الأحد، 12 نوفمبر 2023

رياض الصالح الحسين .. خراب الدورة الدمويّة

 


استلقي باص جسده

أو انتظريه في المحطة التالية

فهو الآن متهم لأنه قتيل

و متهم بتخريب الدورة الدموية:

القبلة الأولى رصاصة

الطلقة الأخيرة حب.

1 – صورة شخصية لـ ر. ص. ح:

يركض في عينيه كوكب مذبوح

و سماء منكسرة

يركض في عينيه بحر من النيون

و محيط من العتمة الطبقية

في عينيه –أيضًا

تركض صبيّة جميلة بقدمين حافيتين

يغنّي:

لقد كانت طريّة.. طريّة

كالثلج و الينابيع

لقد كانت سنبلة طريّة

و لذلك التقطتها بمناقيرها العصافير

لقد كانت طريّة.. طريّة

تركض بقدمين حافيتين فوق سهل أجرد.

2 – حلم:

منْ يقطن في جسد "يانافالينتوفا"

الطافح بالغزلان و أشجار البلوط

المعبأ بالمعجزات الأرضية المشاعة؟..

منْ يغتسل من محيط عينيها

و يتبلل بالنوارس و أصابع الصيادين السعداء؟..

ها أنذا أتفقد مكتبة أيامي

فاتحًا كرّاسة الأنهار،

لأقرأ في خطوط يديها:

تضاريس الريح

و أمجاد الأمواج البرية

أتفتت في مناخ قبلاتها:

أسماء خضراء و غابات سالكة

ممالك تفتح أبوابها لفرسان الدهشة

لعصافير الدوري المتفجرة بالغبطة و الأناشيد.

3 – عشب:

جلسَ العاشقان على العشبِ

جلسَ العاشقانْ

خلفهما جثة لا تحدُّ

و بينهما جثة و دخانْ

4 – أغنية:

مزرعة للوفي، يدك التي تمتدّ لا ترجعيها

شفتي لغة ملطخة بالضنى..

الآن تتمدد على سرير جسدك الوثير

ترتمي بين أشجار عينيك ذاكرتي

و أنا متشبث بضفائر يديك

أفتح نافذة للحديث..

و بلحظة يقتنصك الغياب

أو تصبحين فريسة للأغاني!.

5 – أسئلة:

أيتها البلاد المصفحة بالقمر و الرغبة و الأشجار،

أما آن لكِ أن تجيئي؟!..

أيتها البلاد المعبأة بالدمار و العملات الصعبة

الممتلئة بالجثث و الشحاذين،

أما آن لكِ أن ترحلي؟!..

6 – مدينة:

يركض في دهاليزها فرس شوكيّ

يحكّ بقوائمه ظهرها الطافح ببثور الجرب

هي.. هي

المدينةالمئذنة

ثمة طاووس وحيد في حديقتها الواسعة

يفرد بزهو ذنبه الملوّن، لينظر إليه:

أ ماسح أحذية ذو عينين حزينتين

و وجه ملطخ بالبويا

ب – امرأة شقراء عيناها جرح و وجهها كآبة

ج – بائع بطاقات يانصيب خاسرة سلفًا

د – كاتب هذه القصيدة المطرود من عمله لأنه حاول التأكيد على أن الأرض توقفت عن الدوران، و أن الأبيض لم يزل أبيض و الأسود لم يزل….

7 – حوار:

قلتُ: للبحر أجنحة

و مراكبنا الريح قد سرقتها

و تناثر شاطئ البكارة في حقائب قراصنة البرّ

فإلى أين أذهب

و أنا متسخ و عارٍ

مثلما القمر في منتصف ليلة صيفية؟.

قلتِ: اغتسل بماء صوتي

و ارتدِ قبلاتي

قلتُ: قاطرة الوقت قد أنهكتني

فالقرى مدية تحتزّ وريدي

و المدن الصخرية امتلأت بي ضجرًا

و ها أنا أتيبّس بين اثنتين:

خطوة و سكاكين..

خطوة و قرنفل..

أصبح الصوت سوطًا

و الحذاء قبعة

و الحدائق مستشفيات

و مكاتيب الغرام قنابل موقوتة..

فمن أين أبدأ؟.

قلتِ: فلتكن في البداية مذبحة الأبجدية!..

8 – رقص:

أسقط في حضن حبيبتي

شمسًا باردة

هواءً مختنقًا

أسقط في حضن حبيبتي

جسدًا مسكونًا بالجوع

مصفدًا بالحبر و الأحذية

أفتش في حضن حبيبتي

عن أغنية شرسة

و لحن مفترس

و…

هل تحبين الرقص يا حبيبتي؟!....

9 – امتلاك:

حادّة كالشفرة

صلبة كحربة فولاذية تخترق القلب

واسعة كالمحيط

جميلة كالفرح

مضيئة كالضحكة

حبيبتي الممتلئة بالأعياد

شهية كرغيف الخبز

طيبة كبرتقالة

أما أنا..

فلا أملك إلا هذه الكلمات

و بعض الذكريات التعيسة

المحفورة بضراوة على ميناء جسدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق