ترجمة : محمد بن صالح
خرقة حمراء ،
كتلك المعقودة في أعناق الأنصار
و قرب المرمدة ، على التربة الغبراء ،
غرنوقيّان ، من أحمر مغاير.
ها أنت إذن ، منفيّ ، في رعايتك الصارمة ،
اللاكاثوليكية ، مدوّن بين هؤلاء الموتى
الغرباء : رماد غرامشي ... متجمّدا بين الأمل
و ارتيابي القديم ، أقترب ، قادما ،
صدقة إلى هذه الهضبة الناحلة ،
قبالة قبرك و إلى روحك الباقية
على الأرض بين هؤلاء الناس الأحرار ( أو لعله شيء
مغاير ، شيء أكثر انتشاء
و أكثر تواضعا أيضا ، اتحاد فتوّة ،
و جنس و موت )...
في هذا البلد ، حيث وجْدُك أبدا
ما هدأ ، أحسّ بما كان عيبك
- هنا ، في سكون القبور ? و في الآن ذاته
كم كنت على حقّ ? في مصيرنا الحزين
- في كتابة ورقاتك الأخيرة
خلال أيام اغتيالك.
أرى هنا ، شاهدا على البذار بعدُ ما اندثر
من السلطان العتيق
هؤلاء الموتى المقيّدون إلى سلك
يغمر في قاع القرون فظاعته
و عظمته : و أيضا لجوج هو
تذبذب السّندانات ، في خفية
مختنقا و مؤلما ? منذ الحيّ المتواضع ?
لكي نشهد النهاية.
و ها أنا ذاتي ... فقيرا ، مرتديا
ثيابا يلمحها الفقراء في واجهات
ذات بهرج فظّ عليها يبست
قذارات الطرقات الأكثر ظلمة ،
و مقاعد القطار الكهربائي ، التي تشوّه ،
لي أي نهار : عندما استطعتُ ، في تناقض ،
أن أعرف مثل هذه الراحة ، في قلق المقاومة ؛
و إذا حدث
و أحببت العالم ، فلن يكون ذلك إلاّ
حبّا فاسقا و عنيفا و ساذجا ،
تماما كما كرهته ، فيما مضى ، مراهقا ، مرتبكا ،
عندما كان يؤلمني منه ، بورجوازيا ،
و جعي الشخصي ، البورجوازي : و إذا كان العالم
- عندك ? الآن منقسما ، فهل هناك موضوع لحقد ،
لاحتقار شبه روماني ،
إلاّ للقِسم الذي يمتلك السلطة ؟
مع ذلك ، فبدون عنفك ، أبقى ،
إذ أنّني لا أختار إطلاقا . أنا أحيا لا راغبا في شيء ،
في هذا الوقت ما بعد الحرب مغشيا علي :
عاشقا لهذا العالم الذي أكرهه ? في بؤسه ،
محقّرا و ضائعا ? بفضيحة غامضة
من سريرتي ...
____________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق