المدرعة بوتمكين هو فيلم صامت سوفييتي أنتج عام 1925 من إخراج سيرغي أيزنشتاين. الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية فهو يؤرخ للثورة العمالية في مدينة «سان بطرسبيرغ» عام 1905، وتبدأ أحداثه في احتجاج عمال السفينة المدمرة بوتمكين على الأوضاع المزرية، الأمر الذي يجعلهم عرضة للعقاب من الضباط، حينها يثور العمال ضد الضباط ويسيطروا على السفينة، وعند عودتهم يستقبلهم ثلاثة الآف من أهل سان بطرسبيرغ بالتحية والترحاب. وأثناء ذهابهم للقيصر الروسي لإخباره باحتجاجهم. لنظرتهم له حينها على أنه الأب الحاني على الشعب الروسي، إلا أنهم تفاجئو بقرار الملك بإطلاق الرصاص عليهم بواسطة الجنود القوقازيين، مما تسبب في مقتل 1000 مدني وجرح 2000 أخرين في مشهد دموي مهيب على مدرجات الأوديسا.
الفيلم يعتبر من كلاسيكيات السينما، وقد اختير عام 1958 كأفضل فيلم في تاريخ السينما في معرض عالمي في بروكسل. وإحدى مشاهده المسماة المذبحة على درجات الأوديسة تعتبر من أشهر المشاهد السينمائية.
أكثر مشاهد الفيلم شهرة هو مذبحة المدنيين على درجات أوديسا (الذي يعرف الآن باسم «درج بوتمكين»). ويعتبر هذا المشهد من الكلاسيكيات وهو واحد من أكثر المشاهد تأثيرا في تاريخ السينما. في المشهد، يسير جنود القيصر في ثيابهم الصيفية البيضاء في رحلة لا نهائية على ما يبدو في خطوات بأسلوب إيقاعي وكأنهم آلات، ويطلقون النار على الحشد. وهناك كتيبة منفصلة من القوزاق تهاجم الحشد في الجزء السفلي من الدرج. من بين الضحايا امرأة مسنة تلبس نظارة، وصبي صغير مع والدته، وطالبة في زي موحد، وطفلة في سن المراهقة. أم تدفع طفلا رضيع في عربة طفل تقع على الأرض وتموت والعربة تتدحرج إلى أسفل السلم وسط حشد الهاربين.
مذبحة الدرج على الرغم من أنها لم تحدث في الواقع، لكنها مستوحاة من مظاهرات واسعة النطاق حدثت في تلك المنطقة اندلعت وقت وصول بوتمكين إلى ميناء أوديسا، وكان كل من جريدة التايمز وإفادة القنصل البريطاني تذكر أن القوات أطلقت النار على الحشود؛ وأفيد بوقوع عدد من الوفيات بلغ مئات. كتب الناقد السينمائي روجر إيبرت: «عدم وقوع مذبحة قيصرية على سلم أوديسا لا يقلل أبدا من قوة المشهد... ومن السخرية أن [إيزنشتين] قدم ذلك المشهد بشكل متقن حتى أننا اليوم نظن أن إراقة الدماء على خطوات أوديسا قد حدث فعلا.»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق