يعرض سينماتيك الجزائر اليوم 2 نوفمبر الفيلم الفلسطيني “اصطياد اشباح” للمخرج رائد أنضوني الذي سبق ان نال جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي وبمهرجان وهران للفيلم العربي، إضافة إلى جوائز عالمية أخرى
لم يتبق للمخرج رائد من تجربة اعتقاله في المسكوبية، مركز التحقيق التابع للمخابرات الإسرائيلية شاباك، إلا شظايا ذكريات لا يملك تمييز الحقيقي منها عن المتخيل. وفي سعيه إلى مواجهة هذه الذكريات الشبحية التي تطارده، يقرر أنضوني إعادة بناء مكان اعتقاله الغامض في رحلة لإعادة اكتشاف ملامح السجن القديم.
بلغة بصرية عميقة وبعيدة عن التنميط والمألوف،، استطاع المخرج والمعتقل الفلسطيني السابق، رائد أنضوني، في “اصطياد اشباح” (94 د ـــ 2017) إعادة تمثيل الاعتقال في ديكورٍ، يستعيد تفاصيل عديدة من المكان الأصلي تقديم تجربة التعذيب الممنهج بحق الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وذلك دون أن يسقط في النمطية التي اعتاد الوعي التقليدي رؤيتها في تناول القضايا الانسانية الكبرى.
لم يتناول انضوني الاسير باعتباره ضحية مطلقة ولم يتناوله كبطلٍ مطلق، بل قدمه كإنسان واقعي فيه من الضعف والقوة ما في كل البشر. فقد أظهر أن عناصر صموده وقوته تكمن في إرادته المؤمنه بحقه في النضال والحرية، وبهذا اعتبر أن تجربة الاسر هي من اعمق التجارب التي تصنع الانسان ويجد فيها ذاته الحقيقية.
ولد رائد انضوني في مدينة عمَان عام 1967 لاسرة فلسطينية من بلدة بيت ساحور المجاورة لمدينة بيت لحم،عادت عائلة انضوني الى بلدتها بيت ساحور بعد ان شهدت الاحداث الدامية في الاردن. وهو يقيم في باريس ويعمل في السينما المستقلة منذ عام 1997، وقد قام بإنتاج عدد من الأفلام الوثائقية التي حازت على جوائز عالمية مثل “الرحلة الداخلية”، و”مباشر من فلسطين”، و”غزو”، و”ارتجال” (60 دقيقة)الذي نال منة جائزة الثقافة والفن في مسابقة البحر المتوسط العالمية للأفلام الوثائقية عام 2006 ، بورتريه لعائلة موسيقية، تصنع آلة العود، وتتقن فن العزف عليها. عائلة تعيش هذه المهنة أكثر مما تعتاش منها، الأمر الذي جعل من الموسيقى هويتها، وأداتها، وسبيلها في الحياة، ووسيلتها في الوجود.. وهو من مؤسسي “دار للإنتاج السينمائي” ومقرها رام الله. وقام عام 2009 بتأليف وإخراج فيلم Fix Me صداع ، ويروي رائد أنضوني قصة معاناته مع الصداع المزمن، مما لا يساعده على إتمام أي من مهام عمله، ويواظب على العلاج لدى طبيب في مدينة رام الله، حيث يعده الطبيب بشفائه من الصداع بعد 20 جلسة، ويصور رائد خلال الفيلم جلسات العلاج..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق