السبت، 11 نوفمبر 2023

الأخوات الثلاث - رينيه شار



يا حبّي المكسوّ كمنارة زرقاء،

اقبّل حمّى وجهك،

حيث يغفو الضوء الذي ينعم في الخفاء.

.

أحب وأنتحب. أنا أحيا

وهذا هو قلبك "نجمة الصباح" تلك

بديمومتها الظافرة التي تحمرّ

قبل التصدي لمعركة كوكبة النجوم.

.

بدونك، فليصر جسدي الشراع

الذي يشمئزّ من الريح.

I

في إجّانة الأزمنة الثانوية

كان الطفل الوليد من طبشور.

وكان مسار الفصول المتشعّب

يُخفي المجهول بالعشب. 

.

والمعرفة المنقسمة

كانت تستحثّ الربيع بزخّات مطر.

وكان أريج البلد

يُنمّي الزهرة البارزة. 

.

إن تواصلاً نشينه،

لهو لحاءٌ أو جمدٌ مودعان؛

الريح تُثمّر، الدم يُسعّر،

والعين تصنع سر القبلة. 

.

وفي إحيائه الطريق المفتوحة،

يبلغ الدُردور الركبتين؛

وهذه السورة، مجرى الدموع

تفيض به من صدمة واحدة. 

II

الثانية تصرخ وتفرّ

من النحلة المحيطة والزيزفون القِرمزيّ.

إنها يوم من الريح سرمدي،

وزهر النرد الأزرق في المعركة، والمراقب الذي يتبسّم

إذ تقول قيثارته: "ما أبتغيه يصير". 

.

هي ذي ساعة الصمت

والتحوّل إلى البرج

الذي يشتهيه المستقبل.

.

صيّاد الذات يتجنّب بيته الهشّ:

طريدته تتبعه بلا أيّ وَجَل.

.

ضوؤهما جدّ عالٍ، صحتهما جدّ نضرة،

فليتَ هذين الزوجين اللذين يمضيان بدون أن يعنيا شيئًا

لا يشعران بأن هؤلاء الأخوات يُعدنهما إليهنّ

إلى الغابات البيضاء بحُشاكة في الفم من رماد.

III

هذا الطفل على كتفكِ

هو نصيبك وعِبْؤكِ.

فيا الأرض التي تلتهب فيها السحلبية،

لا تُثقلي عليه. 

.

إبقي زهرًا وحدًّا،

إبقي منًّا وأفعى؛

فما يكدّسه الوهم

بسرعة يهمله الملاذ.

.

وتموت العيون الفريدة

والكلام الذي يبتكر،

والجرح الزاحف إلى المرآة

هو سيد الكوخين. 

.

عنيفةً تنفتح الكتف قليلاً،

صامتًا ينبجس البركان.

فيا الأرض التي عليها يتوهج الزيتون،

كل شيء إلى زوال.

*

ترجمة: هنري فريد صعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق