السبب تدعم أوروبا الحرب على غزة



وصف الممثل الإيطالي، أنطونيو دي ماتيو، العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه "دنيء ومخز"، مؤكداً أنه لا يمكنه أن يظل صامتاً حيال ما يحدث في القطاع.

وعن سبب اهتمامه بفلسطين، قال دي ماتيو، في مقابلة خاصة مع وكالة "الأناضول": "كان ذلك في سن مبكرة للغاية؛ أتيت إلى روما من كازيرتا (مدينة جنوب إيطاليا) لحضور تظاهرة لدعم فلسطين مع والدي، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها العاصمة. بعد ذلك أصبحت مهتماً بشكل شخصي بهذا الموضوع، ودرسته محاولاً فهم الوضع الحالي وما حدث في السابق، وعام 2007 ذهبت أخيراً إلى فلسطين".

وأشار دي ماتيو إلى أنه خلال رحلته إلى فلسطين، زار مدن بيت لحم والقدس وأريحا، ولم يتمكن من الذهاب إلى قطاع غزة لأنه زار المنطقة بوصفه صحافياً.

لكنه حضر تظاهرة نُظمت في مدينة نابلس في الضفة الغربية. وأوضح قائلاً: "ذهبت إلى المنطقة للقيام بعمل خاص بوصفي مصوراً لإحدى الصحف في ذلك الوقت، وبينما كانت التظاهرة تقام هناك (كما أكدوا لي لاحقاً) بدأ الجيش الإسرائيلي بإلقاء الغاز المسيل للدموع. لقد أطلقوا الرصاص المطاطي، وأصبت في ساقي، وكان هناك متطوع إيطالي إلى جانبي وأصيب في جبهته، كذلك أصيب آخرون. باختصار، كان الوضع يشبه حرب عصابات، وكنت خائفاً جداً في تلك اللحظة".

وقال: "منذ ذلك اليوم، لم أتخلّ عن هذه القضية قَطّ، لقد عملت دائماً على هذه القضية، وذهبت إلى المؤتمرات، وكنت أتابع الوضع دائماً".

واسترسل قائلاً: "في 25 أكتوبر/ تشرين الأول وبعده، رأيت أن غزة مغلقة تماماً وتتعرض للقصف. لم أستطع التحمل أكثر، وشعرت بأنني يجب أن أفعل شيئاً ما".


وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في أثناء سيره على السجادة الحمراء مع طاقم المسلسل التلفزيوني الشهير "ماري فوري" في مهرجان روما السينمائي، شوهد دي ماتيو وهو يحمل العلم الفلسطيني ويرفع لافتات عليها عبارات مثل "أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"أوقفوا القصف على غزة"، و"أوقفوا الإرهاب".

وبرر دي ماتيو هذا الأمر بقوله: "أردت أن أرفع صوتاً على المستوى الدولي على الأقل، وفي تلك المناسبة (مهرجان روما السينمائي)، أخذت معي الوشاح (الفلسطيني) هناك وفتحته".


وأضاف: "شعرت بأنني مضطر إلى الانضمام إلى هذه القضية، لأنها ليست قضية إرهابية كما يريدون أن يبدو الأمر للجميع، فهناك وضع إنساني (في غزة). لقد فعلت ذلك بإمكاناتي المتوافرة، ولم أستطع النوم لأسابيع لأن ما حدث (العدوان الإسرائيلي) كان دنيئاً ومخزياً، ورغم ذلك لم يسمع الناس في إيطاليا عنه، ولم يجرِ الحديث عنه (في وسائل الإعلام) كثيراً".


ورداً على سؤال عن تقييمه توجه الحكومة الائتلافية اليمينية في بلاده تجاه الوضع في فلسطين، قال الممثل الإيطالي: "حكومة (جورجيا) ميلوني صامتة، لا تقول أي شيء".

واستدرك: "لكن في هذه الأثناء، تقوم شركة إيني، إحدى الشركات الحكومية الكبرى، بالتنقيب عن النفط مع إسرائيل قبالة سواحل غزة. إنها (الحكومة) تبرم اتفاقيات، ثم تمنح الولايات المتحدة ضمانة بخصوص قاعدة للهبوط والإقلاع، كذلك فإننا نبيع الأسلحة، فنحن من أكبر مصنعي الأسلحة، ولدينا مصالح اقتصادية في هذه الحرب".


وبشأن حظر التظاهرات الداعمة والمتضامنة مع فلسطين في بعض الدول الأوروبية، قال دي ماتيو: "يعود ذلك أساساً إلى الصهيونية المنتشرة على نطاق واسع في أوروبا، وهناك أيضاً شعور بالذنب لما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، والمصالح الاقتصادية، لأن كل شيء في أوروبا يتعلق بالمصالح الاقتصادية".


وأردف دي ماتيو أن "منع الاحتجاجات أمر سخيف، لأن جميع الدول الأوروبية تؤمن بحرية التعبير وتبادل المعلومات. وهذا (منع الاحتجاجات) لا يبدو صحيحاً بالنسبة إلي".

ورداً على سؤال عن إمكانية تحقيق حل الدولتين، أجاب دي ماتيو: "هذا الأمر غير معقول حالياً. أعتقد أنه لا يمكن أن يكون هناك مثل هذا الحل ما لم توضَع القواعد التي ستكون في مصلحة الجانبين، لأن جميع المقترحات قدمتها إسرائيل، وكانت دائماً تحت رعايتها". وأضاف: "أؤكد أنه لا بد من وجود دولة واحدة، لكن يجب أن تكون دولة تضمن حرية الحقائق العرقية والدينية على حد سواء".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق